Love chemistry

P12: مشاعر متضاربة

صباحا في قصر رومانوف:

بعد وصلة بكاء و تفكير لليلة كاملة، استجمعت نوميديا شجاعتها وقررت ان تتحمل كل هذه الضغوطات لكي تتخلص منه في اقرب وقت ممكن،
خرجت من غرفتها متجهة نحو غرفة جولين، وبعد الطرق على الباب سمحت لها الثانية بالدخول لتجدها جالسة تسرح شعر روز على شكل ضفيرة فرنسية،
وقفت امامهم تفرك يديها بتوتر لتقول جولين:
" لماذا تقفين هناك نوميديا، هذا البيت سيصبح لك عاجلا ام آجلا لا تتصرفي وكأنك ضيفة هنا، هل تحتاجين شيئا؟"
وقبل ان تجيب نوميديا قالت روز بسخرية:
" يا لك من شمطاء جولين، اننا نعيش معا في نفس المنزل منذ سنوات ولازلت الى الان تغلقين خزانتك بالمفتاح كل لا أستعير من ملابسك وتقولين الآن للفتاة ان تتصرف بدون خجل مع شخص مثلك"
شدت جولين شعر روز للوراء بقوة لتصرخ الاخرى بتذمر بينما حمدت نوميديا ربها ان روز قالت هذه المعلومة أمامها والا لكانت وضعتها في موقف محرج بعض الشيئ لتقول متفادية الموقف:
" لا شيئ فقط كنت ابحث عن فابري ولم اجده في اي مكان في الارجاء لذا اردت ان اسألك ربما تعرفين مكانه"
لتجيبها روز:
"هل بحثت في قاعة الرياضة؟"
لتجيبها نوميديا:
" لم يخطر ببالي البحث هناك، شكرا لكن عزيزاتي"
ليبتسمن لها بلطف.
اتجهت نوميديا نحو جناحه رغما عن انفها لتخبره انها تستحق ملابس، طرقت الباب ولكن لا من رد لتتأكد من تواجده في قاعة الرياضة، اتجهت بخطى بطيئة وكلما اقتربت سمعت صوت تنفس قوي وحركة آتيان من القاعة، قتحت الباب ببطئ لترى آخر شيئ متوقع ان تراه، كان يرتدي الكيمونو الخاص بالكاراتيه والفنون القتالية ويقوم بحركات متسلسلة بطريقة محترفة، لمعت عينيها من جمال المنظر، فهي لاعبة كاراتيه منذ صغرها ولكنها ابتعدت عن تلك الرياضة منذ قدومها لرومانيا لأنها لم تستطع المواكبة بينها وبين دراستها.
تقدمت نحوه ببطئ وابتسامة لطيفة ترتسم على شفتيها مما جعله يتعجب ونطقت بكلمة واحدة:
" UNSU "
كلمة واحدة جعت عينيه جاحضتين ليقول بصوت غلبه التعجب:
" واللعنة من اين تعرفين اسمها "
لتجيبه بصوت مليئ بالفخر:
" لدي حزام اسود درجة ثانية وكانت اونسو اقرب (كاتا) الى قلبي، في الحقيقة انا استطيع عرضها اجمل منك وأكثر مرونة وذلك بعامل الطول والليونة لدي مقارنة بك يارجل الحطب الكاراتيه لا يناسب الطويلين والضخمين مثلك"
قالتها بلهجة ساخرة، ليرفع حاجبا وينزل الآخر وبسمة خفيفة تعلو وجهه ويقول :
" ارني ما لديك اذا "
وكأنها كانت تنتظر اشارة منه لترتفع بقدميها في الهواء وتلف 360 درجة وتسقط بقدمها على رقبته مما جعله يعود الى الخلف بصدمة، وقبل ان يستوعب ما يحصل هجمت عليه بعنف ضربة تلو الاخرى، اما هو فوضع يديه وراء ضهره تاركا اياها تفعل ماتشاء وبسمة تعلو وجهه، رفعت نظراتها نحوه بأنفاس لاهثة ليقول:
" آمل انك افرغت كل حقدك نحوي الآن نحلتي، هذه الفرصة لا تأتيك مرتين"
ارجعت خصلاتها للوراء وجلست على الارض وهي تضحك :
" الحقيقة انا اعرف كيف استغل الفرص التي تأتيني جيدا لذا لا تقلق"
كان يراقب ابتسامتها التي عادة ماتختفي في حضوره لتنتبه هي له، قالت محاولة تغيير مجرى الكلام :
" اشتري لي ملابس الان لا يهمني، لم استطع الطلب من الفتاتين "
ليرد عليها وهو يقوم بفتح الحزام الاسود المربوط باحترافية على خصره ليستطيع نزع الكيمونو
" حسنا ارتدي اي شيء الان وسنمر على محل قومي بشراء ملابس لنفسك بقدر ما تشائين "
لتقول وعينيها تراقب عضلات بطنه التي جعلت الحرارة تسري في كامل جسدها من كم جاذبية واثارة الواقف امامها، اقسمت انها لو تعرفت عليه في ظروف أفضل لكانت وقعت في حبه كالمجنونة، محت تلك الافكار عن عقلها لتقول بجدية:
" لا اريد شراء الكثير، فقط زي واحد لاذهب فيه معك،كما تعلم انا لن ابقى هنا طويلا "
ابتسم بتهكم على كلماتها وقال مغادرا القاعة:
" اسرعي في ارتداء اي شيئ لن أنتظرك طويلا"
خطرت ببالها فكرة بلهاء كالعادة فذهبت خلفه الى غرفته الخاصة، سمع طرقات على الباب ووجدها تقف امامه ببسمة بلهاء ليستغرب هو مابال هذه الابتسامات الي توزعها عليه اليوم، كانت نظراتها تطالعه ببراءة، احس انها قطة تنتظر من صاحبها اللعب معها ليحاول كتمان ضحكته بصعوبة رافعا حاجبه منتظرا منها البوح بما تريده وهو يضع يده على حافة الباب، قالت وهي تفرك يديها بتوتر:
" طبعا انت نسيت انني استعير من ملابسك هذه الفترة، اكمل جميلك للمرة الاخيرة ودعني اختار شيئا البسه، لا تقلق سأعيدهم لك كلهم"
لم تترك له فرصة الرد ودخلت من تحت يده الموضوعة على الباب كفأرة صغيرة، بقي متصنما امام الباب، اقسم أنه لو رآها تريستن تتصرف هكذا معه لتيقن اشد يقين انه واقع في غرامها.
سمع صوتها من غرفة الملابس ليتركها تفعل ماتريد ويتجه نحو الحمام، اختارت ملابس تناسبها وقبل خروجها فتحت الصندوق الذي يحتوي على عطوره الثمينة، وجدت قارورة عطر شديدة الجمال بها الماسة بالمنتصف مكتوب عليها "Imperial Majesty"
تركت القارورة من يدها بسرعة قبل ان تنكسر، هي تعرف هذا العطر جيدا، سمعت انه اغلى عطر رجالي في العالم وبقيت تتهكم وقتها وتلعن كل معتوه يمتلك كل ذلك المال لشراء قارورة عطر بينما غيره لايجد لقمة يأكلها، وها قد اوقعها حظها مع احد اولئك المعتوهين، امسكتها بأياد مرتجفة ونثرت منها على الملابس التي ستقوم بارتدائها وعلى رقبتها ومن ثم قامت بشمها لتقول بصوت مسموع بعض الشيئ:
" اقسم ان العطر المخفف عشرات المرات بالماء الذي كنت اشتريه قديما من محل امام المدرسة احسن بكثير من هذا العطر الذي بسعره لكنت اشتريت المدرسة بأكملها"
لينطق ذاك الذي كان يراقبها منذ اللحظة التي امسكت فيها القارورة ومنشفة قصيرة تلف خصره بينما شعره يقطر من المياه:
" ضعيها مكانها والا سأكسر جمجمتك لو اسقطتها، لقد كان طلبك استعارة ملابس، مع انني استغرب لهذه اللحظة كيف تقومين بارتداء ملابس تكفي 3 من امثال حجمك، كعقاب لك عليك تجفيف شعري، انا لا اجففه عادة ولكنني اريد الآن هيا انا في انتظارك"
جلس امام المرآة منتظرا اياها ونظراته متسلية من كمية الحنق البادية على وجهها، امسكت المجفف ووقفت وراءه، ورغم كونه جالسا كانت تقف على اطراف اصابعها للوصول اليه، بينما هو كان يتذمر كالاطفال:
" اخفضي حرارة المجفف ايتها النحلة، اتقومين بتجفيف شعري ام طبخ عقلي، ابعدي يدك انك تحرقينني"
قربت فوهة المجفف الى رأسه بقوة مما جعله يشد شعره بألم وينظر لها بغيض، لتضحك هي على منظره، جذبها لتقع بين يديه وحاصرها بذراعه يمنعها من الحركة، بقيت تحاول الفرار ولكنه لم يسمح لها بذلك، وضع عنقه في تجويف رقبتها يستنشق رائحة عطره منها بتلذذ، اما هي فلا اراديا وضعت يديها حول عنقه تجذبه نحو خاصتها اكثر مستحسنة ملمس بشرة صدره العاري على جسدها، بقيا على تلك الحالة لفترة طويلة، هاجمتهم المشاعر لتتسارع نبضات قلوبهم وترتفع حرارة اجسامهم، ليقول بصوت مخمور:
" حتى عطري منذ ان شممته عليك تغيرت رائحته وأصبحت الذ، مابالك تغيرين كل مايخصني بمجرد لمسه نحلتي "
رمقته بنظرات تحمل حزنا في طياتها لتقول:
" على عكسك انت، تدمر كل شيئ يخصني بمجرد لمسة "
اعاده وقع كلماتها الى واقعه، ليلعن نفسه على ماتفوه به دون ارادة منه، ليقف من الكرسي بسرعة وكأن افعى لدغته للتو، اما هي فوقعت على الارض جراء وقفته تلك، رمقته بألم ليدير ضهره لها ويده تمسك خصلاته بقوة وكأنه يلومها على ماحدث للتو.
لتخرج هي تاركة اياه يلعن نفسه على كل حرف قاله ولاعنا اياها على جعله يتفوه بكل مايفكر به كل مايقترب منها.