الفصل 14 : من أجلك

569 21 0
                                    

شهقت بصخب فور ان شعرت بالماء البارد يرمى عليها.
استيقظي هيا! نحن وحدنا الآن.
لما تفعل ذلك ها؟
ضحك بصخب مميلا رأسه للجانب
ألم تذكريني بعد؟ احنى جذعه مقربا وجهه من خاصتها، قطبت حاجبيها ليبتسم بجانبيه
ألم أخبرك أني سأعود لقتلك؟
وسعت عينيها حين تذكرت كلمات قاتل والدتها.
أيها اللعين أنا سأقتلك!
ضحك بصخب مبتعدا عنها حين حاولت تحرير نفسها.
لا تجهدي نفسك كثيرا فالليلة لاتزال بأولها.
اسمعني جيدا، من الأفضل لك ان تقتلني الآن لأني سأحرص على قتلك ايها الشيطان اللعين.
لاداعي للاستعجال نحن ننتظر ضيفا من الوقاحة ان نبدأ من دونه صحيح؟
م...من؟ أبي؟ فور سؤالها سمعا اطلاق نار وصوت تعنيف بالخارج.
ابتسم لها مردفا وها قد وصل، تقدم نحوها مشهرا مسدسه وهنا تجمدت في مكانها اين الشجاعة التي كانت تتحلى بها منذ لحظة؟ فك وثاقها ثم سحبها لتقف أمامه موجها المسدس لرأسها. شهقت بخوف حين شعرت بمقدمة المسدس ضد رأسها، ظلت عيناها معلقتان على الباب وفور اقتحامه تحولت ملامحها من خائفة الى مستغربة، ما الذي يفعله جونكوك هنا؟
كانت ملامحه مظلمة وحادة بينما صدره يعلو وينخفض اثر الغضب لكن ملامحه لانت عند رؤيتها، كانت مبتلة بالكامل وجسمها يرتعش خوفا، الكدمات والجروح على وجهها تدل على تعرضها للتعنيف.
أيها اللعين كيف تجرؤ على لمسها ها؟ قال بصخب مشهرا مسدسه.
اهدء يا رجل فهذا ليس مجال اختصاصي، أنا مختص بالقتل فقط. اردف دي اوه بسخرية اول كلامه ليختمه بحدة: ارمي مسدسك! وإلا.. امره بصخب لتغمض جينا عينيها خوفا من المسدس الذي يضغط على رأسها.
لا تخفها ايها اللعين! جينا! انظري إلي...
رفعت نظرها بخوف نحوه، أنا سأخرجك من هنا  حسنا لا تخافي قال جونكوك يضع مسدسه ارضا، وقد اشار بسبابته الى حذائه ثلاث مرات كإشارة انتبهت لها جينا لتومئ له بخفة على انها فهمت ما يرمي اليه، استقام رافعا يديه بجانب وجهه
ادفعه بقدمك! أمر دي اوه مجددا لينفذ جونكوك  الأمر وقد انتهز الفرصة ليشير لجينا، وهنا قامت هي بالدعس على قدم دي أوه فصرخ بقوة ليندفع جونكوك نحوه مبعدا المسدس عنها ليرميه بعيدا ثم شرع يلكمه بقوة.
أيها السافل الحقير سأقتلك!
دفعه دي اوه مسددا لكمة هو الآخر ليبدأ شجارهما، ضربة من هذا وضربة من الآخر، لكن جونكوك كانت له الغلبة، مسح دي اوه الدماء الكنسابة من انفه ليشخر بسخرية يسحب سكينة من جيبه اتسعت عينا جينا لرؤيتها ابتسامته وهو يتقدم نحو جونكوك شرع قلبها يتسارع بقوة نظرت حولها بذعر لتلاحظ مسدس دي اوه الملقى بجانبها، ابتلعت ريقها لتحمله بسرعة، ركض دي اوه يدفع بجونكوك حتى سقطا أرضا تعركا على الأرض بينما يمسك جونكوك بيد دي اوه التي تحمل السكين، وهذا سبب في ارباك جينا.
أغلقت عينيها بقوة ثم اطلقت عليه، توقف الجميع للحظة ليسقط جسم دي اوه معانقا الأرض.
رمت جينا المسدس بذعر تجلس على الأرض أسرع جونكوك نحوها.
جينا! نادى عليها ممسكا بوجهها يتأمل معالمها.
لقد... قتلته، لقد اصبحت قاتلة جونكوك.
لا! لا! شد على عناقها، يغرس وجهه برقبتها يشتم رائحتها.
أنت لست كذلك أنا آسف.
احتضنته بقوة تستشعر دفأه أما هو فقد تنهد براحة يربت على ظهرها بخفة.
لقد ظننت اني خسرتك، أنا آسف على ما قلته، اردف يشد على عناقها أكثر، فتحت عينيها ببطء تنظر للفراغ تستذكر كلماته: يمكنك الحصول عليها الآن فقد سبق وإن استمتعت معها فصلت العناق بخفة مبتعدة عنه، قطب حاجبيه حين لاحظ التفاتها للجهة اليمنى تتجنب النظر نحوه.
جينا!... حاول لمس وجنتها لكنها نفرت منه.
صغيرتي! كان ذلك صوت والدها متقدما هو وهوسوك، ودون أن تلقي بلعنة لجونكوك استقامت تحتضنه  تخفي وجهها بصدره.
لقد تم القبض على مينهيان وكاي. قال احد الحراس لهوسوك وينصرف.
صغيرتي! لقد انتهى كل شيء. ردت عليه بصوت متعب وملامح فارغة:
أريد العودة، كانت تقصد نفسها القديمة، قبل ان تتعرف الى جونكوك قبل ان يرغمها والدها على الزواج، قبل وفاة والدتها، تريد العودة إلى الأيام التي كانت والدتها تلاعب فيه شعرها حتى تنام، الايام التي تختبئ فيه تحت السرير حتى تأتي وتجدها.
صوتها المتعب دب فيه شعورا غريبا ومخيفا خاصة حين تذكر ما قاله وكيف تصرف معها.
"أنت شخص جيد صحيح؟"
"أنا لن أخذلك أبدا"
هو وعدها بذلك وقد اخلف بوعده بجدارة.
حسنا عزيزتي، رد والدها بحنان يمسح على وجنتها المتورمة ظنا منه انها تقصد العودة للمنزل، وهي لم تمانع ذلك أيضا. هي متعبة من الحديث او التبرير اكتفت بالقول: أنا آسفة أبي.
قام والدها بنزع سترته يحيط بها كتفيها يحميها من برودة الجو وقد شعرت بدفء حميمي جعل غصة مقيتة تتشكل بحلقها، فملامح القلق كانت بادية على وجهه، رغبة بالبكاء قد احتلتها لكنها ستحبس كل شيء داخلها لقد قررت ذلك وانتهى، هذا افضل للجميع، ان تبقى صامتة، ان تختفي.
ركض الحراس نحوهما فكيف لرئيس الدولة ان يبقى هكذا؟ لكن بانغ رفع يده آمرا بحزم: لا أحد يقترب!
نبرته قد زرعت الشك عند جونكوك فقد لاحظ حتى هوسوك نفسه لم يهوب ناحيتها، لماذا؟
لنذهب. قال والدها يساعدها على السير.
كاد جونكوك ان يلحق بهما لكن هوسوك اعترض طريقه.
ما الذي تحاول فعله!؟
دعها هي ليست بخير.
أعلم، لهذا السبب أنا أريد ان اكون بجانبها.
ليس الآن جونكوك، ثق بي! ليس الآن.
...
"نامجون أشكرك ياصديقي!"
"لاداعي يارجل جين هو من ساعدني بإيجادها، انت تعلم ديانا قد دلته على المكان."
"على ذكر سيرته، هل هو بخير؟"
"ليس تماما، كان متعلقا بديانا حقا، كيف جرى الأمر إذا هل حصلت على فتاتك أخيرا؟"
"فتاتي؟ لا اعلم يا رجل."
"ألا تحبها؟"
"بلى يا صديقي، أنا أحبها للحد الذي لم اعد اعرف فيه نفسي"
"هذا سبب كاف لتسعى من أجلها، ثق بي ستندم لاحقا لأنك لم تحاول"
اخفض جونكوك رأسه ناظرا إلى كف يده، وقد تذكر اعتناءها به يوم جرح يده وابتسامتها له. 
...
مضى أسبوع كامل على ما حدث وقد اعترف مينهيان انه كان السبب في موت والد جونكوك وهو من قتل والدة جينا أيضا وذلك حتى يمنع بانغ من البحث عنه.
قام بانغ بعدها بالكشف عن التفاصيل في سبق صحفي أمام كوريا بأكملها وقد حضر خلال ذلك كل من رئيس اليابان والصين حتى يستلموا رعاياهم.
يونغي أصبح يكن مشاعرا لسولجي بعد ان تجاهلته طيلة الأسبوع الفارط.
أما جينا فبقيت بالمنزل هي ترفض الخروج او مقابلة احد وهذا أثار خوف الذين من حولها، والدها أحضر العديد من الأطباء النفسيين لكنها ترفض التحدث معهم، جونكوك حاول العديد من المرات الوصول اليها لكن هوسوك يمنعه في كل مرة.
"سأراها يعني سأراها هوسوك!" أردف مقتحما المنزل.
"انتظر!" أمر هوسوك ليحاوطه مجموعة من الحراس،
"هوسوك؟ ما الذي يحدث هنا!؟" نبرتها المتوترة تسللت الى مسامعهما ليرفع الاثنان رأسهما نحوها.
هل أبي بخير؟
ج...جينا! نبس هوسوك بسعادة فهذه أول تغادر فيها غرفتها منذ الحادثة، صوت الصراخ تسلل الى مسامعها بينما كانت تستلقي تحت السرير، جاعلا منها تبحث عن استفسار لما يحدث خارجا.
طالعها جونكوك بشوق ملامحها الشاحبة وعيناها الفارغتان، الكدمات على وجهها قد اختفت لكن الجرح أمام شفتها لايزال واضحا، وكم يؤلمه رؤيتها هكذا، لطالما كانت ترسم الابتسامة على وجهها.
صعد بسرعة إليها محاولا الاقتراب منها لكنها نفرت منه تعود للخلف بينما تتجنب النظر نحوه.
جينا دعينا نتحدث
تقدم نحوها لكنها عادت بتوتر للخلف،
ههوسوك! صرخت بخوف تحت نظرات جونكوك المصدومة.
توقف قاطبا حاجبيه يراقب لغة جسدها، يدها تقبض على ملابسها بتوتر وعيناها منخفضتان تتراقصان على خشب الأرضية.
صعد هوسوك بسرعة يقف بينهما:
جونكوك أخبرتك انها ليست مستعدة لهذا، غادر لو سمحت.
نقل جونكوك نظره منها الى هوسوك الذي التفت نحوها يعطي ظهره للآخر قائلا دون ان يقترب منها: اهدئي ها! الرئيس بخير! وأنت أيضا!
ارتخت يدها عن ملابسها ترفع مقلتاها نحوه بتردد، تطمئنه أنها بخير وقبل الالتفاف لباب غرفتها القت بنظرات نحو جونكوك الذي فرق شفتيه للحديث لكنها التفتت ببرود تعود ادراجها لداخل غرفتها.
تنهد هوسوك بارتياح ثم التفت متخصرا نحو جونكوك.
اتدرك خطورة ما... قاطعه جونكوك سائلا:
ما الذي يحدث معها؟ تنهيدة هوسوك هذه المرة كانت تحمل ثقلا زاد من قلق الآخر.
دعنا نتحدث، قال هوسوك قبل ان سبقه للأسفل ناظر جونكوك باب غرفتها للحظات ثم تبعه.
....
تفضل! نبس هوسوك مشيرا للأريكة يجلس  مقابلا له ثم فصل الجهاز على خصره عن العمل، تحمحم يفرك كفيه ببعضهما قبل ان يبدأ حديثه:
لا اعلم كيف ابدأ الحديث...لكن من رأيتها الآن ليست جينا التي اعتدنا عليها....
لما اشعر أن شيئا سيء حدث معها وأنا لا اعرفه.
بلل هوسوك شفتيه مسترسلا بينما من جهة أخرى تستلقي جينا اسفل السرير وهي تطالع صور والدتها المعلقة اسفله هوسوك: تعرضت لصدمة لأنها شهدت على وفاة والدتها وظلت على اثر ذلك تحبس نفسها بغرفتها لمدة سنتين تقريبا ترفض اقتراب احد منها عدى والدها طبعا، هي تشعر بانعدام الأمان بمن حولها، شتت جونكوك بصره متذكرا تصرفاتها يوم الاختطاف حين حرص هوسوك على ترك مسافة بينها وبينه، ونفورها منه منذ لحظات، إذا هي لاتشعر بالأمان معه أيضا، هذا ما فكره به قبل ان يستكمل هوسوك حديثه: بذاك الوقت قد فقد الرئيس الأمل في اخراجها من تلك الحالة فقد عرضت على اطباء نفسيين كثر لكن دون جدوى، لم يتمكن احد من اخراجها من تلك الحالة عداه هو... بارك جيمين.
رفع جونكوك بصره نحو هوسوك ليستكمل الآخر: كان الشخص الوحيد الذي استطاع بطريقة ما التقرب منها، كانت تشعر بالأمان وهي معه، الجبان المخادع كان شخصا طيبا قبل ان يختلق كذبة كونه شاذا، كلب مال مثله! صرخ هوسوك آخر كلامه بحنق.
الرئيس لم يكن مرتاحا له منذ ان وطأت قدماه هذا القصر، فقد اكتشف انه يتودد نحوها من أجل الوصول الى السلطة، لهذا السبب عرض عليه المال مقابل ان ينفصل عنها ويؤسس مستقبله باليابان، كانت تلك كالصفعة بالنسبة لها، وقد نجح هو بابعادها. جينا قد مسحت كل ذكرياتها ومشاعرها نحوه، الشعور بالأمان الذي ولده قربه منها جعلها تحبه، وبمجرد ان اختفى ذلك الشعور اختفت كل المشاعر التي تولدت نحوه.
كانت تظنه شاذا؟ لما سافرت من اجله اذا؟ سرح جونكوك بأفكاره مجددا
لم سافرت لليابان إذا؟
هي هربت لأن الرئيس أرغمها على الزواج من المعتوه كاي  والخالة بارك والدة جيمين هي الوحيدة التي تستطيع مساعدتها بحكم ان السيد يحترمها كثيرا، ألم تخبرك بهذا؟
تنهد جونكوك مغمضا عينيه نادما
لا... هي لم تخبرني بأي شيء عنها.
هي ترفض التحدث مع أحد، أنا قلق بشأنها حقا، يتملكني شعور سيء جونكوك.
لما تقول هذا؟
انتفضت جينا من مكانها تتنهد بصخب تمسح جبينها الذي يتصبب عرقا اثر الكابوس الذي راودها.
...
اليوم التالي....
ألحان الموسيقى الهادئة تندفع من مكبر الصوت، كعادتها تجلس أمام نافذتها تستمع الى تلك السمفونية بينما تتبع مقلتاها نمط الكلمات التي تنتهي بقلب صفحة الكتاب بأناملها معلنة عن بدأ التتبع من جديد.
سمعت طرقا على الباب ليدخل والدها.
كيف حال صغيرتي اليوم؟
رفعت نظرها نحوه لترسم ابتسامة على شفتيها
بأحسن حال. قالت تعود لقراءة ما بين يديها.
خفت ابتسامة الآخر يتأمل ملامحها بأسى أخذ له مكانا بجوارها، تلمس خصلاتها بلطف لتبتلع ريقها، ابعد يده بسرعة ليتنهد بثقل.
هل أنت بخير؟ سألت بينما ضربات قلبها تتسارع بسبب قلقها من حالته.
لا.... لست بخير جينا. تركت الكتاب من يدها توليه اهتمامها.
لماذا؟ مشاكل بالعمل؟ هل أتصل بالسيد سوهو؟ اردفت تتفقد حرارته، احاط يديها بخاصته مستشعرا رحشة يديها.
أنا لست بخير، لأنك هكذا.
اخفضت رأسها
أنا آسفة... قالت بحزن.
لا... أنا آسف لأنني لم أكن أبا جيدا.
أبي!
هل يمكنك ان تعيدي صغيرتي لي؟ لقد اشتقت لأن ألمسها دون يرتعش جسمها، ان أخاطبها وأنا أنظر الى عينيها.
رفعت بصرها نحوه تناظره بأسى، ليزم شفتيه مطمنا لها.
طرق الباب ليردف سامحا بالدخول: تفضل.
نظرت نانا نحو جينا ثم الى بانغ وقالت: لقد حضرت الدكتورة سيدي.
اومأ لها مستكملا: دعيها تصعد إذا، انحت نانا مغادرة ليربت هو على يد ابنته قائلا بحنان: سأدعكما الآن، أومأت جينا بخفة.
بعد مغادررة والدها الغرفة سمعت صوت الباب يفتح معلنا عن دخول الدكتورة صاحبة الكعب العالي كان أول شيء انتبهت له جينا وبمجرد ان رفعت بصرها بعدم اهتمام حتى اتسعت عيناها:
أنت؟ ما الذي تظنين نفسك فاعلة؟ نبست جينا عند رؤيتها سولجي تدخل الى غرفتها.
آنسة جينا! أنا جيون سولجي طبيبتك النفسية.
لا يهم... قالت بعدم اهتمام لتعود وتنظر اليها سائلة: أقلت جيون؟
أجل لم تسنح لنا الفرصة للتعرف جيدا، أنا الابنة الثانية لعائلة جيون وقد عدت منذ مدة قصيرة من لندن.
هذا غير منطقي لقد رأيت الصور العم جيون يملك...
ثلاثة فتيان؟
أومأت جينا لتتنهد الأخرى ترمي بخصلاتها خلف ظهرها بانزعاج:
علي التخلص من تلك الصور اللعينة، لقد كانت مرحلة مراهقة بائسة مقيتة.
توسعت عينا جينا من كمية الشتائم التي ألقتها سولجي للتو، تأملتها من رأسها الى قدميها، جينا: 'قالت طبيبة نفسية؟ شكلها يوحي بذلك وتصرفاتها لا، هل أثرت طبيعة عملها على عقلها ياترى؟
اوه! آسفة حقا. قالت سولجي بعد ان انتبهت لما قالته للتو تضع يدها على فمها بدرامية، ضحكت جينا بصخب مردفة: أنا آخر شخص قد تعتذرين منه الآن صدقيني.
جينا اكثر شخص يشتم بهذا القصر، هوسوك دائما يوبخها على هذا.  حركت جينا رأسها تضحك بصخب فانتهزت سولجي الفرصة حتى تسألها بنبرة جدية: أتراودك كوابيس جينا؟ خفت ابتسامة جينا تدريجيا لكنها لم ترد بشيء وظلت صامتة، اخفضت رأسها تلعب بأناملها وقد لاحظت سولجي ذلك فقالت:
والدك قلق بشأنك لذا عليك ان تكوني قوية من أجله، رفعت جينا عيناها المغطاتان بطبقة زجاجية.
أيمكنك جعلها تتوقف نبست. بغصة وكانت تقصد الكوابيس، ابتسمت سولجي بدفء:
ان ساعدتني فأجل يمكننا فعل ذلك معا، ما الذين ترينه بالضبط؟
أنا أحلم أنني قتلها...
من تقصدين؟
والدتي...
اتسعت حدقتى سولجي من هول ما سمعته.
هي ستكرهني صحيح؟
ابتسمت آخر كلامها عكس الدموع التي تغطي كامل وجهها.
ولما قد تفعل؟ لست من قتلها حقا جينا، لما ستكرهك؟
الجميع يفعل، الجميع يكرهني،
لما تقولين هذا؟
أبي يريد استعادة ابنته، هو قال ذلك، لايعلم ان هذه ذاتي الحقيقية، جيمين فضل المال وادعى انه شاذ على ان يكون معي، خالتي التي تقابلني بالاحضان والابتسامات لكنني أراها تبكي لكوني أذكرها باختها، هوسوك يتلقى العقاب في كل مرة اتصرف فيها بعدم مسؤولية واهرب منه، روزي تتلقى التوبيخ من والدها في كل مرة احصل فيها على علامات اعلى منها. الجميع يتألم بسببي، حتى انت... اولست اذكرك بموت والدك؟
بلى... كل شيء يذكرني به حين ارى جونكوك وتاي كلامحهما تذكرني به ايضا لكن هذا لا يعني اني أكرههما.
هل فكرت بالانتحار جينا؟ ضلت صامتة تشتت نظرها عن الأخرى.
فعلتها قبلا
نظرت جينا نحو سولجي متفاجئة فقد بدى انها تؤكد كلامها لا تسألها.
اومأت جينا بخفة مخفضة بصرها.
لما قد يفكر الانسان بالانتحار برأيك؟
حين يتهاوى كل شيء من حوله.
متى كانت تلك اللحظة التي تهاوى كل شيء بها حولك؟
حين قتلت والدتي أمامي ولم استطع عمل شيء، حين وثقت بشخص لكنه لايستحق.
هل تفكرين بذلك هذه الأيام؟
فركت اناملها بتوتر
لا!
كاذبة! كلمة صدحت داخل سولجي مغيرة الموضوع:
ماذا عن جونكوك؟ اتعتقدين انه يكرهك ايضا؟
ابتسمت بسخرية قائلة: كان حلما جميلا لكنه أضحى كابوسا هو الآخر، لقد حدث كل شيء أمامك بالفعل، حتى ان لم اكن ابنة قاتل والده أنا مجرد تسلية فقط بالنسبة له. حتى ان لم يكرهني هو لم يحبني يوما وهذا أسوء.
صدقيني الأمر ليس كما تظنينه أبدا، لقد رأيت جونكوك القديم حين تكونين بجانبه هو يتناسى كل شيء ان كانت جينا أمامه، أنا لا اطلب منك مسامحته فما قاله يومها كان أسوء شيء قد يسمعه المرء من الشخص الذي يحبه اريدك ان تعرفي فقط انه لا زال يحبك.

صمتت لمدة ثم شخرت بسخرية مردفة:
لا أصدق انني فكرت بطرق شنيعة لقتلك فقد ظننتك حبيبة الأبله.
وبالأبله تقصدين جونكوك صحيح!؟
ومن غيره؟
قهقهت الفتاتان على الأمر لتقلد سولجي نبرة صوته.
ما الذي نعتني به للتو؟
أجل! هذا ما قد يقوله تماما.
...
إذا؟ ماذا حدث؟
لا استطيع إخبارك بشيء.
السر التافه بين المريض وطبيبه مجددا؟
تماما!
هيا لابد أن تخبريني بشيء عنها قال يتبعها لغرفتها توقفت للحظات متذكرة ماتحدثتا عنه.
سولجي؟ سأل بقلق.
التفتت نحوه ترمقه للحظات
هي... بأمس الحاجة إليك أوبا الأبله.
أبله! بما ناديتني للتو.
ضحكت بصخب تتذكر كمية الشتائم التي ألقتها كلاهما عليه جلست على حافة السرير مسترسلة:
لن تصدق كمية القوة التي تتحلى بها تلك الفتاة، رغم كل ما مرت به هي لاتزال صامدة أو هذا ماتظهره للجميع، انها تذكرني بشخص أعرفه قالت ترمقه آخر كلامها، لكنه ادعى الغباء
ما الذي أخبرتك عنه؟ هل سألت عني؟ بالحقيقة... انا من سألت.
وكيف كان رد فعلها؟
تنهدت بأسف: أنت مخطئ بجميع النواحي أخي.
أعلم... قال مغادرا لتتبعه خارج غرفتها.
إلى أين؟ قالت لكنه لم يرد عليها، ابتسمت بوسع لكن ابتسامتها تلاشت فور رؤيتها ليونغي يقترب منها، التفتت للمغادرة لكنه أمسك ذراعها.
انتظري لحظة!
ما الذي تريده؟
لما تتجاهلنني طول الوقت؟
هل علينا الحديث بهذا الأمر الآن؟
أجل سولجي الآن! لقد سئمت هذا الوضع.
وأنا كذلك سئمت!
سولجي! أنا ..
أعلم ما ستقوله دعينا نكون أصدقاء مجددا، أم... أنا أعتبرك كأخت لي...مهلا! هذا السيناريو سيكون افضل، ماذا عن أنا أحب فتاة أخرى سيكون ذلك أفضل سيناري.... صمتت و اتسعت عيناها حين شعرت بنسيج شفتيه على خاصتها، ابتعد عنها يتأمل ملامحها المصدومة،
ما الذي ... ف...فعلته واللعنة؟ اردفت تضع يدها على ثغرها.
قبلتك... ابتسم بوسع يتنفس بصخب.
أعلم هذا... لكن ل...لماذا؟
سول؟ لما برأيك قد يقبل رجل امرأة؟
رمشت عدة مرات وقد اصطبغت وجنتاها باللون الأحمر القاني.

...
استلقت على سريرها تتأمل دبها القطبي بينما عقلها يردد مادار بينها وبين سولجي من حديث:
ما الذي شعرت به بعد اطلاقك النار على دي اوه؟
بالمتعة! وكم أرادت قول ذلك لكنها اكتفت بالصمت.
هزت رأسها بسرعة تطرد الفكرة من رأسها تنتشل الكتاب من على المنضدة تنزل تحت سريرها محاولة ان تشغل نفسها بالمطالعة، استمرت على ذاك النحو لمدة معتبرة تنقل نظرها بين الكلمات ثم قطبت حاجبيها حين سمعت طرقا على النافذة لكنها تجاهلت الأمر ظنا منها انها تتوهم لذا عادت لتصفح الكتاب بين يديها، إلا ان الطرق عاد من جديد.
ابعدت الغطاء عنها تقترب من النافذة بحذر ثم سحبت طرفي الستائر بسرعة مفرقة إياهما  لتتسع عينيها مع اتساع ابتسامة جونكوك وهو يناظرها عبر الزجاج هو اشتاق لها بحق.
ما الذي تفعله هنا؟

The Mafia And President Daughter [JK]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن