الفصل الثالث و العشرون : مكافئة صغيرة

113 13 4
                                    





بينما كان نولان يسير في ممرات القصر و هو ينظر لما حوله و يقول " ان هذا القصر يحتوي على الكثير من الأشياء القيمة " 


كانت هذه احد صفات نولان الغريبة وهي حبه للأموال و الاشياء القيمة لكنه أصبح أكثر تحكماً بهذا الشعور عن ذي قبل ، انتبه ان قدمه قد ركلت شيئاً صغيراً ، عندما التقطه لقد كان خاتماً ذهبياً ذو زخارف كثيرة ، نظر له قليلاً ثم وضعه في جيبه و قال في نفسه 

" لا بأس من أخذ مكافئة صغيرة " 

اكمل طريقه و لاحظ أن هناك خادمتين من الرتب العليا يتجولن في القصر ويبحثن في كل جزء من القصر ، راوده الشك في انهن يبحثن عن نفس الخاتم الذي وجده ، لحسن حظه انهن لم يكن يرتدن احد هذه البروشات المنيعة للسحر لذلك تجاوزهن و وقف متخفياً بعيداً عنهن و استخدم سحره لسماع ما يقلن 


"اسرعِ ! ، يجب علينا ايجاد خاتم السيدة إيفا بأسرع وقت ، ولا تجعلي أي أحد يعلم بأمر ضياعه "



قال نولان بنفسه " بالطبع فمثل هذا الخاتم اذا وجده اي شخص فلن يتردد ببيعه "


أصبحت هناك مواجهة بين رغبته بأعادة الخاتم و رغبته بأخذه لنفسه باعتباره فرصة لا تعوض لكنه فكر بأن سريعاً ما سيتم إلقاء اللوم على احدهم و أكثرهم توقعاً هي كارمن و عندما تحدث مشاكل لكارمن لن يستطيع الحصول على أمواله بسهولة منها ، تنهد بضيق و حرك قدميه بملل الى وجهته الغير مرغوبة 


مازال عزف كارمن مستمراً ، لقد لاحظه آرثر عند مروره من الغرفة ، وقف هناك ليستمع لعزفها هذا اللحن الي كان يدمج بين الحزن و الهدوء ، سرعان ما أخذ اللحن بالتسارع بغضب و زادت حدة اللحن حتى توقف تماماً 


هذا الفعل الغريب جعل آرثر بحيرة من امره فلم يتردد بطرق الباب و الدخول الى الغرفة ، كانت كارمن ثابتة في مكانها امام النافذة و اكتافها ترتفع و تنخفض بسبب تنفسها السريع و يدها الي تضغط بها على الكمان ، سرعان ما سمعت صوت الباب استدارة و تصرفت بطبيعية ، لقد اخفت جميع مشاعر غضبها 



" يبدو انكِ لن تحتاجي لمعلم موسيقى "



جلست امامه و اشارت الى ابريق الشاي " مازال الشاي ساخناً ، هل تفضل كوباً منه ؟ "



اشار بالرفض و قال " لا داعي لذلك ، انا لا افضل الشاي من الاساس "


اومأت بالفهم و أصبح الهدوء سيد الموقف بينهما حتى تحدث آرثر


 " هناك سؤال يراودني دائما منذ مجيئك الى هنا "



امالت رأسها باستفهام وأردف بمزاح " في اليوم الذي حاولتِ فيه القفز من النافذة ، هل كنتِ ثملة ام مجنونة لدرجة عدم استخدامكِ للباب "



عقدت حاجبيها بانزعاج و ردت " لقد كان الباب مقفلاً "


" هل كنتِ متلهفة بشدة للقائي لدرجة انكِ حاولتي القفز من النافذة ؟ "



عجزت عن الإجابة لأن سؤاله كان منطقياً ، لا تعرف كيف تشرح له أنها استعجلت بالنزول لشعورها بالاحراج انها ستتأخر باستقبالهم و عندما يجدونها بهذا الموقف سيكون اكثر احراجاً 



غيرت السؤال لسؤال آخر " ما الذي يميز هذه البروشات التي يرتديها اغلب من في القصر؟ "




" انها .. فقط مجرد رمز يميز افراد عائلة ريفانو و ايضاً انها تحتوي على قوة روحية تحمي صاحبها من أي مكروه " 



 قالت بسخرية " اذن لماذا لم تحمي قدمي من الاصابة ؟ "



" ليس هذا النوع من الحماية "


لم تستمر محادثاتهما كثيراً لأنه لم يوجد شيء مناسب للكلام عنه ، جلس آرثر على مكتبه و بدأ بإنهاء أعماله الورقية المتبقية قبل تركها تتكدس مرة اخرى عند رحيلهم للقصر الإمبراطوري ، تذكرت كارمن ان عليها زيارة الطبيب للتحقق من شفاء قدمها بالكامل لذا خرجت من الغرفة 



عند سيرها و مرورها بغرفة إيفا تذكرت شيئا يجب عليها تسويته معها ولكن عندما تعود من الطبيب ، وصلت لغرفة الطبيب و قامت بطرق الباب ، لم تسمع اي اجابة لمدة ثم سمعت صوتاً متعباً يأذن لها بالدخول 


و عند دخولها و سيرها في الغرفة الكبيرة بين العديد من الرفوف التي تحتوي على زجاجات دوائية و اعشاب متنوعة 


حتى وصلت الى طاولة فوضوية حيث يستند عليها ذلك الطبيب بتعب و كان واضحاً ان النوم كان مسلوباً من عينيه ، و التعب الذي جعل كتفيه ذابلان ، رفع جسده بصعوبة و عند رؤيته لها انحنى احتراماً لها و رسم ابتسامة على وجهه متسائلاً عن سبب مجيئها 


فأخبرته على إصابة قدمها ، ضيق عينيه في محاولة التذكر و قال بأستغراب " هل فعلاً قمت انا بعلاج قدمكِ ؟ "


تجلت الحيرة في كارمن و قالت له تفاصيل مجيئه لغرفتها و وصفه العلاج لها ، فقال " أتذكر استدعائي لعلاجكِ ولكني لا أتذكر الذي حدث بعدها " 


مازالت مرتبكة و محتارة ، أردف بطمأنة " لابد انني نسيت بسبب التعب فأنا لم أنم ليومين بسبب ذلك المرض المنتشر في المدينة هذه الايام و ايضاً مساعدي ليس هنا لاني ارسلته في رحلة لجمع بعض الاعشاب الضرورية التي احتاجها ، لذلك انا اعتذر يا سيدتي "



اردف وهو يشير الى كرسي قريب من الطاولة
" و ايضاً تستطيعين الجلوس لأفحص قدمكِ "



قالت بأرتياح " لا داعي للاعتذار "



جلست على الكرسي و بدأ بتفحص قدمها ، وعندما انتهى اخبرها ان قدمها بخير تماماً ، تنهدت بسرور و شكرته و خرجت من الغرفة و فور خروجها و سماعه لصوت إغلاق الباب ارخى جسده و وضع رأسه على الطاولة ليأخذ قيلولة 







هذَه الُِمرٍة لُِن أعٍوُدِ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن