هذَه الُِمرٍة لُِن أعٍوُدِ

الفصل العشرون : الفكرة و التنفيذ

استيقظت كارمن على صوت مواء القط الصغير بقربها معلناً لها عن جوعه و حاجته للطعام ، رفعت جسدها و نهضت لتبديل ملابسها ، اثناء ذلك طرقت آيسل الباب و دخلت بعد إعطائها الإذن بالدخول و قالت وهي تحمل مجموعة من الرسائل في يديها 

" صباح الخير سيدتي ، سأحضر الفطور بعد قليلاً لذا قبل ذلك جلبت هذه الرسائل الواردة لكِ اليوم " 

اخذت كارمن الرسائل و بدأت تتفحصها واحدة بعد الاخرى و لاحظت ان جميعها كانت رسائل تهنئة و دعوات لعدة حفلات خاصة

قالت بينها و بين نفسها بسخرية          " اللعنة هل يجب علي تلبية جميع هذا الدعوات ، على حسب ما اتذكر من ذاكرة كارمن انها لم تحضر اي نشاط اجتماعي في حياتها، لم تعلن ظهورها الاجتماعي من الأساس "

 و اردفت " في حياتي السابقة و في بلدي وبين الاشخاص الذين اعرفهم، لا استطيع التفاعل بشكل جيد فما بالك من مكان غريب و اشخاص لا اعرفهم ولست حتى من عصرهم "

لاحظت آيسل الانزعاج على وجه كارمن فقالت لها " سيدتي لستِ مضطرة لتلبية جميع هذا الدعوات ، انها مجرد تجمعات للتداول الاحاديث و الشائعات "

قالت كارمن بحزم " لا ، سوف احضرها جميعها، يجب علي ترك انطباع أولي جيد في المجتمع وليس التجنب و الاختفاء خلف الاعذار هذا سيولد شائعات اسوء " 

ابتسمت آيسل بفرح و قالت بتشجيع      " احسنتِ سيدتي ، تغلبي عليهم جميعاً ولا تقلقي سأحضر لكِ اروع و اجمل الفساتين !" 

لاحظت كارمن ان هناك رسالة واحدة متبقية كانت تبدو فاخرة و لونها ذهبي تفحصت عنوانها ولكن لم يكن هناك عنوان فقط ختم شمعي باللون الفضي كان ختماً على شكل عملة مزخرفة و في منتصفها فراشة صغيرة 

فتحت الرسالة وبدأت بقرأتها بتمعن ثم صرخت بتفاجئ " دعوة من قصر الامبراطور ماينفيلد ! " 

ردت آيسل " رائع سيدتي ، ستذهبين الى القصر الامبراطوري " 

تمتمت بجمود " هذا ليس جيداً " 

تنهدت و رتبت الرسائل و وضعتها في احد الادراج ، اخذت آيسل القط الصغير معها لإطعامه و انصرفت ، جلست كارمن على السرير تحاول عدم الاكتراث لما حولها و تريح عقلها قليلاً، سقطت عينيها على الدواء الذي كان على الطاولة، انها تتذكر انها لم تضعه هناك

انها تعرف الان من الذي وضع هذا الدواء وقال " اين يمكن ان يكون قد ذهب البارحة "  

و أردفت بغضب " لماذا اهتم لأمره ! هو لا يهتم بأمري حتى… فالتذهب للجحيم " 

بينما كانت آيسل تحمل الفطور و في طريقها لغرفة كارمن نادتها احدى الخادمات لتساعدها في حمل بعض الأشياء سريعاً ، نظرت لما حولها فرأت احد الخدم، طلبت منه ان يوصل الطعام للسيدة كارمن نيابتاً عنها 

طرق باب الغرفة و استأذن الخادم بالدخول ، كانت كارمن جالسه على مكتب آرثر و تقوم بالرسم على احد الاوراق ،  لم تنظر الى الخادم و طلبت منه ان يضع الفطور على المكتب فوضعه و قال 

" اي شيء آخر سيدتي المتجسدة ؟" 

صدمة من كلامه و وجهة نظرها بسرعة اليه حدقة قليلاً به و صرخت بصدمة 

" نولان ! " 

" تبأ اهدئي ، لقد غيرت اسمي لرون" 

اخفضت صوتها و قال " لا تقل لي ان هذه هي فكرتك " 

" هل لديكِ حل آخر؟ ايضاً لا استطيع دخول هذا القصر فقط بهذه الطريقة و كانت صعبة جداً " 

" اذن تستطيع الان ان تجد طريقة لتفسير حالتي الغريبة بالاستعانة بسحرك أليس كذلك ؟ "

صمت قليلاً وقال " حسنا… سيستغرق هذا البعض من الوقت لان كل شخص في هذا القصر يرتدي مثل ذلك البروش الذي كنتِ ترتديه "

" و ما الخطب في هذا ؟ "

" انها تضعف القوة السحرية "

قالت في نفسها " لماذا قد يرتدون مثل هذه الاشياء… ان هذا البلد لم يعيش فيه السحرة من قبل؟ " 

ردت عليه " اذن يمكنك القدوم لهذه الغرفة عند حاجتك لاستخدام السحر ، تستطيع استخدام السحر اذا كانت الغرفة خالية من احد هذه البروشات ؟ "

" أجل، بالطبع من المهم ان ابتعد عن هذه الأشياء لمترين على الأقل "

أثناء ذلك الوقت طرق الباب و دخل آرثر، فور رؤية كارمن له خاطبة نولان و قالت 

" تستطيع الذهاب الان يا رون "

خرج نولان من الغرفة ، نهضت من مكانها و توجهت للباب للخروج لكنها توقفت بعد ان امسك آرثر يدها و قال 

" الن تتناولي طعامكِ ؟ "

ردت ببرود " لقد اختفت شهيتي ، و ايضا لماذا قد تهتم بهذا " 

سحبها من يدها بقربه و قال لها وهو يحدق في عينيها " انتي مخطئة ، انا اهتم " 

لم تجد ما تقوله لذلك اكمل هو وقال    " اريد التحدث معكِ قليلاً إذا كان هذا ممكناً " 

ابعدت عينيها عنه وقالت " حسنا "