P21: قلوب مبعثرة

465 22 90
                                    

في منزل نوميديا:

قررت اخيرا ان ترحم نفسها و تخطو خارج غرفتها التي بقيت حبيستها منذ يوم عودتها مما أثار ريية و قلق اخوانها، ليبقى ارسلان معها في تلك الفترة مراقبا تصرفاتها الغريبة و القلق ينهش قلبه و عقله على الرغم من غضبه منها و انفعاله عليها حول موضوع الدراسة، وجدته في المطبخ يقول بإعداد الاندومي والتي لا يفقه اعداد غيرها، ابتسمت له نوميديا بغباء منتظرة منه ان يبادلها بأخرى، ليوليها ضهره و يكمل اعداد طعامه و كأنها لم تكن موجودة.
اخذت نفسا عميقا و استجمعت ما تبقى لها من رباطة جأش و هدوء و اقتربت منه لتعانقة من الخلف طابعة قبلات خفيفة على كتفه و قالت بنبرة حنونة:

" ما بال صغيري الوسيم لا يوليني اهتماما؟ هل تعادي عمتك يا فتى على مجرد كلمات قالتها؟ لقد كان من المفترض ان اتخذ انا موقفا نحوك لا العكس، لم انسى صرختك بأنك تكرهني ليكن هذا بعلمك "

ترك ارسلان ما كان يفعله و التفت اليها مقبلا رأسها بهدوء و قال:

" انا آسف نوميديا، ولكن اسفي يتوقف فقط على كلماتي الأخيرة لأنني لازلت مقتنعا بصحة ما قلته و سأبقى متشبثا برأيي ولكن لم يكن يجدر بي قول كلمات قاسية كتلك "

ضربته على رأسه بحدة لتقول بغضب:

" ممن ورثت صفات العناد والغرور هذه يا فتى، انت مستفز "

ليضحك ارسلان على كلماتها تلك و يجيبها:

" هل حقا لا تعرفين الاجابة نوميديا ام تتظاهرين بذلك؟ العائلة كلها من اكبر فرد الى اصغرهم يشبهونني بكي في كل شيئ افعله و خاصة في الأعمال الطائشة التي اقوم بها احيانا امي ترجع كل اللوم عليكي "

رفعت نوميديا حاجبها باستغراب لتقول بغيض:

" والدتك الحرباءة تلك لا اعلم سبب كرهها لي الى هذه اللحظة، حتى في غيابي تضع اللوم علي، فلتضع اللوم على تربيتها لك اولا لأنني لا ارى تربية بتاتا أمامي، اعرف ما يمكن ان يسكتها، عندما اتزوج و انجب اطفالا سوف اريها التربية على اصولها "

Love chemistry حيث تعيش القصص. اكتشف الآن