Love chemistry

P7: تعارف غريب

"لا تضن الهدوء الذي تراه في الوجوه يدل على الرضا، لكل انسان شيئ في داخله يهزه ويعذبه"

في مكان نراه للمرة الاولى:
غرفة كئيبة شديدة البرودة تشعرك لوهلة انك داخل مشرحة تعج بالجثث، يتكئ ذاك الرجل ذو الملامح الوحشية فوق سريره ناظرا لسقف الغرفة البيضاء التي تتدلى منها انارة خافتة وسيجارته الكوبية بين اصابعه الضخمة، غرفة ذات جدران بيضاء ولنقل انها لم تعد كذلك بعد افعال هذا المتوحش فقد اصبحت عبارة عن لوحات حمراء مرسومة بدماء بشرية يطالعها بين الفينة والاخرى بفخر كأنه اعاد رسم احدى لوحات بيكاسو او دافنشي، استمع لصوت منبه على الحاسوب القابع في طرف الغرفة، طبعا هو هنا بأمر من فابريانو رومانوف لذا لا يصعب عليه توفير حاسوب في غرفة بمستشفى امراض عقلية، اتجه ببطئ نحوه لتلمع عينيه عند رؤية الصورة التي وصلت عبر بريده الالكتروني مرفقة بجملة "لم يتبقى الكثير" كان يراقب الصورة وبسمة تزين فاهه، ومع اندماجه ذاك طرق الباب ببطئ ليدلف بعدها الطبيب بصحبة ثلاث حراس خوفا من بطش ذلك المتوحش رمقهم بإبتسامة لعوب وقال:
"لا تقلقوا انا اليوم في مزاج جيد لا يسمح لي بشم رائحة الدماء العفنة خاصتكم, هيا افعل ما أتيت لفعله واغرب عن وجهي انت وكلابك المطيعة"
اقترب الطبيب بحذر وأيادي ترتجف فعلى الرغم من اقامته الطويلة في هذا المكان لم يستطع احد التنبؤ بتصرفاته وأفعاله المجنونة الدموية، حقنه بالحقنة سريعا وعاد الى الوراء بخوف قائلا بصوت يرتعش حاول قدر الامكان اخراجه عاديا:
"ان حالتك بدأت بالتحسن وبأوامر من السيد ستخرج قريبا لذا عليك ان تكون مؤهلا للتواصل مع الناس والتعامل معهم، اضن ان الحاسوب الذي هنا يستطيع مساعدتك على ذلك، قم بإنشاء صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي وحاول تكوين اصدقاء حتى لو كانوا افتراضيين فهذه ستكون خطوتك الاولى لتنمية مهاراتك الاجتماعية، وبعد خروجك سوف نواصل جلساتنا في مكتبي الخاص"
ابتسم المتوحش مجددا ورمقه بنظرات مرعبة:
"ان وجدتني امام باب مكتبك يوما فاعلم اني قادم لقتلك فحسب لذا لا تنتظر مني الكثير ايها العحوز"
هز الرجل رأسه بإستسلام وغادر الغرفة.
اما ذلك الوحش فبقي ينظر للحاسوب وكلام ذلك العجوز يرن في عقله، وبعد وقت ليس بقصير، جلس امام الشاشة الكبيرة مدونا بياناته للقيام بحساب فايسبوك و انستجرام، بقي يتصفحهم لمدة طويلة ثم ابتسم قائلا بهمس:
"لأول مرة ينصحني ذلك البدين بشيئ مسلي حقا، سوف اقوم بتخفيف عقابه بعد مغادرتي هذا المكان"
ومن ثم اغلق الحاسوب وعاد لفراشه مجددا.