الفصل التاسع : دعوة للخروج

518 38 1
                                    


الطاولة الكبيرة ذات الشكل المستطيل، صوت حركة نيران المدفأة، كان المكان دافئ ولكن الوضع الذي تعيش به هذه العائلة شديد البرودة، لا يجود كلام، فقط اصوات أدوات المائدة وهي تتضارب مع صحن كل شخص منهم، بدأت تشعر كأنها آخر وجبة في حياتها 

كانت تحاول اتخاذ خطوة لتغيير الاجواء قليلاً ولكنهم لا يساعدون على الاطلاق، حولت كارمن رؤيتها الى آرثر الذي يجلس أمامها، كان يستعمل أدوات المائدة بشكل جيد، عكس كارمن التي أخذت تراقب تحركاتهم و تقلدهم 


وضعت لقمة في فمها و عندها نظر لها آرثر، ابتسمت في وجهه بشكل لا ارادي و كان خديها محشوان، وضع المنديل على فمه كأنه يمسحه، ولكن ما لم يراه الجميع هو انه كان يضحك خفيتاً، كسر الدوق حاجز الصمت و خاطب كارمن 


" ستكون تجهيزات الزفاف جاهزة بعد اسبوع و سوف يقام في هذا القصر " 

و اردف يسألها " هل يناسبكِ هذا كارمن؟" 

اومأت مشيرة الى القبول ، عاد الصمت مرة اخرى و استمر حتى استأذن آرثر و رحل و من بعده الدوق، لم يبقى سوى كارمن و إيفا، كان افتتاح حديثاً معها أسهل لم تكن هالتها غامضة أو سوداء كانت هادئة فقط 


بادرت كارمن و قالت " هل اعجبكِ الطعام؟"

سادة ثواني من الصمت المحرج ثم اجابة إيفا " انتي الضيفة هنا ليس من المفترض أن تسألي هذا السؤال" 

قالت بأستيعاب و احراج " اعتذر كان سؤالاً غبياً" 

و أردفت " هل استطيع ان ادعوك غداً للخروج؟ " 

" إلى أين؟" 

" نتجول قليلاً في المدينة "

رأت كارمن في عيناها لمحة من الاهتمام بالأمر ولكن سرعان ما اختفت و قالت 

" لن يسمح لنا الدوق بالخروج لأجل التجوال في المدينة و ايضاً مع فصل الشتاء هذا "


فقالت بعدما تأكدت من موافقتها " لا تقلقي سأتدبر الامر" 

لم تكن إيفا مقتنعة من قدرة كارمن على اقناع والدها البارد فلقد حاولت بدون جدوى، تغير كل هذا منذ ما حدث لوالدتها 

سار الوضع بسلام حتى انتهاء العشاء و ذهاب كل منهما الى غرفتهما، ارتمت كارمن على السرير وهي تتنهد بعمق، بدأت تفكر بالقصر الذي كان اجمل قصراً رأته في حياتها ولكن اجوائه و عائلته ليس مثل مظهره، كان منزلها ليس بذلك الجمال لكن كان هناك انسجام بين عائلتها التي تفككت فيما بعد بسبب والدها 


هذَه الُِمرٍة لُِن أعٍوُدِ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن