صرخات بغداد

2 0 0
                                    

صرخات بغداد

وبعد ان ركبت لمياء سيارتها ،

حاولت تشغيل السيارة مرة .. مرتين .. وثلاث لكن دون جدوى .

لمياء :"   السيارة  لا تعمل "

حنين :" لماذا ؟"

لمياء :" لا ادري !"

تقدم حسام نحوهما
لمياء من نافذة السيارة  قائلة :" لا ادري ماذا حدث  .. انها لا تعمل "
نزلت حنين من السيارة وعادت الى البيت ثم نزلت لمياء .
حسام :" هل تمانعين يا خالتي لو اوصلكما بسيارتي ريثما نصلح سيارتك؟ "
لمياء :" حقيقة لا اريد ان اتعبك معي "
حسام :" لا تقولي ذلك .. انتظري ريثما احضر مفتاح السيارة  "

ذهب حسام بسرعة واحضر مفتاح السيارة ، ركبت لمياء بقربه  وحنين خلف مقعده .

وفي الطريق ...

هدى :" حسام هل بإمكاننا الوقوف قرب  الصيدليات  ، لقد نفذ مني بخاخ الربو وتذكرته للتو"

حسام:" بالطبع .. بالطبع"
اوقف حسام السيارة قرب صيدليات متجاورة .. وهمّ بالنزول .

هدى:" لا تتعب نفسك ..  سأنزل انا واعود اليكم بسرعة "

نزلت هدى مسرعة نحو الصيدليات التي كانت بمحاذات الشارع ..

حنين " تسارعت نبضات قلبي  خجلا  "

حسام اخرج سيجارة  واشعلها  .. تنفس بعمق  ونظر من النافذة ثم اخرج ذراعه خارج السيارة  ، مرت لحظة وبدأت تصدح الأغنيات في السيارة بصوت عالٍ :
"حنين .. وحنيته مو معقولة ..
فدوة اروح لقلبه فدوة لطولة  "

كسر الصمت قائلاً :" هل تعرفين بأنني أقرأ لغة الجسد ؟"
حنين " لقد هزتني تلك الجملة وزادتني ارتباكاً ، ربما كشف أمري ! قد يكون عرف شعوري تجاهه !"
تبسمت بارتباك

حنين :" وماذا يعني ؟"

سكت حسام  قليلاً  .. ثم تمزق السكون  بصوت  يشق  السماء وعصف ينتزع الابدان والسيارات و كل ما في الشارع الى  الأعلى  تصاعدت اعمدة من الدخان ، سحب حسام مفتاح السيارة بسرعة وفتح الباب  وقفز الى خارج السيارة فتح الباب الخلفي وسحب حنين بعد ان تناثرت شظايا زجاج النافذة على اجسادهم.  وسط دخان  يحمل صرخات ساخنه ، ركض حسام متشبثاً   بذراع  حنين  بقوة  بين قطع الاشلاء المتناثرة فوق مستنقعات الدماء في الشارع.

حسام يصرخ :" اركضي حنين "

حنين تصرخ برعب :" لمياء ،، لمياء "

حسام :" لا تنظري لشيء ، اخفضي رأسك وأركضي بسرعة "

كان الموت  واقفاً  يعزف لحن الرحيل بين اشلاء الضحايا ، فقد اصبحت سمفونية الدماء اغنية صباحات بغداد. بدأ ازيز الرصاص يتعالى بينما الكل يركض لينجوا بحياته ، حنين خارت قواها  فسقطت ، حملها  حسام  وركض  بها بين ازقة البيوت العتيقة بكل ما أوتي من قوة.

جذبني شعرها البني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن