P6: جرح و دواء

431 24 0
                                    

" الندم هو العقل الذي يحضر متأخرا "

شعرت نوميديا بأصابع فابري تنغرس كالأشواك في ذراعيها، ابتسم ببرود لجميع الموجودين ابتسامة توحي بهلاكها القريب ومن ثم استأذن منهم بهدوء وعينيه تطالع عيناها بنظرات باردة لا تستطيع ان تتكهن منهما شيئا مما جعلها تلعن نفسها للحظة عن ما قامت به:
" ان غرفكم جاهزة ان كنتم تريدون اخذ قسط من الراحة، اما انا فلدي ما اقوله لحبيبتي التي سلبت لب عقلي بفستانها هذا"
ودون انتظار رد منهم سحبها خلفه متجها نحو الحديقة التي يوجد بآخرها جناح منعزل ، اما هي فقد كانت فقط تدعو ان يمر كل شيئ بأخف الاضرار فهي لا تملك شيئا لتخسره الآن.
فتح الباب بقوة والقى بها لتسقط امام قدميه، نزل ببرود مقابلها و ابتسامة مجنونة ترتسم على كامل ثغره ومن ثم نطق بفحيح اقشعر له بدنها:
" ماطريقة العقاب التي تريدينها، في الاخير انا حبيبك لذا من شيم الحبيب ان يدع حبيبته تختار ماتريد اليس كذلك؟"
لم يصله ردها لذلك امسك بخصلات شعرها بقوة جاذبا اياها الي الخلف ليرتفع رأسها لا إراديا أمام خاصته ليعيد كلماته بلهجة اكثر حدة لتومئ برأسها مرات عديدة وهي تحس ان أنفاسها سرقت منها،
سحبها وراءه مجددا الى أن وصل الى غرفة مغلقة وقبل فتحها اقترب من اذنها هامسا :
" سأجعل ذكرى هذا اليوم تحفر في عقلك حبيبتي، ستتمنين الموت لأنني سأتقمص دور عزرائيل اليوم ولكنك لن تنولي رحمة الموت فأنا لازلت بحاجة لعقلك هذا".
ربت على خصلات شعرها بحنان مما جعلها تتشتت من التناقض الكامن فيه، كلماته عكس حركاته سيجعلها تجن حتى قبل معاقبتها، فتح الباب بهدوء وفي لحظة انارته للغرفة وقع قلبها أسفل قدميها ولكنها لازالت تقنع نفسها بأن قذارته لن توصله لفعل ماتفكر هي به، كانت الغرفة بيضاء كغرف المرضى بالمستشفيات النفسية مليئة بآلات سوداء عرفتها جيدا من الروايات والافلام التي كانت تتابعها، آلات تعذيب متعددة وبأشكال مختلفة، نظرت للجانب الآخر من الغرفة لترى آخر شيئ من المتوقع ان تراه في غرفة كهذه، قفص كبير يحتوي على نمر ضخم ذو انياب بارزة للغاية وقد كان يناظرها مما جعلها لوهلة تتذكر نظرات فابريانو التي تشبهها، بدأت بالرجوع للوراء شيئا فشيئا الى ان ارتطم ضهرها في صدره لتلتفت له محاولة استلطافه ولكنها وكالعادة احست بالإغماء من رؤيته حاملا افعى بيضاء في لون الغرفة طولها يصل الي آخر قدميه ودون منحها فرصة للتكلم كالعادة قام بوضع الافعى فوق رأسها مما جعلها تصرخ بهستيرية ورعب فهي تكرههم وبشدة ولا تستطيع رؤيتهم حتى في الصور فمابللك برؤيتهم يتحركون فوق جسدها، لم تستطع ابعادها عن جسدها بسبب طولها والتفافها حول عنقها بشدة وكأنها حبل غليظ، بدأت انفاسها تتلاشى شيئا فشيئا، اما هو فاتجه الى الكرسي الكبير القابع في الغرفة وجلس عليه مستمتعا برؤيتها في حالتها تلك وكانه يشاهد فيلما كوميديا، اتجهت نحوه وجلست امام قدمه واضعة يدها على ركبته و قالت بنبرة رجاء:
" ارجوك ابعدها اشعر بالاختناق ارجوك لن اعيدها مرة اخرى سأنصت لكل ماتقوله "
جلجلت ضحكاته في الغرفة واقترب منها مزيلا الافعى من رقبتها واضعا اياها على الارض لتختفي بسرعة ومن ثم اقترب واضعا يده على وجنتها بحنان ونفس الابتسامة تزين وجهه:
" اليس الوقت مبكرا على الرضوخ ؟ لقد كنا الآن في بروفا صغيرة ابشرك بأن العذاب الحقيقي لم يبدأ بعد ولأصارحك بهذا كلما استسلمت مبكرا وزادت توسلاتك كلما زادت لذتي لذا لا انصحك بهذا همم ، هيا لنبدأ الخيارات فكما تعلمين ضيوفي بانتظاري، الخيار الاول هو نزع جميع ملابسك امامي والرقص عارية كم اتوق لرؤية فتاة عربية تحرك خصرها امامي "
جحظت عينيها من كلماته وقالت بصراخ وصدمة:
" من المستحيل ان افعلها ولو كلفني هذا موتي، لست احدى فتيات الليل خاصتك ياهذا، لقد اتيت بي لهذا المكان عنوة واهنتني العديد من المرات وانا فعلت ماوجدته صالحا لكي اعيد جزءا من كرامتي ولأريك انني لن ارضخ لك وان متت"
احمرت عيناه من صراخها بوجهه وتعبيرها عن عدم ندمها عن ما فعلته فقال بهدوء:
" اين ذهبت الفتاة التي كانت تترجاني منذ قليل ها؟ رفضك للخيار الاول يضعك امام الخيار الثاني آليا والذي من رأيي هو اصعب من هز خصرك العاري على أغاني شرقية"
سحبها بسرعة الي عمود به اصفاد معلقة ورفع يديها واغلق حولهما الاصفاد بإحكام ولقصر قامتها كانت تفف على اطراف أصابعها كي لا يزداد ألم يديها، ومن ثم جلب صوتا اسود اللون وانهال على جسدها ضربا وبطريقة وحشية وكلما زاد صراخها تعالت ضحكاته المجنونة اكثر الى ان ارتخى جسدها وأغمى عليها، اتسعت ابتسامته تلك اللحظة وترك الصوت واقترب منها وقام بإرجاع خصلاتها الى الوراء ومن ثم انهال على شفتيها بقبلات وحشية وابتلع كل الدماء المتدفقة من شفتيها وعند ابتعاده ورؤية اللون الأزرق بهم ابتسم برضا وهمس في اذنها وكأنها تسمعه:
" هذا جزاء قبلتك تلك التي حركت كل حواسي وجعلتني ارغب في اغتصابك امام الجميع"
ومن ثم جذب سكينا صغيرا وقام بجرح ركبتيها ونطق مجددا بطريقة مجنونة:
"وهذا جزاء ملابس العاهرات التي خرجت بها امام الجميع"
ومن ثم قام بفتح الاصفاد وحملها بين يديه واتجه نحو القصر لكنه لم يضعها بغرفتها بل اخذها الى جناحه، وضعها فوق فراشه بعناية وبقي يتأملها لمدة طويلة ومن ثم خرج مغلقا الباب خلفه.

Love chemistry حيث تعيش القصص. اكتشف الآن