كنت قد تخطيت الكثير من الزنزانات ، و قد قتلت إثنا عشر حارسا هنا ربما و الآخرين أفقدتهم الوعي ، و كنت كلما أتوغل بين الزنزانات يزداد المكان ظلاما لقد كان المحتجزين هنا كثر ، أعدادهم كثيرة للغاية و يبدون كمجانين ، في كل زنزانة كان شخص ما محتجزا بها ، في البداية معظمهم كانوا عندما أمر بجانب زنزاناتهم يهرولون نحو القضبان الحديدية التي تفصلهم عن حريتهم و يصرخون بهلوسة ، لم أكن أعلم أنني سأصادف شيئا كهذا أبدا في حياتي
لكني ظللت أحكم قبضتي على الخنجر الذي بات الآن غارقا بدماء الحراس ، و كنت أشهره في وجه كل من يقترب للقضبان ، هم لا يستحقون القتل حتى تكفي زيجتهم التعيسة هنا و عندما ظننت نفسي وصلت للنهاية و لم أجد آرثر بين المسجونين هنا وجدت رواقا فرعيا يكشف عن زنزانات أخرى .. و لا أعلم هل أسعد أن الزنزانات لم تنتهي و هذا يكشف عن بصيص أمل لإيجاد آرثر أم أغضب كوني لم أجده بعد ؟
لكني أكملت مشيي و أركز في الرهائن أو أي كان إسمهم ، و هؤلاء يختلفون عن السابقين ، أكثر هدوءً ، كانوا مكبلين بشكل غريب أين أيديهم متصلة بسلاسل حديدية مبنية في السقف و ملتفة حول معاصمهم ، و أرجلهم أيضا في سلاسل حديديا لكنها في الأرض ، و لو كان أرثر هنا فسيصعب إخراجه و يأخذ وقتا لكن .. سأستطيع إخراجه .. و هذا المكان لم يعج بالحراس كالرواق السابق بل كان خاليا تماما
كنت قد إقتربت من نهاية هذا الرواق الذي بدا لي متفرعا لآخر أيضا لكن في الزنزانة ما قبل الأخيرة من جهتي اليمنى كنت قد رأيته .. بشعره البني الأشعت و قامته الطويلة مع ضخامة جسده و إستطعت تمييزه جيدا حتى و هو يرجع رأسه للخلف يتأمل السقف ، إقتربت و أمسكت القضبان الحديدية التي تفصلني عنه و رفعت رأسي للسقف أيضا كي أعرف ما المثير فيه لتلك الدرجة ..
خفضت رأسي نحوه " أيها العاهر الداعر .. " قلت بخفوت نسبيا فأنا لا أعرف إن تواجد الحراس في الرواق التالي أم لا .. و نجحت في لفت إنتباهه عندما خفض رأسه نحوي بتقضيبة غاضبة بين حاجبيه بسبب الشتيمة .. و هو يستحقها بأي حال فقد أفسد علي نومي الهنيء و أتيت إلى هنا من أجله متخلية عن سريري الدافئ
لكن سرعان ما إنفكت العقدة و حل مكانها الصدمة و الذعر و فتح عيناه على وسعهما .. " إليانور ! " قال أيضا بخفوت يناظر كل إنش ملطخ بالدماء من وجهي " أجل إليانور ! إليانور التي ستقضي عليك الليلة لا محالة .. ألا تعرف كم روحا أزهقت من أجلك .. لقد فتحت لي أبواب الجحيم برحابة صدر أيها اللعين " قلت بغضب و خفوت
و قد جعله كلامي يزفر براحة " يا للهول لقد ظننتها دمائك .. " كشرت على شفتاي أتحدث مجددا " إن كنت ترغب في حفظ دمائي لما تتسلل لفرنسا و تضع حياتك في مأزق أيها الوغد ! " قطب حاجبيه مجددا " يا فتاة أنت تشتمين كثيرا أين أخلاقيات الأميرات "
" أخلاقيات مؤخرتي "
رفعت يدي التي كانت ملطخة ببعض الدماء الذي جف أساسا و مسحتها بثوبي قبل أن أخذ مشبكا من شعري أجعله ينسدل ، لقد كان المشبك بطول إصبع السبابة و حادا للغاية ، و هو ما سأستخدمه في فتح هذا الباب
أنت تقرأ
إنتقال
Fantasyحين تستعد إليانور أخيرا لتولي الحكم يحيك القدر من خلفها الألاعيب ، حيث أن الفترة التي تجهز فيها مكانتها بين الممالك يبدأ ولي عهد فرنسا بمحاولة توسيع مملكته لكن هل يمكن للأميرة أن تحمي شعبها و أرضها أم ستفشل في ذلك و ينجح ولي عهد فرنسا في مبتغاه و ي...