.. ليس كل ما في القلب قابل للبوح . هناك ما يولد ويموت، ولا يفصح عنه
. جلال الدين الرومي
من وجهة نظر الكاتب كعادته اتخذ زاوية قصيّة، حيثما يجلس عادةً، رغم أن المكان كان مكتظ بالناس إلا أنه وجد مكانه فارغاً في كل مرة وكأنه مكانالمنبوذين، إلا آخر مرة، منذ وهلة اقتحم المكان على عجل طلب قهوته المعتادة "خليا مثل العادة تقيلة وبوش من فتانه السمراء، داعب قسماتها بكلماته ثم اتجه صوب المنفى لاحت له من بعيد فتاةٌ قد جلست في مكانه، تخلّل قسماته غضب السائل "كيف تجرئين" اقترب ماشياً على رؤوس أصابعه إلى أن أصبح خلفها، هبت نسمةٌ حملت عبقاً منها حركت شيئاً داخله فتراجع عمّا كان سيفعل شدّ كرسيا إلى الجهة المقابلة لها وجلس دون أن يتفوّه بأي كلمة أخرج جريدة اليوم قلب صفيحاتها ثم غرق في القراءة
بمنظور الفتاة ؛ كنتُ أجلس وحيدة وارتشف قهوتي كالعادة لكن اليوم كان الصباح غريبا نوعاً ما، شعرتُ بأن هناك شخصاً يقترب اتجاهي ثمَّ فجأة - جذب كرسياً وجلس دون أن يستأذن أو حتى أن ينضرالي ما لفت انتباهي ندبتان واحدة قد اتخذت من زاوية وجهه اليمنى داراً والأخرى توسّطت وجنته كان هادئا إلا لاحة من غضب كانت بدات تختفي عن قسماته شفتاه مشدودتان داکنتان على ما أظن أنه مُدخن ،شره عيناه لم اتبين لونهما بعد.. لكنها متدرّجة بأظلال اللون البني أخرج جريدة كنت سألقي قهقهة الا اني أمسكت نفسي، نحن في عام 2020 ومازال هناك شاب يقرأ الجرائد !!
قلب صفحاتها ثم أخفى ملامحه خلفها وغرق في القراءة هنا عدت إلى رشدي وانتبهتُ أنه قد اقتحم طاولتي عنوة دون استئذان فدبت فى مشاعرُ الغيظ - مددت يدي .
منظوري
. عندما تخلّل عبقها مسامي وارتشفته مع أنفاسي تأكدت أنه نقس عطر ملاكي الذي فقدت شعرتُ بغصة مما جعلني
أتراجع عن فعل ما أردت، سألتُ أحدهم إن كان باستطاعتي اخذ كرسي فأوماً لي بنعم.. جذبته وجلست أمامها مباشرة لم أنظر لها لكن شعرت وكأنني حقل ألغام يُمشط : من قبل عسكريين . منذ مدة لم أعد أجد هذه الجرائد إلا أني بئت بواحدة .. والآن أطلع عليها، شعرت بحركة غريبة ثم مزقت الجريدة، تجمدت ملامحي لوهلة شعرتُ أنّي أسمع نبضات قلبي والدم الذي يُضخ في عروقي، لم استطع أن أبعد عيناي عن عيناها إنها نفس النظرة .. حركة الرموش.. ولون العينين أكاد أجن إنها ميتة كيف ذلك. انتشلني خيال لخمسة قذائف كانت تتجه صوب وجنتي .
الكاتب :
الصرخات ملأت الكافي نظرات الجميع اتجهت صوب المختلين الذين يجلسان في أقصى المكان، كان يمسك بمعصمها بقوة.
رسمت أصابعه على بشرتها البيضاء، كان قد نجا من كفها باعجوبة، شدّ الوثاق على معصمها ثم سألها ما أنت بفاعلة. قالت صارحة : أفلت يدي إنك تؤلمني سأفلتها لكن كفي عن الصراخ . - ليس من شأنك أفلت يدها على مضض ثم رمقته بنظرة مبتذلة.. ببجاحة المنتصرة قالت له . انهض من هنا لم يجب وجمع بقايا جريدته واكمل القراءة
أرادت أن تصرخ لكن هذه المرة أمسكت نفسها وحاولت تجاهله.
كان يتلصص ملقيا نظرات خاطفة أثناء تصفحه، كانت تفعل هي الأخرى ذات الشيء .
كسر جليد الموقف كلمةٌ سهت من شفتيه .
انسدال من فاهها :
شددت حاجبي فظهر خطان رفيعان بينهما، قلبتُ صفحات الرواية لكن كل انتباهي كان عليه، ثم لسعت وجنتي كلماته المستهزئة - أتنتظرين أحد؟
صفعت الكتاب على الطاولة وأجبته بامتعاض
- ماذا يهمك ذلك ؟
رمی جرائده جانباً وحدق بي كأنه يعرفني منذ دهر، كانت نظراته دافئة، أحسست بأنه يدقق كل حنية وثنية في شعرت بالخجل والارتباك
سألته بتردد: نظراتك تتخلّلها ريبة وكأنك كنت تعلم شيئاً وتبين
لك أنه محض خطأ .
وكأنه لم يسمعني أو لعله كان غارقاً في خيالاته ذاهب العقل - أحسست بانجذاب غريب نحوه لكني حاولت أن لا أبدي ذلك
الا ان يدي مشت حتى..
مشادة لم تجري إلا في خيالي
إنها هي !
لكنها ماتت ؟!
- أعلم ذلك لكنها تمثل أمامي أصدق ما أعلم وأكذب عيناي ؟
- ربما هلوسة لا أكثر.
لسعت يدي حرارة أصابعها عندما عانقت أصابعي فانتشلتني
من خيالاتي وأكدت لي أني لست بمجنون
أردتُ سحب يدي لكن يديَّ لم ترد أن تبتعدا إنها هي مازال
عقلي يكذب. إلا أن ملمس يداها وكل ما فيهما يؤكد أنها هي
سألتها بنبرة مرتجفة من أنت ؟
لا يهم ما اسمي لكن إن كنتَ تسأل ماذا أعمل فأنا طالبة علم نفس
ما اسمك ؟
لا يهم
سحبت يدها خوفا من إفشاء شيء ما ربما .
قلم الكاتب يهذي :
لازالا ينظران إلى بعضهما بشغف إلى ان كسر صمتهما كوب القهوة عندما هوى عليها فسُكبت القهوة ..
صبغت وجنتاها حمرة فاقعة .. عيناها عصفتا ورعدتا لكن لم تمطرا لأنها تمالكت نفسها، بحثت عن مناديل بحقيبتها فلم تجد سارع هو بجريدته المرمية قربها اراد ان يقدم المساعدة انصاعت لحركته، ثم سارعت إلى دورة المياه سكبت من الماء ما استطاع أن يخفّف تورد وجنتاها وانتفاخ عينيها . عادت إليه لكن هذه المرة قالت له نظراتك غريبة انعرف بعضنا البعض! ..
صفعة على يساري.. عندما نطق اسمها قبض قلبي وكيت نفسي شعرت أن أحداً قد انقض على عنقي وبدأ. يخنقني شعرت بخدر يصيب أطرافي وأني فقدت السيطرة عليها، صاحبها ألم دب بصدغي ،أرداني أرضاً إلا أني ما زلت جالسة وأكابد كل ذلك ربما أول ما شعرت من لألأة عيناي سعيت لأتمالك نفسي أيعقل ذلك؟ أم أني أهذي - عزفت شفتاه أغنية أخرى . فهطلت ترنيمة بثت برودة الموت في جسدي فرقص خصري وداعاً لها
. رعشة عيناها أم انشقاق روحي ؛
رأيت الجزع يتوغل لا بل إنه ينتشر من داخلها ليظهر جلياً في عينيها، ماذا حصل كل ما قلته رهف .. نعم إنها تشبهها حتى أني أستطيع أن أجزم أنها هي لو لم أشهد وفاتها بنفسي ؛
قالت لي بحيرة صفها لي
شعرت أن جريان الدم قد تباطئ في عروقي وحلقي جف استللت. سيجارة اشعلتها فأخذتُ رمقاً منها علي أصحو، ثم تهاطلت دموع لساني لتصفها : بيضاء كندفة ثلج في عرض السماء لم تطأ الأرض بعد . شعرها كستنائي كتلك الخصلات التي تتدلى لتلامس خصرك . عيناها شهل كالعسل، لا بل كخيوط الشمس وقت الغروب وأحياناً كالقهوة التي ترتشفين
كنتُ أختلس نظراتٍ أراقب فيها قسماتها وتقلباتها، أرى فيها ألمي لا بل انكساري
رکام گنس بریشته ؛
أرادت أن تبكي لكن لم ترد أن تفضح نفسها، خانتها يداها وعادت لتعانق يديه، التقت الأصابع فبرقت سماء وجهيهما.
مرت سنين كانت هنئة ثم فجأة تحولت لعجاف .
هطلت أول دمعاتي فرسمت مسارا حتى شفتي .
هنا تجمدت حواسه !
خذي من عمري لكن لا تبكي ؛
عندما رأيتها تبكي شعرت بأن أطرافي ستبدأ بخيانتي فأسرعت الأربت على يديها واسالها عن حياةٍ وربما خطأ قد اقترفته . استجمعت شتات نفسها وقالت :
رهف .
أشلاء قد رمّمت ،
وقف مذهولاً لما سمع وكأنه لم يصدق ! رجاها أن تعيد ما قالت فراد ذهوله، حركت كرسيها بحيثُ أصبحت محاذية له ثم باحت
كنت وما زلت كما أخبرتني به عنك شخص كتوم مستفز لكن عيناك سريعتا الترقرق قلبك ضرير - توقفت قليلا ثم نطقت قائلة بنبرة تخللها الضحك ؛ لم تخبرني انها احبت عجوزا، شعرك اشتعل شيباً كيف أحبتك أختي لا أعلم !!
ثم ضحكت وكان هموم الدنيا انقشعت عندما هزت حواسي ترنيمتها تلك .
ألف انتصبت وشين آلت آن ،تختفي تاء انبسطت الرؤياها وقاف قربتني من ذكرى تزرعني ألماً- تاء تأن لها لكن عجز لساني أن يجمعها .
ماذا قلتي ؟! هل قالت لكِ أنها تحبني ؟!
لا لم تكن تحبك !
- أتتلاعبين بي ؟!
كانت مهووسة بك ايها الأحمق ! كانت قد قرأت عيناك مراراً وتكراراً، العاشق لا يحتاج لكلمة يحتاج لبصيص يلمع بعيني
محبوبه -
حدثيني عنها
لم يخلو حديثنا منك أو من رائحتك !
انا نادماني لم اجر على البوح !
- لا تندم لم تكن تحتاج لأن تبوح، كانت ستبادر وتسرق أول قبلة لها من ثغرك القاني، لكن القدر شاء أن توارى الثرى .
احببتها
- تعلم وأعلم
- شكراً لك !
- بل شكراً لك كنت أريد أن ألتقي بك لكنك اختفيت فجأة !
- أسف لقد كنت خائف .
- لا عليك لكن في المرة القادمة بح.. لا تتردد.
أنت تقرأ
دردش مع فيصول
Nezařaditelnéتحدي المللللل احلا عالم انتووووو حبك وضوح ........ بدايته خفقان قلبي له من اول نظره وليس له نهايه لأنك مازلت في داخل هذا القلب حبك مســـــــافه........ طريق وردي يزهو به العمر وان طال السفر حبك ســــــــــهر......... ليله قصير معك وطويل ممل في البعد...