P16: إحراج

367 15 19
                                    

في ميامي :

مساء في منزل الريبر :

مرت ايام سارا بسلاسة و لطافة، واستشعرت للمرة الأولى أحاسيس لم تجربها منذ خروجها من بطن امها والأكثر من ذلك هي اكتشفت حقائق جديدة عن نفسها كانت تجهلها

اجل لقد كانت تجهل انها ستسلم قلبها لشخص بهذه السهولة دون جهد أو عناء من كليهما

هي الأفعى السوداء التي يهتز عند ذكر اسمها اعتى رجال المافيا و أقواهم في رومانيا و في كل الدول التي تصل اليها اعمال فابريانو الغير قانونية الذين توسلوا حبها لتقابلهم بالرفض القاطع دون ان يرف لها جفن

لقد كانت تجهل انها شديدة الليونة و الحساسية عند ملامسة يده منحنياتها... عند تقابل اعينهم..... عند ملامسة شفاهها بشفاهه الغليظة.... عند طبع علامات ملكيتها على رقبته الممتلئة بالوشوم.... عند ملامسة وجهه ومداعبة شعره الذي يحتل معظمه اللون الأبيض بأصابعها الرقيقة و الذي عشقت لونه الثلجي.

تلك الأصابع التي تقتل بدم بارد و تحمل المسدسات و الخناجر بسهولة و خبرة وجدت اخيرا ما هو اجمل من القتل، وجدت حضنا يحتويها دون ان يسألها عن ماضيها

وجدت شخصا ترى في عينيه دفئ العالم أسره، هي التي لم ترى تلك النظرة منذ ولادتها حتى من والديها، وجدتها في شخص غريب و الأهم من ذلك شخص خطير، اجل فمن يستطيع فعل هذا بعقلها و قلبها من المستحيل ان يكون شخصا عاديا.

خرجت من أفكارها تلك و هي جالسة على أرجوحة في شكل كرسي تحمل بين أصابعها كتابا باللغة العربية، لغتها الأم والتي لا يعلم احد غير فابري انها من أصول عربية ولذلك قصة أخرى نتعرف عليها في الوقت المناسب،

كانت تراه يقترب من بعيد بهيأته المهلكة لروحها و ابتسامته الدافئة التي تجعلها تبتسم رغما عنها وقال:

" ما بالك ايتها الجميلة تنظرين الي هكذا، نظرتك هذه تحثني على فعل أشياء شيطانية و أنا لا اريد ان اعطلك على قراءة كتابك هذا "

خرجت ضحكة رنانة من سارا و قالت:

" الحقيقة انني لا ارى دوما رجلا بهذا الجمال و الرشاقة مع تجاوزه الأربعينات، هذا ليس ذنبي سيد دراغوس "

ارتفع حاجبه على كلماتها ليقترب من الأرجوحة ويحملها بين يديه بخفة كبيرة، جلس هو مكانها واضعا اياها داخل أحضانه و أنفه يجول فوق عنقها يشتم رائحتها المسكرة له ليقول بصوت ثمل:

" يتملكني الفضول لمعرفة ما تقرئين، سأشاركك جلسة المطالعة هذه "

ابتسمت عند سماع كلماته و قالت بحماس طفل صغير :

" انه ديوان شعر باللغة العربية، صدقني اعجز عن وصف حبي لهذه اللغة، و لو كنت امتلك الفرصة لصنفتها من العلوم لأن تعلمها علم حقيقي و مهما حاولت ترجمة كلماتها لأي لغة أخرى ستعجز حتما في إيصال ما تحتويه كلماتها من معاني بنفس الطريقة ولكن مع ذلك سأقرء لك بيتا أعجبني و بشدة.

Love chemistry حيث تعيش القصص. اكتشف الآن