ــ الملاك...
لينتبه أخير الى نظرات الموظفين التي تسلطت عليه برعب، ينتظرون ردة فعله على دخول أحدهم القاعة بعده، ليمحي شبح الإبتسامة من على وجهه بسرعة ويرسم القسوة عليه مجددا لكن ليست قسوته المعتادة، لينظر اليها بغضب امام جنيع من بالقاعة.
ــ ستكون هذه أول وآخر مرة أسمح لأحدهم بدخول القاعة بعدي، في المرة المقبلة، ستطردين، هل فهمتي.
أخفضت بصرها للأرض بإحراج وقد أوشكت على البكاء، فرغم أنها مجنونة عنيدة وقوية، إلا أنها حساسة جدا، فبعد كل مافعلته اليوم لأجل الحضور تنال التوبيخ مجددا بأول يوم لها بالعمل.
ــ أريد جوابا مسموعا،(ثم رفع صوته بغضب) مفهوم!؟
لترفع عيونها الدامعة اليه بسرعة ورضوخ، فهي انسانة لا تحتمل التوبيخ، او صراخ احدهم عليها، لتجيبه بثبات بينما تبتلع دموعها غصبا عنها.
ــ مفهوم سيدي.
نظر اليه إياد بعتاب، وقد شعر بالحزن على تلك المسكينة، فصديقه القاسي لم يرحمها حتى رغم انه من أخذها للمشفى بيده.
ــ آسر، إنها نفس الفتاة التي أخذتها للمشفى، لا تتظاهر بأنك لم تعرفها.
لينظر اليه آسر نظرة جانبية ويرفع حاجبه.
ــ لم أقل أنني لم أذكرها، لكن العمل عمل لا علاقة له بالحياة الشخصية ولا بالعواطف.
ثم نظر اليها بحزن يحاول اخفائه خلف قناع القسوة، ليشير لها برأسه أن تنضم الى زملائها لتشير لها شهد بالجلوس الى جانبها بالمقعد، ويواصل خطابه.
ــ.... وبالنهاية فالتعلمو أن الإجتهاد والإنضباط والنظام هم سر النجاح في أي عمل أو مشروع، وبالتوفيق لكم جميعا.
قال جملته، ثم عدل ياقة قميصه ونفض الغبار عن كتفه، وخرج من القاعة، تحت صوت التصفيق، بعد أن إختلس آخر نظرة على تلك التي تجلس بهدوء بآخر مقعد بالقاعة، ثم واصل خطاه بثبات نحو الخارج، لتسود الفوضى بعد خروجه، فيقترب إياد من مكبر الصوت وينقر عليه بهدوء.
أنت تقرأ
هوس الآسر_بقلم الكاتبة_حموش نور الهدى بلقرون
De Todoــ أفلت يدي لن أخضع لك بعد اليوم، أنا لست احدى ممتلكاتك، تكلمني عن العشق وأنت لا توقن للحب معنى... نظر اليها لبرهة بملامح خالية من التعبير ثم قال.. ــ إذا علميني ـــــــــــــــ✓ـــــ√^ــــــ√^ـــــ♡