«' أحبك كارولين ' أردف برقة و همس خوفا من أن يسمعه أحدهم و يكشف مخبأهم ، سقطت دموعها وسط همسها ' أحبك أيضا .. أحبك هينري ' عانقها بينما هي تتخبط في أفكارها ، هل سيكون إعترافهم الأخير ، عناقهم الأخير ، لقاءهم الأخير ! قبلها للمرة الأخيرة يمسح وجنتها المبللة و يرجع خصلات شعرها القصيرة البنية خلف أذنها للمرة الأخيرة أيضا
' إستمعي لي .. عليك الإختباء ، لا تخرجي أبدا حتى لو رأيتي جثتي ملقاة هناك ' نفت بقوة تجعل دموعها تسقط من جديد ' لا تقل هذا أرجوك ، إبقى معي .. أرجوك ' أردفت رجاءها الأخير بهمس كما لو أنها ترجو الآلهة بذلك ، نفسها أيضا ، ' إن لم أخرج سيجدونا ، إنها مسألة وقت فقط ، علي الخروج أو سنموت معا '
' لنمت معا إذا '
' لا ! ماذا عن إبننا ' إنهمرت دموعها من جديد ' آسف لكن لا يمكن أن أكون أنانيا و أحرم طفلا لم يولد بعد من المجيئ ' قبلها مرة أخرى على خدها ' وداعا ، إهتمي بإبننا من أجلي ' إبتسم لها بلطف متمما كلامه ' إذا كان ولد سميه رالف و إن كانت فتاة سميها إيما '
أمسك بسلاحه مع سكين في الجهة الأخرى ، ثم خرج من تحت الصناديق يفلت يدها التي كان ممسكا بها قبل قليل ، وضعت يدها على فمها تمنع شهقاتها من الخروج عند سماعها للطلقات النارية ، طلقة تليها طلقة ثم صوت سقوط جسد ما على الأرض لتصلها بعض الدماء القرمزية تلوث فستانها الأبيض
كيف حصل هذا ؟ فقط قبل قليل كانا في الكنيسة يتممان مراسم زواجهما أمام القس ، فقط قبل قليل ظنت أنها أخيرا إمتلكت العائلة التي تتمناها ، هي و زوجها و طفلهما الذي لا تعرف جنسه حتى ، و الآن تلوثها دماءه ، تلوث فستانها و أحلامها و توقعاتها تلوث مستقبلها و حاضرها ، دماء ستجعلها أرملة ، و ستجعل جنينها يتيما
أحيانا ، بل معظم الأوقات يكون القدر قاسيا للغاية ، هي لن تستطيع الإستمرار ، هي و إبنها لن يستطيعا الإستمرار ، مهما ظنت أنها ستنسى هي لن تنسى
خرجت شهقاتها متتالية دون إنقطاع عندما سمعت أنفاس زوجها الأخيرة ، ذلك كشف مكانها ، سمعت خطوات أحدهم يقترب و يقترب من مكانها مع دقات قلبها التي تكاد تمزق طبلة أذنها »
فتح الباب يجعلني أجفل ،يا إلهي لقد كنت في الصفحة الأخيرة مسحت دموعي ، كارولين الغبية و هينري اللعين يجعلاني أبكي طوال الوقت ، قصتهما مأساوية للغاية
" أمي " نظرت لي تقطب حاجبيها " ما بك تبكين في هذا الوقت المتأخر من الليل " مسحت عيناي ، لا بد أنني أبدو كفتاة تزوج عشيقها و تركها مع ستة أطفال غير شرعيين " لقد كنت أقرأ رواية فقط " ناظرتني بغضب " كم مرة أخبرتك أن لا تسهري لهذه الساعة المتأخرة " ناظرتها بإستغراب ثم وجهت نظري نحو الشرفة ، أوه يا إلهي إنه الشروق
أعدت نظري نحو أمي التي تقدمت لمضجعي " لم أنتبه للوقت كما أنها الصفحة الأخيرة من الرواية التي أقرأها منذ البارحة " ناظرتها ببراءة لعل نظراتي تشفع لي " عندما أخبرتني إيفدوكيا أنك تتجولين في القصر مع كتاب في يدك و تعابير مختلفة كليا عن كل مرة ظننت أنك أصبحت منفصمة الشخصية " أطلقت ضحكة ساخرة على توقعاتها لتعبس في وجهي
أنت تقرأ
إنتقال
Fantasyحين تستعد إليانور أخيرا لتولي الحكم يحيك القدر من خلفها الألاعيب ، حيث أن الفترة التي تجهز فيها مكانتها بين الممالك يبدأ ولي عهد فرنسا بمحاولة توسيع مملكته لكن هل يمكن للأميرة أن تحمي شعبها و أرضها أم ستفشل في ذلك و ينجح ولي عهد فرنسا في مبتغاه و ي...