[parte 18•](the end)

2K 78 150
                                    

مرت نصف ساعة الآن وبعد تفقد حالة إيميليا خشية تعب مفاجئ إتضح بأنها بخير وحالتها تتحسن أكثر فأكثر......

عندها قامت الممرضة بالتوجه نحو القابع على الكرسي بإرهاق وأطرافه ترتجف لتبتسم إبتسام مطمئنة......

_عذرا سيدي......يمكنك زيارة زوجتك الآن كما أن حالتها تتحسن بشكل مدهش وقد تتمكن من العودة رفقتك إلى المنزل بعد مدة لا تقل عن أسبوعين.......

إنتفض جون سوك من مكانه وقلبه يرفرف فرحا ليبدأ بشكرها بسعادة بالغة من ثم التوجه نحو غرفة صغيره ليلقي عليه نظرة خاطفة وكم إرتاح قلبه لذالك المنظر فالأصغر ينام بعمق وهدوء مما زاد طمئنينة الأكبر......

إتجه إلى غرفتها وكأنه يعبر الطريق لالنعيم.......
إبتسامته تشق وجهه بصدق وقلبه ينبض بعنف للقاءها ......

فتح الباب بلهفة ليجدها جالسة على السرير مسندة ظهرها على الحائط والدموع في طرف مقلتيها لتنهار عند رؤيته وتلوث وجهها الملائكي.......

_إيميليا.......

_أنا حقا آسفة.......

قالتها بتعب ليركض تجاهها يخبئها بين أحضانها من أذى العالم......

وكم أحست بالدفئ حينها وهي تدفن رأسها في رقبته والأمان يحيط بها من كل جانب.......

_إسمعي أنا لست غاضبا منك فأنا أحمد الله كل ثانية على رؤيتك .....
لكن......
لما عانيت وحدك.......لما؟

نطق بحرقة وقد فصل العناق ويده لم تفارق شعرها وهي تتجول بين خصلاتها الناعمة كما أن كلماته كانت متقطعة لشهقاته وصوت المبحوح لكثرة بكاءه......

_أ....أنا
كنت فاقدة للأمل فقد ظننت أنني سأفارق الحياة......
لذالك إ....إبتعدت.......
فكرهكم لي سيهون مرارة موتي.......
و.....
عندما تحسنت حالتي عجزت عن العودة......
فأنا قد تخليت عنكم  فبأي حق أعود؟!.......

إرتعاشها العنيف عند تكلما برهن كل ما تشعر به من إضطراب و إرهاق.......

_عن أي كره تتحدث إيميليا؟......
عن أي كره.....؟
ذقت المر عند غيابك......
أقسم أنني تقيات الدماء......
أنا لن ولم أكرهك يوما فانتي جزء مني وقطعة من روحي......
بحثت عنك كل يوم وفي كل مكان حتى في هذا المشفى لكن الموضفة نفت وجودك هنا.......

_أ....أنا من فعلت ذالك......
ل....لقد غيرت الهوية......
طبيبي الخاص فقط ما يعلم بإسمي الحقيقي......
أنا حقا آسفة.....
أرجوك تفهمني......

كور وجهها بين يده الكبيرتين ليتحدث بحنان.......

_أنا أتفهك......ولن أسمح بالإبتعادك عني ثانية......
أبدا.....

ختم كلامه بحضن دافئ حوى كل أطرافها......
و
روحها كذالك دام لمدة ساعة كاملة لعل الفراغ العميق في كيانهما يمتلأ........

ألا زال فراغ بعد لقائهما.......

تكاد الشمس تبتسم لهذه اللحظة.......
.
.
قطع ذالك الحضن صوت طفولي ناعم.....

_أبي.....

وعندما إلتفت كليهما وجدا كوك يجر العمود الحامل لذالك السائل المغذي معه ويقف بريبة إلى جانب شعره الفوضوي والحمرة التي زينت خدوده.......

_إبني......

_ماما......

نطق الأصغر بذالك بعد إستعابه أن التي قبالته هي والدته نفسها فكيف ينسى ملامحها وصورتها تحت وسادته يتأملها كل يوم قبل نومه و إستقاظه صباحا وكلما تألم.......

فتحت ذراعيها لتحتوي الأصغر الباكي بحرقة فالإشتياق مزق أضلعه......
.
.
.
.
_هاااااي أنا أغار......

ضحكة كلاهما لما قاله جون سوك فبعد كل هذه السنين لا شيء تغير منه......

_سعيد لرؤية إبتسامتك......

ذالك ما قاله وهو غارق في بحر عيونها لتبتسم بخجل......

كانت تمسح على شعر صغيرها الذي إحمرت عينيه لبكاءه بلطف بينما تسمك يد جون سوك بيدها الأخرى.......

_بالمناسبة إيميليا.......
أليس من الغريب أن شعرك طويل في هذه الفترة......

_قد يبدو هذا غريب......
لكنه شعري وليس كذالك في نفس الوقت......
فعندما علمت بما سيحدث صنعت بشعري شعرا مزيف......

_لا تخجلي يمكنك نزعه.......

تحدث وهو يبعد ذالك الشعر المزيف عن رأسها ليقبل خدها بلطف......

_في كل حالاتك أنا عاشقك الوفي مولاتي.......

لم تهدا أصوات الضحك، والقهقهات الطفولية الصادرة من كوك تلك الغرفة لتجول في أنحاء الممر كسنفونية صنعها عازف لم يذق الحزن في حياته.......

وهاقد لم شمل العائلة......
و روِي ضمئ العاشق بعودت معشوقه......
فهل سيحل دورنا يوما......؟
.
.
.
.
.

شكرا لكل تعليقاتكم ودعمك لالرواية

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

شكرا لكل تعليقاتكم ودعمك لالرواية.......
فهذه الرواية كباقي رواياتي تعني لي الكثير......
حقا شكرا لدعمي
♥️

🎉 لقد انتهيت من قراءة جحيم مضاعف 🎉
جحيم مضاعفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن