P4: قبلة جامحة

614 25 0
                                    

كان هذا الأسبوع المترقب من كل سنة، يوم تركهم لجميع اعمالهم والتفرغ فقط لبعضهم البعض، يحاولون بشتى الطرق الحفاظ على الرابط الذي يجمعهم واسترجاع ذكرياتهم وعلى الرغم من انها مؤلمة لكنها لم تكن خالية من بعض الاحداث المضحكة الطريفة، انه الاسبوع الذي يتخلى فيه فابري عن بروده ويحاول فيه الجميع اخراج الأطفال التي ماتزال قابعة في مكان خفي من شخصياتهم ولكنها لاتظهر سوى ان اجتمعوا معا، كان الجميع يعمل على قدم وساق داخل قصر فابري فالخطأ لايغفر له في هذه المناسبة ولكن جميع الخدم كانوا متحمسين ففي كل سنة عند قدوم ضيوف فابري يأخذون اجازة لأسبوع كامل، في المقابل استغربت نوميديا تلك الحركة الموجودة والتي تعد غير اعتيادية في هذا المكان الساكن، لقد مضى شهر على مواجهتها مع ذلك المتغطرس كما تدعوه وهي لم ترى وجهه منذ تلك اللحظة ولوهلة اعتقدت انه نسي أمرها مما جعلها تتصرف بإرتياح في ذلك القصر ولكنها لم تسلم من نظرات سارا القاتلة التي ترمقها بها كلما رأتها والتي حاولت جاهدة التقرب منها وكانت تصدها دائما ولكنها شكلت رابطا جيدا مع العاملين بالقصر فحتى البستاني وحراس القصر لم يسلموا من أسئلتها، وجدت سارا تراقب الخدم باهتمام فهمت بالسؤال لتريح فضولها:

"هل هنالك حفلة ستقع في القصر ام ماذا لم كل هذه التحضيرات؟"

ردت سارا دون ان تعطي نفسها عناء النظر لها حتى:

"ان هذا الاسبوع مقدس لدى السيد فابريانو لذى احرصي على التزام الصمت ان قابلت احد ضيوفه ولا تطيلي الكلام ولا تطرحي اسئلتك الغبية والأهم من ذلك حاولي تجنب التواجد في المكان الذي يتواجدون فيه ولا تخبري احدا عن سبب وجودك هنا وإن وضعك احدهم امام الأمر الواقع قولي انك ابنة احد معارف السيد فابريانو وانت هنا فقط لحمايتك بعد تعرضك لمحاولة قتل وتهديدات كثيرة هذه توصيات السيد شخصيا وحرص على ان اخبرك بتخيل سيناريو مرعب ان قررتي نطق شيئ يخص السبب الحقيقي لتواجدك هنا امام احد ضيوفه"

لم تنتظر حتى سماع الرد منها وخرجت تاركة نوميديا تنظر في اثرها بغضب وسخط:

"تلك الفتاة تشبه الروبوت في تصرفاتها"

لم تهتم كثيرا وتقدمت من احدى الخادمات محاولة سحب ولو القليل من المعلومات منها

"من هم ضيوف ذلك العملاق وماقصة هذا الاسبوع المقدس"

اجابتها بكل احترام :

"انه الاسبوع الذي يجتمع فيه السيد فابريانو بإخوانه ولا نعلم مايحصل بعد قدومهم فنحن نأخذ الاسبوع كإجازة لنا جميعا"

فكرت نوميديا ان هذه فرصتها الوحيدة لمحاولة الهرب فإنشغال فابري بظيوفه ومغادرة الخدم سيسهل مهمتها على حد علمها لذلك قررت التجول اكثر في القصر محاولة ايجاد ثغرة للهروب ودعت في سرها ان تشمل هذه الاجازة بعضا من الحراس ايضا كي تقل المراقبة، فتشت جميع ارجاء القصر وامتعضت من امتلائه بكاميرات المراقبة الموجودة حتى في الحديقة الخلفية شعرت بالإحباط بعض الشيئ لكنها قررت المجازفة فهي لن تخسر شيئا في كلتا الحالتين، هي تعلم جيدا ان عودتها لبلدها لن تكون في صالحها نفسيا وماديا ولكن الوضع هناك سيكون اقل خطرا هي لم تكن تريد العودة لوطنها مع انها تشتاق لكل انش به تشتاق لهواءه وبحاره وجباله وحتى صحرائه ذلك الوطن الصغير مقارنة ببقية الدول ولكن على رغم صغره فهو بلد الحريات والجمال وبلد النساء القويات، تشتاق لوطنها بشدة ولكنها تخشى العودة هي تمقت تلك اللحظات التي ستفتح فيها منزل عائلتها وتجده فارغا كأن لم يسكن به احد من قبل، تمتلك ذكريات في كل ارجائه فلقد كانت طفولتها عادية ولكنها ممتعة لم تكن تتخيل يوما ان تخطو الى ذلك المنزل الدافئ دون تواجد والديها فيه لذلك رفضت العودة له في الاجازات الصيفية ورضيت ان تعيش مغتربة على الرغم من حزن اخوانها بقرارها الا انهم ايدوها في الاخير، هي تمتلك عائلة رائعة فعلت المستحيل من أجل وصولها لهذه المرحلة لذلك هي لا تريد ان يخيب املهم بها وتفعل المستحيل لجعلهم يفتخرون بما وصلت اليه وهذا زاد من حماسها في مغادرة هذا القصر اللعين والذي بالرغم من كبره تحسه قفصا ضيقا يكتم على انفاسها، تقدمت للأمام عند رؤيتها سياجا يحيط قطعة ارض كبيرة تدور فيها خيول عديدة بحرية كبيرة، لمعت عينيها بشدة وهي ترى جمالهم ورأت شخصا يراقبهم بإهتمام تراه للمرة الأولى فتقدمت منه بابتسامة بادلها اياها عند تفطنه لوجودها

Love chemistry حيث تعيش القصص. اكتشف الآن