انطفأ المكان :p22

137 11 5
                                    

مر بقية الاسبوع بأجواء جديدة على كل منهم، فابريانو يحارب افكاره ومشاعره التي لازالت تنمو عند رؤيتها، يحاول ان يحفظ ملامحها في مخيلته ليستحظر صورتها في خياله و نومه، يحاول ابتلاع تفاصيلها... نظرتها...صوتها...حركاتها...ضحكتها...مرحها وخاصة تصرفاتها الطفولية التي لا تمت لسنها بصلة كلما اجتمعت مع روز، اختفى قبل رحيلها بيومين لينعزل في منزله مهيئا نفسه لرحيلها، يكاد يشعل لسانه نارا ندما على موافقته على رحيلها، يريدها ان تبقى ولكن كبرياءه و وعده لها و عدم تأكده من مشاعرها جعلاه يفقد الشجاعة في الاعتراف، ليرضى بالبعد قبل اوانه.

اما عن نوميديا فقد كانت مشاعرها لا تقل عن خاصته، ولكن بصحبة روز، جولين و سارا كانت تشعر بسعادة و مشاعر صداقة لا يشوبها خبث ولا كذب، تقربت في تلك الفترة من سارا اكثر و طالت محادثاتهم، قضت بقية ايامها هناك في شراء الهدايا لعائلتها و التقاط صور لذكرى تلك الرحلة الطويلة خوفا من نسيانها لتصبح سرابا، بينما الابتسامة تزين وجهها كان قلبها مكدوما من بعد فابريانو و تجنبه لها، لتتأكد تماما من انه لا يكن اي مشاعر لها لتتمسك اكثر في قرار الرحيل والذي اقسمت انها بكلمة واحدة من فابري سوف تلغي كل مشاريعها بالرحيل، انتظرت الى ان فقدت الامل اخيرا.

فلاد كان في عالمه الخاص، لا يغادر غرفته و كأنه لا يزال في تلك الزنزانة، ابتعد عن ذلك الطبيب العجوز و ثرثرته ليجد ثرثرة نوميديا و روز ليحاول جاهدا ان لا يستجرم و يقتلهن، كان منديل تلك الفتاة الصغيرة لا يفارق يده، يذكره برائحتها و قبلتها البريئة، يريد ان يتواصل معها الآن ولكنه يؤجل ذلك في كل مرة محاولا ايجاد خطة جيدة للظهور امامها بلباقة.

اما ليفاي فكان مرافق الفتياة في كل مكان بطلب من فابريانو، لقد كان يشاركهم المرح و لحظات الجنون، لا يقول كلمة لا ابدا و قد كان لسانه لا يكف عن التحدث عن تسنيم ونعتها بحبيبته وهي حتى لا تعلم بوجوده، تتذكر فقط انه انسان منحرف اتصلت به بالخطأ، بينما كان هو يراقب تفاصيل يومها في مكتبه دون كلل او ملل من خلال كاميراته.

كانت تسنيم كعادتها منذ الأيام الماضية، تأتي الى الشركة اول الناس و تغادر آخرهم كل ذلك بسبب مديرها الذي تنعته بالمفتري والذي لا تعلم عنه شيئا سوى اسمه، هي لا تنكر انها مرتاحة كثيرا في هذا العمل ولكن طلبات المدير الغريبة التي تأتيها على شكل رسائل جعلتها تشعر بالريبة لأمره، ولكن اكثر ما احزنها انها الى هذه اللحظة لم تقم بالتعرف على أحد، هي لا تنكر ان الجميع يعاملها بإحترام زائد عن اللزوم و لكنها كعادتها ترى كل شيئ مريبا دون سبب، او ربما هنالك سبب من يعلم؟
كانت كل صباح تتفقد بريدها الالكتروني لترى متطلبات مديرها الغامض والتي عادة لا تستغرق فيها اكثر من دقائق معدودات و من ثم تدلف خلسة الى مكتبه تطالع تلك الكتب الموجودة هناك بشغف، اصبحت تحب هذا المكتب كثيرا فهو بعتبر مكتب احلامها، اطلالة جميلة، الوان باردة مريحة للأعصاب، تكييف، والعديد العديد من الكتب، كما انها اقسمت ان مساحة هذا المكتب تفوق اضعافا مضاعفة مساحة منزلها، فهو يحتوي على حمام و غرفة نوم و مطبخ لتجد النعيم الخاص بها هناك و تدعي ربها في سرها ان يطيل مديرها فترة غيابه اكثر كي تطول فترة النقاهة تلك.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 15 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Love chemistry حيث تعيش القصص. اكتشف الآن