لا يزال الوضع مشتتاً في عقلها، تجمعت افكارها عند سماعها للشخص الذي كان يتلي نذور زواجهما وهو يقول
" يستطيع الزوج ان يقبل زوجته"
صرخت في داخلها " يقبل!؟ "
قبل ان تبدي رد فعلها و محاولتها للتواصل مع آرثر بصرياً، كانت القبلة المفاجئة التي تركت على خدها لها رأي آخر
في لحظة احمرار خديها، توالت أصوات التصفيق و رفع الحضور كؤوسهم بفرح و توجهوا لتهنئة الزوجين، كانت كارمن تبتسم مع كل من تلاقيه وهي تشعر بالتوتر من هذا العدد الكبير من الناس الذين لا تعرفهم
بدأ الناس يتكلمون مع بعضهم و يتمتعون بالطعام الفاخر و النبيذ، ذهب آرثر للتكلم مع مجموعة من الرجال تاركاً كارمن بمفردها وهي متحيرة ، جلست على اقرب كرسي لها وهي تراقب الناس، فاجئها صوت امرأة وهي تقول
" هل انتي العروس الجديدة ؟"
نظرت كارمن لها بأستغراب من سؤالها ولكن عند التركيز في عينيها اكتشفت أنها لا ترى ، هذه المرأة عمياء ولكن ملابسها كانت تدل على أنها ذات مكانة مرموقة قبل أن تحاول كارمن اجابتها ردت المرأة مغطيتاً عن سؤالها السابق وهي تقول
" أعذريني فأنا لا استطيع التعرف على الأشخاص بسهولة بسبب وضعي الصحي الذي ترينه الآن "
سألتها كارمن بأدب " لا داعي لذلك سيدتي، أردت سؤالكِ ما هي قرابتك مع عائلة ريفانو، لستِ مجبرة على الاجابة انا فقط اشعر بالفضول"
ترددت قليلاً ثم قالت " نحن نتقارب في القلوب ولكن ليس في المسافات "
كانت هذه الإجابة غامضة لكارمن لكنها لم تتسائل، بسبب سؤال المرأة لها " هل انتي سعيدة بهذا الزواج؟ "
" بالطبع، لم يكن زواجاً مدبراً بشكل دقيق، لقد وافقت بأرادتي "
و اكملت وهي تحدق بآرثر " لكن لا اعرف، هل هو لا يفهمني أم أنا التي لا تفهمه "
" من الطبيعي حدوث هذا، الالتقاء بأشخاص جدد و وصولنا فجاة معهم الى هذا المكان يجعلنا مرتبكين لكن الوقت يحل كل شيء و ايضاً انا اراهنكِ انه قد احبكِ بشدة منذ ان وقعت عينه في عينيكِ"
ابتسمت كارمن بخجل، كانت تود اكمال حديثها معها ولكن اتى آرثر لها و هو يقول لها " كارمن، تعالي معي قليلاً "
تفاجئة كارمن قليلاً و نظرت الى المراة وهي تستأذن منها بالرحيل، شعرت المرأة بأبتعاد كارمن و جلوس شخص اخر بقربها وهو يقول
" انهما محظوظان لحصولهما على بعضهما البعض، أليس كذلك مادلين؟ "
عرفت المرأة صوت الرجل، انه زوجها الذي كانت تسمع صوته كل يوم قبل فقدانها لبصرها ، لم تستطع رؤيته مجدداً ولكنها كانت تستذكر ملامحه في عقلها عند كلامه، حتى لو كانت الصورة التي تكونها مشوشة قليلاً
ابتسمت وقالت بتنهد مع القليل من الحزن " كم اتمنى رؤيته و رؤيتها، و ايضاً صغيرتي إيفا، اشتاق لتسريح شعرها و تناولنا للكعك معاً "
تباطئة انفاس الرجل محاولاً كبت الألم الذي يجتاح قلبه، امسك بيديها وهو يقول " اعلم… اعلم انكِ لن تغيري رأيكِ ولكني سأطلب منكِ التفكير مرة اخرى"
" لا… لا داعي لذلك، اذا كانوا بصحة جيدة و يعيشون حياة طبيعية فأنا ايضاً سأعيش بسلام، و ايضاً ليس و كأنكم لن تروني ابداً "
اخذ آرثر يعرف اصدقائه بكارمن، لم تنسجم معهم جيداً، كانت تشعر بالاختناق في صدرها كأن هناك شخص يراقبها كانت ترى شخصاً يقف في احدى الزوايا و ينظر بحقد لها او بالاحرى كان ينظر الى آرثر، ابعدت نظرها عنه بعد سؤال احد اصدقاء آرثر لها
" هل صحيح ان لون عينيكِ نادر هنا؟"
" اه… اجل"
نظرت مرة اخرى لنفس مكان تواجد ذلك الرجل ولكنها لم تجده، شعرت انها كانت تتخيل فقط بسبب الإجهاد و التوتر، بدأت الاسئلة تطرح على كارمن وهي تحاول المحافظة على ابتسامتها و اختيارها للكلمات المناسبة
لاحظ آرثر ترنحها و صوتها الذي كان ينخفض، اسند يدها على عضده و قال لهم بأستئذان " سنذهب للحصول على شيء نشربه، سأعود إليكم فيما بعد"
اجلس آرثر كارمن على أحد المقاعد و جلب لها كأساً من الماء و سألها اذا كانت قد تناولت اي شيء قبل الزفاف، فأجابة ان اخر شيء تناولته كان قبل خمس ساعات قبل الزفاف وقالت انها كانت غارقة في التجهيزات
" لم يكن هناك أي داعي لإرهاق نفسكِ "
" اردت ان اعطي انطباعاً مثالياً، ولكن يبدو ان بضع كلمات و القليل من الجهد قد تغلب علي بالفعل"
ساد الصمت بينهما قليلاً حتى قال آرثر " لستِ ملزمة على ان تكوني مثالية، انا افضلكِ على طبيعتكِ"
و اردف بسرعة " سأذهب لأجلب لكِ بعض الطعام، انتظري قليلاً "
ضحكت قليلاً ثم تنهدت وهي تفكر في نفسها و تقول" لا اعرف كيف سأتعامل مع هذه المشاعر عندما أعود لواقعي البائس، هل سأكون قادرة على اعتبار كل شخص التقيته و كل شخص احمل المشاعر تجاهه… مجرد حلم عابر "
أنت تقرأ
هذَه الُِمرٍة لُِن أعٍوُدِ
Fantasyلم اكن اتوقع ان ذهابي لشراء الخوخ من السوق سوف يجعلني استيقظ في عالم اخر " أبنت الدوق مارتن جيلسون؟" فور سماعي لهذا الاسم وانا انظر في المرآة لشكلي الجديد، خطر على بالي روايتي التي لم انتهي منها " انا شخصية ثانوية لم تذكر الكثير من المعلومات عنها...