واجد

20 1 5
                                    

ورم في قلبي يزداد يومًا بعد يوم من فساد قد انتشر كالوباء في وطني، فأغوى هذا وجراءه ظلم ذاك من فراق قاسي أدمى فتاة وهوى بشاب من خوف لم يفرق بين صغير وكبير من حياة أصبح فيها الناس موتى على قيدها - من بشر كل ما يشغل بالهم انا ومن بعدي الطوفان من شيخ عاث الزمن فسادا في ملامحه وقضى عليه ابنه العاق - من حب تلوث بشهوات الشباب من وطن يمسك أعناقنا بقبضته ويخنقنا كل لحظة أكثر وأكثر من زمن كان الوطن يحميك وتلجأ إليه .
من آفة التفكير اللامتناهي، فبعضنا غارق في الماضي وبعضنا الآخر يسعى لأن يبقى في الحاضر، أما البقية فهم غائبون في أوهام المستقبل، لكن هناك فرق بين الماضى والحاضر والمستقبل ليس سوى مجرد أنهم هلوسة يؤولها عقلنا الأمس واليوم والغد ليسوا متعاقبين بل إنهم متصلون وكأنهم واحد، هم في دائرة لا نهائية تعيد نفسها باستمرار وكذلك كل شيء متصل ببعضه البعض، هل تعلمون لو كان العالم محاكاة سيكون تكرار الأشياء فيه مجرد خللا في المصفوفة، أي أننا نعيش في خلل ما يهم أكثر أتنا نحن نحسن التعامل مع الفراق لأننا مثقلون به ( اسمعتم أن غريق قد خاف من رصاصة انتشلته من عذابه؟ وهل هناك شيء يمكنه إخافة الغريق أكثر من ما هو فيه (!) لأن صفحاتنا نفيض منه نحن معشر الكتاب نملك تاريخا كامل يعج بالمآسي فكيف لنا أن لا نجيد التعامل معه . حن نتغاضى عن الفساد بإغماض ضمائرنا فهكذا اعتدنا .
نحن نترك الماضي ونحتاط من الحاضر ولا ننظر للمستقبل. وكل هذا يخلق ذلك الورم في قلوبنا، نهلك أنفسنا بالتناسي، فهل حقا ننسی ! نحن نحيى في خلل فكيف لنا ألا نمرض، نحن جميعنا مرضى وإني متأكد أن من في المصحات العقلية أصحاء أكثر منا . نندم على تناسينا فتأتي الذكريات فتضرب جراحنا الملتئمة فتعود لتنزف من جديد الفراق والفساد، أصبحا كهذا الألم الأعمى، أصبحا كحلكة هذا الليل لا نستطيع تبديد برودتها التي غزت أرجاء أرواحنا ، إنها تشل حركتنا وتبددنا رويدا رويدا .

دردش مع فيصول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن