6__ذكرى

18 3 0
                                    

وصلت أخيرا لغرفتي التي لا أعرف كيف تذكرت طريق الوصول إليها لكني ممتنة لعقلي بالتذكر .. لم تمر دقائق على دخولي حتى أتت مجموعة من الخادمات اللواتي بدأن بتجهيز الحمام ، و ساعدنني على أخذ أفضل إستحمام في حياتي ، ما إن خرجت حتى بدأت في إستنشاق رائحة شعري ، فقد إستحممت بنوع نادر و غالي من غسول الشعر

الذي قرأت عنه في إحدى الكتب كونه مستخلص من جل الألوفيرا و ماء الورد و لب الليمون و زهرة الكادبول التي تعد من أندر أنواع الزهور، وهي تزهر مرة واحدة في السنة، وتتفتح في الظلام وتغلق في الليل، فهي من الزهور الأسطورية التي لا تقدر بثمن. مما يجعل هذا الغسول من أغلى و أندر الغسولات تحت إسم " كادبول " نظرا للزهرة النادرة

طبعا بجانب مكونات أخرى تتواجد في معظم الغسولات المصنوعة يدويا

وعلى ذكر أنني قرأت هذه المعلومات في كتاب ، فقد قرأت في كتاب آخر عن الإتكيت الخاص بمائدة الطعام في فرنسا ، و الذي يمنع منعا باتا تناول الطعام بشعر مبتل غير جاف ، و طبعا لن أنفذ هذا القانون الجميل كوني لم أدرس الإحترام بتاتا و لا نية لي بتنفيذه حتى لو درسته

لذا طلبت من الخادمات و بكل لباقة " يمكنكن الخروج سأتكفل بالباقي " بعد خمس دقائق بالظبط كنت قد أقنعتهن رغم إصرارهن في مساعدتي

لبست الثوب الذي أعطته لي بيرثا و قد لائمني كثيرا ، أحببته بالفعل ، أظنني سأخذ العديد من الفساتين من غرفتها كما أنها لن تمانع كوني قدوتها صحيح؟ مهلا .. ألا يعتبر هذا إستغلالا للمشاعر

لكن فعليا ، لم يخبرني أحدهم أنني قدوته سابقا !

هذا يكفي ، لقد بدأت أنجرف بأفكاري مجددا ، لدرجة نسياني للواقع و تأخري بل وكاد شعري يجف

خرجت بكل ثقة و غرور بعد أن وضعت قلادة و حلقات بنفس نوع الحجر الأزرق الذي أحضرته إحدى الخادمات عندما أتت

رأيت إحداهن فور خروجي و يبدو أنها كانت تنتظرني ، لتنحني فورا قائلة " لقد تأخرتي آنستي عن مائدة العشاء و قد أخبرنا الأمير آلفريدو بإلقاء نظرة عليك إن كنت بخير  " هذا ما أعنيه بإنجرافي في أفكاري لدرجة أنني أنسى الوقت و المكان

" لا بأس .. لقد كنت أساسا قلقة بشأن عدم معرفتي لموقع غرفة الطعام "

إستقامت بجذعها الذي كان محنيا لتتسع عيناها فور رؤيتي " يا.. إلهي " نطقت بعدم تصديق بينما تحملق في شعري " سيغضب ولي العهد بلا شك "

إستنكرت خوفها ، أنا و بالكاد تسري رعشة ما في جسدي ، فلماذا هي قلقة هكذا ، أليست المشكلة تخصني إذا لم هي خائفة

رفعت رأسي بشموخ .. لن أتوتر ، أجل لن أتوتر ، إنه قراري وعلي تنفيذه ، لا يجب أن أتراجع ، حسنا ، الملاحظة الأولى و الأخيرة ، في كل مرة تسنح الفرصة ألقي ردا جارحا .. هذا إن بقيت على قيد الحياة طبعا

إنتقال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن