P2: ذكريات

724 27 0
                                    

دلف الغرفة ببطئ تحسبا لأي حركة مباغتة، ولكن لم يقابله سوى السكون والظلام. تقدم نحو الفراش بخفة ليجد جسدها متكوما فوقه دون ظهور اي انش من ملامحها فقد كانت تغطي كامل جسدها وتلتف حول نفسها في وضعية الجنين، لطالما استغرب الجميع طريقة نومها الغير مريحة ولكنها كانت تحس بالامان كلما تقوقعت على نفسها، واستسلمت سريعا لسلطان النوم، اما هو فلم يهتم كثيرا لملامحها ولكن استغرب راحتها الشديدة وشك لوهلة انها تتظاهر بالنوم ولكن مع تركيزه الشديد في حركات جسدها الهادئة استنتج ان تنفسها طبيعي للغاية وهذا دليل على انها في سبات عميق، تساءل كيف لانسان عادي ان ينام بهذا العمق وهو مدرك تماما انه مخطوف ولا يعلم مصيره. تاملها لثوان أخرى ثم غادر موصدا الباب خلفه واتجه الى الطابق الاخير من القصر والذي يعد جناحه ومكانه الخاص والاعظم من هذا انه يقوم بتنظيف كل تلك المساحة الشاسعة بنفسه حتى لايقترب احد منها، سارا ايضا يقودها الفضول دائما لاقتحام ذلك المكان ولكن تتذكر دائما تهديداته للجميع والتي لن يتراجع في تطبيقها على ارض الواقع ان اقتربت خطوة واحدة من ذاك الطابق المتكون من غرفة للنوم مطلة على الغابة والتي بها ايضا رفوف تعج بأصناف مختلفة من المشروبات الكحولية منظمة بطريقة دقيقة وحمام ملحق وغرفة ملابس وطبعا غرفة مكتبه و المكان المخصص للرياضة، اتجه نحو احدى الرفوف جاذبا ثلاث زجاجات احداهم كتب عليها "Gin" والثانية "Scotch" واما الثالثة فهي غنية عن التعريف "Whiskey" وذلك لإعداد الكوكتيل المفضل لديه "Silver bullet" هو يتقن فعل كل شيئ يحبه، فهو طبعا لن يسمح لأي احد كان ان يصنع له مشروبا فهو يتقزز من فكرة ان هذا الشخص مثلا قام بملامسة مؤخرته ولم يغسل يديه ثم اعد له مشروبا هذا مضحك في نظره ففي الحفلات المهمة يظنه البعض خائفا من التسمم لامتناعه عن الشرب او الاكل ولكن لعقله رأي آخر، انتهى من صنع مشروبه ووقف مقابلا للزجاج الذي يحول بينه وبين تلك الغابة المظلمة وعادت به الذاكرة لأيام يحاول جاهدا نسيانها، على عكس الجميع فمرحلة الطفولة تحمل اهم ذكريات الناس وأجملها ولكن بالنسبة له هي اكثر مرحلة تؤرق جفنه، عادت به الذاكرة لغرفة صغيرة يتمدد على ارضيتها اطفال من يراهم للوهلة الاولى يضنهم نيام ولكنهم في الواقع يبكون قسوة الحياة عليهم، بطونهم فارغة ينهشها الجوع وأجسادهم تإن ألما من البرد يقتربون من بعضهم البعض باحثين عن القليل من الدفئ، كان هو اكبرهم ويعتبر نفسه مسؤولا عنهم على الرغم من انه يبلغ 14 سنة فقط ولكنه يعتبرهم عائلته الوحيدة المتكونة من ثلاث فتيان غيره وفتاتان يجمعهم نفس المصير الذي لا مهرب منه، فهم اطفال شوارع لا يعلمون شيئا عن سبب تواجدهم هنا او عن هوية عائلاتهم وجدوا انفسهم في هذا المكان ولكن رغم ذلك هو متيقنون انهم لاينتمون له فهم تحت إمرة احد رجال العصابات الذي يستعملهم لجني المال مقابل مبيتهم في تلك الغرفة ورغيف خبز واحد فقط لكل من استطاع جني المال، كان يتضور جوعا ولكن على الرغم من ذلك يحاول جاهدا التظاهر بالقوة، كان صوت البكاء يصم اذانه ويؤلم قلبه فتلك الصغيرة يعتبرها الجميع ابنة لهم فهي اصغر فرد في تلك العائلة وتبلغ فقط 4 سنوات

-"روز صغيرتي ارجوك توقفي عن البكاء وحاولي ان تنامي فغدا ينتظرك يوم متعب"

-"فابري اشعر بالبرد الشديد لست قادرة على النوم"

خرجت هذه الكلمات من فم الصغيرة متقطعة مما جعله يتألم لألمها فحملها بين ذراعيه في محاولة منه لتدفأتها الى ان غطت في النوم سريعا.
حين نام الجميع وجدت دموعه سبيلا على وجنتيه وهو يدعو الله ان يمتلك القدرة على اخراجهم من هذا المكان في اسرع وقت ممكن.
توقف شريط الذكريات مع انتهاء سيجارته الكوبية ومشروبه وعند تلك النقطة وتوجه فبريانو نحو فراشه محاولا النوم ونسيان تلك اللحظات المؤلمة.

توقف شريط الذكريات مع انتهاء سيجارته الكوبية ومشروبه وعند تلك النقطة وتوجه فبريانو نحو فراشه محاولا النوم ونسيان تلك اللحظات المؤلمة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
Love chemistry حيث تعيش القصص. اكتشف الآن