5__ألفريدو كليفورد

32 4 19
                                    

" أتلعبين الشطرنج ؟" قال بعدما عاد يستند على كرسيه " هاه !؟" هل يمزح ؟؟ " ألم تسمعي ، لقد قلت هل.تلعبين.الشطرنج" التافه إبن التافهة " لقد سمعتك لا داعي لتهجئة كلامك كطفل في الرابعة ، سأمثل اللون الأسود "

" جيد أحب الأبيض " إنه لا يلائمك ، أردت أن أجيبه بهذا لكن لا ، لا زلت أريد أن أعيش.. حسنا فكرت في أنه إن لعبت الشطرنج مع هذا المعتوه سأعرف طريقة تفكيره و بعض تصرفاته ، و أنا متأكدة أنه فكر في الأمر ذاته

في هذه الأثناء كان قد أزاح الكتب المتواجدة في المنتصف و وضع مكانها رقعة الشطرنج و بدأ بترتيب القطع التي تدل على أنه كان قد بدأ اللعب مع شخص قبلا

"إبدإي" حركت إحدى القطع ، و بدأ يحرك خاصته أيضا و ظللنا على هذا الحال حتى مرت خمس دقائق ليمسك حصانا ويمرره من فوق إحدى القطع السوداء خاصتي " لقد كان حصانا!" تذمرتُ أنا بينما يبتسم بإنتصار و تفاخر .. ليس كما لو أنني تفاجأت أو حزنت ، لنقل أنها إستراتيجية تظليل ، لكن لنتقمص الدور قليلا و نتخيل أنها مسرحية لطيفة بعد كل شيئ

مر الوقت سريعا و كان قد حصل على معظم القطع خاصتي و تبقى لي الملك و الملكة فقط لذا سأبدأ بتحريكهما و تنفيذ الخطة " إستسلمي فقط ، لأنني سأهزمك " أثناء مراقبتي لحركات آلبرت لاحظت الكثير

إنه شخص متكبر و يحب التفاخر ، كلما فاز بإحدى القطع ظل يردد الأمر لفترة من الزمن و يذكرني بذلك كلما كدت أنسى ، كما أنه شخص حكيم و غير مندفع حيث يدرس خطوته القادمة كثيرا قبل أن يقوم بأي شيء و متأني و صبور للغاية لاحظت هذا عندما رغبت في إستفزازه و ظللت أمثل التفكير لفترة ليست قليلة و لم يظهر إنزعاجه أبدا

لديه خصال جيدة كما أن لديه إستراتيجية ذكية لكن .. أنا من سيفوز يا عزيزي فأنا لا أنخرط بشيئ حتى أضمن فوزي ، إبتسمت بجانبية بينما أحرك الملك خاصتي و لأن قطعه كانت متشتتة في أرجاء الرقعة خفّت الحماية حول ملكه و ملكته لذا سيسهل هزيمته علي فقط إيجاد الثغرة المنتظرة ، هاهي ذي!

حركت الملك في اللوح بشكل طولي أتخطى القطع البيضاء خاصة آلبرت دلالة على تناولها لكن ليست هي فريستي الحقيقية حملت القطع التي حصلت عليها أضعها جانبا و أكمل اللعب فدوري لم ينتهي بعد ، ظهرت تقطيبة بين حاجباي ألبرت و تبدلت ملامحه لتصبح مستاءة للغاية ، تحليل هامشي لشخصيته : هو يكره الخسارة لكن أنا أحب الفوز

وصلت لهدفي و تخطيت الملك ثم الملكة " لاا أرجوك !" قال ألبرت بإستياء يرمي ذراعيه في الهواء ، زفرت بهدوء بعد أن أخذت كل قطعه واحدة تلو الأخرى ، مسكين أحس بالشفقة نحوه ! ربما ما كان علي الفوز .. هه أمزح أحببت نظرة الهزيمة تُسقط ملامح الغرور خاصته

نظرت له بطرف عيني " و الآن بعدما هزمتك عليك أن تحقق لي طلبا " إستنكر جملتي و أردف بإندهاش " لم نتفق على ذلك ! " إبتسمت بإستفزاز " و هل سأضيع وقتي في اللعب معك من دون فوائد ، أم أنك جبان لتقبل " قطب حاجبيه و تحدث بسرعة و إستنكار " لست جبانا !.." تنهد يدلك صدعه و أخفض نبرة صوته التي كانت مرتفعة " حسنا سأنفذ طلبك ، هيا أخبريني به "

إنتقال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن