البارت الحادي عشر

41.6K 1.8K 150
                                    

'
مشى يرجع ويطلع من عند بيته وأتصل على حليمة وحكى لها أنه طالع للجبيّل ، يحتاج نهيّان وعقل نهيّان وتفكيره الرزين فالمواقف اللي مثل كذا ، فتح جواله يحجز أقرب رحلة للدمام وطلع للمطار علطول ..
~ بأعلى قمة جبال طويق ~
مشت لمدة طويلة لأجل توصل بعيد عن الأرض وعند بشرها وسكانها ، نزعت نقابها ونزعت حجابها وصفق الهواء وجهها ولعب النسيم بشعرها ، تحسّ بالغصة تحرق حنجرتها وتحسّ دموعها أصبحت حُمم براكين ونيران بعيونها ، صرخت بأعلى صوتها وطاحت على الأرض تضرب بيدها على الأرض نادمة وبشّدة على اللي صار ، هي شلون أفصحت عن شوقها لأنثى تدعى أمها ، أنثى هي ماتعرف عنها أبسط الأشياء وهو أسمها هي استوجعت من حركته لها وكيف أنه كذب عليها بفقدان أمه وهي حية وشلون قوى قلبه يتفائل على أمه لكنها وبكل قوتها أوجعته وأوجعت نفسها زيادة بخسارته الثانية أمامها ، ندمت على كل شيء تتمنى أنه بهذاك اليوم ماوقفت سيارتها وسمعت لوصال بحجة إنه ' قاتل متسلسل ' لأنه وبعد كل شيء هو قتل مشاعرها وقتل قوتها وضرب بثقتها فيه ولو كانت قليلة عرض الحايط ، تتمنى لو رفضت تركب معه وتسمع له وتروح معه ، هي مازالت تحتفظ بتيشيرت أبيض عطاها ياه بشنطتها ، صرخت تبكي بحرقة وبلهايب صدر صعب تخمد ، مسكت الشنطة تسحب تيشيرته وسحبت الدبلة وهي ترجف وتبكي ، لفّتها ببعضها ورمتها من أعلى الجبل ونطقت بدقن راجف : أنتهينا قبل نبتدي ي بِكر نهيّان !
قامت وهي تترنح وشالت أغراضها واخذت نفس طويل جدًا وكتمته داخلها لعدة ثواني وزفرت حرارة صدرها ، مشت تركب سيارتها وتمشي لبيت منّير ، بس ماتدري وش الجحيم اللي ينتظرها هناك ووش الظلم والسخط والتجريح والتنزيف والمعركة الضخمة هناك ، هي خسرت شخص كان من الممكن يكون درعها وقوتها وأمنها وأمانها ، بس هي ماعمرها أحتاجت ولا بتحتاج لأحد يكم شالت سيفها بوحدها وقاتلت حتى آخر لحظة وربحت وطاحت وقامت بنفسها ، وبترجع على سابق عهدها ماخضعت للضعف ولا الضعف يدل لها درب ..
~ حيّ الياسمين ، بيت عِقد ~
قفلت جوالها ولفّت لعِقد وراها وقالت : ماحبيت أدق عليه وأنتي فالمحكمة
عِقد نطقت بهدوء : عادي اشبك ؟
ظبيه ابتسمت تضّمها ونطقت : شكرًا على الضيافة دودي
ضحكت بخفه وقالت : والله مو بيننا عيب عليكي بيبو
ابتسمت ظبيه وقالت : توصين على شيء ؟
عِقد : شوفي لي زيتونه معاكي وطمنوني عنها
ظبيه : معليك عندي
مشت تطلع ولحقتها عِقد توصلها ، شافت الشاص واقف ومطلق نازل منه ، اخذت نفس تناظر فيه ولفّ لجهة ظبيه وشافها وراها وصدّ يمشي ويركب وركبت ظبيه معه ومشى يطلع من حوش بيتها ، قفلت الباب واستندت بظهرها عليه تشوف هدوء البيت ، زفرت بضيق ومشت للصالة تجلس وتفتح لابتوبها وميّلت راسها بحزن من شافت الخسارة في ملفها وأضافت اسرار لها خسارة بعد انتصارات عظيمة ، وافقت على أحد الملفات تبي تشغل نفسها بعيد عن السلبيات اللي صارت لها ..
~ فالجبيّل ، قصر نهيّان ~
وقف بمواقف البيت يشوف الهدوء يسكنه ، هو مانطق بكلمة وحدة من بعد اللي صار له ظهيرة اليوم ، نزل من سيارته وهز راسه بالايجاب لعبدالصبور اللي يضبط الأشجار ويقص أطرافها ، مشى يدخل البيت وتقدمت خيرية تأخذ شنطته وتطلعها لغرفته ، مشى يدخل وسلم وفزّوا كلهم واقفين ، كان التعب واضح عليه وملامحه ذبلانه ، مشى لمكتب نهيّان وقام يمسك عصاته يعتمد عليها ويلحقه ، اخذ نفس ونطق : يارب سطّام هّون على سطّام
دخل للمكتب يشوفه منزل راسه على الكنب ومغمض عيونه ، دخل للداخل وقفل الباب وراه ونطق : صاير شيء ؟
سطّام عضّ شفايفه ونطق : تكفى يبو سلطان
مشى له وجلس بالكنب اللي جنبه وأردف : قم غسل وجهك وتعال أشرب شاهي معي فالشرفة وأفصح عن مايضيق بخاطرك قم !
مسح وجهه وشنبه يقول : انتظرني
نهيّان : ليلنا طويل ي بِكر أبوك طوييل
قام يعتكز بعصاته ويطلع للشرفة يشوف عبدالصبور ، اشر له ولفّ عبدالصبور عليه ونطق : صلح لنا شاهي وأطلع فيه علي
عبدالصبور هز راسه بالايجاب ومشى لغرفته يصلح لنهيّان شاهي ..
~ غرفة سطّام ~
ساجد يصلي آخر صلواته لليوم ، صلاة العشاء رُغم تأخره نوعًا ما عن وقتها ، مغمض عيونه ويدعي لنفسه ويدعي تهون عليه مصيبته ويتخطاها بأقل الأضرار ، لكنه وبدون وعي صار يلفظ أسمها ويحمله مع دعواته ، فتح عيونه من حسّ بإحمرارها وقطرت دمعته على السجادة ، قام بصعوبة بالغة يتشهد ويسلم ، قام يناظر بأصبعه وبدبلته اللي ما انتزعها من لبسته بيوم ملكتهم ولا يمكن إنه ينتزعها ، مشى بهدوء يطلع من غرفته ووقف من طلعت مضاوي بوجهه وقالت : بسم الله عليك ! وشفيك سطّام ؟؟
غمض عيونه بغيض وبقهر ، مشى يدفعها عنه ويتخطاها وينزل بخطواته للأسفل لمكتب نهيّان ، هو كان يُخيل له انهم بيكونون يتعشون سوا بعد ربحه بالقضية ، وبتسمع له وبيسمع لها وبيعرفون أكثر وأكثر عن بعضهم ، كان من المفروض هي اللي تسمي عليه وتسأل عن حاله ، كم يتمنى لو يقدر يضمّها له بالوقت ذا وينحني لعنقها ويشكي حاله وضعف نفسه وشوقه ومحبته قُبلاً تنهل عليها ، كم يتمنى يبكي وتبكي ويكشفون كل جروحهم ويداوونها بالحُب والحنيّة بينهم ، وآه لو يشكي كل مامر ويشكي جرحٍ مابرى وكُل مُر على شفتيها ويرتوي من ريقها ويروي ضماه ، لو بس يضمّها ويحتضّنها له وتختلط كل مشاعرهم سوا وتصير له ومنه وفيه ويصير لها أمان فقدته طول العمر ، لكن الواقع دايم مُر وماهو كل ماتمنيناه جاءنا على مانحب ، الدنيا حواجز واختبارات وجبال من المجازفة والتضحيات ، وسطّام بيضحي ويجازف وبيرمي نفسه مع على الهاوية قدام حواجز وجبال اسرار واختباراتها ، ممكن بالنسبة لهم كل شيء أنتهى وصار بينهم البين والمسافات وجروح مالها طب ولا دواء لكنه بيحاولها وبيتمسك فيها وبيقبل جروحها وينبت منها ورود وبيوعدها يسقيها طول العمر ..
~ فالديرة ، مُنتصف الليل ~
زفرت بغضّب صار لها خمس دقايق تضرب هورن وتنتظر ومحد راضي يفتح لها البوابة ، مشت تنزل من سيارتها وتتجه للبوابة ، ضربت بيدها وفتح لها سعيدان ونطق : كنت عند أبو بجاد
زفرت بغضّب وقالت : وأنا هنا لي ساعة أدق ؟؟
سعيدان : المعذرة
فتح البوابة ومشت ترجع لسيارتها ، ركبت ودخلت توقف خلف بيت منّير ، رفعت نظرها للشجر والنسيم اللي يجي منه ، اخذت نفس طويل ونطقت : عسى الله مع النسيم يطفي نيران جوفي ويهدي من روعي ويحفظ لي نفسي وروحي من كل شيء يؤذي طمأنينة قلبي
مشت تتجه لمدخل البيت ووقفت بصدمة من مشى لها بجاد ونطق بحدة : من وين جايه ؟؟
لفّت يمينها وشمالها وتأكدت أنه يكلمها ، اخذت نفس ونطقت : الله يبارك فيك ماسوينا الا الواجب وأنتبه تتكرر وتدخل المحاكم شكرًا ؟ عفوًا
مشت تتخطاه لكنه سحبها من ذراعها ونطق بصراخ : تستهبلين على راسي أنتي ؟؟ ولا ماطاحت عينك على الساعة جايه للبيت الساعة ثنتين ونص !!
سحبت ذراعه وقالت بحدة : هيه أنت صحصح !! وش الاستجوابات والتحقيق ذا بصفتك من هاه ؟ زوجي ولا أخوي ولا حتى أبوي ؟؟ مع الأسف الشديد م أنت ولا أحد فيهم عشان كذا أبعد عني لايصير شيء مايطيب خاطرك ! خلاص عاد أقرفتوني
بجاد توسعت عيونه بصدمة وقال بصراخ : ماعندنا بنات يطلعون ويرجعون على هواهم !
اسرار دفعته عنها ونطقت : ولا تعتبرني بنتكم بعد وخر عني !
مشت تدخل للحوش وتبعها بجاد وسحبها وضربت ظهرها بالجدار ، صرخت بألم وقالت : يحيوان وش تسوي !!
مسك فكها بقوة وصرخ بوجهها ينطق : أربيك قبل أخذك لي
توسعت عيونها على مصرعيها من قرب منها ، صرخت بأعلى صوتها ومابقى أحد بالأسوار الا وسمع ، وطلعوا كلهم يركضون لأتجاه الصوت ، دفعته عنها بكل قوتها ورجع يضرب وجهها ، طاحت من نزف خشمها وطاح نقابها ، زفرت بألم وبعدت شعرها عن وجهها ووقفت بصعوبة تشوف بجاد ووراه أعمامها وعيال عمها كلها ، هي شافت عفيفة واقفة ولا فكرت تقترب وتساعدها ، صرخت بحدة وقالت : وقسم بالله لا أندمك على دمي اللي نزل !
بجاد صرخ وقال : سدي حلقك يبنت !!
مشى أبو بجاد لها ومسكها مع شعرها ، شهقت وقالت : فكني ! فكووني وش تبوون فينيي سوييت اللي تبيه أبعدووه عني !!
رفعت عيونها لأعمامها اللي واقفين وعفيفة ومحد حرك ساكن ، وعرفت باللحظة ذي أن محد يستجري يوقف بطريق بتال ابدًا ، ولا أحد فيهم فعلاً يكترث لأمرها حتى مرضعتها وأمها وأخوها بالرضاعة ، الكل كانوا واقفين وكأنهم من أول ينتظرون اللحظة ذي ، صرخت بألم ودفعها على الأرض ونطق بحدة : خلصنا منك وفكيت عوق ولدي وش تبين جايه ؟ أنتي عمرك مابتجين مننا أنتي نكره جابها محمد وريم لنا وراح محمد وتركتك ريم عاهه علينا وحمل كتمنا بالسنوات الطويلة ! وش باقي جايبك !!؟
توسعت عيونها بصدمة وقالت : أم..أمي أسمها ريم ؟؟!
قاطعها من هشّ التراب عليها ونطق : عضي على شحمه محد يتكلم وأنا أتكلم تسمعين ؟؟ والحين قومي وشيلي عفشك ولا عاد تشوف عيني زولك فالديار ذي كلها
بكت علطول وشهقاتها تقطع أحبالها الصوتية وقالت : ويين أمي !!
ضحك بسخرية وجلس يتساوى بطولها وينطق بحدة : بتجلسين عندي بتأخذين ولدي زوج لك غيره محلي يتعذرك
توسعت عيونها بصدمة وقالت : تستهبلون انتوا ولا ايش ؟؟
بجاد : ولا تروح للمكان اللي هي جات منه بالوقت ذا
أبو بجاد : وهو صادق
نطق بأعلى صوته وقال : أعقبوا وأنا ولد مشبب !!
ركض مطلق ووقفت تتمسك بظهره ، توسعت عيونه من الكم الهائل من الرجال ضدها لوحدها ، مسك ياقة ثوب بتال وصرخ بوجهه وقال : كذا تبرز رجولتك ياعديم الرجولة ؟؟
أبو بجاد توسعت عيونه من انطلقوا على مطلق كلهم يدافعون عن بتال ، لكنه ضرب فيهم الأرض وسدحهم واحد ورا الثاني ، مطلق رجال شهم كبر على يد نفسه وعلى التربان والأرض الجافة والشمس الحارقة ، رجل بعرضه وطوله محد يوقف بطريقه ولطالما كان رعب بالنسبة لبتال ، رجعوا كلهم ورا بتال ونطق : تحامي عنها وأنت ماتحّل لها ؟ توقف قدامها وتخليها تحتمّي فيك وأنت ماتحّل لها ؟ تهقى مشبب بيرضى كذا ؟
صرخ مطلق وقال : محشوم أبوي من لسانك ! واسرار بوجهي لاضاقت الدنيا فيها وسّود الليل بعيونها ومن هنا يعقب أطول شارب فيكم يتعدى عليها وهي بوجه مطلق بن مشبب !
مشى ضاحي ونطق : أبوك يالبشرية !
وقف جنب مطلق ولفّ لأسرار اللي خشمها ينزف ووجهها مليان خدوش ، يدينها متجرحه وتبكي ، شهق وقال : أخو مطلق !
سحب شماغه يلفّه على راسها وينطق : قومي قومي يبنت محمد قومي وشدي ظهرك فيني !
تمسكت بكتفه وهي تبكي ومشى فيها ، والكل واقف ومحد قدر يتكلم بعد كلام مطلق ، ابتسم أبو بجاد ونطق : أن جلست ليلة وحدة هنا قسم بالله أن تصبح على عرس ظبيه من نايف
ضحك بصوت عالي يستفز بتال وقال : ماتستحي على وجهك أنت ؟ مابعد مات مطلق عشان تمشي الظبي على هواك
أبو بجاد نطق بجدية : خلك وبتشوف ترا عيني عليكم ! الليلة تسري ولا تشوفها عيني
مطلق مشى يعطيه ظهره وقال : أعلى مافي خيلك أركبه ي بتال
دخل للبيت ومشى للمقلط ، شاف ظبيه تبكي وتضّمد جروح اسرار ، تقدم لها وقال : وين سطّام ؟
عضّت شفايفها وبكت بدون صوت ، لفّ لضاحي وقال : شغل الأكحل ورانا مشوار
مشى يركض ورجع أنظاره على اسرار وقال : يالظبي روحي لبيت منّير وجهزي كل شيء بتاخذه معها للرياض
اسرار : مابي شيء
مطلق : ملابسك
اسرار بكت علطول وقالت : مابي مابي !
مطلق : على هواك
لفّ لظبيه وهمس لها ينطق : جيبي لها عباية وغطاء
هزت راسها بنعم وقامت ، صدّ يطالع الأرض ونطقت : وين بتوديني ؟
مطلق نطق بهدوء : بيت الهَاجس
صغّرت نظراتها بأستغراب ونطقت : من ذا ؟
مطلق : رَجلك
اسرار اخذت نفس تمنع دموعها بصعوبة وقالت : ماعاد فيه حاجه زي كذا
مطلق رفع عيونه يشوف عيونها وقال : كيف ؟
اسرار رفعت يدها وشافها بدون دبلة وتوسعت عيونه بصدمة وقالت : أنتهت القصة
مطلق صرخ بحدة وقال : طلقكك !!؟
هزت راسها بنفي وقالت : قريب
مطلق زفر بغضّب وقال : خلاص أجل انعمي وأمسي علي مالي خلق مشاكلكم يالاثنين وبتروحين لبيته لأنه زوجك !
مسكت راسها بقوة وقالت : أنت وشلون تفهم ؟؟ أنا مانفع معي زواج منه وبننتهي قبل تبدأ الأمور كلها واصلاً محد يدري بزواجي منه خلاص نقفل الموضوع قبل تكبر السالفة !
مطلق صرخ وقال : اسمعيني يابنت محمد ! المواضيع ذي ماتهمني روحي لسطّام وقوليها له
اسرار شّدت ع اسنانها وقالت : مابي أشوفه مره ثانية !
مطلق : لا بتشوفينه
اسرار : بروح بيت عِقد وعلى سيارتي مايحتاج تتعب نفسك دام ماتهمك مشاكلي
مطلق مسك شماغه ينزله وقال : افهميني زين يبنت محمد مشاكلكم الزوجية ايه نعم ماتهمني وتحلونها في مابينكم لكن أنتي كـ بنت عمي بوجهي من جور الأيام ويعقب أطول لحية فيهم يقرب لدربك ولا يدوس لك طرف !
عضّت شفايفها السُفلية لثواني ونطقت : بس أنا خسرته يامطلق
مطلق : بيتفهمك ماعليك أعرفه تعنى وجاء وجاب أخوانه لأجل يملك عليك ولو تشوفين فرحته كأنه ملك الدنيا كلها ومافيها ! لا تتسرعين بشيء سطّام حنيّن ومامنه أثنين لكنه فقد حاجه لا فقدها الأنسان صعب يبرى جرحه ويرجع لحياته طبيعي افهميه وسانديه وبتشوفين منه الضعف ماهو عشانه خويي أنتي أقرب لي منه وأعز لي منه بس الحق ينقال
غطت وجهها بيدينها وبكت ، كيف تفهم مطلق أنها بعد سواتها مستحيل يرضى سطّام ويرجع يطالع بوجهها مره ثانية ، لفّت ليد ظبيه وقامت تلبس ، ضمّتها ونطقت : وين بتروحين ؟
اسرار رفعت كتوفها بعدم معرفة وقالت : بروح لوين مايقودني القدر وبرضى باللي يصير لأن وبأختصار مابقى شيء غالي عندي الا وخسرته
عضّت ظبيه شفايفها السُفلية تمنع دموعها تنزل ، ومشت تطلع ولفّت تشوف بتال واقف لوحده يناظرهم من الدكة ، زفرت بغضّب وقالت تحت انفاسها : بيجي اليوم اللي بشوف نظرات الخذلان والفقد والضعف والكسر عليك ، بيجي يوم اسمع صوتك العالي منخفض وصراخك همس وسلطتك جزع وبكاء وترجي أني أسامحك لكن والله واللذي نفسي بيده مارضى عليك وأن أعيشك أسوء وآخر أيامك ي بتال وبداية بولدك ، بيجي هذاك الوقت وقريب بعد بيجي وأسمعك توّن من جروحك اللي أنفتحت من كل جهة معاد بتدري وين أرضك من سماك ويمناك من شمالك بصير لك شر ولعنة وجبروت محمد وإنتقام ريم..
شهقت تحسّ بحرارة بحنجرتها مسكتها تبي تتنفس ، هوت بالأرض لكنه تمسكت بمطلق اللي قال : بسم الله عليك سالمة سالمة قومي معي
قامت تترنح وهي متمسكة بذراعه وركبت سيارتها ونطق مطلق : الحقيني
اخذت نفس طويل وقالت : تمام
مطلق ابتسم وقال : والله بتهون يبنت محمد بتهون بتعرفين تسوقين ؟
ابتسمت بهدوء وقالت : ايه
مطلق : أجل توكلي على الله أنا وراك
شغلت سيارتها ومشت تطلع وتوسطت الخط ووراها أنوار الشاص ومطلق فيه ، دعست بكل سرعتها تودع المكان لآخر مره قبل تهدم كل مابناه بتال ، عضّت شفايفها وصرخت تقول : أمي ريم وأبوي محمد وأنا بنتهم الوحيدة أبوي ميت وأمي مادري وينها وهل هي عايشة ولا ميته لكن ببحث عن كل شيء والله لا أطلع كل سر ولو أنه أحترق من بتال ورمّد أن أعيد تشكيله وأحرق روحه فيه مابيبقى أحد منهم كل شخص رضى اللي صار فيني بنتقم منه وبحرق روحه وبكسر ضلوعه الكل محد بيسلم مني !
ابتسم مطلق يلعب بالقير بيده ويلحقها ، سيارتها أسرع منه لكنها ماتقدر على السرعة ، ضحك من صار بجانبها ونزل شباكه يطرق لها ، لفّت عليه وقال : تقاومين ؟
اسرار ابتسمت بحزنها وقالت : مطلق !
ضحك بصوت عالي وقال : أمانة مطلق لبيه ؟
اسرار هزت راسها بنعم وقالت : بس ماتزعل إذا خسرت
مطلق ابتسم وقال : ماظنتي بيجي الزعل اصلاً ولا الفوز
ضحكت ترفع شباكها وتنطلق بالطريق الطويل ، صار يحترف بالقير ويدعس وفعلاً طافها وعداها وصارت وراه ، لكنها كانت خطة منها ولفّت تحول سيارتها سبورت مود وتنطلق بكامل سرعتها وتعدت مطلق والشاص بمسافة كبيرة ، ضحك يضرب فلشر لها لأجل تهدي من سرعتها ، ابتسمت بهدوء تهدي ونزل عينه لجواله واتصل بسطّام ..
~ فالجبيّل ، شرفة نهيّان ~
دخل ومشى يجلس ، هو مايطالع بوجه أبوه ومايقوى يناديه بـ أبوي ، ابتسم نهيّان وقال : وين بنتي ؟
سطّام : تخلت عني
نهيّان : بس ماملكت عليها بالعجلة ذي لأجل تتركها بأول محطات الحياة ومواقفها ولا أنا غلطان ؟
سطّام : عجزت أفهمها
نهيّان : يمكن هي ماتبيك تفهمها
سطّام ضرب الطاولة وقال بحدة : تعبت ! عطيتها ماوراي ودوني وملكت عليها وجبت لها دبلة ووضحت لها بكلامي وبأبتساماتي رغم عُمق جروحي وانكساري أني أبيها بس هي تخلت عني علطول ولا رفّ لها جفن
نهيّان : وش أسمها ؟
سطّام عضّ شفايفه ولفظ أسمها بكل لهفة وشعور : اسرار
نهيّان ابتسم وقال : لها من أسمها نصيب مليانة بالقصص والحكايا والأسرار ليه ماتحاولها ؟ نبي نسمع قصتها
سطّام غمض عيونه وهز راسه بالنفي مرارًا وتكرارًا وهو ينطق : والله واللي حطني بِكرك ما أتخلى عنها والله لا احاولها ليّن آخر نفس فيني بس وينها يبو سلطان وأنا وين ؟
نهيّان : هذا المطلوب ي سطّام أرجع لبيتك ولحَرمك وصدقني مالها الا وبتزين ولو طالت بكم دروبٍ عجاف بيتبعها غيث ومطر
قام ينفض يدينه ونطق : برجع ولو اني رايح على حساب كرامتي بس لأجل عيونها تكرم مدينة
ضحك نهيّان ونطق : أي كرامة ؟ هي كرامتك وشرفك ورجولتك هي كل شيء ! أنتبه
سطّام مسح وجهه وشنبه وقال : ماقصرت يبو سلطان وأعذرنا على الإطالة
قام نهيّان يشّد على كتف بِكره ونطق : تحت أمرك لآخر نفس ي بِكر نهيّان
سطّام مسك ذراع أبوه ينزعها عنه وينطق : ودعتك الله
مشى يطلع وزفر نهيّان بضيق ، لو كانت وفاء حية ماكان وضعهم كذا كان قدر يضمّه ويحسّ بولده مره ثانية ، اخذ نفس ورجع يجلس ، مشى سطّام يطلع من مكتب أبوه وشاف مضاوي جالسة وآشرت له يجي مشى وتقدم لها وقال : شبغيتي ؟
ابتسمت تطالع فيه وقالت : أبيك
انحنى سطّام لها وقالت : أبيك تقولي وش مضايقك تبي أضمك ؟
سطّام ابتسم وقال : مضاوي أهجدي
مضاوي ضحكت وقالت : ماقلت شيء بسم الله
سطّام : لا أنا أعرفك مايحتاج تقولين
مضاوي : لا جد أجلس شوي وقولي وشفيك
سطّام : مقدر أعطيك اللي تبينه أنا من محارمك
مضاوي لعبت بشعرها وقالت : عادي اذا خلعت أبوك أخذك
سطّام ضحك وقال : بالله مين درسك دين ؟
مضاوي عضّت شفايفها وقالت : حرام ؟
ضحك بصوت عالي وقال : ايه حرام حتى لو مادخل عليك أبو سلطان تحرمين على ذريته وعلى أحفاده بعد
مضاوي ضحكت وقالت : كنت امازحك اصلاً ومحظوظه حَرمك فيك
سطّام : بتجي قريب أبيك تشوفينها وترحبين فيها
مضاوي : أبشر ولايهمك
سطّام : بعدي مضاوي بعدي والله ي أم ورد
مضاوي ابتسمت وقالت : صاير خفيف روح عساه دوم شكله تأثير الحلوة
سطّام ابتسم وقال : جعلني قبل اسرار تكفين ي مضاوي
مضاوي : يعمري والله !!
مشت انفال تدخل وقالت : واو ! سطّام ومضاوي تاكين سوا ؟؟
سطّام ابتسم وقال : ارحبي ي أم رواف ارحبي ي ست البنات
ضحكت مضاوي وقالت : الا اسرار
ضحكت انفال وقالت : البقى سطّام وصراحة عرفت تختار شفتها بالعزيمة بالأبيض وانهبلت عليها
جلس سطّام وضمّته كتوفه مضاوي ، ابتسم لها وقال : بالأبيض ؟ متى ذا
مضاوي اخذت نفس طويل وقالت : يالتيس بعزيمتك لمطلق
سطّام ابتسم وقال : ايه ايه تذكرت
انفال غطت منطوقها ونطقت : تكفون شكلكم سوا تحفة !
سطّام : اص بترجع مضاوي تفكر فيني
انفجرت تضحك ودفعته عنها وقالت : أنا شيخة وماخذه شيخكم وش أبي منك ؟
سطّام : الله العالم
انفال ضحكت وقالت : جد مضاوي كنتي تبين سطّام
مضاوي شربت قهوتها ونطقت : لا كنت أستفزه وأستفزكم
سطّام قام وقال : نكبر وننسى عمومًا أنا ماشي للرياض توصون تأمرون ؟
مضاوي : سلامتك لا تبطي
انفال : بدري سطّام حتى ماتقهويت
سطّام : الجايات أكثر
نطقوا بصوت واحد : الله يحفظك
مشى سطّام يطلع ، وفتح الباب يشوف هذام واقف عند سيارته ونطق : سطّام ؟؟ ارحب !
مشى له وابتسم سطّام يضمّ هذام ويسلم عليه ، ابتسم هذام وقال : عساك مبطي ؟
سطّام : ساعات لأن مافيه رحلات حالية
هذام : تجي بادل ؟
سطّام ابتسم وقال : ببدل وأجيك
هذام هز راسه بنفي وقال : مايحتاج ألعب بالثوب الحين جاك التغيير ولا وقت البحر كنت بتروح بالثوب
ضحك سطّام وقال : تم أجل بس خوفي أعرق
هذام : ماعليك يصير شكلك هوت زيادة وتجيب لك معجبين واجد
سحب الكاب من راس هذام وقال : عيب تقول كذا لأخوك المتزوج ؟؟
ضحك هذام بفشلة وقال : وقسم بالله رحت من بالي !
ضحك سطّام يركب وركب هذام معه وقال : يع سطّام بتصير نفس سلمان ماتطلع الا اذا بتجيب بامبرز وحليب لعيالك ؟
توسعت عيونه بصدمة وقال : وشفيك مستعجل على عيالي بسم الله حتى الزواج باقي ماصار ؟؟
هذام ابتسم وقال : ايه ايه قالها سلمان قبلك وجابوا رواف بعد زواجهم بتسع أشهر
لفّ لسطّام وابتسم بسمة قامط وضحك سطّام بصوت عالي وقال : الله يقطعك ياشيخ !
هذام : بقولك سالفة صارت لي والله وكيلك لي كم يوم عجزان عن التخطي
سطّام : اسلم
هذام ابتسم وقال : جاتني زبونة قبل كم يوم والظاهر إنها مغنية المهم أسلوبها يفشل وتفكيرها محدود والبنت معقدة بالصريح
سطّام أشمئز بوجهه ونطق : وجع ! وش تبي فيها طيب ؟
هذام عضّ شفايفه ونطق : مدري جازت لي ي سطّام
سطّام توسعت عيونه وقال : هذا اللي أزعج أم أمي مايبغى الزواج ورافض فكرته والحين وحدة أسلوبها زفت تجيب راسك
هذام ابتسم وقال : مابنتزوج طيب
سطّام : أجل تتواعدون ترا مو أمريكا صحصح
هذام : الصراحة كنت أبيها كذا
سطّام : وش أسمها طيب ؟
هذام ابتسم ع جنب وقال : وش أسم حَرمك ؟
سطّام ضرب كتفه وقال : وش مسوي تحشر وأنت حاضر كتب كتابي يالغبي ؟
هذام : قهر كنت أبيك تغار وأمسكها عليك
سطّام : حلالي أن غرت وش تبي ؟ وبعدين أخلص وش أسمها
هذام : مدري
لفّ بصدمة وقال : تستهبل ؟
هذام ابتسم وقال : والله مدري إنزل
نزل سطّام يضبط الكاب على راسه ، توسعت عيونه من أشكال البنات والألباس القصيرة والوضع فري وأسوء من أمريكا ، طارت عيونه وقال : هذام ؟؟
هذام ابتسم وقال : أدخل لا تفشلني ترا يعرفوني
سطّام : الله ينكبك يشيخ
مشى يدخل وصرخ صارم ينطق : شيفنا !
ابتسم هذام وقال : هلا صارم هلا أبوي
تقدم يسلم عليه ولفّ صارم ونطق : لا الباترون الكبير جاي !
سطّام ابتسم وقال : هلا بولد العم !
صارم تقدم يسلم عليه ولفّ سطّام يشوف عيال أعمامه ونطق : يقدمي يعيال
ضحكوا كلهم يتقدمون له وسلموا ، نطق هاني : واحشنا يعريس !
ضحك وقال : خلاص وش بجلس أماشي عزابية ؟
عقيل توسعت عيونه ونطق : حيوان !
حسن ضحك وقال : والله من حقه عريسنا
سطّام : إنزل للميدان بس
سحب عقيل اللي يعتبر سنيّن سطّام ، ابتسم عقيل وقال : دور لي عروس ي سطيّم
سطّام : ابد عندي
عقيل : كفو والله
سطّام ضرب أول ضربة وبدأ اللعب ، صرخوا من فاز سطّام وله فترة مانزل بادل ، ضحك يضمّ عقيل وقال : هاردلك يحُب
عقيل حاوطه وقال : عشانك عريس كنت أبيك تنبسط
ضحكوا العيال ولفّ سطّام يشوف أحد البنات تطالع فيه ، صدّ ومشى حتى وضح كامل جسده لها ، ضّبط دبلته وصدّت علطول وضحك يرجع يجلس ، فتح جواله يشوف حجز سلطان له ورسالة يقول فيها : بتتحاسب على زحمة الصحافة عند البيت وبتتحاسب على المية ألف وبتتحاسب على الروحة والرجعة للجبيّل عن غير سنع
ابتسم يكتب له : جعلني ما اخلا ولا اعدم ي سليّط
رفع جواله يصور هذام وهو يلعب وقال : الضبع بيأكلهم أكل
شافها علطول وكتب : خيانة ! معروف هذام محد يفوز عليه
ضحك من كتب سلطان : الا أنا
وحاط ايموجي معها ابتسم يكتب : جايك بعد شوي ي أبو الخيانات
سلطان ارسل ضحكته وكتب : منور منور
قفل جواله وقام ، قاموا العيال ونطق هاني : لا تقول ماشي ؟
سطّام : والله وراي شغل قد شعر راسي استأذنكم
عقيل : بنشوفك بالزواج ولا قبله ؟
حسن رفع صوته وهو يلعب مع هذام وقال : يويلك تقطع للزواج نبي نسوي حفل فاليخت
هذام مشى لهم وقال : منجد سطّام
سطّام : خلاص اعتبروه تم
عقيل : تعجبني ودربك خضر يبو نهيّان
مشى سطّام يطلع بمفتاح سيارة هذام ، ورجع للبيت وركب السيارة مع عبدالصبور وانطلق للمطار راجع للرياض ..
~ فالرياض ~
واقفين عن الإشارة ، فتحت شباكها ونطقت : مطلق مو قادرة والله مابتحمل أشوفه بروح لعِقد
مطلق زفر بضيق ماوده تكبر المشكلة بينهم ولا وده يضغط عليها ، اخذ نفس وقال : على هواك يبنت محمد
ابتسمت له بحنّية ومشت تتجه لبيت عِقد ، هي منزمان ماجلست معها وشكت لها وسولفت لها ، لها وقت طويل عنها من آخر سفرة لهم ، تحتاجها وبقوة هالمرة ، وصلها وتأكد انها دخلت ومشى بدون تحسّ فيه عِقد يرجع للديرة ، دخلت تركض وفتحت الباب بالسبير اللي معها ، قفلت الباب وهي ترجف بيدينها المتجرحه ونطقت : عِقد ؟
طلعت من المطبخ وقالت : أمي أنا !
مشت تركض وهي تبكي بحرقة وضمّتها ، شهقت تبكي بأعلى صوتها تأخذ راحتها بحضّن تدري إنه مستحيل يخذلها ، ثقلت بيدين عِقد وطاحوا جالسين وهي مازالت تبكي ، مسحت على ظهرها وقالت : بسم الله عليكي اش صار ي زيتونه أمانه ماتخوفيني
صرخت تضرب صدرها ونطقت : لعب بمشاعري واستعطفني وكسرني وخذلني وأوجعني رُغم ثقتي فيه ! ولأول مره والله أول مره مشاعري اللي تتكلم بالمحكمة ماقدرت أسيطر على غضبي وقلبت الدنيا فوق راسه وشفته يركض يبيني ! عِقد هو مازعل رُغم خسارته الثانية قدامي هو رجع يبيني يبي يكلمني وماوقفت له مادري وش صار ووش مصادقيه فكري عن اللي حصل يمكن تسرعت ويمكن فهمته غلط ويمكن فكري صدق بس هو لحقني والله وكان ناوي يكلمني ! مستحيل يرجع يطالع فيني ومستحيل نرجع لبعض مستحيل مستحيل م يستحقني ولا أنا أستحقه !
عِقد توسعت عيونها وقالت : بسم الله بسم الله خدي نفس ي بنت حتموتي !!
اخذت نفس طويل وبكت تنطق : ندمت ندمت
عِقد : ماتدري فين الخيرة بدا كلو وأرجعي له أحسن ماتطول بينكم
اسرار هزت راسها بنفي ونطقت : قلت لك مستحيل أرجع مستحيل ما أبيه ولا أبي يتأذى بسببي خلاص رميت الدبلة وأنتهى كل شيء
عِقد : اخ ي زيتونه اش الهاوية اللي وقعتي فيها خلاص اهدي ومحلولة أكيد ازا يبغاكي زي ماتقولي حيجي لا تروحي اذا بتتعبي خليه هوا يجي
اسرار : يمكن مايجي
عِقد ضحكت تبوس راسها وتنطق : غيرو مليار يبغوكي !
ضحكت تمسح دموعها وقالت : ما أبي أحد حاليًا
عِقد : بس أنا صح ؟
ضحكت تضّمها وتنطق : أنتي مابقى لي من هالدنيا أنتي عائلتي بالسنين الجاية
حاوطتها عِقد ونطقت : ورب الإيمان حصل حاجه فالبيت صح ؟
اسرار زمت شفايفها وبكت علطول وقالت عِقد : اوميقاد طردوكي الكلاب بعد مادافعتي عن ولدهم ؟؟؟
اسرار هزت راسها بنعم وقالت عِقد : قومي قومي غسلي وجهك وروقي وقسم بالله أحرقهم واحد ورا التاني !!
نزلت عيونها تبي تمسك يدين اسرار لكنها شهقت وقالت : اسرار !!! هدا ايش ؟؟
اسرار : من الأرض عشاني طحت
عِقد : الله لا يوفقهم الله لا يوفقهم ! حسبنا ربنا عليهم !
اسرار قامت بصعوبة مع عِقد ومشوا يطلعون للغرفة ، دخلت تاخذ دش ومشت عِقد تتصل بمطلق ، لفّ وانتفض قلبه من شاف رقمها ورد علطول : مرحبا ؟
عِقد : اش صار عندكم ؟؟ ليش البنت مليانه دم وجروح
مطلق : اسرار عندك ورا ما سألتيها ؟ ولا ظبيه مفروض دقيتي عليها
عِقد نطقت بغضّب : اصلاً أنا الحُماره لأني اتصلت فيك
مطلق : محشومة يبنت الحجاز
عِقد اخذت نفس وقالت : حتقولي اش صار صح ؟
مطلق : مالك لوا
عِقد نطقت بحدة : مطلق !!
مطلق ابتسم وقال : عيون مطلق لبيه ؟
توسعت عيونها تشوف اسرار طالعة وتناظرها ، تنحنحت وحمّر وجهها ، ضحكت اسرار وقالت : يساتر وش قال ولدنا ؟
كحت بصدمة تسمعه يقول : صحة صحة يبو مطحس
لفّت تطلع وتنطق : مطلق وربي مالك داعي حقفل باي !
ابتسم وقال : معسلامة
قفلت الإتصال وقلبت بجوالها تدور رقم سطّام ، زفرت بملل تنتظر رده لكن ماوصلها رد بحكم أنه مقفل جواله وفالطيارة ، زفرت بغضّب وقالت : هيا مابكت الا لأنها حسّت بمشاعر اتجاهك وان شاءالله ماتخذلها مالها الا الله ثم أنت
مشت ترجع لأسرار فالغرفة وراهم سهرة وكل وحدة فيهم بتشكي همومها للثانية ..
~ فالجبيّل ، النادي ~
هذام صرخ من ضيع نقطة ورمى الكرة ، صرخوا بنات فالجهة الثانية المغلقة ، تصرعوا العيال يضحكون عليه ، زفر بغضّب وقال : يقلع !
مشى يطلع ووصل لجهتهم ونطق : معليش بالغلط جات عندكم
مدتها له وقالت : ماحصل شيء
نطقت شهد بغضّب : تستهبلين لولو ؟؟ طاحت على راسي وجاني صداع وتقولين ماحصل شيء
وله رجعت ورا والكرة لسى معها ونطقت : خلاص بتهاوشين الرجال ؟ يقولك بالغلط
شهد شمرت أكمامها ونطقت : هاتي بس
سحبت الكرة وتركت وله الباب وانفتح بنفسه ، وقفت بصدمة تشوف هذام واقف وشهقت تصرخ ورمتها بكل قوتها وضربت بخشم هذام ، وشهق يطيح على الأرض ، كانت واقفة بصدمة وشهقوا البنات يركضون له وهي واقفة وماقدرت تتحرك ، هي خافت لأنه شافها بدون عبايتها وفكرت ترميها عليه ، مشت تنط وتنطق : يويلي يويلي كسرت خشمه
وله نطقت برعب : أنت بخير ؟؟ الله ينكب شهد
هذام كان يحسّ بالدوخة ويحسّ بثقل في راسه ، مشت شهد بعد ماحطت طرحتها على راسها وتلثمت فيها تمشي له وتنطق : أرفع نفسك أستقيم !
استقام بهدوء ونزلت راسه بهدوء وهي ماسكة المناديل ، رفع عيونه لها وتوسعت عيونها بصدمة وقالت : مدير المطعم ؟
هذام ابتسم وقال : شهد ؟
شهد نطقت بحدة : غضّ البصر لا أعمي بصيرتك
نزل عيونه وهو يضحك بهدوء ، وقف النزيف بعد مدة ورفع وجهه تشوف خشمه وزفرت براحة : ياربي حمدلله م أنكسر
هذام قام وقال : بغيت أروح فيها
شهد نطقت بغضّب : بالغلط نفس ماكسرت راسي كسرت خشمك وحدة بوحدة والبادي أظلم
هذام نطق بصدمة : تقول بعير ماتنسين أنتي ؟؟
شهد نطقت بسخرية : حتى الأمثال ماتعرفها توو الموقف صار ولو أن ذاكرتي سمكة بتذكره جد غبي !
ضحك وقال : شهد ليه رحتي بهذاك اليوم ؟
شهد : لا تناديني بأسمي رجاءًا ! وبعدين قلت لك مامعي وقت عرفنا مين البعير صدق
مشت ودخلت داخل وقفلت الباب ، ابتسم وقال : يساتر وش بسوي فيها ذي !
مشى يرجع وهو يردد أسمها وينطق : والله أنها عسل صدق
ضحك ووقف بصدمة من حسّ بنزيف بخشمه ، ومشى يركض لسيارته بعد م وصلها عبدالصبور وكان الدم ينزل بغزارة ، توسعت عيونه بألم من حسّ ببرودة جسر خشمه وبدأ يلاحظ تورم بالمنطقة اللي تحيط بخشمه شهق يركب وينطلق لأقرب مستشفى ..
~ مطار الملك خالد الدولي ، الرياض ~
وقفت الطيارة وفتح جواله يشوف اتصالين من مطلق واتصال من عِقد ، نزل بشنطته الصغيرة وقال : استر يالله
دق على مطلق ووصله صوته وهو يقول : مرحبا مابغيت !
سطّام : لبيه كنت فالطيارة
مطلق : وش صار بينك وبين بنت محمد ؟
سطّام : تعال بيتي
مطلق ابتسم وقال : أنا عند الباب
سطّام نطق بصدمة : أحلف ؟ ورا مادقيت على سليّط يفتح لك
مطلق : بدخل معك وتوو جيت اصلاً
سطّام : أجل تعال أستقبلني
ابتسم مطلق وقال : على خشمي
سطّام : عليه الشحم
مشى يطلع من حيّ الصحافه ويتجه لمطار الرياض ، وصل بعد مايقارب العشرين دقيقة وشاف سطّام يتجه له ، ابتسم ينزل ويشيل شنطته ويسلم عليه ، ابتسم سطّام ونطق : والله أنه من أعز البشر علي
مطلق ابتسم وقال : أبشر بي يالهَاجس وأنا أخوك
سطّام ابتسم يبوس خشم مطلق وينطق : أطلق أخو كبير يمطلق والله أطلق من يتسمى أخوي الكبير
مطلق : زين أني أكبر منك
ضحك وقال : بأشهر لحّد يذلني
مطلق ابتسم وقال : اركب يبو وفاء
طالع سطّام فالشاص ونطق : أنا سطّام بن نهيّان أركب شاص بعد الهاي كلاس والسبورت ؟
مطلق نزل نظارته لأسفل جسر خشمه وقال : ونعم بتركب ولا أحرك ؟
ضحك بصوت عالي وقال : الله يعين
ركب الشاص وأنطلق مطلق للبيت ، دخلوا ونزل مطلق ونزل سطّام ينطق : صادق تعال
مشى صادق ونطق : ايوا بابا ؟
سطّام ضرب كتفه ونطق : شيل شنطة حق أنا يابابا
مشى صادق يشيل الشنطة ، لفّ لمطلق وقال : أقلط داخل
مطلق : لو ماكان الجو حار كان سمرنا فالحوش
سطّام : تعال بس
مشى مطلق ينزل زبيريته عند المدخل ، مشى يدخل مع سطّام للداخل للصالة وشاف حليمة جهزت كل شيء من قهوة وشاهي وقدوع مثل ما أرسل لها ، ابتسم يجلس وجلس مطلق ونطق : ايه اسلم وش صاير عندكم يالعرسان ؟
سطّام : أبيك تقولي قصة اسرار لأنه واضح مابشوفها لفترة وأبي أعرف عنها كل شيء
مطلق صبّ لنفسه شاهي ولسطّام ونطق : والله يطويل العمر بدأت السالفة قبل تسعطعش عام
عدل سطّام بجلسته وقال : وهي كم كان عمرها ؟
مطلق : سنتين حتى باقي مافطموها من الرضاعة والله أني أذكرها مثل ذاكرتي لظبيه
سطّام ترشف من الشاهي ونطق : ايوه ؟
مطلق : بهذيك الفترة كنت ألاحظ بتال ومنّير ونايف فالبرزة ويسولفون عن أبوي وعمي محمد اللي هو أبو اسرار وبعدها بأيام صارت مشكلة بين محمد وبتال ، كان بتال محرض الكل على محمد ومجهز وضعه قبل تبدأ المشكلة وأول مابدأت ضرب عمي محمد على رقبته بالمسدس وطاح وربط راسه بكيس وصار ذا كله وأبوي وجدي ماعندهم علم وأنطلقت أعلمهم وركبنا الموتر نلحق بتال وأول ماوصلنا شفت اللحظة اللي أطلق فيها النجس بتال برأس أخوه الكبير
زفر بضيق وقال : اخ ي مطلق وشذا تكفى
مطلق : حرام بالله أني ادري أنه يوجع بس هذا اللي حصل
سطّام : الله لا يوفقه يشيخ
مطلق اخذ نفس ونطق : امين ، وبعد ماسوا فعلته الشنيعة هرب وتركناه وانطلقنا نسعف عمي لكن كلنا كان عندنا علم إنه ميت بس مانبي نصدق ذا الشيء ورحنا مع أمي وأبوي وجدي للمستشفى وصار الحادث وفقدت أمي وأبوي وعمي محمد والحمدلله الشايب نجى بأعجوبة وطلع بخير زي ماشفته قبل كم يوم
سطّام مسح وجهه وشنبه وقال : بعده ؟
مطلق شرب من الشاهي ونطق بحرقة صدر : طحت في غيبوبة أنا والشيبه وماحضرت عزاء أبوي ولا أمي ولا حتى عمي ويوم صحيت بعد أشهر لقيت الدنيا متغيرة والكل يمشي لكلمة بتال والشيبه طايح ولا يتكلم ويوم سألت ضاحي عن اللي صاير طلع بتال ومنّير داخلين على حَرم أخوهم محمد ومهددينها وطلعت من الديار وهي بثاني يوم حداد ومن ذاك الوقت محد يدري هي حية ولا ميتة وبنتهم كبرت على يدين عفيفة اللي كانت تكذب على اسرار وتقولها أن منّير يحبها ويعزها وصار منّير يجبر نفسه عليها وفالفترة الأخيرة البنية كبرت وبدأت تستوعب ورموا كل قرفهم وبشاعة أفعالهم عليها وبوقت واحد دافعت عن ولدهم وطلعته على حسابك وطردوها من الديرة وحلف بتال معاد تدخلها والبنت اصلاً ناوية تهج منهم وبس ذي السالفة ومافيها دورك
سطّام فتح ازرار ثوبه ونطق : وينها هي ؟
مطلق : في بيت بنت الحجاز
سطّام : عشان كذا إتصلت فيني
مطلق رفع حاجبة وقال : وش بغت منك ؟
سطّام : مدري مارديت
مطلق : انتوا عشان موضوع القضية ؟
سطّام هز راسه بنعم وقال : ماكان بيصير شيء بس قلت لها عن وفاء روحي الله يرحمها ويغمد روحها الجنة وأنها ميته وتكلمت وهي حابسة دموعها عن أمها وأنها ماتعرف عنها شيء ومن ذا الكلام
مطلق : طيب وش فيها ؟
سطّام : دخلت حليمة وسمعتني أقولها ي أمي وطاحت البنت في حفرة كلها أوهام وتحسبني خدعتها لأجل أكسبها بصفي فالقضية
مطلق ابتسم وقال : م ألومها انجلطت
سطّام : ليتها سمعت لي
مطلق ابتسم وقال : محلولة يرجل
سطّام : ومابستسلم الا اذا انحلت
نزل سلطان ينشف شعره ونطق : يالبى مطلق وأهل مطلق ارحب
ابتسم مطلق يقوم ويسلم عليه ، جلس معهم وقال : مطلق بقولك سالفة
سطّام كان جالس وذراعه ممدودة على طول الكنب ، لفّ على أخوه وقال مطلق : اسلم لبيه ؟
سلطان : تعرف وين تشتغل ظبيه ؟
سطّام ناظر في مطلق يشوفه يهز راسه بالنفي ، توسعت عيونه وقال : اسألك بالله ماتدري ؟
مطلق : شركة فنون ومدري وش بس
سطّام ابتسم وقال : شركتي
مطلق ميّل راسه بأستغراب لثواني معدودة ونطق بأبتسامة : الله يبارك لكم والظبي أمانة بأرقابكم
سلطان اخذ نفس ونطق : بتقدم لظبيه
كح سطّام وطاحت بيالة مطلق على الأرض ، ابتسم سلطان بتوتر وقال : وقتي غلط ؟
سطّام لفّ له بصدمة وقال : تستهبل !!
سلطان : وش والله صادق وأخوها قدامي وأنا جاهز
مطلق هز راسه يستوعب ونطق : والله ونعم الرجال ي سلطان وأبد بس تعال فالبيت ويصير خير
سلطان ابتسم وقال : والله ماصار شيء بيننا
سطّام تذكر وقت جات لبيته وقال : صحيح واثقين فيك
مطلق : طبعًا !
ضحك بخفه ولوهلة تذكر وقت هددته اسرار لأجل تعرف بسالفة ظبيه ، زفر بضيق كان يتمنى يزيد غيضّها هو ماشبع من غيرتها وعشقها ويتمنى لو تغار عليه من نسيم الهواء لأنه والمعروف عند كل شخص الغيرة ماتجي الا من محبة ، هو دخل بهواجيسه فعليًا وصحى من صوت مطلق : يالهَاجس !
لفّ على مطلق وقال بصدمة : لبيه ؟
مطلق : أنا ماشي تعالوا مع نهيّان اذا تبون ظبيه
ضحك سلطان وقال : بيموتني نهيّان لو أجيك بدونه اساسًا
مطلق ابتسم وقال : زين زين
طلع مطلق ومشوا معه حتى ركب سيارته وطلع من البيت وهو مصدوم كليًا ، بس الخيرة فيما أختاره الله كان يبي سطّام وجاه أخوه واللي يعزه مطلق بالحيل ، كل الأمور خيرة ومطلق بيوافق على سلطان من حُب ومعزة ويدري أنه بيصون ظبيه وبتعيش حياة كانت وما زالت تتمناها ..
~ غرفة اسرار ، بيت عِقد ~
منسدحين ويطالعون السقف ، ابتسمت وقالت : حتسوين زواج ؟
اسرار : مدري شلون تفهمون ؟
عِقد جلست وقالت : أعترفي ترا مره واضح
اسرار لفّت لها وقالت : ايوه ايوه ؟
عِقد ضحكت بسخرية وقالت : ماجمعك ربي فيه الا عشانو خيرة بحياتك ليش تحاولي تبعديه عنك ؟
اسرار عضّت شفايفها لثواني ونطقت : ويمكن تكون خيرة له أني أبعد منه ؟
عِقد : أنتي كنتي تبكي قبل لحظة ومنهارة إنك ماتركتيه يكلمك أقنعيني انك ماتبغيه !
اسرار صدّت تعطي عِقد ظهرها ونطقت : ماتبغي تتكلمي معايا ؟
ماردت اسرار ومشت عِقد تطلع من عندها ، غمضت عيونها وقالت : يارب م ألمحه قريب يارب
استسلمت للنوم من فرط تعبها والأحداث اللي حصلت لها ..
'
انتهى البارت ادعموني بنجمة وكومنت عشان اتحفز اكملكم 🩵
" صباح الخيييير ، استمتعوا ولاتنسون النجمة يحباااني "
تعالوا أنستا ' Jwuiri '

الهَوى اسّرار وهَواجِيس واحّلام ... والىَ متّى واحّلام وصِلك بعّيدهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن