الفصل ١٩

17.5K 414 12
                                    

#جمال_الأسود
الفصــــل التــــــاســع عـشــــر ( 19  )

تناول "جمال" طعامه فى صمت وعينيه تحدق فى وجهها العابس وشرودها حتى أنها لم تضع لقمة واحدة فى فمها، ترك الملعقة من يده ومسح فمه بالمنشفة الصغيرة ثم قال:-
-ما لك يا مريم؟

نظرت إليه بتوتر وحيرة ثم قالت:-
-مفيش! كمل أكلك

نظر "جمال" إلي طبقه الذي أنهاه بالفعل لكنها لم تنتبه وقال بهدوء شديد:-
-أنا كلت

وقفت "مريم" من مقعدها ببسمة مُزيفة ثم قالت:-
-هعملك القهوة

كادت أن ترحل من أمامه لكنه استوقفها عندما مسك يدها بيده القوية يمنعها من الرحيل فنظرت إليه بهدوء ليقول بجدية:-
-حنان هتعملها، أنا زعلتك فى حاجة؟

هزت رأسها بلا بسرعة تقتل أفكاره الخاطئة ثم قالت:-
-لا  محصلش

وقف من مكانه ليحدق فى عينيها الحزينتين والقلق يحتلهم، نظر إليها بحيرة من معرفة ما حدث بها، مُنذ قليلًا كانت تبتسم بسعادة وتركته بفرحة تغمرها لكن أين كل هذا ليقول:-
-الورد معجبكيش

-لا والله جميل ورائحته طيبة وجميلة
قالتها ببسمة خافتة، أستسلم لصمتها لكنه يعلم جيدًا بأن هناك شيء حدث معها فسأل من جديد:-
-أنتِ زعلانة عشان منفذتش وعدي وسفرتك، أنا عندي بكرة أجتماع مهم من لجنة من الحكومة وأخلصه وأستلم المشروع ونسافر زى ما تحبي وأنا هسيب الشغل لـ شريف لكن مقابلة بكرة ضروري أكون فيها

هزت رأسها بنعم فى صمت وهدوء على غير عادتها ثم قالت:-
-مش زعلانة، ولو عندك شغلك بلاش السفر أنا مش هحبلك الخسارة أو أسببلك أذي فى شغلك

ترك يدها بثقة من أن هناك أمر حدث بها فهى من كانت تصرخ وتأمره بالسفر معها ليقول:-
-أنا متأكد أن فيكي حاجة، أنا مش لسه بتعرف عليكي يا مريم وعمومًا براحتك، لما تحبي تتكلمي أنا موجود وهسمعك، خلي حنان تجبلي القهوة فى المكتب

تركها ودخل للمكتب مُستاءًا من صمتها وهى تخفي عنه الأشياء بينما نظرت إليه وهو يبتعد عنها بحزن، جهزت لكل شيء من الصباح لتبقي معه طيلة الليل وتصنع الذكريات الجميلة معه، أرادت أن تجعله يبتسم بقدر بسمتها التى لاحقتها مع خبر نجاحها، لكن هذا الغبي دمر كل سعادتها بأتصاله، تعجبت "حنان" من كلمتها وقالت:-
-القهوة فى المكتب!!، معلش سامحيني على تطفلي والله مش قصدي أدخل بينكم لكن ضروري أسأل عشان قبل ما أدخل أواجهه جوا... أنتوا أتخانقتوا؟

خرجت تنيهدة من "مريم" مُعبأة بالخيبة والحزن ثم قالت:-
-لا، أنا طالعة أنام

أستوقفتها "حنان" بسؤالها قبل أن تخرج من المطبخ:-
-طب والتورتة مش هتأكلوها

لم تجيب عليها "مريم" بكلمة واحدة وصعدت للأعلي حيث غرفتها وجلست مقابل المرآة تنزع حلق أذنها بشرود فى هذا الأتصال الذي جاء لها من شخص تناساها كل هذه السنوات، نظرت للمرآة على إنعكاس صورتها وبدأت تلوم نفسها على فعلتها، أخبرته أن يأتي لأجلها مُسرعًا ولا يتأخر، دخلت للمطبخ وبدأت تصنع له الطعام تحت إشراف الطباخ لأجل "جمال" وأتصلت بصالون التجميل حتى يأتوا الفتيات ويساعدوها فى التجمل حتى تظهر أمامه جميلة ومُختلفة كيومها وهى بالنهاية ماذا فعلت دمرت كل شيء بسبب توترها وخوفها من القادم فقالت بندم مُعاتبة صورتها المُنعكسة:-
-خايفة من أية وجمال معاكي يا مريم؟

رواية| جمال الأسود لنور زيزوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن