الفصل الثامن عشر : اكتشاف

330 29 4
                                    

تناولت بعض المسكنات و غيرت ملابسها و جهزت نفسها للخروج ، نزلت من السلالم بهدوء و خرجت، كان آرثر ينتظرها ، نظرت بأستغراب حولها و سألت

" لماذا لا توجد اي عربة ؟ "

تنهد آرثر و قال " لا يجب ان يعرف اي احد انكِ ذهبتِ معي، فتحضير عربة للخروج سيلفت الانتباه "

" إذن سأجلب حصاني"

قاطعها و قال " لا يمكنكِ ، لا تستطيعين امتطاءه بسبب اصابتكِ "

تعكر مزاجها و نظرت له بحيرة وهي تقول " إذن ؟ "

نظر لها بأنزعاج و أخذ نفساً عميقاً و تقدم نحوها ، احاط يديه على خصرها و قام برفعها بينما صرخت بتفاجئ
" ما الذي تفعله ؟! "

اجلسها على الحصان و جلس هو خلفها و قال " هل لديكِ حلٌ اخر؟ "

أنزلت رأسها بأنزعاج و خجل ، قد انطلقوا بالفعل خارج القصر، لم يكن الطريق طويلاً جداً ولكنه كان كذلك بالنسبة الى كارمن، انها قريبة من جسده ولا تستطيع رؤية سوى يديه اللتان كانتا تمسكان بحبل السراج

بعد المرور بالعديد من المناطق التي كانت مألوفة لها كانوا قد وصلوا الى وجهتهم ، نزل آرثر اولاً و قبل ان يحاول إمساكها و انزالها كانت قد نزلت بالفعل، نظرت له بغضب و قالت

" اياك ان تحملني مرة اخرى بهذا الشكل المفاجئ "

تجاهلها و ذهب لمدخل المدينة ، اتبعته بأستعجال محاولةً اللحاق به ، كانت المدينة مزدحمة اليوم كانت تتجاوز الناس الذين كانوا يسيرون بعكس اتجاهها ، شعرت انها ستضيع بين الحشود لكنها امسكت بطرف عباءة آرثر لتتمسك به لاحظ آرثر ذلك و توقف للحظة و امسك بيدها و أكمل السير ، شعرت بالتعجب و الخجل من امساكها ليديه للمرة الاولى ، ضنت ان يده ستكون خشنة الملمس ولكنها كانت دافئة

استمروا بالسير حتى رأت هذا المتجر المسمى بمتجر لوفر للآلات الموسيقية ، يجب عليها لقاء نولان هناك و لكن دون معرفة آرثر، قبل ان تفكر في طريقة للذهاب دون علمه كان قد توقف بالفعل، ظنت أنه توقف مؤقتاً ولكنه استدار و قال لها " اذهبي للتجوال قليلاً ولكن لا تبتعدي كثيراً عن هنا "

" الى اين ستذهب ؟"

" هناك شخص يجب علي لقائه هنا "

نظرت الى المكان الذي كان خلف آرثر، كانت حانة كبيرة، رمقته بنظرات الشك و السخرية وهي تقول " لم أتوقع انك تأتي الى هذه الاماكن "

قال بأنزعاج " توقفي عن هذا الهراء ، نحن نلتقي هنا فقط للتضليل، الان اذهبي ولا تجعليني اندم على اصطحابكِ معي "

همهمة بتفهم و همست له بسرعة قبل ذهابها " لا تكثر بالشرب "

بعد ان قامت بأزعاجه اتجهت مباشرة إلى متجر لوفر و وقفت وهي تنتظر هناك ، مرت بضع دقائق قبل أن يفزعها صوت عزف الناي المفاجئ الذي اتى من خلفها ، قبل ان تستدير و توبخ هذا الشخص كان قد ضهر امامها و قال بتكبر

" هل اعجبكِ عزفي؟ "

" انه مريع ، نولان "

قال بعدم مبالاة " لست خبيراً في هذه الأشياء"

" حسنا، ما نتائج بحوثك الغريبة ؟ "

تكلم بجدية و قال " ليس هناك الكثير لمعرفته، غير انكِ فقط عالقة في هذا العالم و في جسد غير جسدكِ "

" هل استطيع العودة ؟ "

صمت قليلاً ثم قال " لا اعرف بصراحة، يستطيع الشخص أن ينقل نفسه ولكن ان ينقل شخصاً اخر فهذا معقد بشدة "

قالت بأنفعال " سأعطيك اي شيء فقط ساعدني لأعود "

" انتظري… لا أعرف يجب علي إجراء بعض التجارب و تسجيل حالة جسدك و الطاقة التي تسري فيه و هذا يتطلب وجودي بجانبكِ "

" لن استطيع الخروج دائما دون ان اثير الشكوك "

رد بأنزعاج " و هل تظنين أنني سأستطيع مقابلتكِ كل يوم، هويتي على المحك "

صمت قليلاً ثم كان قد وجد الحل و سألها " اين تسكنين؟ "

" لماذا؟ "

" لدي فكرة ، فقط عليكِ اخباري بعنوانكِ "

صمتت قليلاً و رمقته بنظرة عدم ثقة ، فهم ما كانت تقصد و رد " صدقيني لست مهتماً سواء كنتي تعيشين في اكبر القصور أو في ابسط البيوت و لست راغباً حتى في مساعدتكِ لكن بما انكِ ستدفعين ثمن خدماتي فلا مشكلة لدي "

" من الافضل ان تكون طماعاً لا محتالاً "

ضحك بخفه و حصل على عنوانها و تفاجئ قليلاً و قال " قصر ريفانو… سيكون الأمر صعباً قليلاً… هل انتي خادمة هناك؟ "

" لا "

" إذن وصيفة ؟ او مربية ؟ "

" انا زوجة ابن الدوق السيد آرثر ريفانو "

جمد قليلاً ثم انفجر ضحكاً وهو يقول  " مزحة جيدة "

كانت نظرتها جدية و عندها علم أنها لا تمزح، سعل قليلاً و استعاد رباط جأشه وقال " فرد من العائلة و في قصر ريفانو… سيكون صعباً بالفعل"

هذَه الُِمرٍة لُِن أعٍوُدِ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن