#جمال_الأسود
الفصل الواحد والثـــلاثــــــون ( 31 )دلف "جمال" إلى مكتب المقدم ودُهش عندما رأي "مختار" جاء لمقابلته، أخذ نفس عميق بهدوء وأتجه نحوه وكان المكتب فارغًا ليس به سواهما، تحدث "جمال" بنبرة باردة:-
-جاي شماتة ولا عشان تثبت انها عملتكتبسم "مُختار" بسخرية وعينيه تفتك بـ "جمال" وهو يقف أمامه بأيدي مُقيدة فى بالأصفاد ثم قال بجدية:-
-بصراحة عشان أشمت فيك شوية وأقولك على خبر عندي مش عارف هيعجبك ويرجعك للماضي والليلة أياها ولا أنت نحست ومش هيأثر فيكجلس "جمال" على المقعد المقابل له ثم وضع قدم على الأخري بغرور فلم يعطي لـ "مختار" تلك النظرة التي يريد رؤيتها ولم يترك له فرصة حتى يراه مُنكسرًا امامه وقال:-
-أنا جمال المصري لا عاش ولا كان ولا لسه أتخلق اللى يشمت فيا ويوم ما يحصل مش هيكون نجس زيك... متطمنش أوي كدةقهقه "مختار" ضاحكًا على غرور هذا الرجل ويخفي غضبه من هذه النظرة القوية والتحدي الذي يراه فى عيني "جمال" كأنه جبلًا لا ينحني نهائيًا، قال:-
-طب بلاش تتغر اوى كدة... ألا صحيح مريم عاملة أيه؟حدق "جمال" به بوجه عابس جاد بعد أن ذكر اسم "مريم" على لسانه وقال بحزم شديد:-
-مالكش دعوة، بس أكيد بخير طول ما هي بعيد عن الشياطين اللى زيكتبسم "مختار" بعد أن وقف من مكانه وأغلق زر سترته وحدق بوجه "جمال" الثابت لم يهتز له شعرة واحدة من رأسه وقال بأستفزاز:-
-معقول خافوا على مشاعرك لدرجة أن خافوا يقولولك أن مريم أتخطفت...وقف "جمال" من مكانه بذعر ليتابع "مُختار" بسعادة تغمره بعد أن رأي خوف هذا الرجل أخيرًا وقد حقق مراده من هذه الزيارة يقول:-
-مراتك عندي يا جمال، فاكر زمان.... ليلي والليلة إياها... أنت خدت مريم مني عافية وأنا هأخدها وهي على ذمتكمسكه "جمال" من لياقة قميصه بالقوة وكاد أن يفقد أعصابه وعينيه تبث نار من وقوع زوجته فى قبضة هذا الرجل وقال بتهديد واضح:-
-جرب تلمس من مريم شعرة ...قاطعه "مُختار" بنبرة ساخرة بعد أن أبعد يديه المكبلة بالأصفاد الحديدية قائلًا:-
-أيه هتدخل فيا السجن ما أنت فيه ... أنت خدت مني كثير يا جمال وأنا بقي هأخد مريم منك...خرج من الغرفة تاركه هنا سجينًا لا يقوى على فعل شيء، فتح باب الغرفة ورأي "راغب" و"شريف" قد وصلا فتبسم بسخرية على محاولة أثبات براءته وجميعها ستصب فى الفشل....
____________________________
كانت "مريم"سجينة بهذه الغرفة، غرفة نوم فاخرة فى الطابق الثاني من هذا المكان، حاولت فتح الباب لكنه كان مُغلقًا من الخارج والنوافذ محاطة بالحيط لم ترى منها شيء سوى حديقة خضراء، حاولت التماسك والثبات على هدوءها لتستطيع أن تفكر جيدًا وكيف تفر هاربًا من هنا....
فتح باب الغرفة فأستدارت "مريم" بذعر لكنها صُدمت عندما رأته أمامها وتملكها الخوف والذعر من رؤيته، أتسعت عينيها على مصراعيها بصدمة ألجمتها حين رأت وجه "مُختار" أمامها، هذا الرجل الذي هربت منه كثيرًا وقتلته من داخلها عاد إليها الآن ليُذكر بتلك الليلة التى تعدي عليها به، تمتمت "مريم" بخوف مُتلعثمة فى الحديث بأقدامها التى تعود للخلف:-
-أنت عايز أيه؟
أنت تقرأ
رواية| جمال الأسود لنور زيزو
Romansaجئت لقصرك كطير مكسور الجناحين مُلقي على الأرض الصلبة يدهسوا الجميع، فتاة لم تبلغ العشرين من عمرها لكنها أرملة أخاك، ولم أكن أعلم أن دخولي لقصرك كدخولي لسجني الأبدي الذي سأصبح به سجينة على أرضك، مُعتقلة بين جدران قصرك، أسيرة تتلذ بتعذيبها وجارية ترغب...