فصل 9

15.8K 494 24
                                    

#جمال_الأسود
الفصــــل التــــاسع (  9  )

خرج من غرفته بذعر وأستيقظ الجميع على صوت صراخها المستمر، فتح باب غرفتها ليراها جالسة بفراشها وتصرخ بأنهيار كأنها لا تشعر بشيء وتضع يديها الأثنين على أذنيها كأنها تمنعهم من سمع شيء او بالأحري من سماع صوت الرعد الذي يضرب السماء مع الأمطار الغزيرة، تسمر مكانه من الدهشة بينما دلفت والدته وخلفها "حنان" و"نانسي" لتسرع "نانسي" إليها وحاولت نزع يديها لكنها تقاومها بكل قوتها، نظرت "نانسي" إلى "جمال" فأشار إليها بأن تترك يديها كأنه فهم خوفها الشديد من صوت هذا الرعد، ضمتها "نانسي" إليها بلطف وبدأت تربت على ظهرها وتمسح على رأسها بحنان مُتمتمة إليها بلطف:-
-متخافيش إحنا معاكي هنا، متخافيش كله هيكون تمام

-الصوت مُرعب
قالتها بصوت مبحوح من الخوف ولا أحد يعلم سبب خوفها لكن "مريم" بهذه اللحظة كانت تتذكر ليلتها المؤلمة بكل تفاصيلها وجوارحها، خرجت "ولاء" بضيق من الغرفة مُتمتمة بضجر:-
-أنا مش هتحمل المحن دا كتير

عادت لغرفتها بينما فتح "جمال" هاتفه وخصيصًا على التحكم بـ "جين" وسريعًا بأقل من ثواني وقال "جين" بصوت يسمعه الجميع:-
-لقد تم أغلاق كل النوافذ والأبواب وتم تفعيل خاصية مانع الصوت

لم تسمع صوت شيء بعد إغلاق الزجاج العازل للصوت، غادر "جمال" الغرفة بهدوء دون ان يتساءل عن سبب خوفها من الرعد بكل هذا القدر حتى لا تشعر بما يحدث حولها؟ وماذا تسمع حتى تضع يديها على أذنيها هكذا...
عادت لوسادتها و"نانسي" جالسة جوارها تمسح على رأسها وتقرأ القرآن من أجل بينما "مريم" غارقة فى الماضي تحديد باليوم الذي توفي فيه "مُختار"....
عاد للمنزل غاضبًا بعد أن أعطي للخدم إجازة طويلة دامت لثلاثة أيام حتى الآن، كان سكيرًا ومعه أصدقاءه رجلين من عمره، فتح باب الغرفة لـ "مريم" لينهي حبسها الآن بعد أن حرمها من حصانها وأرسله بعيدًا وأكد له الأطباء بأنها تعاني من صدمة شديدة أفقدتها النظق لكنه لم يبالي بحالتها وحبسها بغرفتها حتى هذه اللحظة الذي أمرها بخدمته هو وضيوفه، بدأت تقدم لهم الخمر وتنفذ طلباتهم أثناء لعب القمار وتحضر لهم ما يريدون وتشاهدوهم وهم يشربون الخمر والمخدرات، وقفت بجوار "مختار" تسكب له الخمر فى كأسه حتى شعرت بصديقه يضع يديه على فخذها يتحسسه فأبعدته بغضب وسكبت الخمر على رأسه بأنفعال من لمسه لها، فحتى وأن كانت ضعيفة لكنها لم تقبل بأحد يلمسها أو يعاملها كعاهرة، أستشاط "مختار" غيظًا من فعلتها وهكذا صديقه فقال بضيق:-
-أنتِ فاكرة نفسك أيه يا بت، دا أنا شاريكي بفلوسي

-أنا أخدمك أه لكن حاجة تانية متحلمش غير على جثتي
قالتها بسخط شديد وغضب يأكلها من الداخل وبهذه اللحظة عادت للنطق مُدافعًا عن نفسها ولم يكن يعلم "حمزة" او "سارة" بأنها تحدثت وتخلصت من صدمتها للتو على يد هذا الذئب البشري ثم رحلت من أمامه، كاد "مُختار" أن يذهب خلفها بجسده الهزيل من كثرة الخمر الذي شربه، لكن أوقفه زميله عندما قال:-
-على فين يا مختار، أثقل عشان تستطعم وأنت بتدوق

رواية| جمال الأسود لنور زيزوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن