البارت 03 : Sin and punishment

46 3 0
                                    


"الأسطورة التي كنت أسخر منها ذات يوم كانت حقيقية ، قلت لك أنها كذلك لكنك لم تصدقيني ، هم يتلاشون و يختفون الآن...... بل نحن من نتلاشى يا صديقتي حتى الصور فقدنا وجودنا بها .... تم نسياننا هكذا بهذه البساطة حقا؟! ما اللعنة التي تحدث بحق الجحيم؟! أمي أبي لا تذهبا نحن هنا ...... أنظرا تلك ملاااب....ما اللعنة التي تحدث بحق الجحيم؟! سويو ملابسي و صوري مع العائلة تبخرت"

" هم يرحلون ، لقد نسونا حقا ! لقد تلاشى كل شيء عنا كما لو أننا لم نكن هناك يوما .... حتى الصور إختفينا منها تدريجيا ، ذلك الحبر الذي خططنا به على تلك الأوراق البيضاء التي تمثل مذكراتنا تبخر من عليها كما تتبخر المياه من البحيرات صيّفا... الأمر أشبه كأننا كنا كتابة على الرمل و أتت الرياح لتمحُوَنا و جرفتنا بعيدا بعدها لترمي بنا في هذا المكان المشؤوم ."

تقدم تايهيونغ و جيمين ليحدقا معا لأولئك الأشخاص البسطاء الذي يحزمون أغراضهم تأهبا لإنتقالهم من هنا ، فمن كان متعلقا بهذا المكان و يقيدهم به تلاشى الآن من ذكرياتهم

تايهيونغ :"يبدون سعداء للغاية بإنتقالهم " قال بعفوية ما يراه فهم حقا كانوا يشعون سعادة فلاطالما كرهوا هذا المكان و أرادوا هجره، لكنه بكلامه ذاك أشعر نيران من المشاعر المضطربة بقلب سويو و صديقتها

إلتفت سويو له و الدموع تملأ عينيها ، هي الآن محطمة بالكامل و اليأس بلغ أوجه لديها و الغضب إحترق و تأجج بداخلها ليلتحم مع روحها و يعمي بصيرتها.... تلك الإحطياطات التي كانت تضعها بالحسبان حماية لذاتها رمتها بالزاوية المظلمة من قلبها الذي تحطم لأشلاء ، قلبها يبكي دمًا و ينزف قهرا على نسيان أحبائه و من جلبوه لهذا العالم و علموه كل شيء بهذه الحياة و جعلوه ما هو عليه اليوم..... هي تحترق داخليًّا و لكن أحد لم تبلغه رائحة حريقها ، كدولة أرهقتها الحروب لكنها تظل هادئة على الخريطة. مثلما البركان الخامد يظل هادئا و صامدا يُخزن كل شيء بداخله كانت هي كذلك ، لا تظهر أي شيء بداخلها لأحد و تحتفظ به لنفسها إلى إشعار آخر حين تعجز عن تحمل المزيد و يمتلأ صدرها حزنا و همًّا لتتحطم لأشلاء دفعة واحد..... لم تدري على دموعها التي هربت من قفص أعينها دون شعورا منها، كانت مثل ذلك الجبل في صموده و دموعها كالحمم التي تنساب منه بعد إختلاط مختلف تلك الغازات السامة بداخله و تمازجها غير أن الفرق الوحيد بينهما هو أن ما كان بداخلها مشاعر مضطربة لا غير.

أما بيلا كانت لا تقل حالة رثة عن صديقتها ، غارقة ببحر أفكارها و دموعها خرجت من عينيها دون أن تطرق باب جفونها حتى لتستقبل صدمة ما تراه ، جميع ذكرياتها تختفي من أمامها و خطَّ اليأس نفسه بين سطور حاضرها ، الخوف قيد أضلعها من المستقبل الذي ينتظرها. قد تقتل اليوم أو غدا و التفكير بهذا وحده يجعلها تموت بالثانية ألف مرة.... كانت تتوقع بأن شيئا كهذا سيحدث بعد سماعها للأسطورة لكنها لم تتوقع بأن حجم الألم الذي سينجم عنه سيكون هكذا .هي تنزف الآن بسبب جروح الواقع،واقعها الحاد و الذي من خلاله تستطيع رؤيته أكثر ظلمة.... مستقبلها المظلم بهذا المكان الموحش

Moon Loversحيث تعيش القصص. اكتشف الآن