'
~ بيت مطلق ~
دخلوا داخل البيت وجلست بالصالة ، رفعت عيونها اللي تحرقها لظبيه اللي جلست جانبها ومدت لها قطرة عيون وقالت : اذا م خفت بنروح للمستشفى ويويلك تعترضين !
هزت راسها بمعنى ' تمام ' ومشت ظبيه تتقدم وتقطّر بعيونها وشهقت من حرارتها والألم الفظيع فيها ، ابتسمت بهدوء وقالت : اجر وعافية يروحي انتي وحسيبه ربي ذاك الشايب
اسرار تنهدت بقهر وحسرة وقالت : امين حسبي الله ونعم الوكيل
ظبيه : اذا م تحركوا اخوك وابوك اعرفي وتيقني ان ضاحي ومطلق م بيسكتون
اسرار ابتسمت وهي مغمضة وقالت : محظوظه فيهم الله لايحرمك وجودهم صدق سند
ظبيه : امين امين ولا يحرمني منك
قوسَت شفايفها وبكت بدون صوت ، تقدمت ظبيه وضمّتها وهمست : تكفين خليك قوية
شهقت وبكت بأعلى صوتها ، تبكي من حالها وحال اهلها اللي انقلب بعد سفرتها ، تبكي من التعامل الشين اللي يجيها على انها م آذت احد هي حتى الرمضى اللي تمشي عليها م اشتكت منها ، ولا الهواء اللي تزفره اشتكى ، اسرار خفيفة على القلب تهَب مع النسايم والنسناس ، وتنزَل مثل المطر على ارض ذبحها الضمى ، وتشرق مثل شمس فجر يوم عيد ، محد قد اشتكى منها هم عندهم أسباب هي تجهلها وهي عندها قوة وجبروت هم يجهلونه ، هي قنبلة موقوتة اذا انفجرت بتنهي حياة بتال وطغيان بتال ، هي على صغرها تكبره وتسبقه وتنهيه ولا يحسّ فيها ولا يلحق خطاها ، هي بنت محمد بقوة محمد ونباهة محمد وذكائه ، وهي بنت ريم بغنج ريم ولطافة ريم وهَلاك ريم ، جمعت بين الجمال والفطنة والذكاء ، لو ترتبط كامل الأحداث برأسها المشوش بتفتك بتال وتقضي عليه بضربة وحدة بس ..
~ فالديرة ، سيارة سطّام ~
ركبوا السيارة ولفّ لمطلق وقال : لا تنسى تجي بكره معهم تمام ؟
مطلق وهو ماسك شماغه بيده : طيب طيب
سطّام ميّل راسه يدري ان مطلق متضايق ، ابتسم يضمّه وحاوطه مطلق بيد وحده وقال : معليك بخير
سطّام : م ظنتي بس لنا لقاء بكره
مطلق : من الحين جهز حد في قسم الحريم ترا بتال بيجيب الجماعة كلهم حريم ورجال
زفر سطّام بغضّب وقال : يسوقها ذا !
مطلق : قلت لك م ينعطى وجه
سطّام : خلاص محلوله ان شاءالله ودعتك الله
مطلق : في امان الله يالهَاجس
ركب سيارته وانطلق يطلع من اسوار بيوت آل يزيد ، لفّ مطلق يشوف بجاد يتجه له وضحك وقال : بنبدأ فالفلم من الحين ؟ والله لا احوسك ي بجاد
بجاد صرخ وقال : والله م تكتب لك !
مطلق ضحك وقال : ووش اللي يمنع ؟
بجاد دفعه وصرخ بوجهه : انا اللي بمنع ! لا تخليني اسوي سالفة م تتقفل الا بالمحاكم !
مطلق : بتذبحني ؟
بجاد ضحك بسخرية وقال : لا بس والله اذا م جيت الحين لأبوي وقلت له انك تمزح او كنسلت اني لا اسوي سالفة تموت م تنساها يمطلق
مطلق : موفق بس
مشى يتجاهل فكرة بجاد اللي ضحك بصوت عالي وقال بحدة : لحد يندم ويتندم بعدين !
مطلق : يرجال اعلى م في خيلك اركبه
دخل بيته وسمع صوت بكي فالداخل ، تنهد يشوف ضاحي فالمجلس وهمس : للحين تبكي ؟
ضاحي : تقول ظبيه عيونها توجعها
مطلق زفر بضيق وقال : خلوها تطلع لي
ضاحي : بتروح بها للمستشفى ؟
مطلق هز راسه بنعم ومشى للمخزن يبدل ملابسه ، دخل ضاحي ونطق من خلف الباب : ظبيه البسوا انتي واسرار وتعالوا بنروح للمستشفى
ظبيه لفّت لأسرار اللي م زالت مغمضة من مدة طويلة وتبكي بهدوء ، شافتها تميّل وشهقت تمسكها وقالت : ضاااحي تعاال
ضاحي رفع طرف ثوبه وركض يدخل وشافها بين يدين ظبيه مغمى عليها ومحاجر عيونها حمراء ، توسعت عيونه لأنه استوعب انه يشوف وجهها واردف : سبحان من سواك وابدع في حلاك !
مشى مطلق ودخل وقال : اخوك يالهَاجس !
ركض لها من غطتها ظبيه بشكل كامل وشالها بين يدينه ، كان يناظر قدامه ويهمس بتكرار : يارب سامحني..
ركب سيارته وثبتها جنبه واتصل بسطّام ، وفور اتصاله وصله صوته وهو يقول : ارحب ؟
مطلق بقلق : يالهَاجس اقرب مستشفى تشوفه احجز لنا سرير
سلطان نطق : سلاماات فيك شيء ؟
مطلق : لا لا بس وحدة من اهلي طاحت علينا
سطّام : معليك بسيطة ان شاءالله وابشر
مطلق : يالله وعلمني وين موقعه
سطّام ابتسم وقال : كيف تبيها بس ؟ ارسلها على جوالك الكشاف
مطلق مسك راسه وقال : تصرف
سطّام : بيجيك اول م تدخل الرياض مفرق وادخل معه يمين وبعدها بتّل سيده لحّد م تشوف المخرج واطلع معه وبتشوف المستشفى
مطلق : طيب شوي واجيكم
سلطان : انتبه للخط
سكر مطلق وسرعان م تذكر حادث ابوه وامه بهالمنطقة بالضبط ، شاف جرّة السيارة على الخط وبدأ قلبه يدق وعيونه تطلع شرار ، عضّ شفايفه ونطق بحدة وهمس : الله يذوقك م ذوقتني ي بتال !
لفّ على اللب تتكي على كتفه ، سحب شماغه يلفّه على راسها ويهمس : انتي بحسبة خواتي ظبيه وصافيه واللي م يغار على اهله ماهو برجال !
رجع يناظر الطريق الطويل قدامه والمسافة المتبقية للرياض ..
~ فالجبيّل ، قصر نهيّان ~
طلع بشناطه والبشّت حقه يلفّه على ذراعه ، كشخته اللي تبرز اسمه وتبرز شخصيته وهيبته ، نهيّان بن سلطان آل عقيل ، وزوجته مضاوي بنت سياف واولاده ورد وإلياس ، متجهين لأكبر عزايم سطّام لخويه مطلق وآل يزيد كلهم ، بيتعنى ماهو حُبًا في سطّام الا لأجل يغيضه ويشوف احترام سطّام له قدام الناس كلهم ، ابتسم بسخرية وقال : م اكون انا نهيّان اذا م خليتك تبوس فوق راسي قدامهم !
مضاوي : بنأخذ انفال ؟
نهيّان : م طرى لي اخليها لوحدها بنتي هي
مشى يدق باب غرفتها وثواني وطلعت بأغراضها ورواف اللي بالعربية حقته ونطقت : جاهزين ي عمي ؟
نهيّان : ايه يبنتي امشي
نزلوا كلهم متجهين للمطار ومقلعين من الجبيل والشرقية كاملة للرياض وديار نجَد ..
~ فالمستشفى ~
مشى يركض وهو شايلها ومن شافه سطّام انطلق له بالسرير المتحرك ومعه الطاقم الطبي كامل ، بأسم سطّام وكنيته المعروفة بنجَد والشرقية م اخذ وقت الا ولقى سرير فاضي ، نزلوها على السرير وانطلقوا يدخلونها للطوارئ ، لفّ لسطّام ونطق : تعبناكم يرجال اعذرونا
سلطان ابتسم وقال : م بيننا ي مطلق !
سطّام مسح كتفه وقال : وتعبك عندي راحة وربي شاهدٍ على كلامي
مطلق مسك راسه وجلس وقال : لا عدمتكم يعيال نهيّان
سطّام : الا من هي اللي طاحت ؟ اختك
مطلق هز راسه بنعم وكمل سطّام : سلامتها والله يبلغك شفائها يارب
مطلق : امين يارب
صدّ سطّام وقام من عندهم وقال : بطلع اخذ نفس واجي
مشى يطلع من عندهم للخارج ، سحب كراسته من جيبه وجلس وهمس : يارب الخيرة فيما اخترته
بدأ يرسم نفس ملامحها بس بوضعيات مختلفة ، يتلذذ بتفاصيل حببته فالحياة ، صار يتمنى يعيش لأجل يشوفها عكس م كان يتمنى يموت ويرتاح من حادثة امه اللي عالقه براسه ، زفر بتعب وقال : تعبانه من ايش ؟ اروح اسأل ؟ خوفي يفهمني غلط وانا مابي اخسره !
هز راسه بنفي وقال : لا لا خلاص انسى ولازم انسى ! يمكن يشوفني طامع بأخته ومطلق عنده الدنيا كلها بعد اهله
قام ينفض ثوبه وقرر انه يتخطى السالفة كلها وضروري يتخطى لأنه م يفكر ولا يبي يخسر مطلق ابدًا ، دخل للمستشفى وم حصلهم ، زفر بضيق من تذكر اجواء المستشفى أيام شهادة وفاة أمه ، هو خاطر بنفسه لأجل مطلق ، فتح ياقة ثوبه ورفع رأسه يأخذ نفس عميق ويزفره ، لفّ من سمع صوت بكاء ، انقبض قلبه من تذكر بكاء حليمة على وفاة وفاء ، هز راسه يصحي نفسه من هواجيسه وقام يفتح باب الطوارئ ويفتح الستارة ، رفعت راسها لصوت الستارة بعيونها اللي مغطاة بشاش ، بكت وقالت : انا ويين !؟
لفّ يطلع من سمع صوت مطلق ، قلبه انتفض من ملامحها الربانية ، تقدم له مطلق وقال : من وين انت جاي ؟؟
سطّام : شكلها صحت لأنها تبكي
مطلق زفر بتعب وقال : يارب اسرار قوّ اسرار
شّد ع قبضته من سمع اسمها وتأكد انها هي اللي داخل طايحة ، دخل وهو صاد بعيونه ونطق : اسرار
بكت علطول وقالت : مطلق عيوني وشفيها !!
مطلق : اذكري الله يبنت محمد اذكري الله !
شّدت على غطاء المستشفى وبكت بدون صوت ، شهقت تنزل راسها وتبكي ، مين محمد اللي تتبع اسمه وتُنسب له ، بكت لأنها تدري انه ابوها بس ماهي مصدقة او بالأصح م تبي تصدق انها ماهي بنت منّير ، تقدم وضرب السرير وقال : اسمعي عيونك بخير بس حطوا مرهم لأنها التهبت واذا غيروا لك مره ثانية بنطلع من المستشفى
مسحت طرف خشمها بعنّف وقالت : متى نطلع ؟
مطلق : متى م تبين
ابتسمت لأنه يداري خاطرها بدون م يقصد ، هو وجودة بس يحسسّها بالأمان وانها بخير اذا هو حولها ، طلع ورجعت تنسدح تنتظر الغيار الثاني لأجل تطلع ..
~ حيّ الياسمين ، فيلا عِقد ~
جالسة فالصالة وحاطه ماسك على وجهها ، زفرت بملل وقالت : وزيتونه م تبغى تدق وتطمني عنها !
دخلت المكالمات واتصلت علطول ، انتظرت ثواني مالت للدقايق ، وتقفل الاتصال ، زفرت بقرف وقال : يعني حتجبرني اتصل فيه ؟!
اخذت نفس طويل وكتبت رقم مطلق ، هي تحفظ بسرعة وحسّت انها مضطرة تتصل عليه ، عدلت جلستها وقالت بتوتر : اتصل ولا انتظر ؟ اوف وظبيه م ترد برضو !
اتصلت بالغلط وشهقت ترمي جوالها ، قفزت تبتعد عن الكنبة ، مشت من شافت الثواني بدأت تنحسب وتسمع صوته الثقييل ، شهقت تحط يدينها على فمها وسحبت الجوال وقفلت علطول ، طاحت ع الارض ترجع ظهرها على الكنب وصرخت من دق وقالت : بنت ! اشبك ؟؟
ردت وحطته على اذنها وسمعته يقول : الو ؟ مرحبا
عِقد اخذت نفس وقالت : انتَ مطلق ؟
مطلق : ايه نعم من يسأل ؟
عِقد : كويس اسمع اسرار فينها ؟
مطلق : عندي من انت ؟
عِقد : م حتعرفني حتى لو اقولك
مطلق مسح وجهه وشنبه وقال : بنت الحجاز ؟
عِقد ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : بشحمها ولحمها
كان يمرر اصابعه على شاربه ويسمع صوتها ، اخذ نفس عميق وقال : اسرار عندي
عِقد : تمام تعطيها الجوال
مسك عقاله يبي يشوفها مره ثانية ويتجدد هواها في صدره ،
وقال : فالمستشفى
شهقت وقالت بصوت مهزوز : اش فيها !! بسم الله
مطلق : بخير بخير بس تعالي عندها
عِقد : دحين حجي اي مستشفى ؟ انتوا فالرياض !
مطلق ابتسم من اللهجة ، هو مستنكر مره لكنه حُبه طغى وعشق يسمعها ، حط عقاله على راسه وقال : ايه فالرياض ومستشفى ******
مشت تسحب مفاتيحها ونطقت : جايه انتبه لها تمام ؟
مطلق ابتسم وقال : طيب
سكرت الجوال وانحنى يميّل وضحك وقال : صدرٍ من الضيقه إنهدت ضلوعه ! عسى أهل المدينة يبنونه ويشيدون لهم بيتٍ فيه
غمض عيونه يتذكر سؤالها وكلامها وحكيها وابتسم من استوعب كيف خذت رقمه ، معقولة حفظته معقولة بدأ يهمها معقولة بدأت تفكر فيه ومعقولة بان لها وتوضح شعوره ؟ معقولة بيطلع من حياة انه يكون مسؤول ويصير فيه شخص مثل حنيّة عِقد مسؤول عنه ! ابتسم يدعي تضبط الأمور وترتاح الأنفس ويقدر يقرب لبنت سِت المدُن , تقدم سلطان ونطق : يالشيخ سطّام تعب مايحب أجواء المستشفيات باقي تبي شيء ؟
مطلق قام وقال : وينه فيه ؟
سلطان ابتسم وقال : قالي م اعلمك عشان م تشوف حالته
مطلق عقّد حجاجه وقال : يعقب ! والله م يروح الا وانا شايفه
سلطان : ي مطلق لا تحسفني اني علمتك خلاص بطلع وبيصير بخير واصلاً بتشوفنا بكره في قصر سطّام
ارتخت ملامحه من سمع ' قصر سطّام ' هو يدري من قديم ان سطّام ولد عزّ وولد نعمة بس م يدري ليه تأثر الحين ، هو ليه محروم من هالأشياء اللي تعتبر عادية جدًا بالنسبة لآل عقيل ، شّد ع قبضته وقال : ودعناكم الله
سلطان ابتسم وقال : في امان الله والحمدلله على سلامة اهلك
مشى يطلع وتمسك سطّام فيه ، شماغه على كتفه ووجهه مسود وثوبه مو منظم وازراره مفتوحة ، في حالة يرثى لها ، مشوا من شافوا سواقهم صادق واقف وينتظرهم ، لفّ وقال بصوته المتعب : هذا وش جابه ؟
سلطان : م تذكر ان هذام وسلمان راحوا ع سيارتك ؟
سطّام : طيب شلون صادق جاء من الجبيل
ابتسم سلطان من عرف ان سطّام بدأ يهلوس ، صادق سواق وفاء وحليمة ممرضتها وانتقلوا قبل سنوات مع سطّام بس هو من يتعب يبدأ ينسى ، تمسّك بسلطان وهمس : م ودي اقول اني معُجب فيها ولا ودي توصل معي لمرحلة الهيام ودي ارجع وانام واصحى وانا ناسيها م ودي قلبً ضعيف ينهلك زود ي سلطان
سلطان ابتسم وقال : مين هي ؟
سطّام عضّ شفايفه يسكت نفسه ، م وده يلفظ اسمها ومعاد يقدر ينساها ، ركبوا السيارة وانطلق صادق للبيت ، لفّ على جواله اللي دق ورفعه يرد وينطق : هلا سلمان
سلمان : وينكم راجعين ؟ شفت صادق يطلع
سلطان : ايه جايين
سلمان : كويس لأن سطّام م يداني المستشفيات
سلطان ابتسم وقال : ليتك ترجع تداريه
سلمان دخل يديه بجيبه ومشى فالحوش الكبير ، قدامه جميع انواع السيارات الفارهة والمسبح الكبير جدًا ، يحّف البيت النخل وجميع انواع الأشجار المختلفة ، رفع عيونه يشوف السماء ونطق : انكسر ضلعي وفقدته وهذا هو سطّام
سلطان : بس الكسر يلتئم ي سلمان ! لا تموت الصبح وانت زعلان عليه انا اعرفه زين
لفّ يشوف سطّام نايم بكل براءة وهمس : اعرف سطّام انه مستحيل يشيل بخاطره بس م وده ينكد عليك عشان كذا م يكلمك
سلمان : اجل خير لي انه بعيد عني وخير له ان سلمان بعيد عنه واسمع ابوي وانفال ومضاوي جايين ترا
سلطان توسعت عيونه بصدمة وقال : نعم !!
سلمان : والله دق علي وقال وش عندك وما عندك وعلمته اني داق مشوار عشان عزيمة وقال بجيكم
سلطان نطق بحدة صوته : تستهبل سلمان !! انت عارف ليه أبوي جاي ومع ذلك خليته يجي ! يبي يذل سطّام قدام الحضور بكره !
سلمان بحدة صوته صرخ وقال : سلامات يالتصعيد ! ترا كلها يسلم عليه وهذا غصب وواجب على رقبة سطّام احسن م يموت الصباح وهو عاقٍ في أبوه توفت أمه وشبعت موت ورا م يعوض في أبوه ؟ بس انتوا تشوفون وتحاسبون الغلط لا جاء علي ولا اللي تنام معه لك أسبوعين م تشوف أغلاطه ولو كانت تغطيه من راسه لين ماطاه فالأرض !
قفل وم ترك لسلطان كلمة ، زفر بغضّب وقال : والحين وش السواة !
لفّ للطريق وعرف انهم قربوا من البيت ، لفّ يصحي سطّام ونزلوا من دخلوا للحوش ورفع راسه يشوف سلمان يمشي ويدخل داخل ، زفر بضيق وهو مايدري شلون يقول لسطّام ان نهيّان ضمن قائمة الحضور بكره ..
~ فالمستشفى ~
دخلت تركض بعبايتها البنفسجية وكشختها الهادية والبسيطة ، زفرت بغضّب وقالت : الماسك م اخد وقتو ! اوف ي زيتونه اوف
مشت للريسبشن وقالت : سلام عليكم
الموظف : يهلا عليكم السلام كيف اقدر أخدمك ؟
عِقد : عِندكم مريضة اسمها اسرار محمد ؟
الموظف : ايه فالطوارئ تعالي معي
مشى ومشت عِقد وراه وبعد مسافة تعتبر طويلة شافته قاعد على الكرسي وابتسمت براحة ، لفّت للموظف ونطقت : يعطيك العافية
الموظف : ابد م سويت شيء
مشى يرجع ونطق مطلق : سلامات انت ؟
وتقدمت لمطلق توقف قدامه وقالت : انتَ بخير ؟
رفع عيونه يشوفها قدامه ، بهالمنظر اللي م عهّده مطلق ابدًا ، عباية ملونة ومكياج خفيف وشعرها خارج من الطرحة ، شّد ع قبضته من تذكر انها حذرته مرتين م يتدخل فيها بشكل عام ، انحنت وقالت : مطلق انتَ كويس ؟
نزل عيونه للي جالسة جلسة القرفصاء قدامه وقال : بخير شوفي اسرار داخل
اشر بيده وقامت تدخل ، صدّ لقدام وقال : بالسر اغار وبالسر اخاف تنفرين من غيرتي وتروحين لغيري ! وهو لو انه بيدي والله لا اغطيك بشراع ماهو بعباية !
زفر بعصبية ورجع ظهره ع الكرسي ، مثّل البرود بنجاح قدام نظرات عيونها ولا هو واقف على جمرٍ حكيها يشعله وشكلها يحرقه ، هو يغار عليها من ناظره فكيف نظرات الموظف لها ، زفر بضيق وقال : حلو انت تحترق وهي ماهمها شيء !
غمض عيونه مايقدر يبعد ، وصل مرحلة صدق فيها الحُب من النظرة الأولى ، كان يقول انها خرافة لكنه وبدون م يشعر صار يعيش هالخرافة وبكل بساطة يغرق فيها ، هي لو انها النار اللي تحرقه بيحبها لين يرَمد وهي لو انها الماء اللي يرويّه فمنها الحياة وفيها الغرق وهو على قيّدها حي ، تلامسه بنعومتها وتداوي جرحه بصوتها ، هو يدعي بس تلتفت وتشوف اللي غرق ورفع رايته البيضاء لها ولحُبها ، هو انجذب من ليلة بكائها م يدري على وش ، وكانت تعاتب ولا يدري ليه تعاتبه ، هي قبلّت بشماغه وغرقته بريحة العنبر والياسمين ويكفي ان كتوفها ضمّت شماغه ، اتعبته ويكذب ويقول انه بخير ، اهلكته ويدري انها الطب والعلاج ، بس هو وين وهي وين ، م يبي يجي يوم وتبتعد هي وترحل لأرض الحجاز ، هي وجودها في نجَد هو م يعرفه ، خايف ينام ويصحى ويشوفها ذكرى انحبست واندفنت فالماضي ، يبيها تلّون ماضيه وتحيّي حاضره وتجمَل مستقبله ، هي مستحيلة وهو يعشق المستحيل ، هي جميلة وهو هاوي للجمال ، هي ناعمة وكفوفه ذبحها الجفاف ، هي عذبة وجوفه ميتٍ ظمى ، هي نديّة وصدره يزهر بندّاها ..
~ بغرفة اسرار ~
دخلت تركض لغرفتها وفتحت الستار وشهقت ونزلت دموعها وقالت : زيتونه !
كانت نايمه فما سمعتها ولا صحت ، بكت علطول ومشت تمسك يدينها وتهمس : اشبك ي روح صاحبتك ؟ مين سوا فيكي كدا ! مين تجرأ يبكيكِ ويعورِك !
صحصحت وهمست : عِقد ؟
عِقد ابتسمت ابتسامة عريضة وسط دموعها وقالت : ايوه انا جيت يحياتي
اسرار ابتسمت وقالت : الممرضة قالت اذا بكيت بطول وانا م اشوف
عِقد شهقت تبكي وقالت : اشبك قولي !
اسرار : بس بخيت حاجة فالبيت على عيوني
عِقد : امانه بس كدا ؟
اسرار هزت راسها بنعم ، هي كذبت لأن عِقد م بتسكت وبتنتقم واسرار م ودها احد ينتقم لها ، حسّت بشفايف عِقد تلامس جبينها وهمست : اجر وعافية يحبيبتي
اسرار ابتسمت وقالت : امين يبعدي
عِقد : كتبو لك خروج ؟ ولا اروح اكتب لك ؟
اسرار : روحي بالله
عِقد : على قولتك على خشمي
ضحكت اسرار وقالت : عليه الشحم
عِقد شهقت بقوة وقالت : اييووو اش يسوي الشحم على خُشمي ! انقلعي عني
قامت وضحكت اسرار بصوت عالي ، وضحكت عِقد تطلع ولفّت وم شافته وهمست : وي فين راح !
مشت للريسبشن وكتبت خروج لأسرار بضمانتها وانها هي اللي بتعتني فيها ، ابتسمت وقالت : حلو يدكتور يعني على الظهر الساعة اتنين افُك الشاش عنها ؟
هز الدكتور راسه بنعم وقال : ايوه حضرتك
عِقد : خلاص تمام عندي ولا يهمك
مشت ترجع للغرفة وزفرت بضيق وقالت : نفسي اعرف وين اختفى ؟
مشت ودخلت داخل غرفة اسرار وقالت : يلا ياستّي مشينا
قامت اسرار بهدوء وجلستها على الكرسي المتحرك ، ابتسمت وقالت : جبت لك عباية معايا تبغيها ؟
اسرار : ايوه اسعفيني
لبستها العباية الكحلية وضحكت تقول : سوري الحين عرفت اني لازم اشتري عباية سوداء
اسرار : اجلطيني وقولي ان هذي فوشي ؟
عِقد ضحكت وقالت : لا حُبي الفوشي تحلمي فيها هدي قديمة عندي لونها كحلي انبسطي فيها
اسرار ابتسمت وقالت : حلو كويس بس بتنجلدين
ضحكت عِقد تمشي تطلع من المستشفى ، لفّت وشافته يدخن وجالس على باب سيارته ، مشت لعنده وقالت : مطلق خلاص اخدتها ترا
لفّ لها وقال : طلعوها ؟
هزت راسها بنعم وقالت : ايوه م تشوفها ؟
صدّ يبتسم وقال : اوصلكم ؟
عِقد : لا ولا يهمك معاي سيارتي واسرار عندي
مطلق : وين عندك ؟ مجتمعك يختلف لو تركزين شوي
قطّبت لثواني ثم استوعبت انه يقصد وقت المكالمة وجمال ، ضحكت بسخرية وقالت : يعني م تفهم..
قاطعها بجدية وقال : انا اغار على بنت عمي اللي بحسبة خواتي
اسرار نطقت : معليك هي تسكن ببيت لحالها فلا تخاف رغم اني مدري عن ايش تتكلمون
عِقد : م تتزكري وقت اتصل وانا اللي رديت ؟ كان جمال واقف قدامي ويحسب اننا نطلع مع شباب
مطلق : انتي اللي قلتيه انا سألت وانتي اللي شهدتي على نفسك بتنكرين ؟
عِقد رفعت حاجبها وقالت : كنت اتطنز معاك بس تفكيرك مقفول مع الأسف !
شّدت اسرار على الكرسي ونطقت : مطلق انت قلت لأحد شيء عن مكالمتك مع عِقد ؟
مطلق : لا
عِقد : ايوه م اظن يقول بس ليش تسألي ؟
اسرار بحدة نطقت : لأن اهلي تغيروا وعينك تشوف وكل التغيير جاء بعد سفرتي ! قلت لأحد شيء !؟
مطلق ابتسم وقال : حلو الحين بتركبيني الغلط يبنت محمد ؟
اسرار صرخت بوجهه وقالت : بنت منّير لو سمحت وايه الغلط راكبك من ساسك لراسك !
حكّ شاربه ونطق : ولو اني مسوي فيك كذا ليه بتعنى واوديك المستشفى ؟
اسرار ضحكت بسخرية وقالت : سهلة ! ضميرك أنبك وجيت تصحح الغلط اللي سويته
مطلق اشر بأصبعه ع خشمه وقال : ابشري على خشمي انا الغلطان وانا اسف بس لا تحز بخاطرك يبنت محمد محد يستاهل تزعلين عشانه ولو انه انا
اسرار شّدت قبضت يدها م تبي تبكي ونطقت : الله ياخذك وتقول لا تحز بخاطري !! انت كسرت خاطري واحرقته ! انا صرت م اعرف اهلي وانا بينهم تغيروا علي وكسروني وارسلوني للمستشفى وانت تقول لا تحز بخاطري ! عساك تذوق م ذوقتني واردى
عِقد توسعت عيونها وقالت : ااششش خلاص ي زيتونه
مشت فيها لسيارتها وركبتها وقالت : بروح ارجع الكرسي ثواني واجي
اسرار نطقت بتعب : تمام
سكرت الباب ومشت تركض له وقالت : مطلق
لفّ لها وقال : سمّي ؟
عِقد : ليش قلت كدا واضح مالك ذنب بالموضوع دا كلو ! اش كنت مفكر انها تسوي تشكرك !
مطلق : انا عارفٍ عمري وانا مصدق نفسي ولا يهمك يبنت الحجاز
عِقد ابتسمت من قال كلمتها ' ولا يهمك ' وبنفس نُطقها لها وقالت : بس برضو لا تشيل بخاطرك انت كمان ماني فايقة اراضي زيتونه واجي اراضيك
تكى ع سيارته وقال بهمس مسموع : شوفتك ي سيد الغنادير ترضيني وتكفيني
هي سمعته وحمّرت وجنتيها ونطقت : انتبه لنفسك
مشت من عنده تهَف على نفسها ، وركبت سيارتها وانطلقت لبيتها ..
~ الجمعة ، ديار آل يزيد ~
طلعوا من المسجد ولفّ أبو بجاد لمطلق وقال : متى العزيمة ؟
مطلق زفر بقرف ونطق : بعد المغرب وحن هناك
أبو بجاد ضحك وقال : ترا حريمنا معنا
مطلق قال وهو ماشي لبيته يبتعد : الله يحيّيهم
رجع أبو بجاد وبالفعل انتشر العلم فالبيوت وكل بنت قابلت مرايتها ومكياجها وبدأوا يكشخون ، مشت منيرة وجلست قدام مرايتها وابتسمت تتأمل نفسها وقالت : ان شاءالله ماهو اخر زيارة ي سطّام
ابتسمت بنشوة انتصار من عرفت ان اسرار م بتجي ، هي سمعت وصال يسولف لوداد وعرفت وتيقنت انها م بتكون من قائمة الحضور ، بدأت ترسم وتتفنن بمكياجها على وجهها ، دخلت نهال وهي مستعجلة وصرخت بحماس : مناير تخيلي سمعت نايف يقول ان عنده أخوين عزاب !
منيرة ضحكت وقالت : طيب داريه شفتهم البارح
نهال جلست قبالها وهمست : كشخيني معك !
منيرة تأففت ونطقت بغرور : حتى لو اكشخك محد بيطالع بوجهك قومي عني !
تغيرت ملامح وجه نهال وقامت تخرج من عندها ، زفرت بقرف وكملت مكياجها على صوت الراديو وأغاني طلال المداح ..
~ حيّ الياسمين ، بيت عِقد ~
جلست على الكنبة تشوف اسرار بالشاش على عيونها ، تقدمت ومسكت الشاش تفكه وهمست : خلاص جاء وقت نفكو
اسرار ابتسمت وقالت : امانه وانا حسبت بجلس فيه اليوم كله خليني اقول لوصال اني بجي
عِقد : اش لا تجيبي سيرتو قُدامي ! انا وياكي حنروح سوا !
اسرار ابتسمت وقالت : بتجين للعزيمة ؟
عِقد : ايوه ليش م اجي ؟ اش ينقصني !
اسرار ابتسمت وهمست لها عِقد : فتح فتح ابا اشوفك ي زيتون !
فتحت عيونها وتوسعت عيون عِقد بصدمة وقالت : اوميقاد !
اسرار : اشوفك بس شفييك ؟
عِقد ابتسمت بتوتر : حلو اهم حاجه تشوفيني تخيلي تعيشي حياتك بدون عِقد ؟ وي حتى التخيل يعور صراحة
اسرار تنهدت وقالت : حمراء ؟
عِقد : شوييا
اسرار انسدحت وقالت : اذا جاء العصر وم تعدلت م بنروح
عِقد ضحكت بسخرية وقالت : تحسبي بوقف عليكي ؟ لا حُبي سوري بس حروح بدونك
اسرار ضحكت وقالت : طيب
ضحكت عِقد تقوم من عندها وتدخل للمطبخ ، اخذت نفس طويل وزفرته ، طالعت بالكيك حقها اللي داخل الفرن ونطقت : حتجي معايا
لفّت تشوف جوالها ومشت له ، ميّلت راسها وقالت تحت انفاسها : مستحيل انُه باقي زعلان ادق اشوفو ؟ ولا لا حيقول اني خفيفه واحُبُه !
رمت جوالها ومشت تطلع وم شافت اسرار فالكنب ، مشت تطلع لغرفة ملابسها وابتسمت تقول : منزمان م نسقت لها
دخلت تطلع لها فستان فوشي وسحبت فستان أبيض لأسرار ، ابتسمت بأنتصار ونطقت : حنحرقهم كُلهم !
مشت تطلع باقي الكماليات من كعوب واكسسوارات وعلقتها كلها بجانب اللبسين ..
~ في غرفة اسرار ، بيت عِقد ~
دخلت وقفلت الباب وراها ومشت تدخل ، فتحت الحمام ودخلت تشوف عيونها بالمراية ، وقفت بصدمة هي بخير وتشوف كويس بس حمراء ، شّدت ع قبضتها ونطقت بحرقة صدر : والله لا احرق يدك اللي سببت لي ذا كله !
زفرت بغضّب ومشت تنسدح ، تسترجع اللي صار لها فالأسبوع الماضي استلمت أولى قضاياها وكانت خلع ، ضحكت بخفه ونطقت : انا مدري ليه يتزوجون دام بتطلب خلع
مالت براسها بهدوء ودخلت بأعماق احلامها ..
~ فالمغرب ، بيت سطّام ~
القهوجيين يدخلون للمجلس ويرتبون ، البوفيه قدام المدخل الرئيسي وكل حاجة بمكانها المناسب ، ابتسم سلطان من انتهى من كل شيء وبقى العشاء وبينزل بوقته ، التفت لسطّام اللي واقف ويهوجس وابتسم وقال : سطّام كل شيء جاهز
سطّام ابتسم وقال : مدير اعمالي م يحتاج
ضحك بصوت عالي وقال : شفيك منفس طيب ؟
سطّام : شايل هم الحريم وأمي حليمة بتتعب معهم
سلطان : شدعوة انفال موجودة
سطّام رفع حاجبة وقال : اسألك بالله كويس ! متى جات ابي اسلم عليها
سلطان : قبل شوي جات مع سلمان بتحصلها داخل
مشى سطّام يدخل وقال : أم رواف
ابتسمت وقالت : ارحب سطّام !
تقدمت للباب وضبطت حجابها وفتحت الباب وابتسمت تشوفه وقالت : قرة العين شوفتك بأتم حال وعساك دايم بخير
سطّام ابتسم وقال : وانتي بخير وصحة وعافية والله يجزاك عني الف خير والله كنت شايل هم حريمهم
انفال ضحكت وقالت : افا عليك بس عندي
سطّام : ونعم يبنت عمي
ابتسمت وقالت : معليك زود
مشى سطّام يرجع للمجالس وهي رجعت للصالة ، شيكت على كل شيء ولفّت للسجاد الصغير اللي انكتب عليه ' حياكم الله بضيافة آل عقيل ' ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : اخ يكبر حظي بأهلي
جلست تشوف رواف نايم جنبها ، سحبت جوالها وبدأت تصور سناب لصاحباتها وأهلها ..
~ قدام الباب ~
نزلوا من ٣ جموس كبار ، وتقدم مطلق يضبط نسفه شماغه وانفتح الباب ونطق سلمان : اقلطوا ي مرحبا
نطق مطلق وقال : سلمان باب الحريم وينه ؟
سلمان ابتسم وقال : ناسي والله المعذرة ادخلوا من الباب الخلفي
مطلق لفّ لهم بنظرته الحادة وهمس : من ورا
مشوا الحريم كلهم ومشى لظبيه اللي اشرت له ، تقدم يمسك يمناها وينطق : عيوني ؟
ظبيه : متوترة اسرار بتجي ؟
مطلق : م عندي علم تبيني انشد لك ؟
هزت راسها بنعم وقال بصوته الثقييل : وصال
لفّ وصال له وقال : اسرار بتجي ؟
وصال هز راسه بنعم ومشى يدخل ، ابتسمت براحة وقالت : اوف الحمدلله
مطلق : ادخلي عيني عليك واستودعتك ربي
باس راسها ومشت تدخل ، شافها لحّد م اختفت من قدامه ومشى يدخل ، دخلوا على صّف عيال نهيّان ببشوتهم وينتصفهم سطّام ، اخذ نفس ومشى لهم ، سلم عليهم كلهم وحضن سطّام ونطق : جعله ماهو بآخر عهدنا سوا
سطّام ابتسم وقال : امين امين اقلطوا يرجا..
قاطعهم صوت نهيّان اللي صدع بالمكان ونطق : سلام عليكم
فزّوا عياله له وانحط سطّام بالأمر الواقع ، هو مهما كانت العلاقة بينه وبين أهله سيئة مستحيل يوضحها للعامة ، عرف انها خطة واضحة من أبوه لكنه تقدم وقال : ارحب
ابتسم نهيّان له وقال : الله يبقيك يبكّر نهيّان
لفّوا الكل يشوفون الهيبة في ممشى سطّام والدقل والرزانة بوقفة نهيّان ، سلمان وهذام وسلطان واقفين ينتظرون سطّام يسلم وبعدها بيسلمون ، صافح أبوه وباس على راسه وكتفه ويده ، ابتسم نهيّان بأنتصار يشّد ع مصافحة سطّام وهمس له : تجي بالطيب ولا بالغصب !
ابتسم بحدة وقال بصوته الرخّيم : عمرك طويل يبو سطّام
ابتسم يضحك بصوت خفيف وينطق : وفي عمري الطويل عساني م اخلا منك ي سطّام ولا اعدم
ابتعد سطّام ويحلف بأبتعاده ان دمه يغلي ، عروقه برزت ويحسّ بحرارة في سائر بدنه ، صار يستنشق ويزفر نيران صدره ، لفّ لسلطان اللي اشر له بمعنى ' اهدا ' وصدّ يمشي لضيوفه ونطق : اقلطوا يرجال
مشى نهيّان ومشوا وراه رجال وشيبان آل يزيد ، دخلوا للمجالس الضخمة والثريات اللي تتمسك بسقوفها ، منظر مهيب ويسّر الناظرين ، كانت عيونهم ع الاثاث وفخامته والقهاوي والحلى وتنظيمها كان أجمل مكان زاروه بحياتهم كلها ، العيال يصورون ومبسوطين والشيبان سوالفهم تنسمع من اخر المجلس ، ومثل م تعودوا رجال نهيّان كانوا جالسين بجانب ابوهم في منتصف المجلس ، نهيّان الوحيد اللي بقى ببشته والباقين لأجل الدخولية فقط ، جالس جنب أبوه ويأشر للقهوجين يرجعون يصبون ، متوتر لأنه بيمين أبوه ، هو كذا تسوء حالته وبقوة ينكتم ويضيق صدره ، يتذكر أيام حياة أمه كيف كان بجانب نهيّان وم يسوي شيء الا وأبوه معه ويسانده ، لفّ من مسك كتفه مثل م عهده سطّام وهمس له : تكفى لا تتعبني تكفى يكفي خلاص
نهيّان قطّب حواجبه وقال : وشفيك ؟
سطّام اخذ نفس وزفره وقال : بطلع انا شوي وجايكم
مشى يطلع للحوش ، فك ازرار ثوبه ولفّ للي لابسة عباية سُكريه وفستان فوشي وبكامل زينتها ، حكّ بين حواجبه ونطق : باب الحريم من ورا
عِقد ابتسمت وقالت : اوكيه سوري
سطّام صدّ وقال : عادي
لفّت وقالت : زيتونه مو من هنا
اسرار تقدمت وقالت : يبنت الحلال كلها مدخل واحد
سطّام لفّ بكل قوته من تأكد انها هي ، شافها تدخل وتوسعت عيونه وقال : ايه امشوا من ورا المسبح وبيدخلكم على قسم الحريم
اسرار مشت ولحقتها عِقد ، لمحها ليّن دخلت هي وعِقد ومشى يرجع للمجالس ، دخلت وقالت : سلام عليكم
قامت انفال ومضاوي ونطقوا : عليكم السلام
واختلفوا بالترحيب ، مشت اسرار تمد عبايتها للخدم ومشت لهم تسلم ، ابتسمت انفال وقالت : شخبارك انتي ؟ عرفينا
ابتسمت اسرار وقالت : حمدلله وانتي ؟
انفال : بخيير انا انفال زوجة سلمان بن نهيّان
اسرار ابتسمت بكلافة وقالت : ونعم وانا اسرار بنت محمد آل يزيد
ابتسمت انفال بوسع ثغرها ونطقت : يالله حيّيها
مشت تسلم على مضاوي وتوسعت عيونها من نطقت مضاوي : وانا زوجة نهيّان بن سلطان
هي تحلف ان اللي قدامها بسّنها او اكبر منها بسنة ، صغيرة جدًا وهمست : أبوهم ؟
مضاوي ضحكت بسخرية وقالت : ايوه !
اسرار ضحكت بصدمة وقالت : ماشاءالله ماشاءالله
مشت تتخطاها ولفّت لصدمة أهلها بقدومها ، ضحكت لهم وقالت : العهد قريب
نطقوا بصوت واحد : عهدك مايزال
مشت تجلس بجانبهم ومشت عِقد تجلس بجانبها ، اخذت نفس ومدت يدها للقهوجيات تأخذ لها فنجال ، بدأت تترشفه بهدوء وتتأمل زينة البيت ، صالة ضخمة جدًا وتتميز بالبياض واللوحات السوداء بمختلف فئاتهم ، ابتسمت تتأمل الرسمات وكانوا كلهم يحمّلون رمز 'HS' واللي يرمز لشركته الخاصة ' الهاجس سطّام ' كانت تتأمل كل زاوية وكل صغيرة وكبيرة ، هي طبعها كذا وتحّب تدقق بالأماكن اللي تزورها لأول مره ، ابتسمت من لمحت ظبيه ونادتها وقامت لهم وضمّتهم تسلم عليهم ، جلست وقالت : لو تشوفون فرحتي اول م دخلتوا
ابتسمت اسرار وقالت : جعله دوم ابتسامتك
عِقد مدّت يدها تشّد على كف ظبيه ونطقت : حياتو انتي
ظبيه : وش هالكشخه صدق دايم فارقة !
اسرار ابتسمت بخجل وقالت : بسكّ عاد لا تمدحين زيادة وينتفش ريشي !
ضحكت ظبيه وقالت : اوف ولا أم الفوشي
عِقد بحدة نطقت : ايوه انا امدحيني حنفُش ريشي وادخلُه بعيونها !
لفّوا من شافوا عِقد تناظر منيرة بحدة وانفجروا يضحكون بجانبها ، استحقرتها ونطقت : يع يصبايا مُقرفة مره !
اسرار : يحظها بحسناتك
خزّت اسرار ونطقت : انقلعي عني
ضحكت اسرار ولفّوا كلهم لمضاوي اللي نطقت : انتوا كلكم أهل مطلق ؟
هزّوا رؤوسهم بالإيجاب ونطقت سلوى : ايه نعم واسمنا آل يزيد ماهو أهل مطلق
مضاوي ضحكت وقالت : معليش م عرفنا الا مطلق من سطّام
صدّت ظبيه من جدتها ونطقت بهمس : حظوظكم تعانق السحاب دامكم أهلٍ لمطلق !
صدّت اسرار ولفّت عِقد وقالت : تُحبِيه ؟
اسرار توسعت عيونها بصدمة وقالت بضحك : اخوها
شهقت عِقد ونطقت بحدة : اش منجدك !!؟
ظبيه ضحكت بسخرية وقالت : مسويه توك تعرفين ؟
عِقد : ورب الإيمان دوبي اعرف !
ظبيه : ايوه اخوي مطلق وضاحي
عِقد ابتسمت وقالت : بس م تشبهي لُه ! عشان كدا م ركزت
ظبيه : ايه يشبه ابوي وجدي وانا طالعه لخوالي وأمي
اسرار نزلت عيونها لجوالها وشافت ' موكلة الخلع ' ضحكت وقالت : موكلتي بتزعجني الحين
عِقد : متى جلستكم الثانية ؟
اسرار : بكره اظن
قامت ترد على جوالها وتمشي ، دخلت ممر طويل وفيه باب كبير ، مشت تفتحه وتنطق : الو شيهانه ؟
شيهانه ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : كويس الحمدلله رديتي فاضية ؟
اسرار : ايوه يحياتي سمّي ؟
دخلت المرسم وقفلت الباب وراها ، بدأت تتأمل اللوحات الضخمة والعريضة والطولية وبمختلف أحجامها وانواعها بس تتمسك وتخضع لنفس اللون ودرجاتها في منها الأسود بالكامل والأبيض والرمادية ، مصدومة من التفاصيل المُهلكة بكُل رسمة ، وتستمع لشكاوي شيهانه لها ، جلست ع كرسيه الخاص ومررت أناملها على فراشيه ، ونطقت : منجدك قال كذا ؟
شيهانه : وخالقي انه قالها وجالس يكرر علي اسفه ويقول معاد بتتكرر
اسرار : انا مالي شور
شيهانه تنهدت وقالت بضيق : بس اسرار م دقيت الا وانا ابي منك حل ! اوافق نرجع سوا ولا اخلعه وانهي كل شيء بالجلسة بكره
اسرار ابتسمت وقالت : والله ودي اخدمك بس تذكري كل شيء سواه وشوفي قبل كيف كان يعتذر وتعذرينه ويرجع يسوي نفس الأغلاط واستخيري وكلميني
شيهانه شهقت وقالت : صح ! يخسى بس بكره نخلعه سوا
ضحكت اسرار بصوت عالي وقالت : تم نخلعه ولا يهمك وسوا بعد دخلتيني معك
ضحكت شيهانه وقالت : اجل اشوفك بكره على خير انتبهي لنفسك
اسرار ابتسمت وقالت : على خير وانتي برضو
سكرت جوالها ورفعت عيونها وجمّد وجهها من شافته واقف عند الباب ، مسك مقبض الباب وقال : خير ان شاءالله ؟ وش الوقاحه وقلة الذوق ذي ! اجل فتحنا لكم أبواب بيوتنا وكذا تجازوننا
قامت توقف وهي تشوف عروقه كيف بارزة ونبرة صوته كيف غاضبة ، تقدم يدخل وقفل الباب وراه ونطق : تسرقين هاه ؟
رفعت حاجبها وقالت : اسرق !
سطّام ابتسم وقال بحدة : ايه قدامك لوحات تقدر بالملايين وش بيوقفك ؟
اسرار ابتسمت وقالت : أنتبه ! اقلبها ضدك
سطّام احتد صوته وقال : وتهددين محد يدخل هالمكان ابدًا الا انا !! وم اطيق مخلوق يمشي بمرسمي !؟
اسرار لفّت بتطلع ونطقت : المعذرة منك م عرفنا انك تعامل ضيوفك كذا ولا كان م قربنا بيتك بكبره
توسعت عيونها بصدمة من سحبها مع يدها ووقفت قدامه بالضبط ، رفعت راسها تشوف وجهه وأنفاسه الغاضبة اللي تضرب وجنتيها ، نزل بيده على كامل ذراعها وارتعشت بصدمة لكنه ثبتها ومسك لوحته الصغيرة اللي بيدها ونطق : بتروحين فيها ؟
هي وقت كانت تكلم شيهانه شافت اللوحة هذي عند الفراشي ومسكتها تتأملها ونست منها ، بس من قربه لها م قدرت تنطق بحرف واحد ولا تبرر ربع تبرير ، مسح وجهه وشنبه وقال : تكلمي ! قبل تروحين طلع لك لسان وسويتي فيها البريئة وترمين علي الغلط واني م اعرف اتعامل مع ضيوفي ! ضيوفي كرامتهم وضيافتهم فالصالة يطلعون من حدودها ويتجاوزون حدود بيتي هذول اسمهم لصوص وحرامية !!
كانت ترجف من قربه منها وكلامه لها ، لفّ من سمع صوت خطوات ونطق وهو يناظر بمحاجرها الخُضر : اطلعي برا !
قرب الصوت من الباب وتحرك مقبض الباب لفّ وشافها م زالت بجانبه ، زفر بغضّب يسحبها من يدها ووقف ورا أضخم لوحاته وهمس : م عندي مشكلة انا بس أهلك معقدين وش بيقولون لو يشوفونك هنا معي ؟ قلت لك اطلعي ورا م سمعتي ؟
كانت واقفة بدون حراك ولا حتى صوت ، وجمدت عظامها بعد كلامه الصحيح مليون فالمية ولا قدرت ترمش حتى من التفكير لو فعلاً احد شافهم سوا ممكن ينهون حياتها بداعي الشرف والغيرة ، مشى يطلع من ورا اللوحة وشاف بجاد واقف عند الباب ونطق : نعم ؟ تبي شيء
بجاد نطق بتوتر : ابي الحمام
ضحك سطّام ونطق : برا فالحوش
مشى بجاد بيسكر الباب ولفّ سطّام شافها ، مشى لها بعد م تأكد من عدد لوحاته وقال : شوفي الحديقة اطلعي فيها
رفعت راسها وشافته واقف عندها ونطق : لا يحسون انك هنا انا ماشي
مشى يطلع ولفّ لحليمة اللي جات ونطقت : شفيك ؟
سطّام لفّ يقفل باب المرسم وقال : ولا شيء لحد يدخل المرسم فيه أعمالي وكل شيء يقدر بملايين الدولارات انتبهي له وعينك عليه أمي حليمة !
حليمة مسحت على كتفه وقالت : عندي ولا يهمك
ابتسم وقال : اجل شوفي لي درب بطلع اغير ثوبي
حليمة : ليه عسى م شر ؟
سطّام : اذا انكتمت بلبس لازم اغيره وانتي تعرفين
حليمة مشت معه ونطقت بصوت عالي : تغطوا سطّام بيجي
رفعوا الحريم بمختلف الاغراض لأجل يغطون انفسهم الا عِقد اللي لفّت وشافته يدخل وقالت : هدا هو صاحب البيت ؟
ظبيه ابتسمت وكانت بتتكلم بس قاطعها صوت حليمة وقت قالت : سلطان بيدخل
وقفت بصدمة عن الحراك من شافته ، هو نفسه اللي لمحته مرات عديدة فالشركة ، غطت وجهها بيدينها ونطقت : اخ وش بيصير لو يدري مطلق اني اشتغل عند أهل سطّام !!
مشى يفتح باب جناحه ، ودخل ياخذ شور كامل ، شغل الماء ودخل تحته وسرعان م بدأ يهوجس بها وفيها وبالأحداث اللي حصلت ، غارق لكل تفاصيل شافها الليلة ، لمحها بكل وضوح وسمع حكيها وصوتها اللي م غادر عقله ابد وللحين تصدع ضحكتها وقت المكالمة براسه وبخلايا عيونه تتجدد ملامحها ، ابتسم من ركز على شامتها اللي تحتضن خدها وهمس تحت انفاسه : أرفق ي حّب الخال على ناعم الخد !
طاير فيها ولو انه م يعرف عنها الكثير ، يكفي انها تشيله لسابع سماء وهو بمحله ، يكفي انها توديه للبعيد وهو جالس بدون حراك ، يكفي انها تعيشه فصول السنة الأربعة بلحظة ، غمض عيونه وشاف طيفها ينعكس قدام عيونه ، اكتفى بأبتسامة يظهرها وشّد ع قبضته يفتح من جديد ..
~ فالحديقة الخلفية ~
طلعت تركض وشهقت بصدمة وقالت : خلاص اهدأي
كانت تعيش أزمة في تنظيم دقات قلبها ، جلست على الرصيف اللي يشّق الحديقة نصفين ، مسحت طرف عيونها من الدموع ونطقت : هذا هو سطّام ؟!
قامت تنفض فستانها ومشت بالحديقة تأخذ نفس وتتأمل الورود والأزهار والعشبيات بأنواعها من توليب وفُل وجوري وأقحوان وحتى النعناع والريحان ، مشت تتقدم من جذبتها زهرة تختلف عن بقية البستان ، مشت لحتى م وصلت لها واخذت نفس تنحي لها كانت تسبح بوسط بركة صغيرة ، ضحكت وقالت : عندهم نيلوفر !
كانت النيلوفر فارقه فالبركة عن النيلم جوزي والنيلم الأصفر ، تتأمل جمال المكان ساهية عن اللي يتأملها من شرفة جناحه ، يرسمها ويتأملها قدامه ، لفّ من سمع صوت سلطان اللي نطق : ماشاءالله بمنشفتك ؟ والضيوف
سطّام دخل بسرعة وقفل باب الشرفة ونطق : جايكم
مشى سلطان لباب الشرفة يفتحه وقال : بأخذ نف..
قاطعه من صرخ وقفل الباب وقال : لا سليّط !
لفّ بصدمة وقال : وجع شفيك انهبلت !!
سطّام ابتسم بربكة ونطق : شدعوة بس ابي البس والهواء بيلفح وجهي
مشى سلطان منخرش وقال : سبحانه ربي ولا قبل شوي م لفحك
طلع من الغرفة ، مشى لدولابه واخذ نفس وبدأ يلبس وضحك بخفه وقال : وشفيني مستحيل تكون غيرة !
ضحك بصوت عالي من الحُب اللي غمرة ، هو شلون حَب بسرعة ووقع لها بدون اي مجهود منها ، طلع للمجالس ورجع يجلس يسمع سوالفهم وهو بعالمه وهواجيسه الخاصة اللي عنوانها ' اسرار ' ...
~ قدام باب المرسم ~
ابتسم من سمعهم وضحك يقول : لوحات بملايين ؟!
مشى يفتح باب المرسم ودخله يتأملها بصدمة ، هو كان يحسب انها كذبة لكن من شاف الفن قدامه والمعدات الضخمة والواضح عليها انها غالية الثمن ، تقدم لأحد اللوحات اللي يغطيها القماش ، ابتسم يسحبه وشاف لوحة لبنت تتزين بالريش الأبيض ، لكنها بدون ملامح ، وغير واضحة ابدًا ، كانت مغلفة ومكتوب عليها ' completed ' واللي يوضح انها مكتملة ، ضحك وقال : يلعن الأصفار مكثرها !!
كانت قيمتها بـسبعة ملايين يورو ، والمشتري اسمه : أندريه خوسيه .
ضحك بجاد وقال : جاتنا فلوس تعيشنا لين نموت ! عشان ايش ؟ لوحة !!
ضحك يسحبها بالستاند الخاص فيها ، رفع جواله واتصل على نايف اخوه وقال : نايف خلك برا وانتبه لحد يشوفك
نايف : يالله م فيه احد اعجل
طلع يدفعها بكل سرعته ، وسحبها هو ونايف يطلعون برا فالشارع وقال نايف : وشذا يولد ؟
بجاد : هذي اللي بتعيشك سنين وانت بعزّ !
نايف ضحك وقال : لوحة ؟
بجاد : بملايين
غصّ نايف يكح وقال : هاااه !!!
بجاد ضحك يركبها بشنطة الجمس وقال : تمت
نايف : يالبييييه ي بجاد انت صادق ؟
بجاد : اي والله بس لحد يدري بنبيعها ونكسب منها
نايف ابتسم وقال : تم تم
دخلوا البيت وقابلهم هذام ونطق : تحتاجون شيء ؟
نايف جمّد وجهه بصدمة وبان توتره عكس بجاد اللي دفع نايف للمجلس وقال : سلامتك
مشى معه وقال : يحمار لا تفضحنا !
نايف بلع ريقه بتوتر وقال : وقسم بالله انخطف لوني اول م طلع بوجهي
جلسوا فالمجلس ينتظرون العشاء وبعدها بيرجعون للديرة ، دخل هذام ونطق لسلمان : عينك عليهم ماهم عاجبيني
سلمان ابتسم وقال : بس هم ؟ انا الكل ماهم عاجبيني !
ضحك هذام وقال : صادق مابلا مطلق وضاحي هم المقبولين والشيبه حمد
سلمان : ماش ولا احد حتى مطلق ذا غريب
هذام : حرام عليك
لفّوا لسطّام اللي دخل وقال : اقلطوا للعشاء يرجال
قاموا كلهم يمشون لغرفة المعيشة ، ابتسموا من شافوا الصحون وكرامتهم عليها ، ابتسم أبو بجاد وقال : كثر خيركم
سطّام ابتسم بكلافة وقال : حق وواجب اقلطوا يالله حييّهم
مشى مطلق وقال : والله ان اطلعها من بين جنوبك ! وشذا يولد كثرت حرام عليك !
سطّام باس خشمه وقال : اقسم بالله اني م تعنيت ودفعت الا لك وان كأنها كثير فأشهد بالله انك تستاهل وان كأنها قليلة فتسدها المعزة والخوة اللي بيننا
ابتسم مطلق وقال : لا جعلها صدقة لأمك ووالدي ماهي قليلة وكثر الله خيرك يالهَاجس وتعطي من زود ! ونردها لك بالأفراح
ابتسم سطّام وقال : عاد تراني ناوي
ابتسم مطلق وقال : على وش ؟
سطّام : نطلب القرب منك
مطلق توسعت عيونه وقال : علي الحرام انها مرحبا تتبعها مرحبا تردفها مرحبا ليّن م يبقى من تراحيبنا مرحبا !
ضحك سطّام وقال : العشاء وبعدها بنتكلم
مسكه قبل يجلسون وقال : من ؟
سطّام همس له وهو يغمز : اختك من يعني ؟
طار قلب مطلق لسابع سماء ورجع ، واستهَل وجهه بفرحة كبيرة ، سطّام بنظره مناسب وأكثر لظبيه ، وجات من سطّام ماهو منه وهذا شيء يخليه يحّب يده وجه وقفى ، جلس يتعشى وهو طاير فالجو يعانق النو ، سمى بالله يتعشى ويدعي تتم ..
~ على عشاء الحريم ~
جلسوا كلهم حول الصحون ونطقت انفال : الله يحيّيكم حق وواجب والله انكم تستاهلون الشحم
ردوا عليها بمختلف الردود ، جلست بجانب مضاوي وقالت : وين اسرار ؟
جلست اسرار بجانبها وقالت : موجودة رحت اغسل
ابتسمت انفال وقالت : الله يحيّيك يحياتي
ابتسمت اسرار ولفّت تشوف عِقد بجانبها تاكل سلطة ، ابتسمت ومدت يدها تاكل ، مضاوي ضحكت وقالت : م تاكلين لحم ؟
عِقد ميّلت شفايفها وقالت : م احُبُه !
مضاوي ابتسمت وقالت : والله فاتك
عِقد : كويس خليه يفوتَني
انفال ضحكت تضرب مضاوي وقالت : انتي مانتي منهم صح ؟
نزلت عيونها على صحن السلطة ، هي كانت بتصير قريبة جدًا من اسرار لو تزوجت وصال ، ابتسمت اسرار وقالت : لا صاحبتي هي
انفال : حجازية ؟ من وين
عِقد ابتسمت بخفه وقالت : سّت المُدن المدينة المنورة
ابتسمت انفال وقالت : تشرفنا ب عِقد
عِقد : الشرف لي حياتو
مضاوي : انفال
لفّت انفال لها وقال : هلا ؟
مضاوي : الصغار م كلوا !
انفال : رواف م ياكل تصرفي بعيالك
شهقت اسرار وقالت : عيالها ؟
انفال ضحكت وقالت : انا عندي رواف وهي عندها ورد وإلياس
اسرار نطقت بصدمة : واه ماشاءالله الله يحفظهم لكم
مضاوي وانفال نطقوا بصوت واحد وقالوا : امين
عِقد : كم اعماركم ؟
انفال : انا ٢٥ ومضاوي توو السنة ذي دخلت ٣٠
اسرار ابتسمت وقالت : مرره مو واضح ماشاءالله
عِقد : لا صراحة واضح
لفّت اسرار وعيونها متوسعة بمعنى التهديد ، صدّت عِقد بخوف تناظر الصحن وضحكت اسرار بفشلة ، لفّت انفال لظبيه اللي معهم على الصحن وقالت : وانتي ظبيه اخت اسرار ؟
ظبيه ابتسمت وقالت : لا بنت عمي بس اعتبرها اختي
انفال : اسفه عائلتكم تلخبط
ظبيه : لا كثرت الجمعات بتتعودين
اسرار ابتسمت بتوتر وقالت : م اظن بتكون فيه جمعة ثانية ؟
هي قالت كذا لأجل م تضطر تشوفه مره ثانية ، لكن لفّت لأنفال اللي قالت : م يحتاج نجتمع احنا يالبنات مره حبيتكم
اسرار اكتفت بالأبتسام لأن ردود ظبيه تكفي ، خلصوا من العشاء ودخلوا للصالة وتقدمت مضاوي مع انفال يبخرونهم ويعطرونهم ، مشت منيرة بعد م خلصت عبوة العطر عليها ونظرات الصدمة تعتلي وجه انفال ، طلعت للحوش ومشت من عند المسبح وشافتهم الأربعة مع أبوهم ، وسمعت كلامهم وكان نقاشهم حاد نوعًا ما ..
~ عند المسبح ~
تجمعوا وجاء نهيّان وقال : نعم ؟
سطّام صدّ عن أبوه وقال : اسلموا أنا ي أبو سلطان ابي اقدم مبلغ وقدره لمطلق
نهيّان زفر بملل وقال : خلّها مع المهر اجل
توسعت عيون سلطان وقال : مهر شنو ؟!
هذام : وسلطان صادق مهر ايش ولمين ؟
سلمان رفع حاجبة وقال : وشفيكم سطّام قبل شوي تقدم لأخت مطلق قدامي انا وأبوي
نهيّان : وقالي م اتدخل بقراراته وهذا اللي بسويه
سطّام : عيال جات فجأة لحد ينكد علي
سلطان نطق بصدمة : ع البركة يالشيخ م بنقول شيء
هذام ابتسم بصدمة وقالت : مبروكين مبروكين والله يتمم اذا كان فالأمر خير لك وخير لها
نطقوا كلهم بصوت واحد : امين
سطّام : يعني شوركم ؟
هذام : نفس م قال أبوي
سلطان ابتسم وقال : صادق أبوي مع المهر
نهيّان : نرجع للضيوف ؟ وخل الوضع طبيعي
سطّام مسك كتف سلطان وقال : تمام اسبقوني
خبط كتف سلطان وقال : بحاكيك
سلطان : طبعًا بيننا ليل طويل بتقول كل شيء
ضحك سطّام وقال : تمام امش
مشى سلطان يلحق أبوه وأخوانه ولفّ سطّام وانلجم من شاف الانثى اللي شافها بهذاك اليوم عند باب بيتهم وقت كان يرسم اسرار وخاصمته ، نطقت بصدمة : اهين ذوقك م حصلت من بنات آل يزيد الا ظبيه ؟
توسعت عيونه بصدمة وكملت تقول : ولا عشانها اخت مطلق الوحيدة ؟!
نشف دمه وجمدت عظامه ومعاد قدر يتحرك ، ناظرته من فوق لتحت ومشت معصبة ، مسك راسه وقال : اخ ي سطّام اخ !
رجعت به الحادثة لوراء وقت كان أول لقاء بينهم ، من قالت له : ولد عمي عند غنم ابوه قدام نروح له واكيد بيساعدك
ضرب راسه مرارًا وتكرارًا هو في أيش ورط نفسه ، ليش توه يستوعب اللي صار وتوه يصحى ويعرف انها ماهي اخت مطلق إنما بنت عمه ..
~ مُنتصف الليل ، مرسم سطّام ~
كانت تمسح الرخام والتحَف ، فتحت بابه وابتسمت بفخر وقالت : ماشاءالله طلعت رسمة جديدة ؟
مرّ هذام وسمعها وقال : هلا حليمة ؟
حليمة : قصدي اللوحة اللي خلصت قبل شوي
تقصد لوحة رسمها سطّام لأسرار بس ، وعلى الرغم من معرفته لملامحها رفض يرسم لها ملامح ، قد تسمى غيرة وقد تكون غيره ؟ شاف طرف فستانها وقت دخلت للبيت وكان بالريش وانطلق يضيف لمساته الساحرة وينثر الريش على اللوحة بشكل فاتن ومميز ، غلفها من جّف الغراء وبصم مكتملة عليها وأنهى كل شيء بأقل من نص ساعة ، ابتسم هذام وقال : ماشاءالله الله يبارك له
ابتسمت تهمس بآمين ، مشى يطلع لجمعتهم فالحوش ، سحب كرسيه وجلس وقال : ع البركة طلعت رسمة ؟
سطّام م رد وهو يهوجس وبيده كاسة شاهي ، لفّ سلطان وقال : للحين لا بس بتطلع الليلة
ابتسم هذام وقال : الله يبارك لكم
ابتسم سلطان ونطق : امين
عدّل جلسته وزفر بضيق ، ليه استعجل ؟ ليه طاح هالطيحه وليه تطير منه بقراره هو ، مسك راسه وقال : انا شسويت !
لفّ سلمان ونطق : وش بعد ؟
احتدت نظرة سطّام وقال : سلطان
سلطان ابتسم من توتر الجو وقال : هلا هلا ؟
سطّام : بطلع لفرنسا
سلطان ابتسم وقال : يعني اقتنعت تلبي دعوة أندريه ؟
هز راسه بنعم وقام يقول : بالعافية عليكم
طلع من عندهم ومشى للطابق الثاني ، فتح باب جناحه وسكر الباب وراه ونطق : وش بسوي الحين وش الحل لمصيبتي ؟
مشى ينسدح وزفر بغضّب ، غطى وجهه بكفوفه وقال : يارب الخيره
غمض عيونه بينام لأجل سفرة فرنسا لحضور افتتاح فندق أندريه خوسيه ، مقهور لأنها نسبيًا طارت من أحلامه قبل تدخلها بشكل كلي ، نامت عيونه ودخل بوسط الأحلام يغرق فيها اكثر واكثر والواضح انه بيكون المكان الوحيد اللي يجتمع فيه الهاجس بأسرار ..
~ فالديرة ~
وصلوا ووقف ينتظر من دخلوا بيوتهم ، رجع للسيارة وسحب اللوحة بهدوء وقال : تعالي ي أغلى كنوزي
ضحك يدخلها مستودع أبوه او بالأحرى بيت بتال القديم ، سكر عليها بالقفل ومشى يرجع لجلسة العيال بمنتصف الحوش ، جلس ولفّ لضاحي اللي يغني ونطق : صوتك نشاز انطم !
رفع صوته ضاحي يغني وينشد ، صرخ بجاد عليه ودفعه وطاح من الدكة ، فزّوا نايف وبتال يحامون مع بجاد ، قام ضاحي وابتسم بحدة وقال : تحامون عليه من عدو ؟ ترا عاد حن عيال عم الله يفرق بيننا وبينكم !!
مشى ينفض ملابسه وقال وهو يمشي : بيجيك الوقت اللي تكون فيه لحالك وبستفرد فيك بس انتظر
دخل بيته ولفّ يشوف مطلق منسدح على المركى وشماغه على صدره والعقال فوق راسه ، ابتسم وقال : لو اقولك بجاد طيحني بتفزع ؟
نطق مطلق بصوته الثقييل : والله لا ادري انك صادق ان احرقه
ابتسم وقال : مغير امزح معك
مشى يدخل للمقلط وقفل الباب وراه ، زفر بغضّب يدري ان الكثرة بتغلبه وهو شجاع ويدري ان خاطر مطلق معكر ولا مشغول بشيء ، بالوقت ذا مطلق مفروض نايم بس اذا كان ينتظر شيء مستحيل يذوق النوم عينه وفالواقع مطلق ينتظر متى يجي سطّام يتقدم لظبيه في بيته وماخذه فرط التفكير والهوجاس بعيد عن النوم ..
~ حيّ الياسمين ، بيت عِقد ~
دخلوا وفصخت كعبها ومشت تنسدح على الكنب ، مشت اسرار تجلس بجانبها وتنطق : ليل طويل والله
عِقد : م حبيتهم صراحة
اسرار : مو مهم اصلاً مين قالك بنرجع نشوفهم ؟
عِقد : صح بس الله يستر من أهلك مشافيح فشلونا ! شوي ويصورو دورة المياة عمى شوي ثقل !
ضحكت اسرار وقالت : بمشي للديرة
قامت عقد تجلس ونطقت : اقول وربي م تتحركي ! نامي والصباح رباح
اسرار : اجل شورك وهداية الله بروح انام
مسكتها عقد من يدها وقالت : م تنامي الا لما تقولي لي فين كنتي ؟
اسرار جلست وقالت : متى
عِقد : مو رحتي تكلمي موكلتك ! ايوه بعدُه اش صار ؟
بلعت ريقها بتوتر من تذكرت كل اللي صار بينها وبين سطّام وقالت تنكر كل شيء : ولا شيء شفت حديقة وطلعت فيها
عِقد : اوكيه طينتكم وحده
ضحكت بصوت عالي من فهمت قصدها ، رفستها ونطقت : حيوانه ! والله شفت نيلوفر مستحيل يفوتني
شهقت عِقد وقالت : هاه ؟ نيلوفر شلون قدر يعيش فالرياض ؟؟
اسرار : مدري تسأليني ؟
عِقد : بس ستل نفس طينة أهلك
اسرار فلّت شعرها ونطقت بغرور : لا حبيبي أنا اللي ينقال عني من كثر ماهي بـ قمة في السلوم وفي المباديء صاروا العرب يشكّون إن طينتها ماخوذةٍ من راس قمّة !
زغرطت عِقد ونطقت بفخر : عاشت بنتي ! عاشت زيتونة قلبي
ضحكت اسرار وقالت : تصبحين على خير حبيبي
عِقد : انتي الخير يعمري
دخلت غرفتها وسكرت الباب ، ارخت جسدها تستند على الباب ونطقت : يارب م يصير شيء ويارب اصحى على خير يارب !
مشت تدخل تأخذ دش ، انتهت منه وطلعت تلبس بجامتها وتنسدح تتأكد من جلستها بكره ، ومن انتهت قفلت اللابتوب وحطت كل شيء بجانب راسها ونامت علطول ..
~ صباح السبت ، بيت سطّام ~
صحى على أنفجار جواله إتصالات دولية ، زفر بقرف ونطق : برد برد خلاص عاد !
رفع جواله وهو فاتح عين واحد لكن سرعان م توسعت عيونه بصدمة ورد علطول ينطق : oh hello Mr. Andre Jose !
*اوه ، مرحبا سيد أندريه خوسيه !*
أندريه : Finally Mr. Sattam !!
*اخيرًا سيد سطّام !!*
سطّام مسح وجهه وشنبه وقال : Sorry for late response I was sleeping , whatever how can I help you ?
*المعذرة على ردي المتأخر كنت نايم ، معلينا كيف اقدر اساعدك *
أندريه : I appreciate the time difference between France and Saudi Arabia but I'm asking for my painting?
*اقدر الاختلافات الزمنية بين فرنسا والسعودية لكن اتسأل عن لوحتي ؟*
ابعد سطّام الجوال عنه وقال : خذا الله راس عدوك ي سليّط
ابتسم وقال : Sorry but I'll check it again for you please give me some time because I just woke up
*اعتذر بس معليك برجع اشيك مره ثانية فرجاءً عطني وقت لأن توو صحيت*
أندريه : Okay
*حسنًا*
قفل جواله وزفر بقرف يسحب منشفته ويدخل الحمام ، شغل الدش ودخل تحته يأخذ دش سريع ويطلع ، لبس وخلص ومشى ينزل وقال : سلطان
سلطان قفل لابتوبه وقال : ارحب اكيد جاك الخبر
سطّام جلس وقال : اتصل أندريه ويقول م وصلته اللوحة واستفتاح فندقه بكره
سلطان مسك راسه وضحك بصدمة وقال : يعني م وصلك العلم !؟
سطّام سحب قهوته يترشفها ونطق : وشفيك ؟
سلطان : اللوحة م طلعت للشحن اصلاً
سطّام : غريب ؟ شيكت ع مرسمي ؟
سلطان : ماهي موجودة اللوحة ! سطّام اللوحة انسرقت
توسعت عيونه بصدمة من تذكر اسرار ، قام بصدمة يوقف ونطق بحدة وهمس : مستحيل !
سلطان نطق بغضّب : لا يسند اخوك ماهو مستحيل اللوحة اختفت تقول الأرض انشقت وبلعتها
كان يقصد بالمستحيل انها تسوي شيء زي كذا ، ضحك بصدمة ونطق : كذا يجازون المُحب ؟
سلطان عضّ اصبعه ونطق : سطّام ! صحصح وش قاعد تقول !؟
سطّام سحبه يجلس وقال : أهلنا وين ؟
سلطان : فالجبيّل رحلتهم كانت اليوم الفجر
سطّام : اخت مطلق تتذكر سالفتها ؟
سلطان : ايه سعيدة الحظ ؟
سطّام ابتسم وقال : اخ بس
سلطان ضحك وقال : يالخفيف !! صحصح يكوتش اللوحة أهم والحين ترجعنا لسالفة خطيبتك المستقبلية
صار يضرب بكفوفه ونطق : تشوف ؟ راحت خطيبتي على قولتك
سلطان تلاشت ابتسامته وقال : شلون ؟
سطّام : اللي ابيها م طلعت اخت مطلق وانا حسّت الدنيا
سلطان ضرب راسه بخفه وقال : لا ي سطّام لا ! وش سويت انت الحين !؟
سطّام : اللي طاح لها اخوك الثور هي اللي سرقت اللوحة فأنا اقولك انه مستحيل تسويها !
سلطان ضحك بصدمة وقال : الحين فكنا من مشاعرك شلون شكيت فيها وشلون قاعد تدافع عنها ؟ ومين هي اصلاً ؟
سطّام : هذي يطويل العمر اسرار بنت محمد بن حمد آل يزيد ! سمعت مطلق امس يقول بنت محمد ولفّت له وقت طلعوا بيسرون ، انا بالنسبة لكيف شكيت فيها شفتها فالمرسم وصارت بيننا سالفة فيه..
قاطعه سلطان ونطق : قول السالفة !
ابتسم سطّام ونطق بصوته الرخّيم : كلام بس وشفت معها لوحتي الأولى الصغيرة ذيك عرفتها ؟
هز سلطان راسه بنعم وكمل سطّام يقول : وبعدها تخاصمنا وسمعت صوت وشفت ذاك بجاد
تقرفت ملامح وجه سلطان وقال : يكرهي زيرو قبول !
ضحك سطّام وقال : وخفت يشوفها فصرفته وطلعت وتركتها فالمرسم وبالنسبة للسرقة البنت م تعطي الفايب ذا ابدًا وغير كذا شفتها وهي طالعة م كان معها شيء واللوحة كبيرة جدًا ماهي سهلة تطلعها وترجع للبيت محد لمحها ؟
سلطان : يعني تبريها ولا وش ؟
سطّام هز راسه بنعم وقال بجدية : لو تبي احلف لك ان مالها دخل ابدًا
سلطان : الله يستر والحين وش بنسوي ؟
سطّام : برفع قضية عليها
انفجر سلطان يضحك بصوت عالي وقال : منجدك ؟؟
سطّام اخذ كوب قهوته وقال : وانت صدقت تبرئتي لها ؟ مليون فالمية الخطأ راكبها وهي اللي سرقتها شكلها عرفت انها هي اللي بالرسمة
سلطان ابتسم وقال : وانت رسمتها ؟ اخ يالخفيف
سطّام صدّ يناظر كوبه وقال : وش اسوي ذبحتني هواجيسي فيها
سلطان : متى بنطلع للمحكمة لازم نفتح ملف للقضية ونرسله لأندريه نسكته شوي
سطّام اخذ نفس وترك كوبه على الطاولة وقال : مشينا الان للمحكمة
قاموا اثنينهم يطلعون للمحكمة الجنائية العليا ..
~ فالديرة ~
وصلت للبيت ونزلت تدخل البيت ، فتحت الباب وشافت حمد جالس بالكرسي المتحرك وسلوى بجانبه ، مشت لهم وقالت : صبحهم وربحهم
ابتسم حمد ولفّت سلوى ونطقت : انتي مافيك حياء ؟ اجل ترجعين البيت الصباح !!
ابتسمت بهدوء تتقدم لجدها وتبوس فوق راسه ، مشت لسلوى لكنها ردتها وقالت : ابعدي لا تقربين مني
اسرار : ابشري يجدة ولا تزعلين كنت اشتغل على قضية وخلصت اخر جلسة وطلعت راضية حمدلله بالنتيجة
سلوى زفرت بغضّب وقالت : محد يبي يعرف اسرحي لبيتكم
مشت تودع جدها وترجع لبيتهم ، دخلت وقالت : يمه
عفيفة ابتسمت من الصالة وقالت : تعالي يبنتي تعالي
دخلت اسرار وقالت : أولى القضايا وفزت فيها
حضّنت امها وبدأت تبارك لها ، لفّت لمنّير اللي جالس يقرأ فالجرايد ومنشغل عنهم ، جلست وقالت : يبه ؟ م بتبارك لي
منّير : كم خذيتي منها ؟
جمّد وجهها بصدمة بس م وضحت واجد ونطقت : ولا شيء لوجه الله قبلت فيها
ضحك بسخرية وقال : اجل ليه ابارك ؟
اسرار : اذا فالسالفة فلوس بتبارك ؟ حلو نظامك
نطق بحدة صوته وقال : احترمي نفسك يبنت !
اسرار ضحكت وقالت : لحظة ؟ وش سويت !
مشت تطلع لغرفتها ولفّت عفيفة وقالت : عشان بتال تمرد بترجع لشخصيتك القديمة ؟!
منّير : انا م يصحيني الا اخوي بتال ! اجل اعيشها معي واخرتها م ترد الجميل ؟؟
عفيفة وقفت بصدمة وقالت : تراها بنتي ولو تسوون المستحيل م بعدتوها مني !
منّير ضحك وقال : دخلتي بالجو صدق ؟
عفيفة نطقت بعصبية : اذا رضعت مني مثل م رضع وصال ولدي وولدك تصير بنتي وبنتك وغصب عن أطول شارب فيكم تسمع !!
منّير رفع حاجبة وقال : بنشوف اذا م هربت هي منك م أكون انا منّير
رمى الجرايد على وجهها وطلع بغضّب وقفل الباب وراه بقوة ، شهقت ونزلت دموعها بحرقة على اسرار اللي سمعت كل شيء من عند الدرج وتوضح لها ماضيها المجهول ، كانت تبكي وتشاهق بس بدون صوت كاتمة نفسها بيدينها ، طلعت تركض ودخلت غرفتها ودفنت وجهها بوسادتها تصارخ وتضرب بفراشها تبكي بحرقة دم ، هي عاشت معهم حياتها كلها ولا عمرها بيوم حسّت بالغربة بس بيوم وليلة قرروا يرجعون لشخصياتهم المخفية ، داخت من كثر بكائها وطاحت نايمه ..
'
انتهى البارت ادعموني بنجمة وكومنت عشان اتحفز اكملكم 🩵
" صباح الخير 🥹 ، لاتنسون النجمة وعطوه حقه 💞 "
أنت تقرأ
الهَوى اسّرار وهَواجِيس واحّلام ... والىَ متّى واحّلام وصِلك بعّيده
Fantasyروايتي الثالثة مُكتملة ~ كُتبت بواسطة : الجُّود بِنت آل مطّلق 🪽