البارت 38 : إنقسام

23 4 0
                                    

" علي تحذيرهم مهما كلف الأمر!"

في سباق مع الوقت تركض صهباء الشعر ممتطية الرياح نحو أولئك القادمين من الجانب المجهول لتحذيرهم من المؤامرة التي تحاك ضدهم.

ذلك ليس عدلا و ظلم شديد بحقهم ، و ليس من حق زعيمهم المزعوم تقرير مصيرهم.

تماما مثل قصة الفيلم الشهير محبوب الملايين «الأسد الملك» ، حيث أطاح سكار بالملك الحقيقي موفاسا و غدر به ليتولى الحُكم و السلطة من بعده.

لن تسمح بذلك أبدا ، يكفي ظلما و تعنتا! إلى متى سيظلون خاضعين تحت رحمة ذلك الملك الذي كل همه القوة و السلطة على حساب أرواح قومه ؟!
خبيث دميم في الوجه أرنب و في الظهر ثعلب ، ما من إتفاقية أو أمر قام به إلا و كان يخدم مآربه و مساعيه.

قد لا تكون غايتها الأسمى خيِّرة بتحذيرهم ، و قد تكون أنانية منها أنها تود جلبهم لصفها و إقحامهم بمعاركها حتى تزيح ذلك الطاغية عن قبيلتها بقوتهم و تطلب حمايتهم و إنضمامهم لها .
لكنها و مهما تطلب الأمر ستقوم بذلك و تعيد الأمور لنصابها مسلمة العرش للملك الحقيقي المعروف بالسلف الثاني .

" تبا!"

تراجعت بسرعة لأحد الأزقة المظلمة بين المباني الشاهقة محدقة بخيوط الفجر الأولى التي تلوح بالأفق منذرة بإقتراب موعد الشروق.

ضربت الجدار بقبضتها بخفة لاعنة حظها ، الوقت يداهمها و لكنها لا تستطيع التقدم أكثر من هذا ، و للتو فقط تسائلت عن كيف يستطيع أولئك الأشخاص السير نهار كالبشر؟!

" ييجي!"

" إلهي أفزعتني ! ما الذي تفعلينه هنا ؟!"

إنتفض جسدها و ترتجعت خطوة للخلف من ذلك الصوت الذي صدح خلفها من العدم ، حيث أنها كانت غارقة بأفكارها لدرجة لم تستطع حتى الشعور بدخول الأخرى لمساحتها.
ثم متسائلة راحت تستعلم عن ما الذي تفعله صديقتها بالخارج و في هذا الوقت المتأخر بالنسبة لهم ، كون الأخرى من النوع المنضبط و الحذر على عكسها فهي مندفعة متهورة .

" أبحث عن حبيب ما لي بالأرجاء؟! بالطبع أطاردك ، كم مرة أخبرتك ألا تختفي من جانبي فجأة خصوصا قبل بزوغ الفجر ؟! هل تودين أن تصبحي عرض ناري بوسط المدينة و يعرف الجميع حقيقتك ؟!"

تخصرت ريوجين ذات الشعر الأسود القصير ساخرة فجأة قبل أن تبدأ سلسلة تذمراتها و عتابها لتلك التي تقلب عينيها بملل معربة عن ضجرها كونها إعتات هذه الأسطوانة المتكررة بشكل يومي كتعاقب الليل و النهار.

" لا تقلبي عينيك و أنا أكلمك ، أنا أحذرك!"

مشهرة بسبباتها في وجه الأخرى راحت تحذرها عن فعل ذلك ، جاعلة إياه تزفر بضجر .

Moon Loversحيث تعيش القصص. اكتشف الآن