P5: الأسبوع المنتظر

465 22 0
                                    

لم تستطع نوميديا النوم منذ احداث الساعات الماضية قبلته المفاجئة لها كانت بمثابة الصدمة التي جعلتها لا تعي ماتفعل ولا تستطيع التفكير بشيئ غيرها وكأنه بتلك القبلة اجتاح جسدها و عقلها لا عذرية شفتيها فقط، تذكرت لوهلة كل الروايات الرومنسية التي قرأتها عن زعماء المافيا المهووسين تمتمت في سرها بسخرية "اضن انني سقطت في احدى الروايات+18 ولكن هذا الماعز المتعجرف متلهف للتقبيل فقط يا الله كيف له ان يفعلها بهذه السهولة ولم يعتذر عن فعلته حتى" وعلى ذكر الروايات الرومانسية لمعت في ذهنها فكرة شيطانية لإسترداد كرامتها بعد مافعله بها دون ادنى اعتذار.
على الجانب الاخر كان الخدم يغادرون القصر الواحد تلو الاخر والبسمة تعلوا وجوههم وكأنهم يخرجون من سجن امريكي خطير، اما فابريانو فقد كان في شرفته كالعادة يحمله مشروبه بين اصابعه الرشيقة ينتظر بفارغ الصبر قدوم ضيوفه ولكن عقله مشوش من ما قد تفعله تلك القابعة في غرفتها منذ اخر لقاء بينهم، ابتسم ابتسامة جانبية بعد تذكره تلك القبلة التي لا يعلم مالذي جعله يفعلها دون سابق انذار وهو الذي يكره التلامس الجسدي بينه وبين اي شخص غير عائلته، اتجه لغرفتها سريعا ليكمل توصياته لها، فتح الباب دون ان يعطي نفسه عناء طرقه حتى، انصدم مما يراه امام عينيه هو لا يرى فتاة بل يرى احد قرود الشامبانزي، لقد كان النصف السفلي من جسدها فوق الفراش والجزء العلوي يتدلى من الفراش رأسا على عقب وهي مغمضة عينيها وتضع سماعات الاذن المحتواة على بطاقة ذاكرة بها اغاني جميلة وجدتها بالغرفة ولم تكلف نفسها عناء معرفة صاحبها او بالاحرى صاحبتها فهي استبعدت ذالك الماعز لأن السماعات لونها وردي وايضا استبعدت سارا فهي تلقبها بالبومة التي لا ترتدي سوى الاسود والالوان الداكنة الاخرى فلن تمتلك فتاة مثلها سماعات وردية بالتأكيد، بقي فابريانو مصدوما لفترة فهذه المرة الاولى التي يرى بها شخصا نائما بهذه الطريقة، اقترب من الفراش و جثى على ركبتيه ليقترب من وجهها الذي يراه مقلوبا ولكن مع احساسها بلفحات انفاس على وجهها فتحت عينيها بسرعة واكفهرت ملامحها رعبا عند مقابلتها لعينيه اللامعتين وبدون سابق انذار رفعت قدميها لأعلى مما جعلها تسقط على رأسها وبقيت تولول و تصرخ ممسكة يمؤخرة رأسها امام ذاك الذي لازال يحاول استيعاب هذا المشهد الكوميدي محاولا قدر المستطاع كبت ضحكاته امام مايراه "ايها الماعز الشرير الم يعلمك احد الاستئذان قبل الدخول هل انت جني لأجدك فوق رأسي بتلك الطريقة؟ هل كنت تحاول قتلي ام ماذا؟ ما هذا المنزل البائس الذي لا يدع شخصا يقوم باليوغا مرتاح البال انا لم اعد احتمل العيش هكذا" اتاها الرد من فابري متهكما "اوتسمين حركاتك البهلوانية تلك يوغا؟ لقد ظننت انك تقومين باستحظار الجن و الشياطين" ضربت نوميديا الارض بيديها وقدميها كشخص يعاني من الصرع ووقفت فجأة على قدميها واعتلت فراشها لتصل لطوله تقريبا، وضعت سبابتها امام وجهه مخاطبة اياه بنبرة حادة " لم انسى الى الان مافعلته بي يا هذا وسأجعلك تندم ندما شديدا على ماتفعله بي واستهزائك هذا" اجابها " اولا اعلم انك لن تنسي مافعلته ف فابريانو رومانوف لا يقوم بتقبيل امثالك يوميا والا سأضن ان ذوقي اصبح ركيكا بعض الشيئ لذا ذكرى قبلتي تلك سترافقك حتى يوم مماتك انت محظوظة، ثانيا قللي من تناولك للثوم والبصل فرائحتهم فاقت رائحة الكحول ولا اضن ان احدا سيجرؤ على تقبيلك برائحة كتلك" أحمر وجهها من شدة الانفعال تمالكت نفسها بشدة كي لا تلكم وجهه اجميل ذاك، اقتربت منه اكثر وقالت بفحيح " في المرة القادمة سأحرص على وضع حمض الهيدروفلوريك على شفتي لاتخلص منك نهائيا ان فكرت فقط في تقبيلي مجددا ولن ابالي بفقدان شفتي من مفعوله" جذبها من اصبعها الذي تلوح به امام عينيه منذ مدة لدرجة آلمتها "لقد قلت لك مسبقا بأنني لن اقوم بتقبيلك مجددا حتى لو جننت اضن انك لم تنتبهي لكلماتي جيدا، ومرة اخرى ان رفعتي هذا الاصبع في وجهي سأدخله في مكان ما من جسدك، وسأدع مخيلتك تخبرك عن هذا المكان، انا لم آتي هنا لاطالة الاحاديث معك جئت لأذكرك بسبب وجودك هنا ولتنبيهك بمالذي من الممكن ان يحدث لك ان قررتي مغادرة هذه الغرفة في فترة وجود ضيوفي فحتى الطعام سأحضره لك بنفسي فلا تختبري صبري والا سترين ملامح الشيطان على وجهي يا صغيرة" اكمل كلامه ضاربا انفها بسبابته مما جعلها ترتد للخلف وتسقط فوق فراشها وغادر مسرعا تاركا اياها تصرخ باعلى صوتها وتضرب بيديها السرير وكأنها احد القابعين في مستشفى المجانين، هي تكره ان يوجه لها احد الكلام بطريقة كتلك دون اعطائها فرصة للرد و غضبها في هذه اللحظة جعل منها تصر اكثر فأكثر على الخطة التي وضعتها، هدأت من روعها مفكرة فيما ستفعله لهذا الماعز الشرير كطريقة للانتقام.
ظلت على حالتها تلك الى ان سمعت اصوات ابواق سيارات فاقتربت من شرفتها البلورية المغلقة تحاول استطلاع مايحدث فرأت ذلك الماعز يقف مبتسما بشموخ امام السيارات التي تملأ بهو القصر والتي بدأ اصحابها في النزول الواحد تلو الاخر.
اما عند فابريانو فقد اشرق وجهه عند رؤية سياراتهم نزلت من السيارة الاولى فتاة ذات ملامح رقيقة طفولية وارتمت بين احضان فابري ضاحكة مما جعل ابتسامته تتسع حاملا اياها بين ذراعيه "لقد اشتقت لك فابري كنت انتظر هذا الاسبوع بفارغ الصبر" "اشتقت لك ايضا حلوتي" اتاهم صوت ضاحك لفتاة اخرى مقاطعا لحظتهم تلك "ابتعدي يافتاة في كل مرة تتعلقين برقبته كالكوالا وتضيعين الجانب الدرامي من المشهد" وقامت بانزالها من احضان فابري وعانقته بدلا منها مما جعل البقية يضحكون على مشاكساتهم المعتادة، نطق احد الفتية والذي يدعى تريستان مشيرا للفتى الذي معه " نحن ليس مرحبا بنا ياصاح هيا لنعد ادراجنا من حيث اتينا"
فانطلقت الفتاتان نحوه وعانقوه بقوة مما جعل جسده يرتد ويسقط وشاركهم الفتى الاخر المدعو ليفاي العناق وهم يضحكون بشدة اما فابري فقد كان ينظر لهم بأعين لامعة وبعد فقرة السلام والعناق تلك دلفوا جميعا الى صالون القصر للتكلم بأريحية اكثر.
بعد مدة من الزمن استمعوا لرنة كعب عال قادم نحوهم واتجهت اعينهم الى مدخل الصالون ليتفاجؤوا بفتاة ترتدي ثوبا اسود قصيرا تبتسم بطريقة مثيرة زادها احمر الشفاه الفاقع اثارة واتجهت بخطواة بطيئة نحو فابريانو وجلست فوق احد فخذيه واقتربت دافنة وجهها في رقبته مقبلة اياها بطريقة مثيرة تاركة احمر شفاهها مطبوعا عليها قائلة "آسفة حبيبي على التأخير" ومن ثم نظرت للجميع بابتسمة عذبة " لقد حدثني فابري عنكم وتحمست بشدة للقائكم، لا اعلم ان حدثكم عني ام لا ولكن سأعرفكم بنفسي في كل الحالات، ادعى نوميديا حبيبة فابري واعيش معه هنا منذ فترة" كانت نظرات الصدمة تملأ وجوه الجميع اما نوميديا فقد اتجهت ببصرها لفابري لترى اعينه شديدة الاحمرار توحي باقتراب موتها.

انتهى فصل اليوم، اتمنى تشجيعاتكم 💗💗💗

Love chemistry حيث تعيش القصص. اكتشف الآن