هذَه الُِمرٍة لُِن أعٍوُدِ

الفصل الثاني و العشرون : صدفة غريبة

بينما كان القصر مشغولاً بالتحضير للسفر الى العاصمة الامبراطورية ، جرى لقاء أخير بين كارمن و نولان حيث بدأ في محاولة اكتشاف الطريقة التي ماتت فيها كارمن في السابق ، استخدم بعض السحر في يديه و مررها على معصمها معتقداً انها انتحرت بقطع شرايين معصمها ولكن لم يوجد أي أثر ، ايضاً لم يوجد اي آثار طعن على جسدها

قاطعته كارمن و قالت له ان يجرب على رقبتها ، مرر يده على رقبتها و بالفعل قد ظهرت تلك العلامة حول رقبتها التي كانت تدل على شنقها لنفسها ، رد بأستغراب

  " كيف علمتِ ذلك ؟ "

" انها ذكرياتها ، مازالت تتدفق في عقلي "

" حسنا… ما اعرفه جيداً ان الشخص الذي ينوي تبديل روحه لا يستطيع فعلها بمفرده لذلك.. هناك شخص استخدم هذه التعويذة و قام بأعادة جسد كارمن للحياة عن طريق استبدال روحها " 

" هل من الممكن ان يكون احد افراد
عائلتها ؟ "

" لا اظن ذلك ، مثل هذه التعاويذ تتطلب كمية سحر هائلة لأستخدامها والشخص الذي يفعل هذا يعرف أن الشخص الذي اعاده للحياة لن يعود كما كان لان روحه قد تغيرت ، ستتغير تصرفاته و أفكاره "

ردت بعدم فهم " و إذن ؟ "

" بحسب خبرتي في التعامل مع الأشخاص السيئين ، اجابتي ان من فعل ذلك هو شخص مهووس بشدة بكارمن "

عند قوله لهذا الكلام استعادت كارمن تلك الصورة الغير واضحة لذلك الشخص الذي رأته في ذكريات كارمن متسائلةً اذا كانت لديه اي علاقة في هذا الأمر لكنها لا تعرف هويته من الأساس

" لديك هذه الفترة التي سنذهب فيها الى العاصمة ، تستطيع إيجاد طريقة لعودتي او اكتشاف شيء آخر"

" بالطبع ، فقط تأكدي من اعطائي مكافئتي قبل عودتكِ لعالمكِ "

ابتسمت و قالت " لا مشكلة في ذلك "

ثم تبدلت ابتسامتها الى جمود و اخذت تفكر " لقد بقيت كثيراً في هذا العالم ، يا ترى هل سار الوقت نفسه هناك و هل جسدي بخير؟ هل انتبه اي شخص اليه حتى "

قالت في نفسها بغضب " عندما اعود سأحرص على تلقين مالك البناية درساً لن ينساه ، ذلك العجوز البخيل يستطيع ازعاجي دائما بشأن الايجار و التدخين في شقتي ولكن عندما يتعلق الأمر بسلم متهالك و خطر عندها هو يغض بصره "

تذكرت شيء نسيت اخباره لنولان فقالت له " نولان ، هل فعلاً هذا العالم صنع من رواية قصير انا كتبتها ؟ "

" ماذا تقصدين ؟ لا يوجد شيء كهذا "

" انا اقصد انني في حياتي السابقة لقد كتبت رواية قصير و هذا العالم و جميع الأشخاص مشابهين لروايتي "

تفاجئ من كلامها و قال نافياً " لا يوجد شيء كهذا ، هذا العالم هو مجرد نقطة في بحر من العوالم الاخرى ، ربما انتي فقط مرتبطة فيه روحياً "

شعرت بالارتباك محاولةً تفسير كلامه    " اذن اتقول ان سبب وجودي هنا هو بسبب صدفة غريبة "

" يمكنكِ قول ذلك ، انا ايضاً تعرضت لنوعٍ من أنواع هذا الصدف"

قالت بتفاجئ " هل انت.. لست من هذا العالم ؟ "

أومأ برأسه فقالت كارمن بفضول " هل حاولت العودة لعالمك ؟ "

اختلفت ملامحه و اصبحت باردة على غير عادته و قال " لم يبقى هناك شيء لأعود إليه "

فهمت مقصده و قالت " ولكنك ايضاً لا تمتلك شيئاً هنا ، اليس من الافضل ان تكون في مكان نشأتك بدلاً من مكان لم تعش فيه من قبل "

" من قال انني لا املك شيئا هنا ، في هذا المكان انا املك اكثر مما كنت املك في السابق"

سكتت كارمن و بدأت تفكر في كلامه ، تراجع نولان للخروج و عند فتحه للباب أدار نظره لها و قال " فكري جيداً قبل اتخاذ أي خطوة و انظري لما حولكِ "

أنهى جملته و خرج من الغرفة ، لقد صنع دوامة من الأفكار و التشتت في عقل كارمن ، لم تريد التفكير في تلك الأمور للوقت الحالي لانها غير مستعدة لأتخاذ هذا النوع من القرارات ، نهضت وتوجهت للكمان الذي كان في صندوقه و حملته و اسندته على كتفها و وجهت نظرها للنافذة و بدأت بعزف لحنها المفضل و الوحيد الذي كانت تسمعه منذ طفولتها ، حتى توقف هذا اللحن في عيد ميلادها الرابع عشر