P3: لقاء

608 26 0
                                    

هاهي الشمس تشرق بعد ليلة كانت صعبة لدى البعض ومريحة لتلك الفتاة التي لا تدري كم طالت نومتها وهي ايضا لاتعلم سبب راحتها تلك، ومما زاد استغرابها انها نامت دون ان تنزع حمالات الصدر الضيقة التي تمقتها، ولكن من اهم العوامل التي ساعدتها على النوم سهرها وتعبها طيلة الايام الماضية لإتمام بحثها الذي جاهدت سنوات على استكماله والذي لولا اختطافها لكان يحضى بإعجاب جميع اساتذتها وزملائها الآن ومحط حديث الجميع ولكن للقدر رأي آخر، هاهي الآن في مكان مجهول ومن الممكن ان تكون حياتها في خطر ولكن مع ذلك حافضت على هدوءها كالعادة وأبعدت كل الأفكار المتشائمة التي تتوارى لها، اتى الى مسامعها صوت مفاتيح، تأهبت في جلستها منتظرة دخول الشخص القابع وراء الباب ولم تكن يوى سارا التي رمقتها بنظرات باردة وقبل نطقها بكلمة كانت الاخرى تقف امامها:

"من انت ومالذي افعله في هذا المكان"

-"لست الشخص الذي يمتلك اجابات لأسئلتك ولكن الشخص الذي امرك بالنزول الآن هو الوحيد القادر على ذلك، لذا اسرعي في تغيير ثيابك ستجدين شيئا لترتديه في الحمام ها انا انتظرك هنا"

رمقتها سارا بنظرات اخافتها فقررت عدم الجدال معها وتنفيذ ما أمرتها به تجنبا لأي مشكلة، وجدت بنطالا من خامة الجينز و قميصا اسود ارتدتهم بسرعة واتبعت سارا التي كانت تتقدمها بخطوات بسيطة وكل انظارها متجهة نحو الاثاث الكلاسيكي الذي يدل على مدى الثراء الفاحش لأصحاب المنزل، الى ان وصلا الى غرفة واسعة بها طاولة للطعام تحمل عددا كبيرا من الكراسي راهنت في نفسها ان الشخص الذي سيجلس في آخرها لن يستطيع تبين ملامح الجالس أولها، ولكنها سريعا ما نفت هذه الافكار التافهة التي تخطر لها في مواقف مهمة، رأت شخصا يقف قرب شرفة تلك القاعة موليا اياها ضهره ويتصاعد دخان سيجارته امامه، ولكن اقشعر جسدها سريعا عند رؤية قامته الفارعة وجسده الضخم.
التفتت سريعا لسارا ولكنها وجدت المكان خاليا منهما الاثنين ولم تجد الشجاعة للتكلم وكأن لسانها عقد تلك اللحظة ففضلت الانتظار الى ان يلتفت لوحده، ولكن انتظارها طال وشعرت بألم في ساقيها فإتجهت نحو الطاولة جالسة على أول كرسي قابلها فإستدار على حين غرة ورمقها بنظرات مستهزئة:
" أضن انك مرتاحة اكثر من اللازم هنا، من سمح لك بالجلوس؟"
اتاها صوته عميقا به القليل من الحدة مما جعلها ترفع رأسها سريعا نحوه، تفاجأت بملامحه الوسيمة الفتاكة ولم تستطع ابعاد انظارها عنه مما جعله يقترب من مقعدها واقفا امامها وأعينه الرمادية القاتمة لم تفارق وجهها وارتسمت على وجهه ابتسامة ساخرة من تحديقها فيه بتلك الطريقة، ولكنها كانت ذات جسد رفيع وملامح تعد عادية بعض الشيئ هذا ما لاحظه بعد ماجال بنظرات سريعة متفحصة على كامل جسدها، كان ينتظر اجابة على كلماته، وأخيرا عادت لأرض الواقع عند استناده بكلتا يديه على الطاولة بجانبها رافعا حاجبية ولكن ردها كان لاعلاقة له بما قاله فقد استجمعت قليلا من شجاعتها ووقفت قبالته، ولكن عند رؤية فارق الطول بينهما تبخرت تلك الشجاعة سريعا فهي كانت تصل لأسفل صدره، وكعادتها في محاولة استرجاع ماتبقى من شجاعتها المزعومة امسكت بقميصها بقوة محاولة اخراج الكلمات بصعوبة، اما هو فكان يراقب حركاتها تلك بإستمتاع فهو يعشق رؤية الخوف في اعين الناس وتصرفاتهم حين يتملك الرعب منهم، ولكن قرر اخيرا العفو عنها والتكلم عوضا عنها:

"اعرف كل الاسئلة التي تدور في رأسك ياصغيرة، انت التي ستقررين ان تكوني مخطوفة او ضيفة في هذا البيت الاختيار لك ولكن بعد سماعك عرضي، لقد سمعت عن المادة التي تحاولين صنعها سأزودك بكل الاودات والمحاليل الكيميائية التي تستحقينها لصناعته ولكن في المقابل ستعملين معي فقط وستوقعين على عقد بعدم استخدام هذه المادة لأي غرض آخر او حتى نشر طريقة صنعها. ستكون هذه المادة من الآن فصاعدا لي فقط وسوف احترم رأيك في حال موافقتك او لا ففي الحالة الاولى ستكونين ضيفة معززة في هذا المكان اما في الحالة الثانية ستكونين مخطوفة وفي كلتا الحالتين سأحصل على ماأريده ولكني احبذ الحالة الأولى فلا أريد لصغيرة مثلك ان تختطف وخاصة على يد شخص مثلي"

قال كلماته الأخيرة ممسكا بإحدى خصلات شعرها وحين لاحظ انتفاض جسدها من لمسته تراجع جالسا على مقعده مترئسا الطاولة اما هي فنظراتها كانت نحو الفراغ ولكنها تحولت لنظرات مشتعلة فجأة واتجهت نحوه صارخة:

" من تعتبر نفسك حتى تهددني بهذه الطريقة انا لست لعبة لديك تفعل بها ماتشاء، انا طالبة هنا سيعلم الجميع عاجلا ام آجلا بأمر اختفائي، نحن لسنا في بلد يحكمه قانون الغاب حتى تختطفني عندما تشاء، انا أرفض عرضك وسأغادر هذا المكان الآن وان كنت حقا تريدني ان انسى كل ماسمعته واتجنب اخبار الشرطة دعني اخرج بهدوء"

توجهت نحو باب القاعة بخطوات سريعة ولكنها توقفت فزعة عندما رأت زجاج الباب يسقط امامها بسبب الرصاصات التي خرجت من مسدسه للتو، لم تستطع التحرك و تجمدت في مكانها، ولكن خرج صوته هادئا كأنه لم يوشك على اصابتها للتو مقاطعا ذلك الصمت:

"اجلسي والا كانت الرصاصة التالية في مؤخرتك الصغيرة تلك"

ارتعبت من كلماته واعتلاها الغضب والسخط من استعماله لألفاظ كتلك، ومن ثم اتجهت لمقعد بعيد عنه وجلست.
جاءت الخادمة حاملة اطباق الطعام ووضعتها أمامها، اما هو فكان يشرب القهوة التي اعدها بنفسه وعينيه تراقب تحركاتها وارتعاشة يديها في صمت، اما عنها فقد كانت تتمنى لو تنشق الارض وتبتلعها الآن، فهي تحس بنظراته تحرقها وتلتهم كل انش من جسدها، جاء صوته مقاطعا افكارها

-" اسمك نوميديا اليس كذلك ياصغيرة؟ هذه  سنتك الأخيرة في بوخارست ولكنني سؤمدد اقامتك هنا حتى اسمح لك شخصيا بالرحيل، لا اريد عصيانا لأوامري ان كنت تريدين العيش بسلام هنا ولايوجد لديك خيار ثالث غير البقاء هنا او الموت على يدي"

قال كلماته تلك واتجه نحو الباب المهشم تاركا اياها تنظر لأثره برعب لاعنة اليوم الذي قررت به مغادرة بلدها والقدوم هنا.

قال كلماته تلك واتجه نحو الباب المهشم تاركا اياها تنظر لأثره برعب لاعنة اليوم الذي قررت به مغادرة بلدها والقدوم هنا

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
Love chemistry حيث تعيش القصص. اكتشف الآن