لِقاء بعد غياب

555 67 18
                                    

الساعة ٠٠ : ١٢

المكان بأسره يشتعل بالنيران و كأنه جحيم يحترق و يأكل كل ما حوله

أنقاض   

جثث   

سيارات محطمة 

  النيران تنهش كل ما هو حي

هذا ما كانت عينا ذلك الطفل الصغير تراه ليشعر بوجنتيه اللملطختان بالتراب و الدماء تتبللان بسائل مالح من الدموع المتساقطة من عيناه ليقول بصوت مرتجف يملؤه الخوف مما يراه في هذه اللحظة

"ا .. ا .. امي"

كان يستنجد بوالدته علها توقظه من هذا الكابوس ليغادر لمدرسته مثل كل يوم ليبدا بالصراخ بخوف و هلع و مازال يقول _أمي_  دون توقف و عيناه هاتان لا تتوقفان عن سكب هذه الشلالات المؤلمة من الدموع

هو مازال طفلًا لرؤية كل هذا

مازال صغيرا ليفقد أحبائه و اصدقائه

مازال صغيرا على الموت

لكنه توقف لحظة ما رأى من أمامه
إنه بطل !!
سوف أعيش !!

ركض هذا الطفل الضعيف نحو من كان يقف امامه دون النظر إليه حتى ليتشبث بقدمة بكل خوف و هلع و هو يبكي بهستيرية و يقول وسط بكائه

" ارجوك .. أنقذني ايها البطل ... أريد أمي ... أرجوك"

كان يبكي و يتوسل و مازال لم ينظر للذي كان يعانق قدمه بقوة حتى سمع صوت شخص أخيرا و هو يضحك بصوت مرتفع

"ههه هههه ههههههههه .. هههههههههههههههههه بطل ؟ ههههههههههه ستلقى جحيمك !!"

اتسعت عينا الطفل دون تصديق ليبدأ جسده بالإرتجاف أكثر كلما مرت لحظات اكثر
كان الصوت الضحك اللذي دخل مسمعة توًا أكثر من مرعب بالنسبة له و كأن آكلي لحوم البشر اوشكوا على إلتهامه هو أيضا
ليرتعد من مكانه و يسقط على الأرض
فقدماه لا تحملانه و مازالت دموعه تتساقط كالأمطار ليقول بصراخ مرتعب

"انا آسف !! ارجوك (شهيق)
لا تقتلني ! "

كان الطفل يصرخ بقوة كبيرة و هو يزحف على الأرض مبتعد عنه
لكن الآخر كان يصرخ بجنون هستيري و هو يرفع ذراعه نحوه الطفل الصغير لتتكون كرة من طاقة سوداء
كان الطفل لا يدرك ما هذا لكنه يعلم أنه سيلقى حدفه و ما عساه ان يفعل في هذه الثواني الأخيره سوى ان يبعد وجهه قدر المستطاع مغمض عيناه بقوة كي لا يرى اكثر من هذا
و بعد لحظة واحدة فقط

قلب ينبض لها✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن