الحمراء | the red ( متوقفه حالياً )

قرية الفراشات -4-

لم يغمض لي جفن منذ البارحة , افكر بجوهري , عندما أغمض عيني أرى ذاك الباب الشاهق امامي , اقف أمامه دون فعل شئ , ضائعة لا أعرف ماذا أفعل

أستيقظت في الصباح على صوت جيمي و هو يطرق باب الغرفة " الحمراء سأرحل أنا و إدريان إلى النقابة لا تخرجي من المنزل " قال جيمي من خارج الغرفة , كنت نائمة على السرير أتأمل السقف , أتذكر سقف منزلي الذي كان مزين بخربشات التنانين

بالتفكير بالأمر حياتي تغيرت كثيراً, اصبحت بلا سكن أو مأوى , أعاني مع أُناس لا اعرفهم , حياتي لم تعد سهلة كما أعتدتها أن تكون , مر على موت والداي ثلاثة ايام تقريباً , حدثت أمور كثيرة , إلتقيت بإدريان و جيمي , من الذي توقع أنهم سيكونوا أبناء العم إسبرت إسكانيس , رحلتي إلى مملكة الغربان لم تبدأ حتى الآن

جلست على السرير أنظر إلى الفضاء بلا هدف , نظرت للساعة التي في يدي ضغطت عليها و قلت " الكتاب ", خرج الكتاب الأزرق من الساعة وحملته في يدي , فتحت الكتاب على الجملة التي توقفت عندها آخر مرة

《تختلف جواهر التنانين حسب ألوانها و أشكالها و أحجامها , يعبر كل لون من الجواهر على قوة التنين و مكانته , تبدأ الالوان من الأبيض ثم الاخضر , الوردي الفاتح ثم الذهبي , و ينتهي بالأحمر

تشتهر سلالة العائلة الإمبراطورية بالون الأحمر النقي , يتميز أصحاب العائلة المالكة بأعين و شعر أحمر , تعبر عن حرارة جوهرهم , هناك خاصيات مختلفة يتميز بها أفراد العائلة الحاكمة , مثل استخدام السحر و القوة الجسدية الهائلة والطيران و ايضا التنفس تحت الماء》

أغلقت الكتاب قليلاً , هل أنا من سلالة العائلة الحاكمة ؟! لأن .... أقصد أنا أمتلك شعر أحمر و أعين حمراء مثل والدي , مهلا هل هذا يعني أنني أميره ؟ هل يعقل أن أبي ملك أو شئ مشابه ؟ ... في الحقيقة هناك شئ يشغل بالي حقا هل أنا هي التنينة الوحيدة أو هناك آخرون ؟

مجددا دخلت في دوامات تفكيري المفرط , احتاج للخروج واستنشاق هواء نقي يبعد عني هذه الأفكار , خرجت من الغرفة أمشي في ممرات منزل جيمي الصغير , نزلت السلالم أتأمل منزله التقليدي , نظرت في الأنحاء , أبحث عن شيء ممكن أن يسكت العطش الذي فيني , اشعر بحراره كبيرة في جسدي كما لو انه يحترق , ذهبت الى مطبخ منزله و فتحت الخزائن التي لديه , أجد علب عصائر نفسها التي كنت أراها في غرفه والداي , أخذت أحداهم و فتحت رأسها و شممت رائحتها , إن رائحتها تجذب عقلي حقا , إنها مخدرة... تخدر عقلي لشربها , قربتها من فمي أنوي أخذ رشفه

أخذت رشفه منها , طعمها غريب لكن يسكت عطشي و يهدأ رأسي الساخن , أنتهيت من أول علبة و أخذت أخرى , أشرب الواحدة تلو الأخرى , عقلي أصبح خفيفاً بلا أفكار , لا أعلم ما هو هذا العصير , لكن اعتقد انه سحري و رائع , تمكن من أخفاء أفكاري الانهائية