أفقت بسبب أشعة الشمس المتسللة من النافذة .. تململت في فراشي قبل أن يأمرني جانب ما في مؤخرة رأسي بالنهوض فلن أستطيع العودة للنوم .. وهذا مافعلته لأدخل حمام الغرفة و أغسل وجهي بماء بارد أبعد أي أثر متبقي من النعاس و بخروجي رأيت علاقة للفساتين في الغرفة .. ما جعلني أبتسم بإتساع
أخذت أحد الفساتين بعدما طلبت من خادمة مرت بالخارج أن تحضر لي حماما ساخنا .. إستحممت بسرعة و إرتديت فستانا أخضرا بلون العشب الفاتح ، و بمجرد خروجي من الغرفة حتى رأيت خادمة تتجه نحوي ، ما إن وصلت حتى إنحنت بإحترام و أردفت " مولاتي .. جلالة الملك و ولي العهد يطالبان برؤيتك في المكتب"
" حسنا " ما الذي يريده مني ذاك الأخرق .. لكن مهلا جلالة الملك ؟ يا إلهي سأقابل ' ديليفر كليفورد ' .. أحاسيس في داخلي مختلطة بين الحماس و الخوف لما سأقابل الملك خصيصا ؟ هل بسبب الحوار الذي خضته البارحة مع إبنه آلبرت في العشاء .. أم بسبب ذهابي بشعر مبتل لقاعة الطعام .. بدأ ينتابني القلق
وصلت للمكتب وليتني لم أصل .. فتحت الباب .. وأوبس تذكرت أن علي طرق الباب لكن تأخرت.. لا بأس سأطرقه رغم ذلك .. وذلك ما فعلته إذ طرقت حتى لو كانوا يناظرونني بتفحص .. الملك يجلس على احد الكراسي في المنتصف و آلبرت مقابله .. ويفرق بينهما طاولة مستطيلة و صغيرة بينما يمسك كلاهما بفنجان قهوة
" إذا أنت الأميرة إليانور " كانت تلك أول جملة نطق بها الملك مما جعلني أستغرب الأمر هو لم يبدأ حتى بتحية الصباح .. أومأت برأسي .. إن كنت أحاول إستفزاز إبنه فالأمر لا ينطبق عليه رغم أنه كما يبدو الرأس المدبر لما يحدث لكن بطريقة ما الهالة المحيطة به تجعلني حذرة للغاية و أحس بأن الهواء سينفذ من حولي .. لا أمزح جزيئات الأكسجين تنفذ ببطء من حولي
أمسكت بطرف فستاني وأرجعت قدمي اليمنى للخلف وأنحنيت بلباقة .. كانت هذه الحركة الوحيدة التي تعلمتها بسبب والدي .. فكلما عاد من سفر ما كنت أنحني أنا وأختي هكذا
سقطت الإبتسامة المزيفة التي أرسمها على ثغري عندما سمعت ضحكة آلبرت الساخرة .. إستقمت بينما أناظره بحدة .. وكذلك كان يفعل والده ليردف متحمحما بعدما توقف عن الضحك بصعوبة " آسف .. " عض على شفتيه يمنع نفسه من الضحك مجددا " لم أعتد على جانبك اللبق " رفعت حاجبي الأيسر بغضب
" لا تهتمي له .. تفضلي " قاطعني والده من تخيلاتي بينما أغرس سكينا في منتصف قلبه ، تقدمت بخطى متزنة حتى وصلت للكرسي بجانب ألبرت .. هل سأجلس بجانبه !؟ بالطبع لا ! أمسكت الكرسي أجعله في مؤخرة الطاولة بعيدا عنه لأصبح بينه و بين والده
جلست و أنا أناظره بتحدي ، متإكدة أن فعلتي أحرجته .. وكيف لن تفعل بينما هو الأمير المغرور المدلل و المشهور الذي ترغب كل أميرات الممالك بلقاءه .. أنا متأكدة أني جرحت كبريائه و ما أكد شكوكي نظرته الغاضبة نحو الكرسي
أنت تقرأ
إنتقال
Fantasyحين تستعد إليانور أخيرا لتولي الحكم يحيك القدر من خلفها الألاعيب ، حيث أن الفترة التي تجهز فيها مكانتها بين الممالك يبدأ ولي عهد فرنسا بمحاولة توسيع مملكته لكن هل يمكن للأميرة أن تحمي شعبها و أرضها أم ستفشل في ذلك و ينجح ولي عهد فرنسا في مبتغاه و ي...