الحلقة الثالثة والثلاثون

119 3 2
                                    

من منا لا يحب الحياة، ولكن عندما يحتل عليها الظلام تصبح باردة، كئيبة، مخيفة.
وسط السبع مليار إنسان يوجد من إحتل الظلام عالمهم، حولهم إلى ناس خاليين من الحياة، مجردين من أسمى معاني الوجود، فقط يتنفسون لا يفعلون شئ سوى أنهم ينتظروا.... ينتظروا من يأخذهم إلى النور....

جالسة في غرفتها تقلب قنوات التلفاز ولكن عقلها في ملكوت آخر، تفكر في حياتها القادمة، مستقبلها، وعملها الذي وقف حملها عائق أمامه، قطع شرودها دلوف أحمد إلى الغرفة ليبدو علية التعب والإنهاك فنهضت متجهه إليه تتسائل...

مالك يا أحمد شكلك تعبان أوي انت كويس؟

تمدد على الفراش وأغمض عينيه وهو يجيبها...
انا كويس يا كارما متقلقيش...انتي عاملة اية دلوقتي وإية اخبار الصغنون...

تمددت جواره على الفراش قائلة بحب...
انا كويسة والبيبي كويس، على فكرة انا فكرت في الإسم...

نظر لها أحمد وهو يحتضنها قائلا بتصنع الحزن وهو يمثل...
منغيري يا خاينة، لا لا مش دي أخلاقك يا كارما لا انا زعلان...

وغزته كارما في صدرة قائلة بضحك...
يا رخم بطل بقا انا بتكلم بجد..

معلش يا قلب الرخم، قولي بقا اية الإسم....

جميلة... هسميها جميلة...

نظر لها أحمد بحب قائلا...
طب وانتي اية اللي عرفك انها بنت مش يمكن ولد؟  بس اقولك حاجة انا عايزها بنت قمورة وشبهك كدة...

إبتسمت كارما بحنان قائلة....
انا صحيح معرفش هي بنت والا ولد بس انا حاسة ان هي بنت مش عارفة لية بس انا حساها بنت....

تعالت ضحكات أحمد على كلماتها لينظر في زرقواتيها قائلا....
بعشق فيكي الثقة العمياء دي، عموما يا ستى بنت ولد اللي يجيبه ربنا حلو بس لو ولد بقا انا اللي هسميه....

ردت كارما وهي تمط شفتيها كالأطفال قائلة....
لا انا بردو اللي هسمية انا اللي حملت فيه تسع شهور وانا اللي هولده يعني انا اللي اسمية....

لية هو مش انا ابوة بردو والا اية!!

لأ انت ابوة اه على عيني وعلى راسي بس انا بردو اللي هسمية....

ضحك على هيئتها وطريقتها، تلك المجنونة المتمسكة بحقها في تسمية الجنين ولكن الان او فيما بعد هي صاحبة السلطة هي الملكة التي اعطاها كل الحقوق منذ ان عرفها، وهي أيضا الوحيدة التي اعطاها الحق في إمتلاك قلبه!!

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان يجلس وحيد وسط كل هؤلاء المجرمين ينظرون له نظرات غريبه مما أثار قلقه ولكنه لم يكترث كثيرا، إلى أن جاء هذا الشخص المريب في نظره ليجلس بجواره على الأرض ليصمت ذلك الشخص قليلا ليقول بعد عدة ثواتي من جلوسه....
الباشا جاى في اية؟

خفايا الأيامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن