P1: حلم يتلاشى

1.8K 45 0
                                    

لطالما كانت فتاة انطوائية ذات دائرة اصدقاء محدودة جدا ولكنها مجنونة في الآن ذاته، فهي صديقة الجميع ولكنها لا تعتبر الجميع اصدقاء لها، هي صعبة المراس بعض الشيئ ولكن اكبر مخاوفها كان الخروج من دائرتها ومحاولة القيام بأشياء جديدة، ولكنها وبسبب تشجيع صديقاتها ومعدلها الدراسي الجيد اتخذت قرار الدراسة في الخارج وكانت وجهتها رومانيا، ذلك البلد الجميل المليئ بالقلاع المخيفة والفخمة والتي عادة مايرتبط اسمها بدراكولا، لقد كانت متحمسة لبدء حياة جديدة وقد ساعدها ايضا على التأقلم اتقانها لعدة لغاة منها الفرنسية والانجليزية وكونت العديد من الاصدقاء كما انها قد تخصصت في مجال الكيمياء العضوية، ذلك المجال الذي سلب لب عقلها و قلبها منذ الإعدادية و قد وضعت عهدا مع نفسها بأن تحقق نجاحات فيه، قدمت لرومانيا وهي في سن التاسعة عشر، وهاهي الآن تخطو خطوة جديدة نحو حلمها وهي في سن الخامسة والعشرين بعد ان كرست ست سنوات من حياتها تدرس علوم السموم والمحاليل الكيميائية، اليوم هو يوم تسليمها لفكرة اختراعها العبقري الا وهو مادة سائلة قادرة على تخزين مواد كميائية في حالة صلبة او بودرة دون انحلالها في تلك المادة وتعود لشكلها الطبيعي فقط بعد تسخينها بحرارة عالية واستخراج المادة الاصلية منها، لقد سهرت كثيرا لاستكمال الفكرة وقد كان جميع اساتذتها منبهرين ومنتظرين ذلك اليوم بشوق شديد زاد من توترها بعض الشيئ، وهي في طريقها الى الجامعة كانت متألقة و تمشي بكل فخر و اعتزاز في الطريق ببنما ترتسم صورة والديها امام انظارها لتتشكل سحابة شفافة داخل مقلتيها و تبتسم لتلك الصورة التي تراها، وكأنها بذلك تخبرهم انها و أخيرا حققت كل ما كانت تحلم به رغم كل المصاعب و العراقيل، بينما هي في طريقها وجدت العديد من السيارات تعرقل طريقها وفجأة شعرت بلمسات ولفحات هواء خلف عنقها، وبدون سابق انذار سقط غشاء اسود على عينيها ووقعت بين يدي احدهم وقد اسرع ووضعها بإحدى السيارات وانطلق مسرعا بينما نزلت تلك الدمعة المتكونة في عينيها لتنساب بهدوء على خدها المحمر و كأنها ترثي حال تلك الفتاة المسكينة على كمية العذاب الذي ستراه قريبا.
استيقضت بعد مدة من الزمن لتجد نفسها في غرفة واسعة لايوجد بها اي شيئ يدل على الحياة سوى الزخارف الفضية التي تزين جدرانها السوداء، لقد كانت خالية حتى من الشبابيك ولا يوجد بها غير باب واحد حاولت فتحه مرارا ولكن لم يجدي ذلك نفعا، لتلتزم الصمت اخيرا وتجلس على حافة السرير منتظرة قدوم اي احد، انها تمقت هذا البرود الذي تمتلكه فهي تقريبا مخطوفة ان لم تسئ التعبير فلماذا اذا كل هذا الجمود والبرود المحيطان بها، ولكن من ناحية اخرى عقلها يحثها على التزام الصمت والهدوء للتمكن من ايجاد حل سريعا.
على الجانب الاخر كان واقفا امام طاولة كبيرة تعج بكميات هائلة من الاكياس الحاملة لتلك المادة البيضاء القاتلة، فتح احداها ووضع بكمية صغيرة بين اسنانه لتجربتها ومن ثم غادر المكان متجها نحو سيارته الفارهة والتي لم يكد يصل إليها حتى رن هاتفه برقم مساعدته الشخصية التي بادرت سريعا بالتحدث

Love chemistry حيث تعيش القصص. اكتشف الآن