#جمال_الأسود
الفصل الثـــلاثــــــون ( 30 )كانت "مريم" على وشك الموت وتوقف قلبها من الصدمة التى لحقت بها للتو مُنذ أن ذهبوا به ليليًا وهى لا تعرف شيء ولم يتصل "شريف" بها نهائيًا حتى يطمن قلبها، لم تستطيع التنفس تشعر بان صدرها يختنق ورئتيها توقفت عن أستقبال الأكسجين وقلبها لم يعد يضخ الدماء فى جسدها، نظرت "حنان" إليها بقلق وهى تقف أمام باب القصر وتسير دون توقف ذهابًا وإيابًا حتى يظهر زوجها الذي يبدو انه لن يعود الليل أو حتى الغد نظرت فى ساعتها التى تجاوزت الثامنة صباحًا بالفعل و"عاشور" يمنع خروجها كلما حاولت الذهاب إليه كأنه إنسان ألي لا يعرف شيء عن الرحمة ينفذ أوامر "جمال" كـ "جين" تمامًا الذي يشعر بقلبها وعقلها....
تنهدت "ولاء" بضيق أكثر وهى تري "مريم" أمامها ثم قالت:-
-قوليلها تقعد يا حنان خيلتني وأنا مش ناقصةنظرت "حنان" إلى "مريم" بإشفاق ثم قالت:-
-تقعد!! ربنا يصبرها ويقويها.. أنا خايفة يجرالها حاجة وهى أصلًا تعبانةرفعت "ولاء" نظرها بهذه المرأة وتأففت غيظًا من إشفاق الجميع على "مريم" رغم أنها ليست بضعيفعة كما يعتقدون، بالعكس "ولاء" تراها قوية وعنيدة تملك كل شيء تتنمي أن تملكه أى فتاة فى عمرها، تعليم وشهادة جامعية وتملك أصدقاء وامرأة كـ "حنان" و"نانسي"، يحبها كل من بالقصر، تملك الشهرة والمال وأيضًا زوج لو أنقلبت سيدات العالم أجمع رأسًا على عقب وأجتهدوا لم يملكون زوجًا كـ "جمال"، تحدثت "ولاء" بهدوء:-
-خايفة عليها، ما تفتحي عينيك كويس يا حنان وكافية تبصي للماضي وفكري تبصي للحاضر، مريم اللى جت لكم مكسورة الجناح وضعيفة ماتت فاليوم اللى دخلت فيه القصر دا، بصي للحاضر وشوية مريم دلوقت أيه وبطلي شعل الصعبنيات دا...تحدثت "جميلة" بقلق شديد قائلة:-
-مش وقته يا ماما، نطمن على جمال بس-ربنا يستر وميكونش الدليل الى عندهم هو الجثة نفسها
قالتها "ولاء" بضيق شديد وعينيها ترمق باب القصر وتحاول الأتصال بـ "شريف" لكنه لا يُجيب نهائيًا....________________________
كان جالسًا فى صمت مع ضابط الشرطة ويحدث فى اللابتوب الموجود أمامه على المكتب وبه مقطع فيديو مُسجل بجودة رديئة ويظهر بوضوح ضرب "جمال" المبرح لـ "ليلي" حتى سقطت جثة هامدة أمامه، رفع "جمال" نظره إلى المقدم ببرود وقال:-
-حضرتك قبضت عليا عشان دا، دا دليلك الكافي عشان تقبض على جمال المصرياستشاطت المقدم غضبًا من غروره ونرجسيته وحتى طريقة حديثه الباردة أثارت غضب المقدم ليقول ببرود هو الأخر:-
-فين الجثة؟، حضرتك مُتهم بدا خصوصًا أن معظم الناس اللى سألناها قالوه انها اختفت من اليوم دا نهائيًا ولما تحرينا عن الموضوع أثبت أن المدام مخرجتش ولا دخلت مصر من يومها وكمان مستعملتش أى بطاقة فيزا ولا مالهاش أى أثر فى الوجود... أنا عايز الجثة حتى لو كانت عضم فى قوفة
أنت تقرأ
رواية| جمال الأسود لنور زيزو
Romanceجئت لقصرك كطير مكسور الجناحين مُلقي على الأرض الصلبة يدهسوا الجميع، فتاة لم تبلغ العشرين من عمرها لكنها أرملة أخاك، ولم أكن أعلم أن دخولي لقصرك كدخولي لسجني الأبدي الذي سأصبح به سجينة على أرضك، مُعتقلة بين جدران قصرك، أسيرة تتلذ بتعذيبها وجارية ترغب...