الحلقة التاسعة والعشرون

56 4 5
                                    

مر شهر كامل على الجميع، مر بحلوه ومره، مر على البعض كسرعة الريح وعلى البعض الأخر كبطء الدراجة المكسورة التي تنتظر من يدفعها، شهر كامل ومازال وضع محمد وياسمين كما هو، يستيقظوا صباحًا دون إلقاء التحية على بعضهم ودون النظر لبعضهم حتى، يتناولون الإفطار دون التحدث، يذهب كلًا منهم إلى عمله، يعودون إلى المنزل يتناولون العشاء ومن ثم يناموا ليبدأ يومهم التالي مثل الذي سبقه تماما، ولكن بداخلهم يختلف كثيرًا عما يظهروه فبداخلهم ألم... لا ألم واحد فقط؟
بل العديد من الآلام المتداخلة، شعور صعب على كليهما عذاب يشعرون به ولأول مرة في حياتهم، نعم كلا منهم يعود من عمله وينام بعدها، ولكن ياسمين لا تعلم أنها بعدما تنام يظل محمد مستيقظًا يتأملها ودموعه تتدفق من عينه وبعدها ينزل إلى الحديقة ليجلس في البرد القارص ويكمل بكائه لعل بكائه يخفف عما بداخله وكل هذا يفعله بنفسه لانه لا يتحمل أن يظل بالغرفة وزهرته ياسمين لا تحدثه او حتى تنظر إليه، فهو يشعر بوخز في قلبه لمجرد أنها لا تحدثه، فيظل جالس في البرد القارص حتى يغلب عليه النعاس ومن ثم يصعد إلى الغرفة فينام بسرعة من التعب ولا يترك النعاس لعقله مجال للتفكير حتى، فالتفكير نفسه عذاب بالنسبه له ومن ثم يخلد إلى الى النوم من كثرة التعب.....

كما أن محمد أيضًا لا يعلم أنه بعدما يترك الغرفة وينزل إلى الحديقة، تستيقظ ياسمين لتنظر له من الشرفة من ثم تدخل حتى لا يراها وتظل تبكي وتبكي إلى أن تتعب وتنام.....

اما أحمد وكارما فكان هذا الشهر بالنسبه لهم عادي مع بعض الإضافات، فكانوا كل ليلة يجلسون يتحدثون عن عدة أمور إما يشاهدون فيلم ويتشاجرون كل ليلة على إختيار الفيلم، فكارما تحب الأفلام الكوميدية بينما هو يحب الأفلام الرعب وكارما تخاف منها وهو بالطبع يحب ذلك لأنه يظل كل الليل يضحك على منظر وجهها الخائف
وصراخها الذي يزعجه أحيانا ولكن بداخله فهو يعشقه، وبعد أن ينتهي الفيلم ينامو ومن ثم يستيقظو في اليوم التالي ويذهبوا إلى عملهم سويا، بالطبع حاولوا كثيرا أن يصلحوا بين محمد وياسمين ولكن بلا فائدة، فياسمين ومحمد كلاهما عنيد اكثر من الأخر.....

كانت الساعة الثامنة ليلًا ذلك الوقت الذي يتجمعون فيه حتى يتناولون العشاء، نزلت كارما وأحمد ومن ثم محمد وجلسو ينتظرون ياسمين.....

اردفت كارما لتقطع هذا الصمت....

أنا هطلع أشوفها منزلتش لية....

لأ يا كارما خليكي أنتي، أنا هطلع اشوفها....

ذهب محمد الى الغرفة حتى يرى ياسمين... دلف إلى الغرفة لينادي عليها ولكنه لم يجدها، فشعر بالقلق عليها لينزل إلى أسفل لعله يجدها في أي غرفة اخرى من غرف المنزل، ظل يبحث عنها في جميع انحاء المنزل ولكنه لم يجدها أيضا فبدأ قلبه يشعر بالقلق من ان تكون قد تركت المنزل وغادرت... نزل إلى الحديقة ليبحث عنها في ارجاء الحديقة ولكنه لم يجدها ليدخل الى المنزل مرة أخرى ولكن قبل أن يدخل سمع صوت يأتي من خلف المنزل ليتحرك نحو الصوت ليجد ياسمين جالسة على ركبتيها وتطعم قط وتلعب معه، ليقف في مكانه يتأملها لتفلت منه إبتسامه رغما عنه فهي طيبة وحنونة للغاية، ليردف قاطعًا هذا الهدوء قائلا....

خفايا الأيامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن