الفصل ٣٧

13.5K 426 18
                                    

#جمال_الأسود
الفصل الســـــابـع والثـــلاثــــــون (  37  )

أندهشت "مريم" مما تقرأه فى الأخبار عن حادثة "ليلي"، مُنذ مرضها و"جمال" يحذر عنها الخبر قدر المُستطاع، تركت الهاتف من يدها ورفعت نظرها للأمام حيث يقف "جمال" يصفف شعره المبلل بعد الأستحمام أمام المرآة فقالت بهدوء:-
-أنت عرفت باللى حصل لليلي؟

أجابها بنبرة باردة دون أن يستدير ويكمل ما يفعله:-
-قرأت فى الاخبار

-غريب مين ممكن يعمل فى حد كدة، أيه كمية الغل والحقد والوحشية دى... دا معندوش قلب
قالتها بتذمر رغم كرهها لهذه المرأة وما فعلته بزوجها سابقًا لكنها تشفق على نهايتها القاسية وما تعرضت له، ترك "جمال" فرشة الشعر من يده وأستدار بلا مبالاة لا يهتم أو يشفق لو قليل عليها، جلس جوار "مريم" على الأريكة وقال بهدوء:-
-كل واحد بيأخد على قد أعماله يا مريم... الوحشية دى هى عملت زيها، لو كانت أتقت ربنا في الناس وفى تعاملها معهم مكنش أبدًا ممكن تكون دى نهايتها

نظرت "مريم" له بهدوء رغم غضبها من قسوة زوجها وقالت بتمتمة:-
-مش معنى أنها خانتك أو وجعت أنها تستاهل دا يا جمال، مين ممكن تستاهل أنها تموت عشان أى غلط دى روح بنى أدم، ما بالك بقي تموت بالطريقة البشعة دى وحد يفتح بطنها ويسرق عضو من جسدها، مين ممكن يكون بالقسوة والوحشية دى.. مستحيل يكون بنى أدم دا أكيد شيطان وحتى أبليس زمانه بيصقف له وبيتعلم منه

تبسم "جمال" بسخرية على براءة زوجته ونقاءها، رغم كل ما حدث ما زالت تشفق على امرأة مثل "ليلي" قبلت أن تخون زوجها ولم تكتفي بالزنة بل أرتكبته مع اخاه، تحدث "جمال" بهدوء أكثر بعد أن نظر فى عيني "مريم" بسخرية وقال:-
-أنتِ جايبة البراءة دى منين، معقول رغم كل اللى عيشتي وشوفتيه لسه قلبك بيشفق على الناس من الفصيلة دى، فى الحقيقة مش هستغرب بعد ما شوفت حزنك ووجعك على موت حمزة اللى هو أساسًا دمر حياتك

تذمرت "مريم" على سخرية زوجها منها أو عدم أستيعابه لتسامحها كأنها تغفر لأى شخص يأذيها بسهولة، قالت بجدية رحيمة:-
-لأني إنسانة يا جمال، ربنا غفور رحيم... أنا مش شيطانة ولو ليا حق فأنا مش عايزاه فى الدنيا كفاية أن ربنا بينصرني فى الدنيا وهجيبلي حقي لحد عندي وأن مكنش فى الدنيا هيكون فى الأخرة لأنه عادل وميرضاش بالظلم وأكيد ليلي مهما عملت متستاهلش دا

تحدث بنبرة قوية قائلًا:-
-طب قبل ما دفعى عنها كدة، أنتِ عارفة أنها حطت لك دواء فى العصير عشان تقتل أبنك!! مريم متتخدعيش فى الناس

أتسعت عينيها على مصراعيها بصدمة ألجمتها لا تصدق كم الغل والكره الذي كان بداخلها ليجعلها ترغب فى قتل طفل داخل رحم والدته قبل أن يولد، تابع "جمال" بهدوء بعد أن رأى دموعها تتلألأ فى عينيها الذهبيتين كأشعة الشمس:-
-ليلي عملت اللى اتعمل فيها يا مريم عشان كدة اللى أنتقم منها ردلها اللى عملته

رواية| جمال الأسود لنور زيزوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن