14- برد

164 9 11
                                    

رأسٌ ثقيل يستلقي في جحري ، أضع يدي الساخنة على جبهته الباردة ، يتنفس بصعوبة ، نزيف جسده بدأ بالتوقف ، أدخلت أناملي بين خيوط العنكبوت الخاصة به ، أقوم بالمسح عليها بلطف ، شفتاه الورديتان أصبحتا زرقاء ..

" برد "

كلمة خرجت من بين شفتيه جعلتني أرتبك ، عقد حاجبيه و شفتاه تهتز برداً ، نظرت إلى حالته هذه .. في هذه اللحظة من سيصدق أن القائد العظيم فريديونو أدولفين يستلقي في جحر طالبته، وليست أي طالبة .. إنها أنا ، الفتاة التي يكرهها

إبتسمت شفتي بسخرية وحركت كلتا يداي ووضعتهما على وجنتيه، يجب علي تدفئته فإذا أراد الموت سيموت بيدي ! عندما أقتله أنا ، أخذت بجبهتي ووضعتها على جبهته و أغمضت عيني و قلت " ها أنا  أرد جميلك لذلك اليوم "

" أي يوم ؟ "

فتحت عيني و أبعدت رأسي عنه بسرعه و إذا بي أراه ينظر إلي و الإبتسامه قد شقت وجهه " لما لم تقل أنك مستيقظ ؟ " قلت بإنزعاج ، أمسك بيدي التي كانت على وجنته اليمنى و انزلها ليجلس و هو ممسك بيدي " أي يوم ؟ " سأل مجدداً

"  فكر بنفسك عن أي يوم أتحدث " قلت بإنزعاج

نظر إلي بعينيه الضيقتين ثم إذا به يبتسم بثغره " أوه! أتقصدين اليوم الذي بكيتِ فيه في حضني كالطفاله ؟" يقول بسخرية و عيناه تلمع خبثاً ، شعرت بإحراج شديد بمجرد تذكري للموقف، لا أعرف كيف باء لجسدي أن يقع و ينهار أمامه ، أنا أجزم أن لوني تحول للأحمر الآن ، حاولت الوقوف و تجاهله ، لكن شئ ما أوقفني ، يده! .

" متى تنوي ترك يدي ؟ " قلت رافعة حاجبي بإستغراب ، تركها ثم وقف و تبدلت ملامحه للجدية من جديد ليقول " منذ متى و أنا مغمى علي ؟ "

" ربما عشر دقائق أو أكثر بقليل " أجبت ، ليعقد حاجبيه "سحقاً .. لماذا لم توقظيني ؟ لا فائده ترجى منك .. لا وقت لدينا إذا حدث شئ فتحملي مسؤولية ذلك " قال بغضب 

نظرت إليه بإشمئزاز ها هو الآن يسخط علي و يلومني على تأخرنا هذا " أنت من ستتحمل مسؤولية الأمر لما قد أفعل أنا ؟ " قلت بسخط و أنا ألحق بخطواته الواسعه التي بدأت المشي لتتوغل في الكهف

" يالكِ من جريئة .. أتتحدثين مع قائدك بهذه الوقاحة ؟ " قال ، لم أرى ملامح وجهه لكنني عرفت من نبرته أنه منزعج " أي قائد أنا لا أراه ؟! أي قائد يسقط في حضن طالبته و يصيح قائلاً برد .. أشعر بالبرد ؟! " قلت بسخرية ليتوقف فجأةً ملتفتاً إلي ، بوجهه المنزعج مقطباً حاجبية " اغلقي فمك هذا يا سكارليت و إلا .. " قال ثم أغلق فمه و بقيَّ ينظر إلي بصمت

تعجبت منه " و إلا ماذا ؟ هاه ! أكمل ما بدأت " قلت " لا أريد أجراء هذا الحديث الطفولي معك ... فقط أغلقي فمك هذا و إلحقي بي ، لا أتعجب منكِ بعد الآن فيبدو أن رأسك هذا لا يحتوي على دماغ .." قال و من ثم أراد الإلتفاف لأُمسك بمعصمه و اسحبه نحوي بغضب ، ها هو الآن ينعتني بالمجنونه المتخلفة ، سحقاً له يجرح كبريائي

الحمراء | the red ( متوقفه حالياً )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن