الفصل الثامن : وجه القمر

495 42 7
                                    




قاطع تحديقها طرقات الباب التي توالت مع صوت الخادمات يطلبن الاستئذان بالدخول، تركت كارمن الزجاجة على الطاولة و سمحت بدخول الخادمات، تقدمة خادمتين وهن يحملن الحقائب التي اخذتها معها في السفر، لفت انتباه كارمن إلى الخادمة التي كان شعرها اصهب و مموج 

تقدمت كارمن إليها وعند ملاحظة الخادمة اقترابها إليها احنت رأسها وضمت يديها معاً و قالت بأرتياع 

" انا اسفة سيدتي لقد نسيت على غفلة ان أغطية انا اسفة جداً" 

ارتابة كارمن من سلوكها وكلامها الغير مفهوم و اخذت تسألها " ماذا تقصدين بكلامك؟" 

ردت وهي تخرج من جيبها قطعة قماش ابيض و ربطتها على رأسها لتكون منسدلة على شعرها 

" انا اقصد… شعري… اتوسل اليكِ سيدتي.. لا تقصيه "

لاحظت الخادمة الأخرى عدم فهم كارمن لكلام الفتاة ذات الشعر الاصهب فقالت بتبجح

" لا احد في القصر يحب رؤية لون شعرها، لأنها تبدو كغجرية قبيحة" 

فهمت كارمن ما يحدث، لم يصعب فهم الأمر كثيراً بسبب عيشها في عالمها السابق الذي كان التمييز فيه لازال يسري في عروقه 

طلبت من الخادمة الانصراف لتبقى مع الفتاة التي اعتصرت يدها بقوة و أحنت رأسها، سألت كارمن عن اسمها، ردت بصوت مكتتم 

"... آيسل "


استخدمت يداها لرفع وجه آيسل الذي أصبح احمراً بسبب محاولتها لكبت بكائها نظرت في وجهها الصغير و عيناها البنية التي امتلأت بالدموع، قالت وهي تبعد قطعة القماش عن رأسها 

" آيسل… هل تعرفين ان اسمكِ يعني وجه القمر" 

" لا سيدتي… لم أعرف" 

" لقد عرفتي الان… انتي جميلة لا تدعيهم يثرثرون بأشياء لا معنى لها" 

ابتعدت كارمن لتجلب منديلاً لها، ناولتها المنديل لكنها امسكت المنديل فقط بدون حراك و قالت 

" لا يسمح لنا بأستخدام المناديل الخاصة و المطرزة "

ضمت كارمن يديها الى صدرها و قالت بحزم 

" انا لست من الذين يعاملوكِ في هذا القصر… الان اعتبري هذا امراً و استخدمي المنديل" 

هذَه الُِمرٍة لُِن أعٍوُدِ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن