البارت 10 : الجانب الآخر

20 1 0
                                    


لم يروا هذا الجانب المظلم من شخصية جيمين منذ زمن بعيد، لقد تمكنت الكراهية منه بالكامل والحقد أعمى بصيرته ، يقال بأن أولئك الأشخاص الطيبين الذين يحبون من كل قلبهم هم من يكون كرههم الأشد و الأكثر رعبا أيضا ففقط اللون الأبيض يتسخ بالسواد بالكامل و يختفي جوهره ، لا تكسروا شخصيا نقيا طيبا أبدا لأنه كالزجاجة سيعود لجرحك بشدة
"همم ماذا قلت؟! أم تظنني لا أستطيع قتلك تايهيونغي؟!"
أردف بلامبالاة و كأنه يسأل الآخر عن اللعب معه لا مسألة حياة و موت

هوسوك: إهدأ جيمين سنجد طريقة أخرى أعدك فقط عد لرشدك

لي رانج: "تبا لم أشهده غاضبا هكذا من قبل"
أردف بتوتر و عدم تصديق يحدق بذلك المنتصب مكانه منتظرا خروج تاي من تحت ركام الحائط، لحظات ليظهر هذا الأخير مبعدا تلك الأحجار عنه ، وقف بهدوء ليردف
" آسف حقا جيمين و لكنني لا أستطيع خيانتها، بإمكانك ضربي كما شئت إلى أن يشفى غليك و لكنني لن أسمح لك بقتلها"
صرح تايهيونغ بينما يحدق بسويو المستقلية بتعب ، حدق به جيمين بملامح ممتعضة حانقة من صديقه الأبله هذا . لحظات ليكون فوق تايهيونغ يسدد له لكمات متتابعة بينما يصرخ به معاتبا
" أيها الأبله الوغد أمُستعد للتضحية بحياتك لأجلها؟! لحب خائنة مثلها؟! لما... لما يا كيم تايهيونغ لا يمكنك إقلاع حبها لما؟! و اللعنة لقد تركتك ، خانتك و خدعتك .. لم تحبك يوما كما فعلت لقد إستغلتك فلما؟!
لما أنت غبي لعين لازلت غارقا بحب تلك الشمطاء؟!"
أردف بصراخ و غضب بينما يلكمه مع كل كلمة لعلى الألم يعيده لصوابه و لكن لا فائدة فحتى لو أراد أن يكرهها فلا يمكنه تلك طبيعته، مصاص الدماء يحب لمرة واحدة في حياته و يكون مخلصا لهذا الحب أبد الدهر.
توقف جيمين عن لكْمِ الآخر فور لمحه يبكي بكلتا عينيه، أبعد جيمين قبضتيه عن وجه صديقه و أطرق رأسه بصمت و بدى مظهره كأنه يمتلك جبالا من الهموم فوق كتفيه، لم يرى الرفاق سوى شعر جيمين يعود للونه الأسود الداكن و قد إختفت تلك الهالة المسودة ثم كتفيه يرتجفين من الخلف دلالة على بكاءه
" و اللعنة لا تفعل هذا، لا تفكر هكذا أيها البعوضة القبيحة... لا تتخلى عن حياتك لأجل حب أي شخص "
أردف جيمين وسط شهقاته يشارك رفيق روحه البكاء، أجل..فمصاص الدماء لا يبكي إلا بعين واحدة و بكاءه بالإثنتين يعني رغبته بالتخلي عن حياته
نهض عن تاي يمسح دموعه ليمد يديه له يساعده على الوقوف.
" لا أستطيع....لا أستطيع جيمين...لقد....لقد حاولت كرهها مرات عدة و لكن بلا فائدة"
أردف تايهيونغ وسط شهقاته ليضع يده على أيسره ذاك الخائن الذي خذله و رفض المثول له و تمرد على مالكه مسببا ألما قاتلا له ينخر جسده ، إعتصر الملابس جهة قلبها ليردف: هذا مؤلم ، هذا الشيء اللعين أحبها دون إذني ...أقسم حاولت كرهها و لكنه يرفض ذلك...أكره كل هذا طبيعتي الخرقاء هذه

تنهد جونغكوك ليتقدم نحو تايهيونغ و يعانقه مردفا: هذا الشيء جزء من أن تكون بعوضة بغيضة

أردف ليقهقه تايهيونغ وسط شهقاته على كلام الأصغر ، يبدو أن طريقة جونغكوك الغربية في المواساة ساعدته قليلا....إجتمع الجميع حولهم ليحضوا بعناق جماعي دافئ هو الأول بعد مرور 55 سنة . دام العناق لدقائق طويلة شعروا فيها ببعض من الأمان و الطمأنينة إستعادوا ذكرياتي الأيام الخوالي وقتما كان كل شيء بخير

" حسنا إبتعدوا الآن" أردف يونغي بعدم إرتياح فهو من النوع سريع التأثر و لكنه يرفض إظهار ذلك و يختبئ خلف قناع البرود

قهقه الجميع على كلامه ليردف لي رانج:ما بها القطة الصغيرة أهي تشعر بالخجل أم عدم الإرتياح؟!

أردف يراقص حاجبيه بمكر تلقاها سلسلة مطولة من شتائم يونغي التي تعلمها على مدار حياته لتعلو قهقهات الكل بصخب و كأنه لم يحدث شيء قبل لحظات
بدؤوا بالإبتعاد عن بعضهم و التفرق بينما كلهم يمنحون الإبتسامات لتاي يوصلون له خلالها أن كل شيء سيكون بخير

" ش..شعري توقف"
أردفت فيوليت بألم بعدما علقت خصلات شعرها الصهباء بأزرار قميص جونغكوك الذي توتر من قربها الشديد ذاك و حاول الإبتعاد إلا أنه تسبب بشد خصلات شعرها و إيلامها و لم يخفى إحمرار أذنيه بخجل عن كاي و جاكسون اللذان وقفا خلفها يغيضانه بكلامهما متسببين بتوهج خدي فيوليت بخجل أيضا

صراخ بيلا الفزع قاطع لحظاتهم الدافئة تلك ليتذكروا ما حدث و أمر تلك التي تعانق الأرض كالجثة دون حراك
هرع تايهيونغ نحوها بقلق رفقة جيمين بالمقدمة و خلفهنا البقية

" أرجوك إستيقظي ...س...سويو هيا توقفي عن المزاح ..ل...لا تتركيني أرجوك."
هذا ما كانت تهلوس به تلك المرتعبة من الدماء بينما تهز صديقتها الشاحبة بقوة.
إقترب تايهيونغ نحوها ليبعدها عنها مردفا: أنت تؤذينها هكذا
أردف ليستشعر نبضها و يبتسم بإمتنان قبل أن يصفع نفسه داخليا لغباءه، ختم الدم تم تشكيله بينهما حاليا لدى لن يصيبها سوء أبدا هي فقدت وعيها فحسب من قوة دماءه الأصلية النبيلة التي تجري بعروقها و لم يتكيف جسدها معها بعد. وضع يديه أسفل ركبتيها و خلف ظهرها ليحملها مخبرا الرفاق بما كان يجول بباله مطمئنا إياهم.
حدق جيمين بالتي تقبع بين ذراعي صديقه بأسف و بعض القلق قبل أن يبتسم له تاي مطمئنا مزيحا عنه حمل كبيرا بذلك فقد ظن أنها ماتت و بسببه، بسبب الرابط الذي يجمعها بتاي و كيف أبرح ذاك الأخير ضربا قبل دقائق
.
تنهد براحة أخيرا قبل أن يرتد جسده للخلف بخفة بعدما فاجأته تلك القطة الجبانة كما يسميها بدفعها له و قبضاتها الباهتة المرتجفة التي تسددها لصدره
بيلا: أ...أيها الوحش. ب...بسببك صديقتي تتألم،أكرهك....أكرهك ...أنا اكرهك أيها العاهر اللقيط فلتحل اللعنة عليك ، اتمنى أن تحترق بالجحيم.

لم تخفى ملامح الصدمة عن وجه جيمين ، هذه القطة الجبانة التي أنقذها بالأمس وظنها بكماء تضرله كما تظن و تلعنه و تصرخ بملئ صوتها عليه ، لقد جعلها تفعل عكس ما هي عليه و تتمنى له الإحتراق بالجحيم جاعلة إياها يفكر

" هل أنا سيء حقا لتلك الدرجة؟! وحش؟! أأنا سيء كي أستحق الإحتراق بالجحيم؟!"

Moon Loversحيث تعيش القصص. اكتشف الآن