الفصل السابع : هدية

527 44 2
                                    




قاعة فاخرة، ستائر حمراء، مكتبة كبيرة، توسط المكان المكتب الكبير الذي احتوى سطحه بعض الاوراق و حاملة اقلام مدعمة بزجاجة حبر صغيرة وعلى الجهة الاخرى من المكتب كان هناك كأس من النبيذ الاحمر، تلاقة عيناي مع الرجل ذو الشعر الأسود و الهالة الغامضة التي تحيط به، فصل شفتيه قائلاً بطريقة تعاكس مضهره

 " اهلا بكِ أنسة كارمن، يشرفني كثيراً استقبالكِ في القصر، مازلتِ تشبهين والدكِ كثيراً"

 " شكرا جزيلاً سيدي الدوق، يرسل أبي تحياته لك" 

قال ممازحاً " لازلتِ تحبين الفروسية منذ صغركِ" 

ابتسمة مسايرتاً لكلامه، جذب انتباههما تنحنح آرثر مشيراً ليبدأ حديثه قائلاً 

" لا اقصد مقاطعة الحديث لكن اعتقد ان الأنسة كارمن متعبة، سوف اخبر الخادمة لترشدها الى غرفتها "

هناك هالة مظلمة بين آرثر و والده انها تشعر كارمن بالتوتر قالت بدعم حديث آرثر و استأذان 

" يسرني الاستمرار في الحديث، لكن السيد آرثر محق، كانت الرحلة متعبة قليلاً" 

فهم الدوق ما تشير إليه و قال و هو يمسك بكأس النبيذ 

" اعذريني اذا اطلت الحديث، لقد تم تحضير غرفتكِ، خذي قسطاً من الراحة و سنحظى بعشاء معاً الليلة" 

ردتُ ببشاشة " يسرني هذا جداً سيدي الدوق "

تحركت خطواتنا متراجعةً خارج الغرفة معطيتاً اشارة للخدم بغلق الباب، نظرة بأنتصار لآرثر، قالت وهي تضم يديها الى صدرها مع امالت رأسها قليلاً

" انظر كيف احبني والدك، لماذا لا تحبني ايضاً ؟ 

قال بنبرة متهكمة " في احلامكِ " 

استدار مبتعداً بخطوات مسموعة، رفعت احد حاجبيها بأستغراب و ضجر محدثتاً نفسها 

" عنيد ذو رأس متحجر "

قاطع تفكيرها شعورها بخطوات الخادمة التي تتجه اليها 

" عذراً سيدتي انا هنا لكِ ارشدكِ لغرفتكِ" 

اومأت بأشارة للفهم و اتبعت الخادمة للطابق العلوي وصولاً لباب الغرفة التي يزعم انها غرفتها، فتحت الخادمة الباب، اعجبت كارمن جداً بالغرفة كانت فاخرة جداً و اكثر ما شد انتباهها هو الشرفة الخارجية المطلة على حديقة القصر الداخلية 

اخذت تستكشف الغرفة بتلهف تفكر في قيمة كل شبر من هذه الغرفة اذا قامت ببيعه لم تكن تقصد بيعه بالمعنى الحرفي كانت فقط معجبة بما تراه عيناها اللامعتان

 رؤيتها للحمام و حوض الاستحمام الابيض الكبير و نفحة الزيوت و المناشف المرصوصة فوق بعضها، معرفتها بهذه الاشياء جعل جسدها مرهقاً معطياً العلامة الخضراء لبدأ وقت الاسترخاء 


أخذت تريح أهدابها و تسند رأسها على حافة الحوض الذي امتلأ سطحه بالفقاقيع الصغيرة تنهدت وهي تقول في سرها 


" يا لها من راحة… لا اتذكر متى حضيت بهذا الصفاء و الهدوء في حياتي من قبل" 


لم تشعر كارمن بالوقت الذي كان يمضي وهي في جلسة استجمامها لكن انتباهها الى جلد اصابعها الذي تجعد بسبب بقائها لفترة في حوض الاستحمام جعلها تعرف انها نالت كفايتها 

خرجت و هي تلف منشفتها الطويلة على جسدها مع منشفة صغيرة أخرى على شعرها، اتجهت الى الطاولة ذات المرآة الكبيرة، لفت انتباهها صندوق احمر صغير محاط بشريط ابيض معقود

بدت كأنها هدية، قامت كارمن بتفحص العلبة بحذر لمحاولة معرفة ما بداخلها، سحبت احد اطراف الشريط لكِ ينحل عن الصندوق، ابعدت الشريط ورفعت الجزء العلوي من الصندوق كان هناك وسادة صغيرة قرمزية اللون مع زجاجة عطر مستديرة الشكل، ذات غطاء ذهبي بشكل زهرة ذات أوراق و أطراف رفيعة 

عند حملها لزجاجة العطر و هي تمعن النظر في السائل القرمزي القاتم الذي تحتويه الزجاجة، خطرت فجأة رؤيا لها جعلتها تصدم ان ما بين يديها هو المشكلة التي واجهت اختها في روايتها 










 [ اسفة جداً على التأخير، الامتحانات اعاقتني  بهذه الفترة بس الحمدلله تمت على خير و ان شاء الله ما يكون في تأخير ثاني 🙏♥️] 




هذَه الُِمرٍة لُِن أعٍوُدِ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن