P18: روزماري

298 17 6
                                    

في مستشفى الأمراض النفسية:

كان فلاديمير جالسا على سريره دون اية ملامح على وجهه، يده لم تفارق جبينه يتلمسه بلطف، هو لا يفعل هذا بسبب الجرح يا سادة بل بسبب قبلتها العجيبة، هو يقسم ان اثر تلك القبلة المفاجئة فعل به ما لم تفعله كل الادوية و الحقن التي وصفها له ذاك العجوز،
اما يده الأخرى فقد كانت تحمل منديلها الوردي المنقوش عليه اسمها يراقبه بشرود و يقربه من انفه لتتغلغل رائحتها داخل رئتيه، تلك الرائحة سحبت افكاره بعيدا، لحقل مليئ بالورود الملونة ببنما تقوم هي بقطفها و ابتسامة لطيفة مرتسمة على شفتيها الناعمتين، و هنا تمنى الحرية لأول مرة منذ سنوات، تمنى لو يخرج من هنا الآن فقط ليسمع صوتها ثانية...لتنظر البه بعيناها البراقتين مجددا... لتضع كفيها الصغيرين فوق كتفه.... ليشتم رائحة عطرها....ليحضى بقبلات اخرى تشبه تلك التي وضعتها فوق جبينه و فرت هاربة، ابتسامة اضاءت وجهه القاتم عند ادراكه كمية التخيلات اللطيفة تلك التي جعلته يريد الحرية في الحال، ولكن تلك التخيلات اختفت بسرعة فعقله يحثه على عدم التفكير فيها مجددا، فكيف لرجل مثله ان يفكر في طفلة في عمر ابنته بينما قلبه يحثه على فتح حاسوبه و التكلم معها، و لأول مرة انتصر قلب فلاديمير المتوحش في نقاش ليجد نفسه دون ارادة من عقله يفتح حاسوبه بحماس شديد و كما هو متوقع وجد عدة رسائل منها ولكن بدل ان يقرأها بملل كعادته هو الآن يبتلع احرف رسالتها الواحد خلف الآخر و ابتسامة طفيفة ترتسم فوق شفتيه:

" فلاد اين ذهبت يا هذا هنالك العديد من الأخبار لم اعد استطيع كتمانها اكثر، لقد قابلت بطل حكاياتي يا هذا والصدفة الغريبة ان اسمه ايضا فلاديمير مثلك، انا آسفة على ما سأقوله ولكن لم تعد لأحدكم فرصة في جذب انتباهي، بعد ان رأيت ملامحه المهلكة تلك لم اعد استطيع النوم، هو حقا يصلح ان يكون بطلا لرواية، طويل جدا بطريقة مغرية للغاية سلبت انفاسي، جسمه... ااااه من جسمه منذ ان رأيته و عقلي يرسم تخيلات بذيئة حقا هو اسطورة اغريقية، لو كان نارسيس موجودا لأنبهر بجماله و رجولته، اعينه حادة للغاية وشومه تغطي جسده بشكل مخيف آثار اعجابي، والأكثر من هذا انني قبلته من جبهته، لا اعلم كيف فعلتها ولكنني لم استطع التحكم بنفسي و كأنه مغناطيس جذبني لفعلها دون التفكير ولو قليلا، الآن حقا سوف اصدمك بهذا الخبر، لقد اخبرته انني سأناديه فلادي، اجل انت فعلت شيئا لصالحي هذه المرة، لقد تحججت بأنني اعرف شخصا اسمه فلاديمير و هو انت لذا اخبرته انني سأناديه فلادي، هو فلاديمير الخاص بأوليفيا الآن، اضن انني اخيرا سوف أعيش قصة حب ملحمية مثل الروايات بالضبط، آمل ان أراه ثانية قريبا فالحقيقة ان قلبي يؤلمني ان فكرت فقط ان من الممكن ان يصيبه مكروه هناك، الجميع يخاف منه ولكنه ليس بشخص مخيف اطلاقا صدقني هم يقومون بتهويل الأمور، انه كالدب المحشو يا هذا الاختلاف الوحيد بينهما انه طويل للغاية و لكن لا بأس فهو لطيف للغاية، الآن اشعر بالندم لأنني لم اقم بتقبيل خديه ايضا، يالي من بلهاء، هل سأراه مرة اخرى برأيك؟ اووف لا استطيع منع عقلي من التفكير في مقابلتنا القادمة و لكن ما هو مؤكد ان جدي لن يسمح لي ثانية بالذهاب لذاك المكان، لم اخبره بما حدث و لكن من المؤكد انه احس بفضولي الشديد نحو فلادي لأنني منذ ذلك اليوم و انا اسأله عن المجهول الذي يرهب الجميع ولكن لا جدوى فهو طلب مني ان لا افكر في مواضيع كتلك مجددا، لا اعرف السبب لانفعاله و رفضه القاطع و لكن لا بد ان الأمر خطير "

Love chemistry حيث تعيش القصص. اكتشف الآن