1__إسبانيا_24 يناير 1858

77 10 49
                                    

" لص ! "

" إنه ل_ " قلب المراهق طاولة التفاح قبل أن يكمل الرجل جملته حتى .. نظر كل من في السوق للتفاح المتساقط فوق الأرض .. ثم وجهوا أنظارهم نحو المراهق الذي بدأ بالجري فورما قلب صناديق التفاح الموضوعة بجانب بعضها البعض فوق طاولة لرجل عجوز يعتاد بيع التفاح كل ظهيرة في ذلك السوق الكئيب و الفقير

كان المراهق قبل دقائق يقوم بإختيار التفاح في كيس شفاف قائلا أنه سيشتري أربعة كيلوغرامات من التفاح حالما حل دوره ليزن العجوز تفاحه أحكم قبضته حول الكيس ثم قلب الطاولة ..

نظرت له من بعيد كما يفعل الجميع .. يا له من مراهق مسكين أكيد هو فقير و لا يستطيع تحمل نفقة عيشه لكن مشاكله لن تحل بالسرقة .. " أحظره " نبست للحارس من داخل العربة

" لكن ذلك سيجذب الأنظار سيدتي " قال بخفوت يوجه نظره للأرض بينما يقف مقابلا لنافذة العربة البيضاء و المرتفعة بسبب عجلاتها الضخمة مما جعلني أطول منه رغم جلوسي فوق المقعد ذو اللون الذهبي المزخرف من الجانبين

" سيدتي إن رأى الشعب حارسا ملكيا في الجوار سيعلمون بتواجدك هنا و جلالة الملك سيعلم بتسللك للخارج كما أن الطفل قد هرب بالفعل لن يمسكوا به " نظرت لميرال .. قد تكون محقة لكن واجبي الأول و الأخير كأميرة و ملكة مستقبلية هو حماية شعبي رغم إن طلب ذلك موتي

" الملك فيليب لن بغضب إن علم أن إبنته حمت فردا من شعبه و نفذت ما عليها تنفيذه بعد أخذ عرشه " أعدت نظري للحارس .. في المرة القادمة عند تسللي لن أحضر خادمة و حارسا ثرثارين

" أحظره بسرعة قبل أن يضيع " إنحنى برأسه ثم نزل السفح الذي كنا فوقه متخفين بأشجار الغابة .. كنا نشاهد الناس بواسطة المنظار الذين يتجولون في الشوارع قبل أن نسمع الضوضاء الناجمة عن المراهق السارق

لم تمر دقائق حتى حضر الحارس و برفقته الولد الذي يرغب في صفعه بأي لحظة " لا تعامله بقسوة .. إنه فرد من شعبي و ليس عدوا " أرخف الحارس قبضته حول معصم المراهق ليفرق الأخير شفتيه بصدمة

" الأميرة إليانور ! " أنحنى فورا معبرا عن إحترامه لي .. منذ الأزل عرفت العائلة الحاكمة الإسبانية على حبها الشديد لشعبها و تقديسه و الشعب كان لا يقل عنهم في ذلك ليس لأننا نحكمهم بل لأننا فقط نعرف جيدا ما هو دورنا الأساسي الإعتناء بهم و توفير أساليب و طرق تناسبهم للعيش و إحترام رغباتهم و كان دورهم هم تلبية رغباتنا فهم يعرفون حق المعرفة أن ذلك سيعود عليهم بالنفع

" هل يمكنك الدخول حتى نتحدث براحة " نظر لي بتوتر ثم وجه نظره الحارس الذي أومأ له كإشارة لأن لا يقلق " لكن مولاتي .. لا يليق بفرد فقير مثلي ... أ.. " ناظرته بتفهم ثم إبتسمت له بلطف " تفضل عزيزي .. إن كنت تعتبر نفسك فردا فأنت فرد من اسبانيا أي من العائلة الملكية " بعد برهة أمسك بطرف باب العربة يستعد للدخول ، جلس مباشرة فوق الأريكة المقابل لي

إنتقال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن