14__ حديقة كالجنة

14 2 0
                                    

لطالما كان الأشخاص الذين قاموا بعملية الإنتقال خطيرين و لا يستحب الإقتراب منهم ، لأنهم شاذين عن المجتمع " من أي سنة ؟ " سألته بخفوت أول سؤال جاء على بالي .. أخبرني والدي أنهم يأتون من سنوات مختلفة و يقومون بنقل روحهم لأجساد بعالمنا .. زماننا

ظل يرمقني بإستغراب " ماذا تقصدين ؟ "

" من أي سنة أتيت ؟ و كيف أتيت ؟ "

" عام 2019 ، قام مخترع إسمه بينجامين بالتكلف بعملية نقلي .. تبادلت روحي مع هذا الشخص الذي أنا أستحوذ على جسده " أشر على جسده بنهاية كلامه لكن رأسي آلمني فور ما سمعت الإسم الذي نطق به ..

" كيف يعرفون أنك منتقل ؟" لطالما تساءلت عن هذا ، إكتفى برفع ذراعه ليظهر رسم دائرة و يمر خط وسطها عند رسغه " ما هذا ؟ "

" إنه أشبه بوشم .. يرسم تلقائيا على الرسغ عند عملية الإنتقال " كنت أرغب في معرفة ما معنى الوشم لكني تذكر ألبرت ! " يا للهول علينا الخروج فورا سيأتي ألبرت "

" إتبعيني ! "

..

إستندت على ركبتاي أحاول أخذ أكبر قدر من الهواء ، لقد ظللنا نجري و نجري حتى خرجنا أخيرا من الزنزانة .. " أنا في طريق و أنت في طريق .. لا تعرفينني حسنا ؟ "

" إذهب و أغرب عن وجهي " قلت بنفاذ صبر بعدما أحسست برأسي يكاد ينفجر ، كانت الخيوط الأولى للفجر تظهر في السماء ، معلنة حلول يوم آخر .. علي الذهاب لتفقد إيفدوكيا

جريت نحو السور ، أقوم بنفس العملية السابقة و أتفحصه محاولة معرفة المكان الملائم للتسلق .. لكن فجأة عندما وضعت يدي فوق صخرة بارزة بالجدار عادت للوراء و أصبحت كحفرة ، و قبل أن أفهم ما جرى إنفتحت فتحة تحت قدماي و إلتهمتني

شهقت بخوف و صدمة ، بينما تزحلق جسدي نحو الأسفل و إنغلقت الفتحة التي كانت المصدر الوحيد للضوء ليصبح المكان .. و من ثم فتحة أخرى إنفتحت ليقع جسدي فوق العشب و يعود الضوء " يا للهول ما كان هذا " قلت أمسك رأسي و لازلت أحس بضغط الجاذبية أسفل بطني ..

" كيف وصلتي إلى هنا ؟ " سمعت صوتا رجوليا مؤلوفا و رفعت رأسي بسرعة نحو المصدر ، كنت بحديقة غريبة أراها لأول مرة ، و ألفريدو أمامي يجلس فوق أريكة مخملية مع كتاب بحضنه و فنجان قهوة بيده ، ظللت أناظره كما كان يناظرني بإستغراب .. ثم أفسحت لنفسي المجال لتفقد المكان الآسر ، كانت حديقة ذات مساحة واسعة للغاية .. و العديد من أنواع الزهور المنتشرة في كل مكان مما يفسر الرائحة المنعشة في الجو ، " يا للهول إنني في الجنة .. أيعقل أنني متّ؟ هل انت ميت أيضا ؟ " سألت بغرابة

و زادت العقدة بين حاجبيه عندما قال كما لو يرى شخصا غبيا أمامه " بماذا تهدين ؟ " رغم كلماته الساخرة لم تكن نبرته تسخر بتاتا .. " حسنا لقد ظننتك ميتة أيضا .. لكن كيف وصلتي إلى هنا !" ظنني ميتة ؟

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 17, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

إنتقال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن