9__خطة إنقاذ

8 1 0
                                    

يجب أن أضع حدا لهذا الألبرت لأنه بدأ يتخطى حدوده ، بداية من الصفعة لأمره للخدم بعدم وضع أي طعام في صحني سواء في الغذاء أو العشاء الخاص بالبارحة ، أو حتى الإفطار ، بل و يضع حرسا في باب غرفتي و يقيد حركتي بجعلهم يتتبعوني أينما أذهب ، و يرسل لي خادمة تدعوني للأكل و تقول أن القواعد صارمة و إن لم أرغب بالذهاب يمسكني حارس كريشة و يأخذني لغرفة الطعام .. الطعام الذي لا يوضع في طبقي أساسا !!

لا و الأجمل أنه لا يأتي لأي وجبة من سابقيها لأدس سكينا في وجهه ..

اللعين إبن الوغدة !!

أنا لا أشتم كثيرا في العادة حتى لو لم أتعلم الإحترام لكن منذ دخولي لهذا القصر الفرنسي الملعون أحس بأنني بت أشتم أكثر من عدد شعرات رأسي

وقفت أمام باب مكتبه و الحراس الذين كلفهم لي خلفي يترقبون أي حركة خاطئة مني و يقذفوني للسماء بأيديهم الضخمة ، أيمازحني ؟؟!

قبل أن أفتح الباب ، توقفت يدي في منتصف الطريق أسمع صراخه في الداخل بلغة فرنسية راقية بطريقة لا تسمع جدا لولا حاستي المضاعفة التي ورثتها من جدتي ،ما علينا المهم ما يقال " لقد أمرتكم بحصر الجهة الشرقية ، الجهة الشرقية اللعينة فقط ، لأنها الطريق الوحيد الذي يستخدمونه في تصدير بضائعهم !! و أنتم ماذا فعلتم ، خففتم حراستكم اللعينة و تركتوهم يمرون !! "

و لأنني رغبت في سماع ما سيقوله لكنه لن يتحدث عندما أدخل .. و الحراس خلفي إقتربوا من مكاني ، فلم أجد سوى طريقة واحدة ، سوى أن أمثل أنني أموت .. أمزح .. أنا فقط وضعت قبضت على جانب وجهي و خفضت رأسي أستند بيدي على ركبتي

" أميرة هل أنت بخير " قال حارس بجانبي بإحترام و برود ، لكن بما أنه سأل فيعني أنه إقتنع لذا لا بأس ببرود نبرته ، حركت يدي عشوائيا أنفي كوني بخير و أقول بنبرة حاولت جاهدة أن أجعلها صادقة يظهر بها التعب " أشعر ببعض الإعياء " خرجت نبرتي كما أردتها هامسة ضعيفة ، تبا للفضول فقط !

لذا تقدم الحارس الآخر يقول بنبرة خالية من أي مشاعر " لندخل كي يتسنى لك الإرتياح آنستي " ، اللعنة فقط ، أَعيّنهما أحد ليهتما بي هكذا ، أكاد أبكي ! أعدت النفي برأسي آمرة بضعف مزيف " أحضر لي كأس ماء فقط ريتما أستعيد طاقتي "

ركزت في اللحظة التي ذهب فيها بكل حواسي على نبرة ألبرت _اللعين_ حول ما سيقوله لأسمع يتمتم بهدوء بعدما تحكم بأعصابه و لم يصرخ هذه المرة " حسنا ماذا عن الحدود الغربية ؟" حدود فرنسا ؟ أم دولة أخرى ؟

" الحدود الغربية لإسبانيا مفتوحة بالفعل سيدي ، سيستطيعون الخروج من ذلك الجانب كما يريدون و الولوج متى أردت مولاي " هنا في هذه اللحظة بالذات أحسست بتنمل أطرافي و الخوف الشديد ، لأول مرة منذ وجودي في هذا المكان الملعون شعرت بالفزع ، بشرارات مخيفة تجري في جسدي و بالإعياء الحقيقي ، و قد إتسعت عيناي من صدمة ما يقول ، ما دخل إسبانيا في حديثه هذا ؟

إنتقال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن