'
~ فِيلا واحد ، على مشارف الغروب ~
صحت بصعوبة وتعب شديّد ، رفعت عيونها لخروجه من الحمام ، وجهه مستهَل ومبسوط نفسيًا وجسديًا ، وقفت ترفع شعرها للخلف وتنطق : كم الساعة ؟
سطّام ابتسم وقال : صحت الدنيا ياعيون سطّام
ابتسمت تشوف الوقت وتشوف المغيب قدام عيونها ، وقفت وسرعان ما تعثرت بألم ، كان قريب منها ولحقَ عليها ، مسك ذراعها ونطق : أنا أسف
شّدت على ذراعه ونطقت : لا تخليني أبدا أشتمك وألعن أسفك !
ضحك بخفه يحتضّنها وحاوطته تنطق : مافيني حيل لشيء
سطّام ضحك بصدمة ونطق : أسف لعتابي أمس ماني نادم على شيء اليوم !
شهقت ترميه بالمخده وتنطق بفشلة ووجنتيها تشتعل خجل : أطلع برا !
ضحك بصوت عالي وقال : تعالي لا تفوتك قعدتنا
اسرار هزت راسها وقالت : بنام شوي وبجيكم بس إذا ماقمت تصحيني ؟ على ثمانية الليل ؟
سطّام ابتسم وقال : عيوني لك أبشري وتحت أمرك
اسرار ميّلت نفسها وانحنى سطّام معها ، تلحفت وصدّت تعطيه ظهرها وتنطق : قول لهم جاتها سخونه
سطّام انحنى يلعَب بخصلات شعرها وينطق : أكسر فكه اللي يسأل !
اسرار : قفل الباب وراك
قبّل راسها ومشى يطلع من عندها ، قفل الباب وراه ومشى يطلع من الفِيلا ، ابتسم يشوف العيال يساعدون هذام بالشوي والتقطيع ، ضحك بخفه وقال : عساكم على القوة
مطلق ابتسم وقال : أرحب يالهَاجس أرحب
تقدم يحاوط كتفه وينطق : البقى لبى كبدك
ألتفت يشوف شغلهم ونطق : ماشاءالله بديتوا ؟ بخاطري أذوقكم الباربيكيو حقي
هذام ابتسم وقال : أبد تم والله
مطلق زفر بقرف ونطق : جاك مطفي النور أسمه شويّ وش براكبيو ذا ؟؟
ضحكوا العيال وابتسم سطّام ينطق : خلك برستيج شوي تراك ما أنت بالسعودية !
مطلق : تعقب الديار اللي بتغيير أطباعي ! مطلق هو مطلق فالأرض والقمر والجو والبحر !
ابتسم سلطان ونطق : والله اللي ونعم !
مطلق ابتسم وقال : ماعليكم زود يرجال
هذام : بس مطلق بتجلس تلبس ثوب حتى هنا ؟
مطلق : أسكت لا تسمعك الغنوج طلعت منها بالصعب ! لو ماصحيت قبلها وسبقتها للباب ومثّلت إني تعبان كان جيتكم بالبينك حقها مدري ويش هو !
ضحك سطّام بصدمة وقال : أعقب بينك بعد !!!
هذام طاح يضحك ونطق وهو يضحك : وتوو يقول تعقب الديار
سلطان صرخ من الضحك وهو ماسك بطنه ، ضحك سطّام بصوت عالي وقال : وشفيكم !! الديار تعقب بس الغنوج حقته لا
مسح وجهه يصدّ ونطق : ها ودكم تمسّون ؟
ضحك سطّام وقال : نعتذر منك
جلس مطلق بجانب سلطان ، سطّام جلس على حافه الطاولة يتأمل البحر بشعور غريب ، شعور ماقد شعَر به وهو يتأمل البحر ، معقوله تخطى مخاوفه ؟ معقوله أنتهت كل أوجاعه معها ، جات وجابت الخير معها والأمل والحياة ، عضّ شفايفه يصدّ ويناظر هذام وهو يتبّل اللحم ..
~ قصر نهيّان ، الجبيّل ~
بغرفة سلمان ، ابتسم يضبطّ جزمة رواف الصغيرة ، رفعه يشيله ونطق : جهزتي ؟
انفال مسك ظهرها ونطقت بتعب : أف ايوه حمدلله
سلمان ضحك بخفه وقال : بدأت أعراض الحمل ولا شنو ؟
انفال ابتسمت وقالت : لا وين بس كنت منحنية لفترة
سلمان ابتسم وقال : مشينا ؟
هزت راسها بالايجاب ومشت تشيل رواف منه ، قبّل نعومة خدها ونطق : انتظروني تحت
مشت تطلع مع رواف للصالة ، ألتفت سلمان وطلع جواله يتصل على عبدالله ، وصله صوته وهو يقول : هلا ؟
سلمان ابتسم وقال : عبود ضاحي جاكم ؟
عبدالله ابتسم وقال : ايه أبشرك ومسك شغله الولد فطين بسم الله عليه ! وصراحة أطلق من مازن
سلمان : طبعًا ! مافيه وجه مقارنة ، الولد أمانتك تعلمه كل شيء أنا ماشي رحلة خارج السعودية
عبدالله : سلمنا عليك
سلمان : ودعناكم الله
قفل الجوال ومسك الشناط ومشى يطلع ، وصل للصالة وابتسمت ريم تنطق : أنتبهوا لأنفسكم
ابتسم لها وقال : وانتوا بعد
نهيّان : سلمني على بنياتي
ضحكت انفال وقالت : غش غش !
ضحك نهيّان وقال : أنتي غير !! من لحمنا ودمنا بنتنا حق وحقيق !
مسك سلمان ذراعها ومشى ينطق بهمس : أبوي أكبر بلاير بالدنيا كل وحده يقولها أنتي غير
ضحكت بصوت عالي تضرب كتفه ، ضحك وهو يسمع تهديد نهيّان له ، آشر له بيده وقال : ودعناكم الله يأبو سلطان
طلع من القصر ومشوا يركبون مع عبدالصبور ويتجهون للمطار ..
~ شركة نهيّان لليخوت ~
قفل الحاسوب المكتبي حقه ومشى يطلع من أضخم طابق وأكبر مكتب ، مكتب نهيّان المدير التنفيذي للشركة ، بحكم إنه السكرتير حقه ، طلع بأوراق خاصه للحجوزات بالأسفل ، تقدم عبدالله من شافه طالع ونطق : أبو مشبب ؟ أمرني
ابتسم ضاحي وقال : عبدالله ولا عليك آمر وين ألاقي مكتب الحجوزات ؟
عبدالله ابتسم وقال : الدور الثاني بعد المصعد أدخل يمين
ضاحي مسك ذراعه ونطق : ماتقصر
مشى ووصل للمصعد ، ضغط من الطابق السابع والثلاثين للطابق الثاني ، وصل وترجل من المصعد ، دخل يمين مثل ماوصف له عبدالله ، وقف الموظف اللي عند الباب ونطق : تفضل أستاذ ضاحي !
ابتسم ضاحي بفخر ، هو برز نفسه بأول يوم وقدر يخلص كم ضخم من الشغل المتراكم من وقت طرد مازن ، تقدم يشوف أحد المكاتب مكتوب عليه ، أستلام الحجوزات بعد التوقيع ، مدّ الملف للموظفه ونطق : هذي الأوراق الخاصه بالحجوزات على أربع يخوت موقعه وجاهزة تقدر تنطلق بأقرب وقت
هزت راسها بالايجاب وقالت : ماقصرت
مشى يطلع من عندهم ، من وصل للمصعد وصعَد عليه صرخ ينقز بالسماء ونطق بفرحة : أدعس ياضاحي !! أجل أستاذ ؟؟
ضحك بخفه ونطق يكمل : ايه طبعًا أستاذ ! غصب عنهم كلهم !
عدَل ملامح وجهه للجديّة ومشى ينزل من المصعد من وصل للطابق المنشود ..
~ حوش الفِلل ، ساراندي ألبانيا ~
طلعوا البنات بالسلطات والمتبل والفتوش والتبولة ، وجميع أنواع الصوصات ، العصيرات جاهزة والخبز يتسخن ، سحب سطّام اللحم يحطه على الجمر وينطق : بنت أيمن أوصيك ؟
ألتفتت له ونطقت : أكيد !
مطلق رفع حاجبة يطالع بسطّام وسرعان ماضحك ونطق : يالغيور وش تبي ؟
مطلق أشر بيده ونطق : كمل كمل
ضحك يلتفت لها وينطق : تشوفيني مشغول عادي تصحين زيتونتك ؟
مسك كفوفها بحُب وقالت بثغر حجازي : حطير من الفرحة ! مادام قلت لي زيتونتك غصب حروح ، ازا تبغى شيء منها قول لي اوصلو ؟
سطّام ابتسم وقال : سلامتك
هزت راسها ومشت تركض للفِيلا الأولى ، فتحت بابها ودخلت تسمع الهدوء وتشوف ظلامها وشدّة برودتها ، مسكت ذراعينها تحتضّنها وتمشي للأعلى ، وصلت وابتسمت بوسع ثغرها من شافت اسرار تضبط شعرها ولابسه فستان واسع أبيض ، مشت تركض وألتفتت عليها وقالت : يمه !!
ضحكت تضّمها وسرعان ماحاوطتها اسرار وقالت : حيااااتي
عِقد ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : أنتي حياتي !
بعدت عنها وابتسمت تنطق : اش الحلاوه دي !! يابنت !
ضحكت اسرار بخفه وقالت : كويس حلاوه ولا تعب
عِقد : ليش أشبك ؟
اسرار : سخنت فجأة الفجر والحين أحسن
عِقد عبّست بملامحها وقالت : أمي أنا
اسرار ابتسمت تحضّنها وتنطق : أمي وأبوي وأهلي أنتي يا دودي
ابتسمت عِقد وقالت : ايوه زيتونه الرسام يبغاكي تجي
اسرار هزت راسها وأبعدت تقول : الحين بجي
مشت عِقد تطلع من عندها وألتفتت تشوف اسرار نازله ، ابتسمت تمدّ كفها ومشت اسرار تعجّل خطواتها وتتشبث بكف عِقد ، طلعوا سوا للخارج وابتسمت تأخذ نفس عميق ، نفس مليان أكسجين البحر وريحته ، تقدمت وابتسم يشوفها جايه ، ابتسمت له بخفه ومشت تجلس بجانب البنات ، ضحكت ظبيه وهمست لشهد : ماقلت لك ؟
صرخت شهد تضحك بصوت عالي وانفجعت ظبيه تكتمها ، ضحكت معها وقالت : تكفييييين !
ظبيه ضحكت وقالت : حسيت والله وماخاب إحساسي
شهد مسحت دموعها ونطقت : مو صاحية بيبو !
ظبيه ابتسمت وقالت : خلاص كلهم يطالعون تكفين خلاص
ضحكت تصدّ عنهم ، ماتدري باللي طار قلبه وانتشلت فؤاده بضحكاتها ، يتأملها صادّه عنهم وتضحك ، ابتسم بوسع ثغره ونطق : عسل والله عسل ، هالشهد حاليّه !
ألتفت لسطّام اللي نطق : عيال سلمان طلع من الرياض
سلطان : جاي ؟
هز راسه بنعم وكمل يشوّي ، سلطان ابتسم وقال : الله يعينهم
مطلق زفر بقرف ونطق : اشهد بالله إنها تمرض !!
ابتسمت عِقد وقالت : اووه لسى ماتخطيت أول رحلة معاك
مطلق ابتسم وقال : خليها مستوره جعلني فداك
ضحكت عِقد تمسك كتفه وتنطق : ستر وغطاء عيب عليك والله
ابتسم يسحب كفها ويقبّله بكل حُب ، ابتسمت تحطّ دقنها على كتفه وتنحني براسها على راسه ، ابتسم يثبت نفسه عشان راحتها ، ابتسمت اسرار ونطقت : وش جدولكم ؟
سلطان ابتسم وقال : ينصر دينك يشيخ من أول أنتظر أحد يسألني !
ضحكت اسرار وقالت : أبهرنا ياسلطان
سلطان وقف ونطق بحماس : بعد الباربيكيو..
قاطعه مطلق وهو يقول : عودنا على طير ياللي !
ضحك يضربه وينطق : ياتبن خلني أكمل !
مطلق ابتسم وقال وهو يلعب بسبحته وينطق : أسلم
سلطان : بنطلع على اليخت
هذام زفر بضيق وقال : بجلس مالي نفس
سلطان حكّ راسه ونطق : والله وأنا بس حرام حجزت
هذام : عادي يروحون مطلق وسطّام والبنات
عِقد اخذت نفس وقالت بحماس : عادي أصرخ ؟
مطلق ألتفت لها وقال : ايه عشان أرميك من هنا
ضحكت وقالت : ماتقدر !
مطلق صدّ بغضّب وقال : أقول امسّي امسّي !
اسرار ابتسمت وقالت : ماعندي مشكلة بجي
مطلق : تمام أجل بنروح أنا والغنوج والهَاجس وبِكر محمد
اسرار ألتفتت تشوف صمته وسكونه ونطقت : تم !
سلطان : حلو ترا الخروج الساعة عشرة الليل
مطلق : مابه مشكلة نتعشى وننزل
هذام ألتفت لسطّام وصرخ ينطق : اللحم أحترق !!
صحى من هاجوسه بالبحر ومخاوفه ، وسحب اللحمه من على المنقل ونطق : روعتني !
هذام مسك راسه بغضّب وقال : أجلس واضح ما أنت على بعضك وأنا كل شيء بكوم والأكل بكوم ثاني !!
زفر سطّام بضيق ومشى بمحاذاة السور الصغير ، يتأمل البحر بالليل وهنا تكمن أسوء مخاوفه ، فقد أمه بليلة تشابه هالليلة بالضبط ، ألتفت من حاوطت ذراعه ونطقت : من مضيق خاطرك وساكن هواجيسك ؟
ابتسم يشّد على كفها وينطق : ولا شيء
اسرار : بس اللي واضح لي من عيونك يقولي عكس كلامك ؟
سطّام دخل يدينه بجيوب الشورت حقه ونطق : علاقتي بالبحر نوعًا ما سيئة
اسرار ابتسمت وقالت : متأكد نوعًا ما ؟
سطّام ابتسم ينحني براسه ويتأمل خطواتهم سوا ، ابتسمت من وصلوا لنهاية الدرج ووطّوا التراب برجولهم ، وقفت قدامه ونطقت : أنتصرت عليك بحاجه يا بِكر نهيّان !
سطّام ابتسم وقال : هزيمتي قدامك أعظم أنتصار !!
ميّلت شفايفها السُفلية لثواني ونطقت : لا تحاول ماعاد يأثر فيني حلاوة كلامك ! تسابق للشاطئ ؟
سطّام توسعت عيونه وصدّ علطول ينطق : فكيني !
سمع صوت رجولها بالأرض وهي تبعد ، ألتفت يشوفها واقفه تضحك قدام البحر ، مسّ الموج رجولها وابتسمت تدخل وتمشي فيه ، شّد على كفه ونطق بحدة وبصوته الجهورّي : اسرار يرحم أبوك ارجعي !
هزت راسها بنفي وشهقت من انزلقت رجلها وطاحت بالبحر ، ارتخت ملامحه من أختفت عن ناظريه ، توقف العالم للحظات على قُصر مدتها إلا إنها كانت طويلة وتعادل سنين ، شعر وكأنه عاد لنقطة البداية ، حسّ بنفس شعوره وقتها ، بليلة بدرها كامل بليلة في آواخر الصيف ، بنفس الجو حاليًا ونفس الوقت ونفس الموقف ، أمام بحر ونفس المشهد ينعاد على ذاكرته ، وكأنه محتاج تذكير ، هو ماقدر يخارج نفسه من ذاك اليوم ومن ذاك الموقف ، فقد أمه وفقد الأمل بالحياة ولمن رجع يحّب ويعطي كل ماعنده لأجل يحيّ هالحُب كذا يصير له ، غمض عيونه ببطء أمل من إنه يرجع يفتحها ويشوفها ، فتحها ومازالت اسرار مختفية ، زفر يحسّ إنه أستغنى عن أكسجين رئتيه كامله ، حسّ إنه أفرغ جسده من الهواء ، نزلت حرارة دموعه وبدأت رجفته تتكرر ، رجفة الفقد اللي حصل له قبل إحدى عشر عام ، ماكانت رجوله قادره على إنها تشيله فـ هوى يسقط على الأرض ، شّد على التراب ، يسأل نفسه ، هو أساء للغامض أمامه ، هو جرحه وأزعجه وأذاه ، الأزرق اللي يصفق بموجه قدام عيونه سلبه ضلوعه وقلبه وكُل شعوره قبل إحدى عشر سنة ، معقول ما أكتفى ؟ كان طايح يتأمله ببغض وغضّب وهو قدر يسلبه فرحته وحُبه وسبب من أسباب وجوده بالحياة ، لقى أسوء نقاط ضغفه وأستغلها بأبشع طريقه ، وقف وشهق يركض بأسرع سرعته ، توسعت عيونه على مصرعيها من لامست رجوله الموج ولأول مره بعد دهر من حياته ، صار يلتفت يمين وشمال مثل المجنون يدّور عليها ، كان يشعر بإنه قاعد يدور على أبرة داخل كومة قش ، بل أضخم من هالشعور وبمراحل ، قاعد يدور على أنثى داخل هالغموض والسواد اللي ماله نهاية ابدًا ، ولا يأمن قاعه أبد ، صرخت تطلع من الماء وتضّمه وهي تضحك ، طاح على ركبه ولامس البحر بطنه ، ضحكت ونطقت : تغلبت على خوفك ؟
كان ساكن ومتخدر ، هو ماقدر حتى يحاوطها رغم إنه يبي هالشيء لأجل يطمن قلبه ، أبعدت تشوف ملامح وجهه المخطوفة ، ولونه الباهت ورجفته الواضحه لها ، ثاني مره تشوفه بهالحال ، تشابه الموقف معها بأول قُبلة بينهم وأول شعور ، لمن كان تعبان ، تحلفّ من نظراته المنطفئه إنه بلحظات وصل أسوء مراحل الحمى ، كان ذابل وبقوة ، أنقبض قلبها وسرعان مارجعت تحاوطه وتنطق : سطّام !
غمض عيونه وأرتخى بين يدينها واستسلم للبحر ولخوفه ورهبته منه ، شهقت تشّد عليه وتنطق : معي معي والله ما تركتك ، سطّام !!
حسّت بذراعه تلتف حول خاصرتها ، ارتمت بحضّنه وحاوطها بصعوبة ونطق بدقن راجف : حرام عليك والله حرام !!!
ابتسمت وسط دموعها ونطقت : ما خبرتك خواف
سطّام ابتسم يوقف ورجوله داخل البحر ، وقفت معه وغطاها بطوله ، ابتسمت تنطق : غلبته ولا مازلت مغلوب ؟
سطّام : يعقب ما غلبني غير محاجرك الخُضر !
ضحكت تحتضّن ظهره وتسند راسها على صدره وتنطق : ايه واضح بسم الله عليك اللي يشوفك قبل لحظة يقول ميت أحد قدام عيونك !
ضحك بسخرية وفرك جسر خشمه يصدّ عنها ، حاوط راسها يشّد عليه ونطق : جربي تعيديها
اسرار ابتسمت تمسك ذراعه وتسحبه داخل البحر ، ضحك برعب ونطق : بِكر محمد أتركيني !
ضحكت تهز راسها بنفي وتنطق : والله تجي معي خلاص شوف دخلته مافيه شيء يخوف !!
هز راسه مرارًا وتكرارًا ونطق : أبعدي لا أهفك يالقزمه
اسرار ضحكت بسخرية وقالت : قزمه وأشجع منك ؟ صدق إنه ماهو كل شنب شنب !
مسكت شنبه تشّده وسرعان ما ضحكت من عرفت من ملامح وجهه أنها استفزته بآخر كلمة وركض ببطء أثر الماء اللي يعكس حركته ، هربت منه تتجه للعميق ومشى يتبعها وهو يتحلّف مايتركها بعد كلمتها ، ضحكت من وصلت لنقطة عميقة بالنسبة لها ، ألتفتت تشوفه جاي وضحكت تستند على كتوفه ، قرص أذنها ونطق بحدة وهو يهمس : أسحبيها ولا غرقتك !
ضحكت وتقدمت تقبّل ثغره ، أرتخى علطول وبادلها ، ضحكت تبعد عنه وتنطق : أركد بس
سطّام عضّ شفايفه ونطق : أنا اللي غرقت ، يقلع شكلك !
ضحك بخفه من سمعها تضحك وهي مستنده عليه ، ابتسم يشوف واقف بأعمق نقطه وصلها من عرف نفسه ، تأكد فعليًا إنها هي السبب ، هي الأمل والحياة والقوة والضعف ، قبّل جبينها واستند على راسها وهي خذت من صدره مكان لها ، يتأملون النجوم والهلال بأعلى سماهم ، صوت الموج وأصوات نبضاتهم هي المسموعه بهالمكان ، بعيد جدًا عن ضجيج الحياة وسكانها ، أثنينهم مع بعضهم بأجمل مكان رغم برودة الماء ، إلا إنهم كانوا سبب دفء لبعضهم ، محتضّنها بشدّة وهي متمسكه فيه ، هو سبب صمودها بهالحظه وهو سبب رؤيتها للعالم بطريقه جميلة ومختلفة ، هو ما عمره كان رسام كثر ماكان يرسم لها طريق جميل ومليان حياة وألوان ، كل منهم كان سبب لأنقاذ الثاني من الغرق ، هي كشفت اسرارها قدامه وجروحها وقبّلها وزرع بحُبه مشتل ورود بجوفها ، وهو سمح لها تسكن هواجيسه وتصبح من الاشيء كل شيء ، عطاها الضوء الأخضر وأصبحت عائلته والأكيد إنها تحمَل بمشاتل جوفها وفاء لقلبه ينتظرونها تخرج تنور حياتهم وتزيدها نور ..
~ أمام الفِلل ~
حضّروا الأكل على الطاولة وألتفت مطلق يشوف سطّام يركض وهو يفسخ تيشيرته ، صرخ يناديه وألتفت ينطق بصوته الجهورّي : دقايق ونجي ابدأوا انتوا لا تنتظرون
مطلق رد عليه بنفس طبقة الصوت المرتفعه لأجل يسمعون بعضهم : عيب عليك ننتظركم ليه ماننتظر
ابتسم سطّام ومشى يركض لداخل الفِيلا حقته ، سحب المناشف ومشى يركض راجع لها ، ابتسم من شافها تتأمل البحر وتحتضّن نفسها على أمل تدفأ ، حسّت بقدومه ووقفت ترفع طرف فستانها وتنطق : طولت
ابتسم يلفّ شعرها بالمنشفه ويجففه ، قبّل رقبتها ونطق : بتتعشين ؟
اسرار هزت راسها بالايجاب وقالت : مره جوعانه
سطّام : معهم ولا لوحدنا ؟
اسرار ابتسمت وقالت : ودي أكون معك بكل ثانية بس عيب بحق هذام وشهد
سطّام ابتسم وقال : وش عليهم ؟ أنا اللي طبخت اللحم كله
ضحكت بخفه وقالت وهي ترجف : جمدت والله رغم حرارة الجو !
سطّام : وين حر بالعكس فيه هبوب عشان كذا بردتي ، تعالي لحضّني
مدّت راحة ذراعيها له ، رفعها له ونطق : أدفيك لا تشكين من البرد وأنا موجود
حاوطت رقبته وغمضت عيونها ، مشى فيها للفيِلا ، يغطيها بكامل جسده وبالمنشفه ماكانت تنشاف أبدًا ، دخلوا ونزلت تركض لغرفتهم ، ابتسم يلحقها لأجل يبدلون وينزلون للعشاء ،
وعند الطاولة ، تجمعوا كلهم وبدأ هذام يحضّر فالصحون لكل واحد منهم ، ابتسم من وقفت شهد بجانبه تمدّ مع كل صحن لحم صوصات مختلفة وسلطات خاصة ومشروب ، قبّل كتفها ونطق : مذهلة وخالقك مذهلة
ابتسمت بتعجّب ونطقت : طبعًا شهد ماهي أي أحد !
ابتسم بدهشة من غرورها بنفسها وحُبها الشديد لذاتها ، همس لها ونطق : عرفنا من المغرور
شهد لطخت طرف خشمه بالزبادي ونطقت : منك نتعلم يا مغروري !!
هذام مسك خصرها وشّدها عليه يهمس بأذنها : والله لو ما كنت أحشم الرجال ذول كان خضّت جولة صغيره مع ثغرك المعسول !
ضحكت بتوتر وقالت : اييه نسيت أحط ثلج بالعصير أعذروني المغرور يحّب يدقق !
ابتسم سلطان ونطق : كثر خيركم
عِقد ابتسمت وقالت : صراحة عادي التلج موجود وكل واحد يجيبو لنفسو
مطلق ابتسم يناظرها ، هو من جلس ماشال عينه منها ، مايقوى تفوته ثانية مايشوف ابتساماتها وضحكاتها ، مايقدر يحّرم نفسه ثواني من سماع لهجتها الحجازية ، شّد على فخذها ونطق : أحبك
ألتفتت له بصدمة وقالت : قلبو ! أنا برضو أحُبَك !! بس أتركني مايصير قُدامهم !
ضحك يبعد يده عنها ويكمل أكل ، ألتفتوا شهد وهذام لأسرار وسطّام اللي تقدموا للطاولة ، ابتسمت شهد وقالت : سطّام هنا صحونكم
ابتسم سطّام يمسك كفها ويمشي معها ، جلسوا وألتفتت اسرار على عِقد اللي نطقت : معفنه شعرك مبلول يمكن تمرضي !
اسرار ابتسمت وقالت : عشان الرسام وإن مرضت مايخالف
ابتسم يقبّل راسها وينطق : ذبحتيني خلاص
ابتسمت تمدّ يدها للصحن وتسمي بالله وتبدأ بالأكل ، بدأوا جميع يأكلون والسوالف وأصوات ضحكاتهم مرتفعة ، فعلاً كانوا يستاهلون هالسفرة بعد كل شيء وحدث صار لهم ..
~ بيوت آل عمر ، الخرج ~
جالسين بحوش بيتهم ، حمود يلعب مع جودي وجوري جالسه مع أبوها يقرأون أخبار الصحف ، ورؤوس العناوين المهمة ، تقدمت صافية تجلس وتنطق : أحلى شاهي يجيكم الحين
ابتسم مشعل ونطق : سلم يمينك يا بِكر مشبب !
جوري ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : أمي أحس مستحيل أنتي أكبر من خال مطلق !
صافية ابتسمت بضيق وقالت : الزمان كبّر مطلق غصب عنه ، مطلق صار رجال قبل يصير مراهق حتى
مشعل : أشهد بالله إنه عن ألف رجال !
جوري ميّلت شفايفها بزعل ونطقت : ليه وش صار ؟
صافية : فقدنا أمي وأبوي وأنا بآخر سنة ثانوي ومطلق بسادس ابتدائي وبعدها كنت كل يوم أبكي عنده لأنه الوحيد اللي شهد هالحادث ، كنت أصرخ عنده يصحى من غيبوبته ولا أترك له مجال يتركني بعد خسارتي لوالدي ، كنت بين المستشفى والبيت عشان ظبيه وضاحي ، كان ضاحي وقتها بعمر الست أشهر بس وكبرته على يدي وماسمحت لأحد يرضعه ، كانوا حريم أعمامي يطلبوني حتى جدتي بس أعرف طينتهم وشايفه وش حصل بأسرار بعمري عنها ، كنت أم وأب لمدة ثلاث أشهر كانت مثل السنة بطيئة وموجعة جدًا ، وبعدها صحيت على دخول عمي عبداللطيف وهو يبكي وقلت خلاص فقدت مطلق فقدت أخوي وعضيدي وسندي بس صدمتي وقت دخل مطلق من وراء أعمامي أموت ما نسيتها ، كنت أصارخ وأضرب الأرض وأبكي ، يقولون مطلق صحى علطول وحلفّ يطلع ، من بعدها ماصرت أعد الأيام اللي فقدت فيها أمي وأبوي الله يرحمهم لأن مطلق كان العوض والسند لي عوضني الثلاث أشهر وحفزني أكمل دراستي ، تخرجت بمعدل عالي ودخلت الجامعة علطول عكس مطلق اللي كان معدله ضعيف بأولى سنواته فالمتوسط ، بس كان يهون علي رغم إنه مستقبله ويقولي ماتضيق الا وتفرج ولا يبطي السيل الا من كبره ، وبعدها قابلت أبوك بأحد الكلاسات الإلكترونية وماكنت أفهم بالماده ، ساعدني وحبيته لأنه وبعد ما أجتزت الماده ماتركني كان يسألني عن حالي لوقت ما أعترف لي وقال لي أبي أتقدم لك ، وقتها كان مطلق مخلص ثاني ثانوي وعلطول من تعرف على مشعل وسأل عنه وبعد أشهر من المعاناة وافق مطلق وتزوجت ، يعني بفضل الله ثم مطلق ماعشت ، وهذا هو خالك قدامك آثار الحياة وفعايلها واضحه على وجهه وبياض أفعاله واضح على شعره
ضحك مشعل من شهقت جوري تبكي ، أحتضنها وهو يضحك وينطق : هيضتيها !
صافية شربت الشاهي بهدوء وهي تشوف عيالها وكيف حياتها ، حتى بمسألة مشعل قبل فترة ماتركها مطلق ، ولا نسى منها رغم انشغاله بأموره وزواجه ، ابتسمت ابتسامة عريضة وأردفت : جعله يأخذ فرحتي لو زاره الحزن مره وجعله يأخذ من عمري لو نقص من عمره سنه !
ابتسم مشعل يتقدم لها ويحضّنها مع بِكره ، يشربون شاهي بهالهدوء وسوالفهم العميقة والدافئه ، عيالهم يلعبون قدامهم ، ابتسمت تمدّ له كاسه شاهي وابتسم يمسكها ، ظلوا على هالوضع ساعات من السوالف والضحكات والدموع أثر مواقف مضحكة أو حزينه ..
~ فوق السحب ~
ألتفتت تشوفه ركد أخيرًا ونام بحضّن أبوه ، ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : مابغى وش جاه ؟
سلمان ابتسم وقال : أكيد من الإقلاع
انفال ابتسمت تقبّل أقدام رواف بحنّية ، ابتسم سلمان ينحني ويقبّل راسها وينطق : تأخذينه لك ؟
انفال هزت راسها بالايجاب وقالت : عطني
رفعه سلمان ومسكته انفال تحطه بحضّنها ، ابتسم يضحك وينطق : ماما
ضحكت تقبّله بمختلف مناطق وجهه وتنطق : روحها
ابتسم يضحك لها وسلمان يتأملهم بهدوء ، تقدمت المضيفة وأخذت طلبهم من سلمان ، سحب فراولة ومدّها له ، ابتسم رواف يأكلها ويبتسم لسلمان ويناديه بـ " بابا " مرارًا وتكرارًا ، ابتسمت تنطق : خلاص لا تحمسه أبيه ينام
سلمان ضحك بخفه وأبعد يده عن رواف ، ابتسمت تثبته بحضّنها وتتركه ينام ..
~ على الجسر ، ساراندي ألبانيا ~
وقف بعد ماثبت الأغراض وشناطهم الصغيرة ، ابتسم يمدّ يده لها وينطق : تعالي
اسرار ابتسمت وقالت : مطلق وعِقد ؟
سطّام وهو يتمسك بيدها ويساعدها تصعد : أرسل لي يقول أتخم بعد العشاء ويبي ينام
ضحكت تركب معه وتنطق : يعني بس أنا وأنت ؟
سطّام ابتسم يحاوط خصرها وينطق : إذا تسمحين لي أهرب معك ؟
اسرار ابتسمت تثبت يدها على صدره وتنطق : ايه ؟ طبعًا نسمح
سطّام ابتسم وتركها ومشى يتجه لقمرة القيادة ، جلس على المقعد وشغل اليخت وحرك يتوجه لأبعد نقطة ممكنه ..
~ فِيلا ثلاثة ~
دخلت بقايا الأكل بالثلاجة لوقت ثاني ، مسحت المطبخ وألتفتت تشوفه لسى ما أنتهى من غسيل الصحون بالمويه ، ابتسمت تمشي له وتنطق : يالمغرور ! هذا وأنا طلبتك تغسلها بالمويه أجل لو فركتها ونظفتها بالصابون وش بتسوي
هذام زفر بغضّب وقال : وش تبين الحين ؟
ضحكت شهد ونطقت : أبطيت حشى لو مفطح خلص !
هذام مسح جبينه يرفع شعره وينطق : لو سمحتي أتركيني أركز بشغلي !
مشت شهد بالفوطه اللي بيدها ونطقت : الله عاد والشغل
أنتهى من آخر صحن وقفل أنوار المطبخ ، مشى يشوفها جالسه بالصالة وتاكيه على جوالها ، جلس قدامها ونطق : عسلي
ألتفتت له بدون ماتنطق بكلمة وكمل يقول : نسوي شيء ؟ بما أني مابنام
شهد : كان رحنا مع سطّام واسرار وربي كان نفسي فيه
هذام ابتسم وقال : طلعتهم على اليخت ولا شيء بالفعاليات اللي مجهزها سلطان لنا بكره
شهد عدلت جلستها ونطقت بفضول : وش وش ؟
هذام : بنطلع على قارب وبنجرب جميع الفعاليات على البحر
شهد ابتسمت وقالت : البراشوت والبنانا وغيرها ؟
هذام هز راسه بالايجاب وقال : والجيت سكي برضو
شهد ضحكت وقالت : طيب ننام عشان يجي بكره بسرعه ؟
ضحك بصدمة ونطق : لا وين ننام باقي بدري !
شهد : نتابع شيء ؟
هذام ابتسم وقال : صراحة ماودي اتابع شيء بس لو بنتابع فيه مباراة بكره للهلال ضد الإتحاد ودي نتابعها
شهد ابتسمت وقالت : عاد يارب يفوز الهلال
توسعت عيونه بصدمة وقال : بعدي الهلالية بنتي أنا بنتي !!
شهد : أنت هلالي ؟
هذام : طبعًا !
شهد ابتسمت بخفه ونطقت : كفو
هذام : كفوك الطيب يعسولتي ، الحين وش نسوي ؟
شهد : فيه جينجا على الطاولة تنافسني ؟
هذام ابتسم وقال : جيبيها وطبعًا فيه عواقب
شهد : معليك جاهزة
هذام : يالله أجل
سحبت شهد لعبة الجينجا " المستطيلات الخشبية " اللي تترتب بـ شكل برج وبعدها يتم سحبها مستطيل مستطيل ، ومن يتسبب بسقوط البرج هو الخاسر ، ثبتتها على الطاولة وبدأوا أثنينهم يصفونها فوق بعضها لحّد ما تشكل البرج كامل قدامهم ، رفع عيونه لها ونطق بتحدي : يالعسل جاهزه ؟
شهد ضحكت وقالت : جاهزه يالمغرور
بدأ اللعب من جهة هذام اللي سحب أول مستطيله ورجع يثبتها فوق البرج ..
~ فِيلا أربعة ~
جالس على طرف السرير ويشوفها تمشط شعرها ، رفعت عيونها للمراية تشوف انعكاسه ونطقت : أشتقت لبيتنا ماطولنا فيه
ابتسم سلطان وقال : بنعيش فيه عمرنا كله وبيجي اليوم اللي بتقولين لي فيه ملينا منه يالسلطان
لفّت بكامل جسدها له ونطقت : تتحدى ؟ عشت بديار آل يزيد عمري كله ولا شكيت يالسلطان !
سلطان ابتسم يضحك وقال : طيب تجين ؟ ودي أنام
وقفت تربط شعرها ذيل حصان وتنطق : طيب متى نرجع ؟
سلطان رفع عيونه لها وقال : يالظبي وش جاك على السعودية ؟
ظبيه ابتسمت ومشت له ، سحبها لحضّنه ونطق : وش بخاطرك ؟
ظبيه : والله ولا شيء بس حسيت مافيني طاقه للسفرة أبدًا
سلطان ابتسم وقال : والله أحس فيه شيء ! تسمحين لي اسأل ؟
ظبيه هزت راسها بالايجاب وابتسم سلطان ينطق : أنتي حامل ؟
ظبيه رفعت كتوفها بعدم معرفة وقالت : تبي نطلع الصباح نفحص ؟
سلطان ابتسم وقال بفرحة : آخ يارب تمم !!
ابتسمت توقف وسرعان ماركضت للحمام ، طاحت عند المرحاض تستفرغ كل العشاء اللي أكلته ، ابتسم ينطق : صحة ياشيخة السلطان صحة !
قامت بتعب وغسلت وهو واقف يساعدها ، تمسكت به ومشت للسرير ، انسدحت ونطقت : إذا من أولها كذا ماودي !
ضحك بخفه وهو يمسح على شعرها ونطقت بزعل : كنت أحسب نفس المسلسلات طيب !!
سلطان ابتسم وقال : خير خير ان شاءالله ، الله يصبرني على الوحام
ظبيه ميّلت راسها على المخده ونطقت بتعب : عاد تصدق أحسه كذب
سلطان : وشلون ؟
ظبيه : مافيه شيء أسمه وحام
سلطان ابتسم وقال : أتمنى مو بعد كم شهر تكسرين ظهري بالطلبات !
ظبيه ابتسمت وهي مغمضة ونطقت : غصبًا عليك تجيبها !
سلطان ابتسم يأشر على خشمه وينطق : على خشمي
ماوصله ردها ونزل أنظارها يشوفها نايمه ، ابتسم ينسدح وراها ويضّمها حامل بقلبه دعوات صادقه مايخيب ظنه بكره ..
~ فِيلا إثنين ~
لابسه سماعاتها تتجاهل جميع سواليفه بعدم معرفته ، ومسترخيه بالبانيو وتلعب بالرغوه ، ابتسمت تشيل الخيار من على عيونها وتلتفت تشوفه يشرح من قلب ، توسعت عيونها بصدمة وضحكت تنطق : يا حُمار ما أسمعك !
وقف مطلق يطالع فيها بصدمة وعدم فهم ، أشرت بأصبعها على السماعة اللي بأذنها وارتخى على الباب بصدمة ونطق : لا تكفين !
عِقد ابتسمت بأنتصار ونطقت : أحسن عشان حرمتني من اليخت !
مطلق رمى نظارته بغضّب وقال : وقسم بالله ماتستاهلين من يجلس هنا يسولف لك !!
طلع من عندها ورجعت تلبس سماعتها ، مصيره يعرف إنه من حقها تزعل لأنه رفض تروح بدونه بالرغم من ترجيها له وطلبها ، طلع من الشرفه يتأمل البحر الضخم قدامه ، سحب زقارته وأشعلها وثبتها ، سحب منها وزفره يغني : من بلاه الهوى ربي يعييّنه ، مادري أشكر ربي ولا وش ! هالبنت كارثه
جلس على الكرسي ورفع صوته ينطق : إذا تبين تراضيني سوي شاهي !
سمعته وهي تشيّل الماسك من وجهها ، ابتسمت ترطب وجهها بعد ماغسلته وتعطرت وخلصت ، لبست طقم بجامه شورت وبلوزه ، مشت تنزل للأسفل وتشغل على المويه الساخنه ، ضحكت تشوف عزبته الصغيرة جايبها معه ، فتحتها تشوف بوكيت دخان بجانب أظرف شاهي ، سحبتها وطلعت ثلاثه وحطتها ببراد صغيره حصلته بنفس العزبه ، سكبت المويه الساخنه عليه ، وزنت السكر بصعوبة وسحبت من أكياس البقاله بسكويت ، طلعت من عزبته بيالتين ومشت تطلع للأعلى ، دخلت للشرفه ونطقت : أنا زعلانه برضو
ألتفت وسرعان ما وقف بأبتسامة عريضة تعتلّي منطوقه ، ابتسمت تنزل الصينية على الطاولة وتنطق : بتراضيني بشعر ؟
ضحك مطلق وقال : اسدح لك دواوين الشعر والقصيد بس أقربي !!
سكبت الشاهي وعبّست بملامحها تنطق : لسى أصفر
مطلق رجعه بالبراد ونطق : خليه يخدر
هزت راسها وسحبت شماغه تنطق : كويس ماغيرت ستايلك صرت أستفيد من شماغك وأتدفى
مطلق ابتسم وقال : لمتى ؟
عِقد ميّلت شفايفها بعدم فهم ونطقت : أيش ؟
مطلق : أنا قدامك أتركي عنك الشماغ وتعالي بحضّني
عِقد ابتسمت تصدّ ونطقت : حجيك بعد ما أرضى
مطلق ابتسم وقال : وش تبين تسمعين ؟
عِقد ألتفتت له وقالت بحماس : فضولي أكلني أيش هي أول أبيات قلتها لمن شفتني
مطلق : من بلاه الهوى ربي يعييّنه ، اما صابه الهم ولا مات مغبوون
عِقد ابتسمت وقالت : بعيد الشر وبعدها ؟
مطلق ابتسم وقال : بعد الصدود اللي جاء منك قلت
ارتخى على الكرسي وسحب من زقارته يزفره ورجع ينطق :
أسامر النجم وأبني الحلم وان جاء النهار ؟
يطير حلمي تقول انه صفقه الهوا !
بأسباب خشف يميزها الحلى والوقار
لعيونها المستحييل أقول مالك لوا
-
ابتسمت بوسع ثغرها ، مصدومة ماعمرها قابلت شاعر فصيح مثل مطلق ، والحين زوجها شاعر ، ابتسمت تمسك ذراعه وتنطق : كيف صرت شاعر ؟
مطلق ابتسم يشّد على كفها وينطق : كل بدوي يكون متذوق للشعر وكل محُب يصبح شاعر !
عِقد ابتسمت وقالت : طيب أبى حاجه حصرررري ؟
مطلق ابتسم وقال :
امري يالغنوج سميَ وأبشري ولبيـه
تدللي لو تبين عيوني قلت العمى خيره
اي بالله أحبك وأنتي كل اللي ابيـه
وأنتي ياعيني أولهم ماعمرك غديتي اخيره
-
ضحكت توقف ومسكت كفه ، وقف عِقد ولفّت وهي ماسكته وابتسم يستنشق عطرها من لفّت ، سحبها لحضّنه ورجع يجلس ونطق :
الليالي مالها وجهٍ ضحوك ومسفهلّي
غير لا منه بدا لي من الحجاز ابتسامه
أنت تقرأ
الهَوى اسّرار وهَواجِيس واحّلام ... والىَ متّى واحّلام وصِلك بعّيده
Fantasyروايتي الثالثة مُكتملة ~ كُتبت بواسطة : الجُّود بِنت آل مطّلق 🪽